القيمة صدارة لا تجارة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122318 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2019, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي القيمة صدارة لا تجارة!

القيمة صدارة لا تجارة!
عبدالله رجب موسى

(نثرياتي)








وما سِئمْتُ من شيء كسآمتي من بني قومي؛ يتخذون مُثَلَ الحياة وقِيمَها جسورًا يجتازون عليها إلى المكاسب والمغانم، هذا إن أبصروا فيها ذلك، وإلا تحولوا عنها، وما فسد الناسُ إلا لمَّا تاجروا بالهدف والمبدأ، ونزلوا به إلى حدِّ المعاوضة والمقايضة، وجعلوا المعيارَ الماديَّ دليلاً على نفعه وجودته، فالرسالاتُ على أيديهم تحوَّلت سلعًا، أفضلها وأقدرها ما جاء بالدرهم والدينار ولو كان كاسدًا، وأرغبُ الرجال عندهم المليء بالنقودِ ولو كان حطيطًا في نفسه، لا جرمَ أن الناس قد حادوا حيدةَ متسفِّلة، وجانبوا سُبلَ الرشاد.



إن المال يا سادةُ قد يُناطُ به حماية القيم، ورعاية الفضيلة، وإيواءُ النابغين، وهذا يعني: أن المال خادمٌ للقِيمة، وأن القِيمةَ جوهرٌ مُنْفصِلٌ عنه وسابق عليه في الوجود، فهي في رتبة الملوك، وهو في رتبة المماليك، فلا هو يرتقي إليها، ولا هي تميلُ إلى موضعه، والأصلُ أن المال سُمِّي بذلك؛ لأنه يميل إلى الناس؛ فيقضون به المنافعَ، ويُنشِئون به المصالحَ، فهو يَميلُ إليهم وهم في كامل عزتهم، فكيف تبدَّلت الرُّتب فجعلوه يميلُ بهم ويذلُّهم؟! حتى المال أخرجَه الناسُ عن فطرته، وحوّلوه عن وظيفته من: يميل إلى... - ليميل بـ...!



يا سادة، ارجعوا إلى فطرتِكم؛ حتى يعود المال إلى فطرته، ولا تُغيِّرُنَ خلقَ الله الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى.



اطلبوا العمل لأجل العمل، وابتغوا القيِمَ لأجل القيم؛ لأنها الأسبق في الوجود، وهي الأوفَى في الوعود، والأبقى في الخلود، ولا تطلبوها لأجل المال؛ إذ كيف يُطلَبُ سابقٌ مخدوم لأجل لاحقٍ خادم، متأخِّر في الرتبة والوجود، هذا تبديدٌ لنظام العدل في الكون، وإهدارٌ للمقامات والرتب، والخادم قد يَحمي ويذودُ، لكنه قد يخون الوعودَ، وينكث العهودَ.




وتذكَّر دائمًا قولة الرسل صلوات الله عليهم: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ﴾ [هود: 29].



ذلك ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 44.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.22 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]