الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15406 )           »          الثقافة والإعلام والدعوة في مواجهة الغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          أساليب نشر العلمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3619 )           »          الصوابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القوامة الزوجية.. أسبابها، ضوابطها، مقتضاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 32 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 11309 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5624 )           »          أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 76214 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,968
الدولة : Egypt
افتراضي الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ

الطفلُ الأوّلُ وأغرارُ التربيةِ
د. عبد المجيد البيانوني




للطفل الأوّل في جميع الأسر منزلة خاصّة ، ومكانة متميّزة ، وتبعاً لذلك فمن المفروض أن يتلقّى تربيةً متميّزة ، ولكنّ الواقع أنّه يتلقّى تربية ليست على المستوى المطلوب ، لأنّه يكون حقل تجارب الوالدين المبتدئين ، ومن ثمّ فإنّه يتلقّى تربية قاصرة ، تعاني من تشوّهات كثيرة ، فقد تجنح ذات اليمين ، فتكون مفرطةً في الشطط ، وترك حبل الطفل على الغارب ، وقد تجنح ذات الشمال فتكون موغلةً في الشدّة والضغط ، والمحاصرة للطفل من كلّ جانب ، فتكون شخصيّته ضعيفة مضطربة .. وفي كلتا الحالتين ، فإنّ الطفل الأوّل الذي يتمتّع بتلك المنزلة الخاصّة عند كلا الوالدين يكون ضحيّة هذا السلوك المتطرّف نحو أحد هذين الاتّجاهين ، ويكون مَيدانَ تجارِب ، لمختلف الأفكار ، والاتّجاهات ، والنظريّات ..

وهذه الملاحظة تكاد تكون عامّة أو غالبة ، وكثير من الآباء يشعر بالتقصير عندما يتقدّم به العمر ، وتنضج تجربته التربويّة ، ويتذكّر ما كان عليه من مواقف ، فيتمنّى لو تهيّأ له من يأخذ بيده ، ويرشده إلى منهج الحقّ في التربية ، بما يكفل لأولاده حسن النشأة وسلامتها .. وربّما استغرب مواقفه حتّى لم يكد يصدّقها ، وقد كان قبلاً شديد الحماسة لها ، والتمسّك بها ..

فالزوجان يصبحان مع إطلالة الطفل الأوّل أباً وأمّاً ، وهما في هذا الباب أغرار مستجدّون ، مهما قرَءوا مِن الكتب ، وتعلّمُوا ودرسوا ، فالخبرةُ العَمَليّة قلّما يعيها الإنسانُ ، ويقدِّر أبعادها إلاّ من خلال التجربة الذاتِيّة .. وكثير منَ الأفكار البرّاقة التي نَطْربُ لسماعها تكون خفيفةَ الوزنِ ، ضعيفة الأثر عندَما توضع على محكَّ التجرِبة والواقع .. وربّما زادت الهُوّة ِاتّساعاًَ بينَ الطرَفين عندما يحملُ أحدُهما أو كلاهمَا أفكاراً نظريّة برّاقَة ، يظنّها مسلّمات قطعيّة ، يَتحمّس لها ، ويخاصم عليها صاحبه ، ولا يتقبّل أيّ حوار حولها ..

وهذه الملاحظات بما يتّصل بها من نتائج وآثار تدلّ على أنّ أكثر المُقدِمين على تحمّل مسئوليّة التربية ينقصهم العلم الضروريّ ، والتجربة المُرشِدة ، كما ينقصهم التأهيل بدورات توعية تربويّة ، تضعهم على الطريق الصحيح في التربية ، وهم بحاجةٍ ماسّة إلى ذلك كيلا يكرّروا أخطاء من قبلهم ، ولا يبدءوا من نقطة الصفر دائماً ..

وإنّ ممّا لاشكّ فيه أنّ من أهمّ ميّزات الحياة الاجتماعيّة أنّ الأبناء يتعلّمون من تجارِب الآباء ، وأنّ التواصل بين الأجيال يعني نموّ الخبرات ، وتطوّر الوسائل ، وتجدّد الأساليب ، وما لم يعِ الجيل الناشئ تلك الحقيقة فإنّه سيظلُّ يرى في نفسه الاستغناء بعلمه وذكائه وقدراته ، عن الاستعانة بعلم الآخرين ، وخبرتهم في الحياة وتجاربهم ، وسيظلُّ يقفُ عندَ بعض معلوماتِه التربويّةِ المتواضعةِ وقفة الإصْرار ، التي تقفُ سدّاً مَنيعاً دونَ تقبّلِ أيّ فكرةٍ أخرى أو حوارٍ وهنا مكمن الخطر والداء ..

وهنا أجدُني بحاجة إلى أنْ أقدّمَ لأغرار التربيةِ ثلاث نصائحَ مهِمّة :
الأولى : لابدّ لَهم مِن البحث عنِ الخبرة التربويّة والسعي إليها ، إذ الخبرة التربويّة الموثّقة تمنحهم سنوات من العمر ، وتختصر لهم مراحل من التربية .

والثانية : لابدّ لَهم مِن القراءة التربويّة الهادفة ، التي تبنِي شخصيّتهم ، وتصحّحُ معلوماتهمْ .

وَأخيراً : لابدّ لَهم مِن الحوارِ البنّاء فيما بينهم ، وليختلفوا في الرأي مَا شاءوا ، ولْيَتَحمّسوا لمواقفهم كما أرادُوا ، ولكنْ دونَ تعصّب وانغلاق ، وستعلّمهمْ مدرسة الحوار البنّاء دروساً مُمتعة ، لا تنسى مدى الحياة .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.23 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]