أثر الكلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4947 - عددالزوار : 2048732 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4523 - عددالزوار : 1317137 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3117 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2019, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الكلمة

أثر الكلمة




الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خلقَ الخلْقَ وصوَّرَهُمْ فأَحْسَنَ صُورَهُمْ، وجعَلَ اللسانَ والكلمةَ آيةً مِنْ آياتِهِ ودليلاً علَى عظيمِ خلْقِهِ، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ القائلُ: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ[1] وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا محمداً عَبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِنْ خلقِهِ وحبيبُهُ،اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ:
فأُوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ، وأَحثُّكُمْ وإيايَ علَى طاعتِهِ، قَالَ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[2].

أيهَا المسلمونَ:
لقَدْ جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ الكلمةَ رسولاً بينَ الناسِ تصِلُ مَا بينَهُمْ، وترجمانًا تُظهِرُ مشاعرَهُمْ، ودليلاً علَى نواياهُمْ، لذلِكَ مَنَّ اللهُ تعالَى علَى عبادِهِ بِخَلْقِ اللسانِ الذِي هُوَ مُظْهِرُ الكلمةِ وعلامةُ الهدايةِ فقالَ سبحانَهُ:﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾[[3] وجعلَ لصاحِبِ الكلامِ عظيمَ الثوابِ أَوْ أليمَ العقابِ بقدْرِ مَا يَترتَّبُ علَى كلامِهِ مِنْ منافِعَ أَوْ مضارَّ ومِنْ خيرٍ أَوْ شرٍّ، وأَمَرَ المسلمَ أَنْ لاَ يستهينَ بلسانِهِ فيطلقَهُ ويتكلَّمَ مِنْ غيرِ بينةٍ ولاَ تدبُّرٍ ولاَ إدراكٍ للعواقبِ، قالَ تعالَى:﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾[4] وقدَ مدَحَ اللهُ تباركَ وتعالَى المؤمنينَ الذينَ يبتعدونَ عَنْ فُضولِ الكلامِ وعَنِ اللغْوِ فقالَ:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾[5] فالشهادتانِ كلمةٌ يقولُهَا الإنسانُ يدخلُ بِهَا فِي دائرةِ الإسلامِ، وذِكْرُ اللهِ وتسبيحُهُ وإلقاءُ السلامِ والتحيةِ كلماتٌ يتلفَّظُ بِهَا اللسانُ لَهَا وَقْعُهَا وتأثيرُهَا.


عبادَ اللهِ:
لقَدْ حذَّرَ الإسلامُ مِنَ الآثارِ السيئةِ للكلامِ الذِي لاَ طائلَ مِنْ ورائِهِ ومِنَ التحدُّثِ فِي أُمورٍ لاَ تُهمُّ قائلَهَا، وأَنَّ ذلكَ قَدْ يُوهِنُ الجسمَ ويُتعِبُ الفِكْرَ، قالَ مالكُ بنُ دينارٍ: إذَا رأيْتَ قساوةً فِي قلبِكَ، وضعفاً فِي بدنِكَ، وحِرماناً فِي رزقِكَ، فاعْلَمْ أنَّكَ قَدْ تكلَّمْتَ فيمَا لاَ يعنِيكَ[6]. وهذَا يتوافَقُ معَ العلمِ الذِي أثبَتَ أنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ نفْعٍ واللغوَ فِي الحديثِ يستلزِمُ جُهدًا يُؤثِّرُ سلبًا علَى طاقةِ الجسمِ وقدراتِهِ وفكْرِهِ.


أيهَا المؤمنونَ:
مِنْ أجلِ ذلكَ تزدادُ المسؤوليةُ علَى اللسانِ وعلِى الكلامِ عندَمَا يتعدَّى أمرُهُمَا إلَى الإضرارِ بالآخرينَ أوِ بالإساءةِ للغيرِ إمَّا بالنميمةِ أَوْ بالغيبةِ، أَوْ بافتراءِ الكذبِ، فبكلمةٍ يقولُهَا الرجلُ يهدِمُ أُسرةً مترابطةً وعائلةً متماسكةً، فالطلاقُ كلمةٌ، وبكلمةٍ لاَ يُبالِي بِهَا صاحبُهَا قَدْ تسوءُ العلاقاتُ بينَ الأصدقاءِ والشركاءِ والأحبَّةِ، ونحنُ نعلمُ أنَّ الزواجَ والطلاقَ والبيعَ والشراءَ والعقودَ كلَّهَا مَا هِيَ إلاَّ كلمةٌ، وهذَا كلُّهُ محسوبٌ علَى قائلِهِ ومُسَجَّلٌ عليهِ ومُؤَاخَذٌ بهِ كمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضيَ اللهُ عنهُ عندَمَا سأَلَهُ: وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ- أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»[7].


إنَّ أعضاءَ الإنسانِ كلَّهَا تتأثَّرُ بِمَا يصدرُ عَنِ اللسانِ مِنْ كلامٍ، فتناشدُهُ فِي كلِّ يومٍ كمَا قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:« إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ وَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا»[8].

عبادَ اللهِ:
لقَدْ أوجَدَ اللهُ سبحانَهُ هذَا الكونَ العظيمَ بمشيئتِهِ بواسطةِ كلمةٍ، قالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾[9] فالبناءُ والمحبةُ والوحدةُ مفتاحُهَا كلمةٌ بِهَا يرتفِعُ قائلُهَا ويعلُو مقامُهُ عندَ اللهِ وعندَ الناسِ، والخرابُ والدمارُ والخصامُ والتفرقةُ يكونُ أيضًا بكلمةٍ، بِهَا تسقُطُ مكانةُ قائلِهَا عندَ اللهِ وعندَ الناسِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ»[10] فالكلمةُ مسؤوليةٌ كبيرةٌ تُوجِبُ علَى كُلِّ ناطقٍ ومتكلمٍ أَنْ يتفَكَّرَ ويَعِيَ أبعادَ مَا يقولُ ويتكلَّمُ بهِ، وخاصةً أولئكَ الذينَ تتحوَّلُ كلماتُهُمْ إلَى أفكارٍ تُنْشَرُ وتُعْلَنُ، أَوْ كلماتٍ تتعلَّقُ بِهَا مصالِحُ المجتمعِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:« الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»[11] اللهمَّ اجعلْنَا ممنْ يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ، ووفِّقْنَا لطاعتِك وطاعةِ مَنْ أمرتنَا بطاعتِهِ عملاً بقولِك:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ[[12].

نفعَنِي اللهُ وإياكُمْ بالقرآنِ العظيمِ وبِسنةِ نبيهِ الكريمِ - صلى الله عليه وسلم -
أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ

المصدر: خطب الجمعة من الإمارات - الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف


[1]إبراهيم :24 -25

[2] الأحزاب: 70-71.

[3] البلد :8 - 10.

[4] ق:18.

[5] المؤمنون :3.

[6]شرح الأربعين النووية 1/33.

[7] الترمذي:2616.

[8] أبو داود:3641، وتُكَفِّرُ اللِّسَانَ: أَيْ تَتَذَلَّلُ وَتَتَوَاضَعُ لَهُ. تحفة الأحوذي 6/197.

[9] يس :82.

[10] البخاري:6478، وأحمد:8635 واللفظ له.

[11] البخاري:10.

[12] النساء:59.
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.34 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]