اتق الله جل وعلا حيثما كنت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 269 - عددالزوار : 54223 )           »          طريقة عمل صينية بطاطس مهروسة بالكفتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          7 علامات تدل على أنك تنمو داخليًا.. تتحمل المسؤولية ولا تهرب من المواجهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          4 خطوات لحفظ الحبوب والبقوليات بطريقة صحيحة وحمايتها من التلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل طاسة سجق بالجبنة.. لذيذة ومش بتاخد وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          وصفات طبيعية لتطويل الشعر بخطوات بسيطة.. مش هتاخد وقت كتير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل رقائق الجبنة بخطوات بسيطة.. مقرمشة وطعمها لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          5 عادات يومية تتسبب فى ظهور البثور وخطوط التجاعيد.. أبرزها الهاتف المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رجعتى من المصيف ولونك اتغير.. 4 خطوات لتفتيح البشرة وتوحيد لونها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيف تجعل ابنك المراهق يثق بك ويتحدث إليك بحرية؟.. كُن قدوة في الصراحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2019, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي اتق الله جل وعلا حيثما كنت

اتق الله جل وعلا حيثما كنت


د. كامل صبحي صلاح



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا شرحٌ موجز لحديث من الأحاديث الجامعة الثابتة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث جمع بين خيري الدنيا والآخرة، وهو من الأحاديث التي تُشكِّل منهاج حياة للإنسان في الحياة الدنيا، وهو من الأحاديث قليلة الألفاظ كبيرة وعظيمة المعاني.
وهذا الحديث يحتوي على وصية نبوية جامعة للأمة كلها، وتشمل هذه الوصية خيري الدنيا والآخرة؛ فتقوى الله تعالى، والمداومة على الطاعات، ومعاملة الناس بحسن الأخلاق - دليل على صلاح العبد وخشيته، وتعظيمه لخالقه ومولاه جل في علاه.
فعن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنه قال: قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ((اتَّق ِاللَّهَ حيثُما كنتَ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ))؛ أخرجه الترمذي (١٩٨٧)، وأحمد (٢١٣٩٢).
وفي رواية عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: يا رسول الله، أَوصِني، قال: ((اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ أو أينما كنتَ))، قال: زِدْني، قال: ((أتبِعِ السَّيِّئةَ الحَسنةَ تَمْحُها))، قال: زِدْني، قال: ((خالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسن))؛ أخرجه الترمذي بعد حديث (١٩٨٧)، وأحمد (٢٢٠٥٩) واللفظ له، بإسناد حسن.
شرح الحديث:
قوله: ((اتَّقِ اللهَ)):
التقوى لغةً: من الوقاية، وهي الصَّون والحماية.
التقوى اصطلاحًا: أن يجعل المسلم وقايةً بينه وبين غضب الله وسخطه، وذلك باتِّباع أوامره وطاعته سبحانه وتعالى، واجتناب زواجره ونواهيه جل وعلا.
وقيل: التقوى هي عبادته بفعل الأوامر، وترك النواهي عن خوفٍ من الله تعالى، وعن رغبةٍ فيما عنده، وعن خشيةٍ له سبحانه، وعن تعظيمٍ لحرماته، وعن محبةٍ صادقةٍ له سبحانه ولرسوله عليه الصلاة والسلام.
وقيل: التقوى هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تجتنب معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
وقيل: التقوى هي الخوفُ من الجَليل، والعملُ بما في التنزيل، والاستعدادُ ليوم الرَّحيل.
وقيل: التَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه، وأن تَجعَلَ بينك وبين عذابِ اللهِ وقايةً، وتكون بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتناعِ عن المُحرَّمات.
فالتقوى إذًا هي مجموعُ ما في القلب من خوف الله تعالى وخشيته وتوقيره وتعظيمه ومراقبته، وطلب ما عنده جل وعلا، والقيام بالواجبات، والامتناع عن المحرمات.
قال ابن رجب: أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه.
قال الشاعر:
خلِّ الذُّنوب صغيرها
وكبيرها فهو التُّقى
واصنَع كَمَاشٍ فوق أر
ضِ الشَّوك يحذَر ما يرى
لا تَحقرنَّ صغيرةً
إن الجبال مِنَ الحَصى

ولقد أمر الله تبارك وتعالى عباده بالتقوى، فقال الله تعالى: ﴿ وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾ [البقرة: 41]؛ أي: وإياي وحدي لا غيري فاتقوني واخشَوني، واعملوا بطاعتي واتركوا معصيتي، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]؛ قال أبو جعفر الطبري: "يعني بذلك جل ثناؤه: واحذروا أيها الناس يومًا ترجعون فيه إلى الله فتلقَونه فيه، أن ترِدوا عليه بسيئاتٍ تهلكُكم، أو بمخزيات تُخزيكم، أو بفضيحات تفضَحكم فتَهتِك أستاركم، أو بموبقات توبِقكم فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قِبل لكم به، وإنه يومُ مجازاة بالأعمال، لا يوم استعتاب، ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة، ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة، تُوفَّى فيه كل نفس أجرها على ما قدمت واكتسبت من سيِّئ وصالح، لا تغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا أُحضرت، فوُفِّيت جزاءها بالعدل من ربها وهم لا يظلمون، وكيف يُظلم من جوزي بالإساءة مثلها، وبالحسنة عشر أمثالها؟ كلا، بل عدل عليك أيها المسيء، وتكرَّم عليك فأفضل وأسبغ أيها المحسن، فاتَّقى امرؤٌ ربَّه، وأخذ منه حِذره، وراقبه أن يهجُمَ عليه يومه، وهو من الأوزار ظهره ثقيل، ومن صالحات الأعمال خفيف، فإنه عز وجل حذَّر فأعذر، ووعظ فأبلغ".
وقال الله تعالى: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ﴾ [المدثر: 56]، هو أهلٌ أن يُتقى، وأن يُخشى، وأن يُخاف، وأن يُجلَّ، وأن يُعظَّم سبحانه وتعالى، وأهل أن تُتَّقى محارمه، وأن يعظَّم في صدور عباده حتى يعبدوه ويطيعوه؛ لأنه المستحق للجلال والإكرام وهو صاحب الكبرياء والعظمة وقوة البطش.
قال قتادة في تفسير قوله تعالى: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]: "أَيْ: هُوَ أَهْلٌ أَنْ يُخاف مِنْهُ، وَهُوَ أَهْلٌ أَنْ يَغفر ذَنْبَ مَنْ تَابَ إِلَيْهِ وَأَنَابَ".
قال الله تعالى: ﴿ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾ [النساء: 131]، قال ابن كثير: "أي: وَصَّيْنَاكُمْ بِمَا وَصَّيْنَاهُمْ بِهِ، مِنْ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ".
وقوله: ((حيث ما كُنتَ))؛ أي: وفي أي مكان كنت فيه، وتوجهت إليه، وعلى أي حال كنت عليه، وفي ليلك وفي نهارك، وفي سرِّك وعلانيتك، وفي بلائك وشدتك ورخائك، فاتَّقِ الله جل وعلا في كل أحوالك.
وقوله: ((وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها)): إذا صدرت منك أيها العبد سيئة وخطيئة بمعصية وذنب، فأتبِعْها بحسنة وخير ومعروف وطاعة وعبادة، مثل: الصلاة والصيام والصدقة وصنائع المعروف، ودعاء وتضرع، وخوف ورجاء، واستغفار وتسبيح، وسواها من القربات والطاعات والعبادات التي يتقرب بها العبد بإخلاص وصدق لخالقه ومولاه؛ لكي تُمحى الخطايا وتُغفر الذنوب.
وقوله: ((وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسَنٍ))؛ أي: وعامل النَّاس والعباد بأحسن الأخلاق، وبما تحب أن يعاملوك به؛ فإن أجمل ما يتحلى به العبد هو حسن الخلق، وحسن الخلق هو: بسط وطَلاقة الوجه وبذل المعروف والخير، والنَّدى والجود والكرم، وكفُّ الأذى عن الخلق.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: "وقد رُوي عن السلف تفسير حسن الخلق، فعن الحسن قال: حسن الخلق الكرم والبذلة والاحتمال".
ووصف الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه على خلق عظيم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وقال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وقال الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
وحسن الخلق أثقل ما يُوضع في ميزان العبد يوم القيامة؛ لحديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ أثقَلَ ما وُضِع في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ خُلُقٌ حسَنٌ، وإنَّ اللهَ يُبغِضُ الفاحشَ البذيءَ))؛ أخرجه ابن حبان في صحيحه.
وإن من خيار الناس أحسنهم أخلاقًا؛ لحديث مسروق بن الأجدع بن مالك قال: "دَخَلْنا على عبدِاللهِ بنِ عَمْروٍ حِينَ قَدِمَ مُعاوِيَةُ إلى الكُوفَةِ فَذَكَرَ رَسولَ الله فَقالَ: لَمْ يَكُنْ فاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا، وَقالَ: قالَ رَسولُ الله: ((إنَّ مِن خِيارِكُمْ أَحاسِنَكُمْ أَخْلاقًا))"؛ رواه مسلم.
وإن من أحب العباد وأقربهم مجلسًا من النبي صلى الله عليه وسلم أحسنهم أخلاقًا؛ لحديث جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا، وإنَّ مِن أبغضِكِم إليَّ وأبعدِكم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ، فما المتفيهِقونَ؟ قالَ: المتكَبِّرونَ))؛ أخرجه الترمذي بإسناد صحيح.

وإن العبد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن أخلاقه وتعامله؛ لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ))؛ أخرجه أبو داود.
وإن مَن حسُنت أخلاقه، يُعدُّ من أكمل أهل الإيمان إيمانًا؛ لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم))؛ أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي.
هذا ما تيسر إيراده من شرح موجز مختصر، نسأل الله تعالى أن يرزقنا التقوى أينما كنا، وأن يحسِّن أخلاقنا كما حسَّن خَلْقَنا، وأن ينفع به، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.03 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]