المنهج الرشيد في استقبال العام الجديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يقظة الضمير المؤمن وموت قلب الفاجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 10521 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 9710 )           »          استقلال مالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أخلاق عالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الانتقام للنفس منقصة، ولله كمال وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البشريات العشر الثالثة للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العالم المؤرخ المحقق جوزف فون هَمَر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 308 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 602 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-02-2020, 10:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,853
الدولة : Egypt
افتراضي المنهج الرشيد في استقبال العام الجديد

المنهج الرشيد

في استقبال العام الجديد


الشيخ حسين مسعود القحطاني
مع بداية عام جديد يحسُن التذكير في أن يكون لنا منهجٌ رشيد وخطوات مدروسة فيما يتعين علينا فعله ونحن نستقبل هذا العام الجديد، فاستقبال الأمة لعام جديد هو بمجرده قضية لا يستهان بها، وإن بدا في أنظار بعض المفتونين أمراً هيناً، ومن هذا المنطلق كانت هذه الوقفات المنهجية في استقبال هذا العام:

أولاً: (الاعتبار بمرور الأيام):
فإن عجلة الزمن تدور، وقطار العمر يمضي، وأيام الحياة تمر، فمن منّا يتأمل في ذلك جيداً، ويعتبر بما يجري، فالاعتبار مطلبٌ شرعي، أمرنا الله تعالى به في كتابه الكريم فقال سبحانه: ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

تفكروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم وإنّ كل يوم يمر بكم، بل كل لحظة تمر بكم فإنها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة وإن هذه الأيام والليالي خزائن لأعمالكم محفوظة لكم شاهدة بما فيها من خير أو شر، فطوبى لعبد اغتنم فرصها فيما يقربه إلى الله، وطوبى لعبد شغلها بالطاعات واجتناب العصيان وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلبات الأمور والأحوال قال تعالى ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44] قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك).

نسير إلى الآجال في كل لحظةٍ
وأيامنا تطوى وهن مراحلُ


ألم تروا إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها وتغرب في مغربها فإن في ذلك أعظم اعتبار في أن طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما هي طلوع ثم غروب وزوال، ألم تروا إلى القمر يطلع هلالاً صغيراً في أول الشهر كما يولد الأطفال ثم ينموا رويداً رويداً كما تنموا الأجسام حتى إذا تكامل في النمو أخذ في النقص والاضمحلال وهكذا عمر الانسان سواء بسواء فاعتبروا يا أولي الأبصار.

إن العقلاء والحكماء من الناس ليتبصرون في مضي الدقائق والساعات والليالي والأيام، ويعتبرون بما فيها من مواعظ وأحداث وفوات، فيقررون استغلالها فيما ينفعهم، فإن كل ماضٍ قد يُسترجع إلا العمر المنصرم، فإنه نقص في العمر، ودنٌّو في الأجل.

دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له:
إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني

فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها
فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني


قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله و إنا إليه راجعون.

قال الفضيل: أتعرف تفسير قولك: إنا لله و إنا إليه راجعون!!

إن من علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، فليعد للسؤال جوابا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وما بقي والأعمال بالخواتيم.

إن الفرح بقطع الأيام والأعوام دون اعتبار وحساب لما كان فيها ويكون بعدها هو من البيع المغبون، فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعد لغده.

ثانياً: (التفاؤل والاستبشار بالخير):
ما أجمل ونحن في بداية هذا العام أن نتفاءل بالخير, ونستبشر بأن قادم الأيام أفضل، وأن ننطلق بروحٍ جديدة، روح التفاؤل والتحدي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يعجبه عليه الصلاة والسلام الفأل الحسن ويكره الطيرة" رواه ابن ماجة والحاكم، بل ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أبعد من ذلك فقال كما في حديث أبي هريرة "إذا قال هلك الناس فهو أهلكهم" رواه مسلم

كانت نظرته عليه الصلاة والسلام للمستقبل نظرة تفاؤل، نظرة تبعث الأمل في النفوس، مع أنه مّر به من المحن والمصائب والنكبات والآلام الشيء الكثير، فلم يُعرف أن الظروف غيّرته أو اصابته بالملل، بل كلما استحكمت حلقاتها ازداد تفاؤلاً وتشوقاً للنصر، وها هو صلى الله عليه وسلم يغضب عند غياب التفاؤل عن بعض أصحابه في وقت اشتداد الأزمة، فعن خباب بن الأرّت - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا: ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال: "كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". رواه البخاري.

لقد كان صلى الله عليه وسلم يستصحب التفاؤل في كل أحواله، ويستشرف المستقبل جيداً بروح طموحة متفائلة، كارهاً للتشاؤم، ناظراً لقادم الأيام بنظرةٍ ثاقبة، عن عائشة أنها قالت للرسول عليه الصلاة والسلام: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: "لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت - وأنا مهموم - على وجهي فلم أفق إلا في قرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم". قال: "فناداني ملك الجبال فسلّم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا". متفق عليه.

أخي الكريم:
ابتسم للحياة، واستنشق عبير التفاؤل، وابدأ عامك متحرراً من الكآبة والسآمة، وتوشح وشاح العزم والأمل، واسمو بنفسك عالياً، ولا تقطع الأمل بربك فإن بيده مقاليد الأمور كلها، وقديماٍ قيل (تفاءلوا بالخير تجدوه).

والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً

هو عبءٌ على الحياة ثقيل
من يظنُّ الحياة عبئاً ثقيلاً

أيها الشاكي! وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلا


ثالثاً: (التخطيط السليم للأعمال):
لا شك أخي الكريم أنك تدرك أنّ للنجاح وسائل موصلة إليه بإذن الله تعالى، ولا يمكن أن تكون ناجحاً بدون تلك الوسائل، ولكي تكون ناجحاً لا بد لك من التخطيط السليم لنشاطك ووقتك، حيث لا يخفى علينا أهمية التخطيط في نجاح الفرد في دراسته أو عمله بخاصة أو حياته بعامة.

بل لو جئت تتأمل في مناهج الناجحين في الحياة لوجدتهم من أكثر الناس تخطيطاً لأعمالهم وحفظاً لأوقاتهم.

إن غياب عنصر التخطيط عن حياتنا في جميع اتجاهاتها هو من أبرز عناصر الفشل فيها، والبراءة من هذه العلة ليست عسيرة، ولا تحتاج إلى طبيب ولا مهندس، كل ما تحتاجه التفاتة إلى ما يجب أن نفعله، أو حتى ما نود أن نفعله، فنجلس له، ونحدد الهدف منه بدقة، ثم نُخضع له كل قوانا من أجل التخطيط الذي قد يستغرق منا زمنا.. هو به جدير ولا شك. ولكن - والسؤال للأفراد - هل وضعنا في اعتبارنا ونحن نخطط لهذا العام مسألة (قربنا من الله) هل سألنا أنفسنا كيف هي أحوالنا مع الصلاة؟ هل راجعت نفسك مع عمود الدين؟ وهل وقفت مع أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة؟ تلك التي بصلاحها صلح سائر العمل وبفسادها فسد سائر العمل هل نصلي بخشوع تام أو على الأقل حاولنا تحصيل ذلك؟ أم لا نزال ننقرها نقرا؟!هل صليناها في وقتها؟ وهو العمل الذي يعتبر من أحب الأعمال إلى الله أم أننا أديناها خارج وقتها؟ ثم ماذا عن السنن والرواتب؟ هل وضعنا في تخطيطنا لهذه السنة القرآن كتاب الله العظيم وتلك المعجزة الخالدة.. الكتاب الذي تراه أعيننا ليل نهار في المساجد والمنازل والمكاتب هل حاولنا تأمله وتدبره هل تأملنا قوله تعالى ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، وهكذا بقية الأعمال..


قد يتساءل أحدهم عن مدى أهمية التخطيط في الحياة فنرد عليه ونقول له أن التخطيط أمر حتمي في الحياة لا غنى عنه، فالشخص الذي نجح في وضع رسالته ورؤيته في الحياة لا بد وأن يحول هذه الرؤية إلى أهداف واضحة ثم يضع خطة محكمة لتنفيذ هذه الأهداف وذلك لأنه يريد أن يتوجه بكل قوته نحو هدفه مباشرة ويريد الوصول بأسرع وقت ممكن ولا يكون ذلك إلا بالتخطيط لهذه الجهود قبل عملها وكما يقول براين تريسي "كل دقيقة تقضيها في التخطيط توفر لك 10 دقائق في التنفيذ، وهذا يعطيك 1000% من العائد المستثمر من بذل الطاقة".

ولذلك فالتخطيط هو خير معين لك للنجاح في الوصول إلى أهدافك وكما تقول الحكمة "ليس تحديد الهدف هو أهم ما في الأمر، الأهم هو خطة السعي وراء تحقيقه والالتزام بهذه الخطة" بل هو أساس النجاح وكما هي الحكمة الشهيرة التي تقول: إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل".

ويذهب أحد حكماء الإدارة ستيفن إيه برينان إلى أبعد من ذلك حيث يجعل التخطيط هو السبيل الأوحد للنجاح فيقول "يمكننا الوصول إلى أهدافنا فقط من خلال خطة نعتنقها بشدة ونعمل على تنفيذها بقوة ليس هناك طريق آخر إلى النجاح".

إن المسلم يخطط تخطيطاً بعيداً يتجاوز الحياة الدنيا، إنه التخطيط لآخرته ومصيره بعد موته ومنقلبه عند قدومه على ربه، بل لأجل ذلك ينبغي أن يتعلم التخطيط لحياته الدنيا ليكتمل النظام في كافة جوانب حياته.

ولابد أن يسبق التخطيط وضوح الغاية والهدف ليتأتّى بعدها تحديد المراحل ومن ثم التخطيط للوصول إليها، أما من عميت عليه الأهداف والغايات فلأي شيء يخطط؟

وهذه دعوة موجهة لكل مسلم أن يقف مع نفسه وقفة صادقة ليتعرف على الغايات السامية التي ينبغي أن ينفق فيها الحياة الغالية، ثم لينظر من أي الأبواب يلج إليها وماذا ينبغي عليه أن يفعل ومع من يمكن أن يتعاون للوصول إلى الهدف المنشود.

فبالنسبة للعبادات مثلاً نخطط لها جيداً بأن نزيد من عبادتنا فمن كان يقوم الليل بركعتين فليقم هذا العام بزيادة عدد من الركعات ويعّود نفسه على ذلك فإن الشيء بالتكرار والتعود، ومن كان يحفظ جزء من القرآن فليحفظ اكثر ولنزد كذلك من حفظ الأحاديث النبوية وقراءة تفسير القرآن وذكر الله.. أما بالنسبة للتخطيط للسلوكيات يجب أن يراجع كل منا نفسه ويرى بصراحة العيب الموجود فيه ويحاول إصلاحه، وأرى أنّ أهم سلوك يجب ان نتصف به المرء هو الرفق واللين عند التعامل مع الناس فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار ومن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل" كذلك أن نعطي من حرمنا ونصل من قطعنا وأن نتخلص من عاداتنا السيئة كالغيبة والنميمة وبذاءة اللسان، فإلى متى والأعوام تمر بنا ولازال بعضنا في فُحش القول ودناءة الطباع وسوء الأخلاق.

يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 101.30 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]