|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أَخْتَلِفُ مَعَكَ وَلكِنيْ أحبك! الحمد لله رب الأرض والسموات.. والصلاة والسلام على خير البريات.. محمد وعلى آله وصحبه والتابعين أزكى التحيات.. أما بعد: هذه رسالتي الصوتية السادسة بعنوان " أَخْتَلِفُ مَعَكَ وَلكِنْ ! ".. ضمن رسائل حملة " بأخلاقي ( أنا غير ).. ذات مرة ذهبت إلى مؤسسة عملت فيها لفترة من الزمن.. وبقدر الله تعالى في صباح ذلك اليوم قابلت شخصاً كان قد كذب على لساني في أمر معين.. وفاتحني بالموضوع ذاته.. فعرضت له تعريضا بأمر حزني من تصرفه.. وضيقي منه لكذبه على لساني.. خاصة في عدم وجودي.. وبدلا من أن يعتذر لي.. رغم أني لم أطالبه بذلك إذ به قد أساء إليّ بلفظ غير مناسب إلى حد ما.. فصارحته بأمر كذبه على لساني.. وبعد أن احتد النقاش.. إذ بي أقول له في ذات الموضوع مؤكدا: بلى أنت كاذب.. طبعا الجميع كانوا يعرفون بأمر كذبه على لساني.. وكانوا يدرون تماما بأن الحق معي في الأمر المطروح.. لكنه ولقلة ذوقه في النقاش.. اضطرني لأن أقول له بلى أنت كاذب.. طبعا هذه الكلمة كانت في حضرة أخي الحبيب الآذن الذي يعمل في هذه المؤسسة.. وقد انتهى الاختلاف بيننا في نفس اليوم على خير.. الشاهد من الكلام.. الأخ الآذن الذي كان موجودا.. أخذني جانبا في وقت لاحق وقال لي كلمة.. ما زال صداها يتردد في أذني حتى هذه اللحظة.. واعتبرتها كلمة من أستاذ خبرة في الحياة رغم أنه لا يملك شهادة مدرسة.. وهذا طبعا لا يقلل من قدره عندي وعند أي عاقل.. على كل قال لي: يا أبا ساجد.. والله إني لأعلم أنك صادق.. وهو كاذب.. لكن وصفك إياه بالكذب لا يليق بك.. فقلت له: ولكن يا أخي الجميع يعلم أنه شخص كاذب.. فقال لي: أدري وقد اعترف بذلك.. ولكنني استثقلت كلمة كاذب منك للرجل.. قلت متسائلا: وماذا تريدني أن أقول ؟ قال: كان بإمكانك أن تستبدل كلمة كاذب بقولك: لم تكن صادقا هذه المرة. بصراحة الموقف هذا هز كياني.. نبهني إلى مسألة كانت غائبة عني وهي قضية اختلافنا مع غيرنا.. كيف نستقبل إشارته.. وكيف نرد على رسائله دون أن ينتقص ذلك من قدرنا كأشخاص.. أو أن نقع في حرج جراء كلمات قد نطلقها من هنا ومن هناك بهدف الدفاع عن أنفسنا.. وقد يكون بالفعل الحق أصلا معنا.. حتى لو كنا نحاور جاهلا أو حاقدا.. فهذا الموقف اضطرني إلى محاولة دراسة وفهم بل وتطبيق دبلوماسية الكلام وفن الحوار. ولا أخفيكم أحبتي.. أنني طالعت عشرات المواضيع في الإنترنت.. سواء أكانت شرعية أو ثقافية أو سياسية أو غير ذلك.. ولما تتبعت ردود بعض الأعضاء أو العضوات وتعليقاتهم عليها وجدتها لا تخلو من تسخيف أو تحقير أو تجهيل لكاتب الموضوع أو تشغيبا على عضو علق الخبر أو المقال.. وفي الجانب وجدتها افتقرت إلى فن المحاورة.. وتجاوزت أدب الخلاف.. فكان لازما عليّ أن أضيف موضوعاً يتعلق بهذه المسألة أضع فيه النقاط على الحروف.. لأنني في بعض الأحيان خاصة عندما أتوقع حصول خلاف في موضوع مكتوب في الشبكة.. اقرأ اسم كاتبه وأحيانا أسماء بعض من يعلقون على الموضوع أقرأ أسماء معرفاتهم قبل أن أقرأ ردودهم.. لماذا ؟ أقول لك: لأن هناك أعضاءً اشتهروا بقلة معرفتهم بفقه الخلاف وتجاوزوا المستوى الأدنى لأدب الحوار.. ولذلك سأجمل لكم أبرز قواعد الحوار وأدب الاختلاف مع الغير ناقلا لكم بعضها.. ولكن قبل ذلك أضيف لكم جملة كنت قد قرأتها ذات مرة وأعجبتني يقول كاتبها: " لابد أن يكون الاختلاف بيننا اختلاف تنوع وتكامل وتضافر.. لا اختلاف تطاحن وتراشق وتنافر.. فاختلاف العقول ثراء.. واختلاف القلوب وباء ". أما الآن فأجمل لكم أبرز هذه القواعد.. مع العلم أني لم أقصد الإحاطة بها وجمعها كاملة.. لأن مقام رسالتي الصوتية هذه لا يسعها كلها. القاعدة الأولى: الاختلاف بيننا لا يفسد للود قضية.. وفي ذلك يقول الإمام ابن تيمية: " كانوا يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين.. ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا.. لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة ".. ويقول يونس الصدفي: " ما رأيت أعقل من الشافعي.. ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا.. ولقيته فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟! ".. قال الذهبي معلقا على هذه الحادثة: "هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه.. فما زال النظراء يختلفون ".. ولك أن تتخيل ما روي عن العباس بن عبد العظيم العنبري قال: كنت عند أحمد بن حنبل وجاءه علي بن المديني راكبًا على دابة قال: فتناظرا في مسألة وارتفعت أصواتهما حتى خفت أن يقع بينهما جفاء.. فلما أراد علي بن المديني الانصراف قام أحمد فأخذ بركاب دابته وسار به ".. يا الله ما أروعه من مشهد القاعدة الثانية: عدم تتبع سقطات وعثرات العباد وبخاصة الذين تنغمر سيئاتهم في حسناتهم.. ولا سيما أثناء الحوار.. لأن هذا من شأنه أن يوغر الصدور.. ويخرج الحوار عن أهدافه ومقاصده.. يقول الإمام ابن رجب: " وَالْمُنْصِفُ مَنْ اغْتَفَرَ قَلِيلَ خَطَأِ الْمَرْءِ فِي كَثِيرِ صَوَابِهِ ".. وقال الإمام الذهبي وهو يتحدث عن ابن تيمية: " وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها، وهي مغمورة في بحر علمه، فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه، فما رأيت مثله، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ". القاعدة الثالثة: أنت بشر .. قد تكون فكرتك صحيحة وقد تكون خاطئة.. فلا تحاول إرغام الآخرين عليها أو قيادتهم إلى رأيك ؛ فالرأي ليس حكراً على أحد. القاعدة الرابعة: تحدث بطريقة هادئة ومقنعة؛ فالثورة والغليان قد يضيع معها الحق ( وجادلهم بالتي هي أحسن ).. وكما قال أحدهم: النفوس بيوت؛ فاطرقها برفق عند الولوج إليها. القاعدة الخامسة: تذكر أنك تحاور من يختلف معك في فكره فقط لا في شخصك؛ فبذلك تترفع عن أذيته والنيل من عرضه. القاعدة السادسة: ليس كل ما لديّ صواب، وليس كل ما يأتي من الآخر خطأ. القاعدة السابعة: لا تقدم على محاورة بقصد التحدي والإفحام: فهذا الأسلوب لا ينبغي ولو كان بالحجة والبرهان؛ لأنه يورث التنافر، ويهيج العداوة، ويُبَغِّضُ صاحبه للآخرين؛ فلا تلجأ إليه؛ لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف.. وتذكر أنك قد تفحم محاورك، وتعجزه عن الجواب، لكنك قد لا تقنعه.. وقد تسكته بقوة حجتك ولحن منطقك ومع ذلك لا يُسلِّم لك؛ لأنك قد أحرجته، وملأت قلبه غيظاً وحنقاً عليك.. فيرفض التسليم لك بعاطفته، وإن كان معك بعقله.. ولعل وقع التحدي يكون أشد، وجرحه أعمق إذا كان أمام الأعضاء.. ويزداد الأمر شدة كلما ازداد عدد زوار الموضوع.. أما إذا تلطفت معه وترفقت به فإنه سينقاد إلى الحق، وسيسلم لك ويذعن إن عاجلاً أو آجلاً بإذن الله u. هذه بعض القواعد في فن الحوار.. وأدب الاختلاف.. لم أقصد جمعها كلها.. وبعضها يفسر نفسه.. فاكتفيت بما ذكرت.. وأخيرا.. كانت هذه أبرز معالم رسالة الأخلاق في هذه المادة والتي جاءت تحت عنوان " أَخْتَلِفُ مَعَكَ وَلكِنْ ! ".. وفي الختام أقول: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. منقووول برنامج لون حياتك للأستاذ الفاضل :سامح دلول ..
__________________
![]() أنا إبنة الاسلام ..أنا منهجي الاسلام .. وعقيدتي العقيدة الاسلامية.. أنا إبنة القسام .. أنا إبنة حمااااس ,وإليها أنتمي , ولو علقوني على المشانق لن أنحني ,,
|
#2
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك
__________________
![]() ،، اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول وعوضني خيرًا ممافقدتــ اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
|
#3
|
||||
|
||||
![]() جزاكم الله كل خير
|
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله موضوع جميل وانتقاء رائع بارك الله فيكم |
#5
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك
__________________
إرفع رأسك تعرف فيها الحقيقة
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |