|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في التحذير من شؤم المعاصي والأعداء الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمدُ لله نحمَدُه، ونستَعِينه ونستَهدِيه، ونستَغفِره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى لله عليه وعلى آله وصحابته وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عباد الله: اتَّقوا الله - تعالى - واحذَرُوا المعاصي وعَواقِبها الوخيمة، فإنَّها تذهب الأمم، وتُخرِّب الديار، وتهلك الحرث والنسل، وما في الدنيا والآخرة من شُرور إلا وسببها الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج آدم وحواء من دار النَّعِيم إلى دار البُؤس والآلام والأحزان؟ وما الذي أخرج إبليس وأبعَدَه من رحمة الله، وطرده ولعنه؟ وما الذي أغرق قوم نوح؟ وما الذي سلَّط الريح على قوم عاد حتى ألقَتْهم موتى على وجْه الأرض كأنَّهم أعجاز نخل خاوية، ودمَّرت ما مرَّت عليه من دِيارهم، حتى صاروا عبرة للأمم؟ وما الذي أرسل على ثمود الصيحة، حتى قطعتْ قلوبهم في أجوافِهم؟ وما الذي رفع قُرَى قوم لوط، حتى سمعت الملائكة نباحَ كلابهم، ثم قلَبَها عليهم، فجعل عالِيَها سافِلَها وأمطر عليهم حجارةً من سجِّيل؟ وما الذي بعَث على بني إسرائيل قومًا أولي بأسٍ شديد، فجاسوا خلالَ الدِّيار، وقتلوا الرجال وأحرَقُوا الديار؟ وما الذي سلَّط عليهم أنواعَ العُقوبات المتعدِّدة؛ من القتل، وخَراب الديار، وجور الملوك، والمسْخ قِرَدةً وخنازيرَ؟ لقد قصَّ الله علينا أخبارَ أممٍ كثيرة أُهلِكوا ودُمِّروا بسبب كفرهم وعصيانهم وعنادهم، وتكبُّرهم عن طاعة الله وطاعة رسله - عليهم الصلاة والسلام. فالمعاصي يا عباد الله ما حلَّت في دِيارٍ إلا أهلكَتْها، ولا في قُلوب إلا أعمَتْها، ورانَتْ عليها، ولا في أمَّةٍ إلا أذلَّتها وأهانَتْها، ومن عُقوبات الذنوب والمعاصي أنَّها تُزِيل النِّعَم الموجودة وتحلُّ النِّقَم، فما زالت عن العبد نعمةٌ إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]. فاتَّقوا الله يا عباد الله واحذَرُوا عُقوبات الذنوب، فإنَّ لها الآثار السيِّئة في الأنفُس والأموال والدِّيار، فإنها تمحَق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العمل، وتمحَق بركة الدِّين والدنيا، وما مُحِقت البركةُ من الأرض إلا بسبب المعاصي؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]. وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾ [الجن: 16-17]. فاتَّقوا الله يا عباد الله، واعلَمُوا أنَّكم محسودون على ما أنتم فيه من نعمة الإسلام، الذي بسببه أمِنتُم على محارمكم وأنفُسكم ودياركم، وعِشتُم عيشةَ الرغد والاطمئنان، فتمسَّكوا بعقيدتكم، وسِيرُوا على نهج نبيِّكم، واحذَرُوا من أعدائكم وأعداء دِينكم المتربِّصين لكم، والساعين في زَعزَعة عقيدتكم، والتشكيك في دِينكم، والباذلين النفسَ والنفيسَ لديهم في إزالة النِّعمة التي تعيشون فيها، فاحذَرُوا الأعداء، واحذَرُوا فتنة المال، فقد انشغَلَ الكثير بماله وأهمل دِينَه، ولا خيرَ في مالٍ بلا دِين. فاتَّقوا الله، وأجمِلُوا في الطَّلَب، فإنَّه ما ينال ما عند الله إلا بطاعته، ولا حياة لِمَن أعرَضَ عن الله واشتغل بغير ذكره، وطاعة الله لا تلهي عن أعمال الدنيا، بل تُعِين عليها، وحياة الإنسان بحياة قلبه ورُوحه، وتذكره لطاعة الله، وعمله لها في أوقاتها، وإلا كانت حياته حياة بهائم سائمة لا تَعرِف إلا الرَّعي في أوقات الخصب، ولا تَدرِي متى تُقدَّم للذبح، فتفرَّغوا يا عباد الله لطاعة ربِّكم، وتفقَّدوا أحوالكم، وأحوال مَن تحت أيديكم من الأهل والأولاد، فإنَّكم مسؤولون عنهم، وكونوا عُيُونًا ساهرة لما يُحِيط بكم من شُرور، وجنود مستعدَّة لِمَن يتربَّص بكم من أعداء، فإنَّكم مُستَهدَفون ومقصودون، فخذوا حذرَكم، وتحصَّنوا بعقيدتكم، وتسلَّحوا بتعاليم دِينكم، واحذَرُوا دسائسَ أعدائكم، فقد يكونُ ظاهرها حسنًا، ولكنَّ باطنها فيه السمُّ القاتل، والداء الفتَّاك، فانتَبِهوا واحذَرُوا، وعضُّوا على سنَّة نبيكم بالنواجذ، فإنَّه لا نجاةَ لكم إلا بذلك، واعلموا أنَّ أعداءكم لن يغفلوا وإنْ غفلتم، ولن يضعفوا وإنْ كانوا على باطل ولو ضعفتم، وإنْ كنتم على حق فلا تضعفوا أمام أعدائكم، ولا تغلبوا على دِينكم، ولا تنشَغِلوا بدُنياكم عن أُخراكم، فإنَّكم على الصراط المستقيم ما دُمتُم متمسِّكين بدِينكم، وتعاليم ربِّكم. اللهم إنَّا نسألك الثباتَ على دِينك، والنصرَ على أعدائك، اللهم اجمَعِ المسلمين على كلمة الحق، وخُذْ بأيديهم إلى ما فيه صَلاحُهم في أمر دِينهم ودُنياهم، إنَّك سميعٌ مجيبٌ. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله العظيم: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]. بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |