مقارنة بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117803 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3622 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أحكام فقهية وقعت في مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-01-2021, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي مقارنة بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن الكريم

مقارنة بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن الكريم

مصطفى أحمد الزرقا



الفرق عظيم جدا بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن في طريقة البيان العربي . فبينهما شقة واسعة لا يشبه أحدهما الآخر لدى أهل البصر باللغة وأساليبها ، وبالمأثور المألوف من بيانها قديمه وحديثه .

وإن هذا التفاوت الكبير في الأسلوبين إذا أنعم الإنسان فيه النظر وكان ذا ملكة بيانية لا يترك لديه مجالا للشك والريبة في أن الحديث النبوي والقرآن صادران عن مصدرين مختلفين .

فالحديث النبوي كما سنرى في نصوصه التي سنعرض أمثلتها قريبا جاء كله على الأسلوب المعتاد للعرب في التخاطب ، تتجلى فيه لغة المحادثة والتفهم والتعليم والخطابة في صورها ومناهجها المألوفة لدى العرب ، ويعالج جزئيات القضايا والمسائل ويجيب عنها ، ويحاور ويناقش كما يتخاطب سائر الناس بعضهم مع بعض . ولكن يتميز من الكلام العربي المألوف بأن فيه لغة منتقاة غير نابية . وأن فيه إحكاما في التعبير وجمعا للمعاني المقصودة بأوجز طريق وأقربه دون حشو ، مما استحق به التسمية بجوامع الكلم . فهو كلام عربي من الطراز المعتاد المألوف ولكنه على درجة عليا من أساليب البلغاء المعهودة .

أما أسلوب القرآن فهو أسلوب مبتكر لا يجد الناظر فيه والسامع شبيها له فيما يعرف من كلام العرب وأساليبهم . يعالج الكليات ، ويفرض الأحكام ، ويضرب الأمثال ، ويوجه المواعظ ، في عموم لا تشبهه العمومات المألوفة ، وخطاب فيه من التجريد ما يجعل له طابعا منقطع النظير .

وإذا أخذ كتاب تاريخ وقورن بما في القرآن من قصص تاريخي لما وجد أيضا بينهما شبه في الأسلوب ولو أنهما عالجا قصة واحدة .

ولو أخذ كذلك كتاب مواعظ وأخلاق وقورن بما في القرآن من مواعظ لما كان بينهما أيضا شبه أصلا في الأسلوب ولو اتحد الموضوع .

وهكذا لا يمكن أن يجد الباحث كلاما أو كتابا في اللغة العربية يمكن أن يتحد أو يتشابه أسلوبه وأسلوب القرآن . فهو صورة جديدة مبتكرة في البيان العربي جارية على قواعد العرب وطريقتهم في التركيب ، ولكنه يختلف عنها كل الاختلاف فيما نسميه بالأسلوب ، بحيث إنك لو خلطت سورة أو جملة آيات بمجموعة أخرى من كلام العربي لاستطعت أن تميزها منها بسهولة .

( أما الحديث النبوي فأسلوبه يختلف كل الاختلاف عن أسلوب القرآن ويمكن أن يشتبه أسلوبه بأساليب البلغاء ولذلك كثيرا ما توضع الأحاديث كذبا على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث لفظها ومعناها على السامع العادي ولهذا كان التحقق عن صحتها لدى رجال الحديث يكاد ينحصر في البحث عن السند ) .

ومن المسلم به لدى أهل البصر الأدبي أنه من المتعذر على الشخص الواحد أن يكون له أسلوبان في بيانه يختلفان اختلافا كبيرا أحدهما عن الآخر ويجري كل منهما في ذاته على نسق متشابه لا يختلف في درجة بلاغته وطريقته ، ويختلف عن أسلوبه الآخر اختلافا كليا ، فهذا مما لم يعهد في التاريخ الأدبي المعروف . بل إذا أراد أحد الكتاب أن يخرج عن الأسلوب الذي هو متميز فيه إلى أسلوب آخر فلا بد أن يظهر فيه التكلف ، ولا يمكن أن يتقن ذلك الأسلوب الثاني ، فما بالك بهذا التفاوت الكلي بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث ؟ .

فمن يتوهم من الأجانب أن القرآن هو مجموعة من تأليف النبي عليه السلام إلى جانب أحاديثه إنما منشأ وهمهم هذا عدم إمكانهم أن يتذوقوا الفارق العظيم بين الأسلوبين لكي يعرفوا إمكان وحدة المصدر فيهما أو اختلافه .

هذا الاختلاف الواسع المدى بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث النبوي الذي يوجب الحكم باختلاف مصدرهما يتجلى واضحا لكل ذي إدراك في الأسلوب العربي وذوق في لسان العرب من المقارنة بالأمثلة الواردة منهما في موضوع واحد .

فلو أننا أخذنا من القرآن آيات ، ومن الحديث النبوي أحاديث في موضوع تلك الآيات نفسه ، لرأينا بهذه المقارنة من اختلاف الأسلوبين الحاكم باختلاف المصدر ما فيه البرهان الكافي :

1 - فلنأخذ مثلا قول الحق جل وعلا في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ


ولننظر مقابله في المعنى نفسه قول النبي عليه الصلاة والسلام .

لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم .

2 - ولنأخذ مثلا في موضوع الإخاء في الدين قول الله العظيم في سورة الحجرات :

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ


ولننظر مقابله في نفس المعنى قول النبي عليه السلام .

المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه .

ومعنى ( يسلمه ) أن يتركه لعدوه فلا يحميه ولا يمنعه منه .

3 - ولنأخذ أيضا قول الخالق العظيم في موضوع الإخاء الإنساني العام والتآلف والتفاضل والصلاح ، لا بالعرق والنسب ، ولا بالمال والنسب :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ


ولننظر في المعنى نفسه أقوال النبي عليه السلام التالية .

أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى .

من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه .

المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف .

4 - ولنأخذ أيضا قول الله سبحانه في ارتباط صلاح الحياة الاجتماعية بنظام العقوبة على الجنايات :

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ


ولننظر في مقابله قول النبي - عليه السلام .

إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا .

5 - ولنأخذ أيضا قوله سبحانه في وجوب أداء الأمانة والحكم بالعدل :

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا


ولننظر في مقابلة أقوال النبي عليه السلام .

أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك .

ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبه الله في النار .

لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق ولا يأخذ الضعيف حقه من القوي غير متعتع .

وهكذا إذا تقصينا الموضوعات والمعاني التي وردت في القرآن وفي الحديث معا نجد بينهما في الأسلوب العربي هذا البون الكبير الذي يجزم معه كل ذي بصر وإنصاف أن شخصا لا يمكن أن يصدر عنه هذان الأسلوبان معا ، ولكل منهما طابعه الخاص البعيد كل البعد عن الآخر ، وكل منهما في ذاته وفي جميع أمثلته ونصوصه متشابه لا يختلف ، بل يجري على غرار واحد فيحافظ على طريقته المتميزة ، وعلى اختلافه عن غيره ذلك الاختلاف الكبير .

وإنه ليتجلى من هذه الأمثلة المقارنة ومن نظائرها ما أشرنا إليه آنفا من أن أسلوب الحديث النبوي هو أسلوب التخاطب العادي المألوف بين العرب في بيانهم وأحاديثهم ومحاوراتهم وحكمهم وأحكامهم ووصاياهم ، ونصائحهم ، لا يخرج عن هذا السنن المألوف بينهم ، وإنما يمتاز بأنه من جوامع الكلم ومن حكيم البيان وفصيح اللغة ، وبخلوه من الحشو ومن الصور الخطابية العاطفية التي تعتمد على العاطفة وحدها دون العقل .

وبتعبير آخر : أنه يتجلى في أسلوب الحديث النبوي العقل الناطق بأبلغ وأوجز تعبير معتاد . أما أسلوب القرآن فيتجلى فيه الابتكار الذي لم يعهد له مثيل ، ولا يشبهه شيء من كلام العرب في طرائق بيانه ومناهج خطابه .
يتبع







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.69 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]