نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اشتدي أزمة تنفرجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الذكاء الاصطناعي من منظور إسلامي: فرص وتحديات أخلاقية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          العدائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031742 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307941 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126789 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-06-2020, 08:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,671
الدولة : Egypt
افتراضي نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم








الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس


الخطبة الأولى

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستغفره، ونثني عليه الخير كله، أسدى إلينا نعمًا غداقًا، وأولانا مِنَنًا دفاقًا، سبحانه هو أهل المجد والثناء وجوبًا واستحقاقًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نروم بها من الجنان تبوُّؤًا ولحاقًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أزكى البرايا محتدًا وأعراقًا، وأظهرهم شمائلَ وأخلاقًا، وأسماهم سيرةً عمَّت الدُّنا إشراقًا، صلوات ربي وتسليماته تترى عليه إجلالاً لعظيم حقه ووفاقًا، وعلى آله وصحبه الناصرين لمحجته تنافسًا واستباقًا، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ اقتداءً واشتياقًا، أما بعد.



فيا عباد الله:

أكرم الوصايا الشريفة، والعظات المنيفة: الوصية بتقوى الله عز وجل ألا فاتقوا الله رحمكم الله واعلموا أن تقواه تعالى سبيل لنصرة السنة، ومرقاة لأهالي الجنة، وهي دون الأهواء والمحدثات جُنَّة، وبرهانٌ للمحبة الصادقة ومئنة، وخير زاد للقلوب المطمئنة: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].



أيها المسلمون:

لطالَما عاشتْ أرجاء المعمورة كلُّها قبل البعثة المحمديَّة حياةً مقطعةَ الروابط الاجتماعية، في بأوٍ وعنجهية، وضلالاتٍ ووثنية، تحيا في طغيان وتباب، ممزَّقة الإهاب، مشتتة الجناب، إلى أن أشرقت البعثة النبوية، على صاحِبِها أفضل صلاةٍ وأزكى سلامٍ وتحية، فنقلت العالم بفضل الله إلى مهاد التَّوحيد والحياة الإنسانيَّة، والحق والعدالة الربانية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45 - 46]، فوسع نور رسالته الغراء الأنحاء، وعمَّ فضلها الأرجاء، وائتلفتْ دولةُ الإسلام وامتدَّتْ، واستوثقتْ مرهوبةً دهورًا واشتدت، تنهل العالم الصدآن جمال الحق والعدل والسلام والهدى، ورونق الكرامة والعزة إلى أقصى مدى، فلله المحامد كلها، على هذه المنة العظمى والنعمة الكبرى.



سُبْحَانَهُ أَعْطَاكَ خَيْرَ رِسَالَةٍ

لِلْعَالَمِينَ بِهَا نَشَرْتَ هُدَاكَ



مَاذَا يزِيدُكَ مَدْحُنَا وَثَنَاؤنَا

وَاللهُ فِي القُرْآنِ قَدْ زَكَّاكَا






معاشر المسلمين:

لقد اقتضت حكمة المولى جل جلاله أن يكون صاحب هذا الفضل المخصوص، والمقام العلي المنصوص إمام الأنبياء، وسيد الحنفاء، محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه صاحب الغرة والتبجيل، الموحى إليه بالتنزيل، والمؤيَّد بالمَلَك جبريل، والمنوَّه به في التوراة والإنجيل.



هَاكَ الحَبِيبُ مزاجه أَشْوَاقُ

وَقَفَ الحَبِيبُ فَكُلُّنَا سَوَّاقُ



عَنْ قَلْبِهِ، عَنْ حُبِّهِ، عَنْ لُطْفِهِ

عَنْ كُلِّ مَا قَدْ جَادَتْ الأَخْلاقُ



طُوبَى لِمَنْ عَنْ نَهْجِهِ لَمْ يَغْفَلُوا

يَوْمًا وَذَاقُوا فِي الْهَوَى مَا ذَاقُوا






وما خصَّ الله به نبيَّه صلى الله عليه وسلم من الفضائل والمناقب، والاصطفاء والاستباء الثاقب، لا تستقلُّ به اليراعات والمحابر، ولا الطروس والمزابر؛ بل تفضح به مجلجلةً على الدوام المنائر، وتهتزُّ له أعواد المنابر: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].



إخوة الإيمان:

وبِمُقْتَضى ذلك المقام الباهر، والفضْلِ العالي الزاهر، للرَّحمة المهداة، والنعمة المُسداة، ومع ما تطاير من كيد الأعداء ولؤْمِهم، حتى نعقوا بالحقد نعيقًا، وامتلأتْ قلوبُهم بنار الكيد حريقًا - آن الأوان خِلالَ هذه الهجمات التي لاحقتنا، والأوضاع التي أرَّقتنا، أن نتعرف موقعنا الحقيقي من جناب نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم اهتداءً وسنةً، وسيرةً ونصرةً، واقتداءً ومسيرةً، في زمن تعيش فيه الإنسانية عصرًا ماديًّا مظلمًا، وإفلاسًا روحيًّا معتمًا، وتهتُّكًا أخلاقيًّا مضرمًا؛ حيث تنكرت كثير من المجتمعات لأصول الشرائع السماوية، وعبثت بالمُثُل القِيَمِيَّة، والأعراف الدُّوَلية، وتجرأت بكل سفاقة وفدامة على أعظم البرية، صلوات ربي تترى عليه بكرةً وعشية.



وفئامٌ يعيشون أسقامًا فكرية، جنحوا إلى تحريف مراد السنة والسيرة، واقتضبوا فهمها اقتضابًا؛ فغدوا في هامة الأمة – والهفتاه - سيوفًا عضابًا، وألسنة حسرة غضابًا، وفي خضم ذلك كله، ما أقذَرَ القلوب الواعية على اختلاف مشاربها ومنازعها، وتباين أفكارها وأمصارها، وهي تنشد كرامة الإنسانية، وأمن الحضارة والمادية، أن تهرع بكل طاقاتها؛ انتصارًا لعظمة نبي الرحمة البهية، والأخلاقية السنية، وكيف لا يكون ذلك والمولى سبحانه يقول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].



أمة الانتصار، أحبة الحبيب المختار، صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار:

وتأصيلاً لحقيقة النصرة وتفصيلاً، وتآزرًا وتفعيلاً – لا بد من التأكيد على أن النصرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم منهج شرعي مدى الحياة، ومعتقد رباني حتى الوفاة، وثبات على هديه عليه الصلاة والسلام من غير تبديل، ووفاء لسنته صلى الله عليه وسلم من غير تأويل، وسنلقى النتيجة البهيجة، والحصيلة الأريجة، إذا تجاوزت الأمة حيز الانفعال إلى التحقق والفعال، يوضح ذلك منهج سلفنا الصالح رحمهم الله امتثالاً لقوله سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21]، وقوله عليه الصلاة والسلام: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة"؛ خرجه أهل "السنن" من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.



يقول القاضي عياض رحمه الله: "ومن محبته صلى الله عليه وسلم: نصرة سنته، والذَّبُّ عن شريعته".



ويقول الزهري رحمه الله: "الاعتصام بالسنة نجاة، ولا يتم ذلك إلا بتجريد الاتباع، ونفي الابتداع ببُعْدَيْه الإيماني والعملي".



وقال العز بن عبدالسلام رحمه الله: "فيا سعادة مَنِ اقتدى به، واستنَّ بسيرته، وأخذ بطريقته، وامتلأ قلبه بمحبته، في دق ذلك وجله، وكُثره وكُله"؛ إذ ليس ارتباطنا برسولنا وقرة أعيننا عليه الصلاة والسلام رهين مناسبات وأويقات، ولا هو بتغنٍّ بشمائل ومعجزات، ولا مدائح مجردة تفديه بالنفيس والمُهَج؛ بل هو قَفْوٌ للأثر بصحيح الآثار والحجج، واتِّباعٌ وحب، ونُصرة وذَب.



مَنْ جَاءَ بِالدِّينِ الحَنِيفِ مُخَلِّصًا

فَلَنَا بِقَفْوِ سَبِيلِهِ إِنْ جَاحُوا



هَذَا الكِتَابُ المُسْتَبِينُ وَمِثْلُهُ

سُنَنٌ حِسَانٌ تُحْتَذَى وَصِحَاحُ






أمة الإسلام:

إنه لا صلاح لحال، يستتبع صلاح العقبى والمآل، إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، على منهج سلف الأمة، وتمثل الميراث المحمدي الخالد في جوانب حياتنا كلها؛ السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والفكرية، والإعلامية والتعبدية، كي يكون دون ضعفنا، ودون مطاعن الأعداء درعًا واقيًا، ودون الخرافات والمحدثات حصنًا أشم باقيًا، وإن تطيعوه تهتدوا، ومن ذلك - قيامًا بشرط الإيمان به، الموجب لحبه، وتوقيره ونصرته صلى الله عليه وسلم -: استحثاث جيلنا الصاعد، ونشأنا الواعد، بل العالمين أجمعين لتعظيم قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومعرفة شمائله وخصائصه وفضله على جميع الناس، وبيان شرعه الذي ليس به التباس، والتمسك بسنته الزكية، وتمثلها حالاً ومقالاً، لفظًا وفعالاً، تعلمًا وتعليمًا، وحفظ سيرته عمليًّا ومنهجيًّا، وجعلها مهوى أفئدة المسلمين ونجوى ضمائرهم؛ عبر المدارس والجامعات، والهيئات والمؤسسات؛ كي ترقِّينا حضاريًّا وعلميًّا، وروحيًّا وأخلاقيًّا؛ لأنها المنهج الذي تفرَّع عن أرسخ سيرةٍ عرقًا، وأطيبها سنة عَبَقًا وعِبْقَا، وتلك هي النصرة الحقيقية التي نتمثلها تفسيرًا عمليًّا في قول المولى جل شأنه: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، والتنادي بذلك، وشحن الهمم في كل محفل، في مؤتمرات القمم، وهيئات الأمم، بكل عزٍّ وإباءٍ وشمم.



أَنْشَأْتَ مَدْرَسَةَ النُّبُوَّةِ فَاسْتَقَى

مِنْ عِلْمِهَا وَيَقِينِهَا الأَبْرَارُ



هِيَ لِلْعُلُومِ قَدِيمِهَا وَحَدِيثِهَا

وَلِمَنْهَجِ الدِّينِ الحَنِيفِ مَنَارُ






فهل بعد ذلك يصح يا أمة النصرة أن نحفظ الهدي المحمدي المبرور في السطور والصدور، ولا يكون إلا أبعد ما يكون، عطاءً نوَّارًا في الشعور، أو أن نعرفه دواوين وأوراقًا، ونهمله قيمًا ومثلاً وأخلاقًا، أو نتعرف إليه أيامًا ونهجره عامًا، أو نتيه به نغمًا وكلامًا، ويُجْفَى شِرعةً حياةً وأحكامًا!!
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.66 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]