|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله ..........
يقول ربنا عز وجل : "قُل قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" سورة يونسآية 58 إن هذا اليوم يوم الفرح والسرور، وكيف لا يفرح المؤمن وهو يتلقى منح ربه وعطاياه؟! كيف لا يفرح المؤمن وهو يطمع في فضل الله ورحماه؟! كيف لا يفرح المؤمن وهو يطمع في ربه أن قد أعتقه من النار، وانخرط في سلك الأتقياء الأبرار؟ أيها الأحباب: إذا كان العيد يوم فرح، فإن الفرح إنما جاء من كونه عيدًا جماعيًّا، عيدًا عامًّا يستظل الجميع بظله، وفي ذلك إشارة إلى أن الأخوة والمحبة من أعظم الأمور التي تمد العيد بمعانيه. فاللهَ اللهَ في أخوّتكم! اللهَ اللهَ في محبتكم! واعلموا -رحمكم الله- أن تحقيق الأخوة من أعظم مقاصد العيد ، فأزيلوا الأضغان، وانشروا العفو والإحسان، وقابلوا إساءة مَن أساء إليكم بالصفح والغفران. وأن مَن يعفُ يُعْفَ عنه، ومَن يصفحْ يُصْفَحْ عنه قال الله تعالى "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" ؟ سورة النور ولا تنسوا صلة الأرحام، وتفقد أحوالهم، وإعانة ضعيفهم؛ فإن ذلك مما تستجلب به الرحمات وتنزل به البركات وتكثر الخيرات .. وأتبِعوا ذلك بالإحسان إلى الفقراء، وتفقُّد أحوالهم، فهنيئًا هنيئًا لعبد خفف عن فقير، أو أعان مسكينًا، أو مسح دمعة يتيم! طوبى له! قد فاز بالمطلوب. وقرّت عينه، ويوم يلقى ربه فيفرح بما قدم: قال الله تعالى "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" سورة آل عمران عباد الله : إنَّ الإسلام جاء متوافقًا مع الفطرة الإنسانية، فجعل للمرء أوقاتًا للفسحة والتعبير عن المشاعر، فأظهِروا فرحكم بفضل الله عليكم توسيعًا على العيال، وإكرامًا لهم، وإدخالاً للسرور عليهم. من حقك -أيها المسلم- اليوم أن تعبر عن فرحتك بما شئت، شريطة أن لا تتعارض هذه الرغبات مع شرع الله -تعالى.... فكفًّا للسان عن الوقوع في الأعراض، واستعمالاً له في ذكر الله، وتحقيقًا للمحبة فيما بينكم، ونشرًا للعفو والصفح، وتجاوزًا عن المسيء، وصلة للأرحام، وتفقدًا للمحاويج من القريب والبعيد، ونشْرًا للسلام قولاً وفعلاً، فتلكم هي صفات عباد الرحمن قال الله تعالى : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا..." سورة الفرقان في هذا اليوم السعيد يوم الفرحة , والبشرى بفضل الله وبرحمته نمد أبصارنا نحو أمتنا الإسلامية، فنشعر بالحزن والأسى والألم لما نراه من معاناة المسلمين، فكثيرٌ منهم لا يستشعر حلاوة العيد ولا لذته ، وآخرون دماؤهم تسيل في الطرقات، بل وحتى في المساجد، في صورة من صور الوحشية والظلم ، وآخرون في فلسطين يقتلون ويشردون وتقصف ديارهم، وفي سوريا و العراق ومصر وتونس حيث تعم الفوضى ويسود الخوف والرعب كل مكان. إن هذا الواقع يفرض علينا أن لا ننساهم ونحن في غمرة فرحتنا، فندعو الله لهم في كل وقت وحين أن يرفع عنهم البلاء وأن يبدل خوفهم أمنا وحزنهم فرحا ... كما يجب علينا إزاء واقعهم أن نستحضر فضل الله علينا، وما بسط علينا من الخير والأمن، سالكين مسلك دوام هذه النعمة، المتمثل بالطاعة لله، والإذعان لأمره، واجتناب محاربته والتكبر على شرعه، مستحضرين كيف فعل الله - سبحانه وتعالى- بأقوام وأفراد طغوا وبغوا وظلموا، ورأينا كيف أباد الله سلطانهم، وهد بنيانهم، حتى غدت قصورهم وبيوتهم عرضة لكل عابث، وميدانًا لكل متفرج؛ ليصدق عليهم قول الله عز وجل :" فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يعلمون " سورة النمل . وقوله تعالى " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" سورة النحل ألا فاتقوا الله -عباد الله-، واستمروا على طاعة ربكم، فإن السعيد من أقام على طاعة ربه في كل وقت وحين، فما بال أقوام إذا خرج رمضان هجروا المساجد، وقطعوا الصلة بالراكع والساجد؟! إنَّه مظهر مؤلم، لا يليق بالمؤمنين أن تمتلئ المساجد في رمضان، فإذا انسلخ رمضان خلت المساجد فراقِبوا أنفسكم، وأصلحوا أمركم، وجددوا مع الله عهدكم، وأقبلوا على ربكم، ، وأبشروا برحمة منه وفضل، فقد أمرتم بالصيام فصمتم، ودعيتم إلى القيام فقمتم، فأملوا الخير من رب كريم، يجزي بالحسنة إحسانًا، وبالسيئة تجاوزًا وغفرانًا. جعلني الله وإياكم ممن ذكر فنفعته الذكرى، وأخلص لله عمله سرًّا وجهرًا، آمين، آمين، والحمد لله رب العالمين. بتصرف
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |