|
ملتقى الموضوعات المتميزة قسم يعرض أهم المواضيع المميزة والتى تكتب بمجهود شخصي من اصحابها |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
![]() " العقلانية " : يقصد بالعقلانية القدرة على استخدام العقل بصورة صحيحة وبإطار صحيح ، في فهم المجتمع وحل مشاكله ، فالعقل الذي يعد قائد الانسان ، ومقرر نجاحه وفشله وارتقائه وتراجعه ، الا ان الغرب ، اختطف هذا المصطلح ليأخذ منحى فلسفي يؤكد أن الحقيقة يمكن أن تكتشف بشكل أفضل باستخدام العقل و التحليل الواقعي – التجربة - و ليس بالإيمان و التعاليم الدينية، وهذا يعود الى فترة التحديث الاوروبية للخروج من عصور الظلام. وصارت العلوم الطبيعية هي علوم سيطرة الإنسان على الكون والطبيعة، وهذا جوهر وغاية العقلانية المرتبطة أصلا بالعلمانية وهكذا بدأ الاهتمام من جانب تلك الحقول المعرفية لتقديم تعريفات دقيقة للمفاهيم، والسعي لتحويلها إلى مصطلحات بالغة الدقة، فظهرت قواميس المصطلحات الطنَّانة الرنَّانة من دلالات مادة "عقل" في اللغة ، كما في لسان العرب: الجامع لأمره، مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه، وقيل "العاقل" الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها، أُخذ من قولهم قد اعتقل لسانه إذا حُبس ومنع الكلام. والمعقول: ما تعقله بقلبك. والعقل: التثبت في الأمور. والعقل: القلب، والقلب العقل. وسُمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك، وبهذا يتميز الإنسان من سائر الحيوان، ويقال: لفلان قلب عقول، ولسان سئول، وقلب عقول: فهم. وعقل الشيء يعقله عقلا أي فهمه. لقد عُنِيَت الشريعة الإسلامية بالعقل عناية لم تسبقها اليها شريعة أخرى. فالعقل أساساً لفهم الدين ودلائله، والاعتبار به، و الخطاب بالاسلام موجه إليه ، أو قائم به وعليه، من التفكر والتدبر والنظر في العالم، وهي من أعظم وظائف العقل، ومداخل العقيدة والإيمان. وما بين الدين والعقل علاقة ارتباط وثيقة العرى وهي علاقة وظيفية متبادلة تتعلق بدور العقل في فهم وتطبيق الدين الذي يوسع المدارك ومدارات لعقل ومصادر معرفته، وإساءة فهم هذه العلاقة أو القصور في فهم أبعادها يولّد انحرافا في التفكير والاعتقاد والسلوك. وهكذا كان مفهوم العلم في الاسلام الذي يفيد العناية بالعقل، مفهوم شامل يبتغي معرفة الله والتقرب إليه، بما يحقق مهمة الخلافة في الأرض، وعمارة الكون والحياة، سواء كانت هذه العلوم نابعة من القرآن الكريم والسنة ، أو نابعة من علوم الكون الطبيعية. |
#32
|
||||
|
||||
![]() مصطلح الإسلام السياسي" : دائما ما يطلق بوصفه شيء سيء وخاطىء، فهو إسلام متطرف يجب الحذر من إنتشار أفكاره وأطروحاته!! والهدف واضح وهو منع الحكم بالشريعة الإسلامية، وتكفينا سيرة أشرف الخلق وخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام التي تمثل الأسوة الحسنة والضوء الذي يستنير به كل من ينتمي لأمة الإسلام أفرادا وجماعات وأمم، فقد حكم دولة الإسلام التي عمت أرجاء المعمورة، و كان خلال فترة قيادته نعم القدوة لكل من أراد النجاح في الحكم والسياسة، فكان الحاكم السياسي الخبير، والقائد العسكري المحنك، والمحلل الإقتصادي البارع، يقود في السلم والحرب، ويوقع المعاهدات، ويقضي بين الناس،ويجتبي الأموال ويوزعها، ومع أنه كان النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، فقد ظل مستعينا بآراء ومشورة ذوي الخبرة والإختصاص من صحابته الكرام ، تحت مظلة كتاب الله وسنة رسوله الكريم، فعاشت الدولة الإسلامية في أوج مجدها وعزها، وكانت نموذجا للدولة المثالية في نظامها الداخلي و سياستها الخارجية. فالحديث عن شمولية الإسلام وعظمة التشريع فيه طويل، |
#33
|
||||
|
||||
![]() (الوسطية ) : قال تعالى : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي كما جعلنا القبلة وسطا, كذلك جعلناكم اءمة في حالة اعتدال , لا يشوبها افراط ولا تفريط في كل جوانب حياتها. فأما في تناول الغرب لمفهوم (الوسطية) تبدو رغبتهم واضحة في تمييع الدين وتغييب السنة عن المجتمع سلوكا ومظهرا من خلال تفسيرهم لهذا المصطلح على غير حقيقته في القرآن الكريم وتطبيقه العملي في واقع الأمة عبر فكر وسلوك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ومن بعدهم أئمة وأعلام الإسلام عبر التاريخ، وقس على ذلك مصطلحات غلافها الظاهري جميل !! أما باطنها وما ترمي إليه فيهدف إلى تمييع الاسلام وتقليل اثره في النفوس . مضاف إليها عدد من أطباق الحلوى المسماة بحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحرية الفرد!! وما تلبيسهم هذا وإنزالها على المعنى الذي يريدونه وما تهواه أنفسهم، إلا في سبيل التمهيد والتخطيط لإرساء قواعد مذاهب فلسفية وفكرية وسياسية في المجتمع المسلم ، |
#34
|
||||
|
||||
![]() الثقافة الإسلامية .... هي الحصيلة العلمية الناتجة عن دراسة وفهم النصوص الشّرعية المتعلقة بالعقيدة والشّريعة والأخلاق الإسلامية من مصادر القرآن والسنة النبوية المطهرة. الثقافة في اللغة: يقال: ثقف فلان ثقفا: صار حاذقا فطنا، وثقف العلم والصناعة: حَذَقهما، وثقف الشيء: أدركه وفي التنزيل العزيز: ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) وثقف الشيء: أقام المعوج منه وسواه ، ويقال: تثقّف على فلان، وتثقّف في مدرسة كذا بمعنى أخذ الثقافة عن فلان. فمعنى الثقافة في اللغة تدور حول: الحذق والفطنة والإدراك والتحصيل وإقامة المعوج. ان طلب العلم فريضة شرعية في كل الأوقات وفي كل الأحوال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ) والإسلام يأبى على المسلم أن يكون كالببغاء أو كالوعاء الأجوف يوضع فيه كل شيء دون أن يعلم كل صغيرة وكبيرة عن أي شيء . إن الاسلام دين مبني على الايمان و العلم والقناعة ، لا على الجهل والإكراه . والتفقه في دين الله ، دليل الخيرية وفي الحديث: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) صحيح البخاري والتفقه بالدين ، مصحوب باستشعار الرقابة الإلهية التي تقتضي الالتزام بالعمل الصالح والقول النافع البعيد عن الإثم والمخالفة الشرعية . قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق :18 وهذا العالم بأحكام دينه وصاحب البصيرة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة يحمل ثقافة عالية في هذا الجانب ، ويتيح الفرصة لدى الذين لا يملكون القدرة على التعلم والتفقه في استخلاص الثقافة الواعية والحاذقة والسليمة منه. أن التخصص في علوم الدين ، يتيح المزيد من نهل الثقافة الإسلامية من معدنها ومصدرها الأصيل عن طريق التفرغ لذلك ، ويكون هذا عن طريق القراءة الدائمة للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكتب الدين بشكل عام، وكذلك حفظ الأحاديث الصحيحة وتعلمها ونقلها للناس، لقول النبي: (نضّر الله امرءا سمع مقالتي فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع) رواه الترمذي، ان الثقافة الاسلامية ، تواجه العديد من المشاكل المتمثلة في الثقافات البديلة المستوردة. فالقانون المستورد ...... الذي يهيمن على بعض الدول الاسلامية ، هو بعيد عن روح الشريعة الاسلامية ، ودراسة هذا القانون والعمل به ، يؤدي إلى اضمحلال الثقافة الإسلامية في هذا الجانب ونمو الثقافة القانونية البديلة أو التي يراد لها فعلاً أن تكون البديلة . إن غياب شمس الشريعة الاسلامية ، في هذا الجانب الهام من جوانب الحياة للافراد المسلمين هو كفر وظلم وفسق. قال تعالى: ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة : 44 . وقال جلّ جلاله : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة : 45 وفي محكم التنزيل: ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة : 47 ومن القانون الى التعليم........ الذي وكما هو واضح في كل المراحل ، في الكثير من الدول الاسلامية، ينحو بخطوات ماكرة ومدروسة الهدف نحو النيل من الثقافة الإسلامية كثقافة مهيمنة عميقة. فالمناهج في غالبيتها، يراد لها أن تكون مقطوعة العلاقة بالثقافة الإسلامية والصبغة الشرعية . وفي هذا جناية على الإسلام ، الذي لا يفرّق بين مادة وأخرى فالشريعة الإسلامية يجب أن تكون واضحة الأثر في كل ما يشكّل عقلية وثقافة الجيل ، في مختلف العلوم ، فلا معنى لفصل الدين عنها. وكيف لا..... وقد خلق الله الانسان و سخر له الكون وما فيه من نعم ، فعلاقة الانسان مع الكون هي علاقة تفاهم انسجام ......لا علاقة عداء وتصادم وانفصال. أما مشكلة الإعلام ..... فالاعلام في غالبيته بعيد عن روح الشريعة الإسلامية ، ويؤدي دوراً تغريبياً مفسداً ومضاداً للشريعة الإسلامية في غالب الحالات . والإعلام ينهج بخطوات حثيثة نهج الغرب، أحياناً بدوافع خبيثة ومقصودة ، وأحياناً بهدف الربح المادي غير المنضبط بضوابط دينية أو أخلاقية. والثقافة الاسلامية .... ثقافة متوازنة وأصيلة وتنسجم مع الفطرة السليمة،،، تواجه عداءا من هذه الثقافات البديلة التي تحاول تشويها بشكل متعمد ، سعيا الى ان تكون هي البديلة والمهيمنة ونتائج ذلك على المجتمع المسلم ........................الذوبان وضياع الهوية الاسلامية أما....... كيف نستطيع أن نحافظ على الثقافة الإسلامية بصورتها المشرقة ، فيكون ذلك من خلال قراءة القرآن وتفسيره ، وقراءة الاحاديث وكتب العلم الشرعي، ومن خلال الاعتزاز بالشخصية الإسلامية المنتمية لدين الإسلام انتماءً مبنياً على العلم والوعي، لا على مجرد الوراثة لعادات وتقاليد الآباء والأجداد. لان الضربة القاضية التي تقصم ظهر الأمة....... تأتي من خلال اهتزاز ثقتها بنفسها...... من خلال شكها في قدراتها وبموروثاتها...... ويجب علينا ان نضع باعتبارنا ....... ان غياب القيم الاسلامية القائمة على الحق والعدل و الصبر والقوة والجهاد والنضال والبطولة تحت أية ذريعة كانت..... سوف يطمس وجودنا بأكمله ويجعلنا...... قطعاناً من الغنم . ورغم كل ذلك ....... فما زال بيننا والحمدلله ... من له شغف بالتعمق في العلم والدين ..... وقد نجد هذا فقط لدى بعض الناس دون غيرهم .... أما غيرهم.... فينطبق عليهم بيت الشعر : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله***** وأخو الشقاوة بالجهالة ينعم! نعم .... ذو العلم يسعى دوما الى مزيد ومزيد من العلم.... لأن من تعود البحث والتعلم ، لن يجد الراحة طالماً كان بعيداً عن هذا ... فهو يجد متعة حقيقية تجتاح نفسه، وكأنها مكافأة ذاتية ، عندما يلتقط المعلومة من العالمين بالدين، أو يفهم شيئاً من تفسير القرآن او الاحاديث النبوية. .... وينتابه شعور عارم بالرضا والسعادة. هذا هو نعيم العلم ....... |
#35
|
||||
|
||||
![]() اشارت دراسات وابحاث 30 طبيبا امريكيا التي وصلت الى نتيجة مذهلة محيّرة.... الى ان اللحوم المذبوحة على الطريقة الاسلامية ( التسمية والتكبير ) هي لحوم معقمة خالية من الجراثيم والبكتيريا. =============================== ثارت في عقلي هذه الاسئلة ... بينما كنت اقرأ هذه المعلومة : لماذا نستشهد بدراسات العلماء والاطباء الاجانب ، عندما يتعلق الامر بواجباتنا وفروضنا الاسلامية؟؟؟ ثم .... هل يمكن لنا ان نتصور ان هذه اللحوم اذا لم نتبع الطرق اللازمة في حفظها وتبريدها لن تصيبها الجراثيم والبكتيريا .........................!!!!! ثم انكشف السؤال الكبير التالي : هل يجوز لنا التعلق كثيرا بالنتائج التي يحصل عليها العلماء من تعداد وتفصيل الفوائد المادية التي يحصل عليها المؤمن من القيام بالواجبات الإسلامية؟؟ موضوع جد هام...... وما يشير الى اهميته القصوى.... كثرة ما يُكتب هنا وهناك عن النتائج الدنيوية الجمة المترتبة عن العبادات والفروض الاسلامية طبعا، معلوم أن كل ما جاء به الإسلام ،يعود بالخير على الإنسانية في الدنيا والآخرة الاسلام في أساسه نظرة شمولية للكون، ولمكان الكائنات فيه، ولمكان الإنسان منه، والواجبات والفرائض التي فصلها دين الاسلام هي من المؤكد خير للانسان في دنياه وآخرته اذ لا يمكن ان يتصور أي عقل ان هناك أي تشريع اسلامي من الممكن ان يضر الانسان في دنياه فالإسلام منهج كامل يغطي حياة الإنسان من جميع جوانبها ليصل به إلى النجاح في الآخرة. ولكن..... إذا أمعنت هذه الدراسات العلمية في برهان الفوائد المادية ـ الدنيوية البحتة التي يجنيها المسلم من وراء النظم والشرائع وحتى العبادات الإسلامية. ألا نخاف أن يفتح ذلك أبوابا عريضة ل ((المنهزمين الفكريين)) .....!! والذين يهدفون من وراء ذلك: كسب ود الحضارة المادية من دون التنكر للدين. فهم يريدون أن يبقوا في صف أصدقاء الدين، من غير أن يفقدوا التوغل في الماديات .. وينسى هؤلاء أن الحياة البشرية لها جانبان: دنيوي، وأخروي و أن للإنسان أيضاً جانبين: مادي وروحي ولذلك فإن مجموعة كبيرة من واجبات الإسلام ذات أثر معنوي ـ أخروي بحت .. وأية محاولة لاكتشاف آثار مادية ـ دنيوية فيها فإنها محكومة بالخطأ، لان الإسلام حضارة فكرية متكاملة لا .. ولن يتغير حسب تغير الأهواء ، ولان الأحكام الدنيوية تتغير مهما كانت مصداقيتها.. أما الإسلام فهو ثابت على طول الأزمان. وهؤلاء يغفلون عن اعتقاد الإسلام القاطع في وجود جانب آخر غير مرئي للحياة البشرية، وهو الجانب المعنوي الخاص بالآخرة، والذي على أساسه نحن نرفض أية إيديولوجية لا تؤمن بالغيب وتقتصر نظرتها على حياة الإنسان في الدنيا .. فقد فرض هؤلاء على العبادات ((مصلحة مادية بحتة)) مغلفة بغلاف عبادي. إن فهمنا الإسلام، لا يكون عن طريق فرض الفكر المادي عليه، وإنما عن طريق فهم الحياة بما فيها من زاويته الخاصة. إن أصحاب هذا ((الفرض المادي البحت على العبادات والشرائع الإسلامية)) وجدوا كثيرا ممن يستمع إليهم بل ويطور في معتقداتهم من أبناء الجيل المعاصر : - فما دام الوضوء مجرد ((نظافة)) قالوا: إننا نستعمل الصابون، والبودرة والشامبو كل صباح! - وإذا كانت الصلاة ((رياضة بدنية))، فإن ما لا شك فيه أن أنواعاً أخرى من الرياضة قد عرفها الإنسان، وبدأ يجني منها نتائج إيجابية ومثمرة ومفيدة ـ من الناحية المادية، مثل: الرياضة السويدية، والرياضة اليابانية، والرياضة الصينية! - وما دام الصوم ((رجيم)) صحي! فهناك الكثير من برامج التغذية الصحية الناجعة والتي توازن بين احتياجات الجسم لعناصر الغذاء! و................................................. ..... هؤلاء....اصحاب الفكر المادي البحت.... في حقيقتهم... اتباع ذاك المسخ البشع الذي يسمى بالعلمانية و الذي ولد من ام اسمها اليهودية .. واب اسمه الشيطان.. وارضع هذا المسخ العجيب من طفولته كره الاديان السماوية ...وفي مقدمتها الاسلام.. وحارب الاسلام بمعاول هؤلاء اللقطاء الذين خدعهم ببريق العلم الحضارة والرقي والتطور . ان الدين اصلا يخاطب العقل في الانسان... وعقلنا المسلم.... ينبغي الاّ يأخذ بأي معلومة دون ان يوازنها على ميزان العقل والدين فلا ننجرف وراء الاحصائيات التي لا نعلم مصدرها وهدفها ، وتحمل في طابعها الخارجي ( تحية الى الدين الاسلامي ) اما من جوهرها ..... فقد تكون في اغلب الاحيان وسائل ماكرة للحط من عقلية وفكر المسلم ... وتصويره بصورة العقل الخاوي الذي ينجذب الى اي نوع من الخرافات والخزعبلات العلمية التي ليس لها اساس. إن انحسار الإيمان والحكمة والعلم من عقول بعض الناس ترك فراغاً متعطشاً فاستغله أصحاب الايدولوجيا العجيبة والغريبة من مروّجي نتائج وابحاث الاطباء الاجانب.... و الاسلام غير مضطر الى اقتراض واستيراد المعرفة والعلوم والحضارة والنظم والخطط والقوانين، لان رصيده غني في ذلك... على الدول الاسلامية فقط ان تراجع رصيدها الروحي وتراثها الفكري قبل ان تلجأ الى الاقتراض. وادخاراتنا الثقافية الاسلامية قائمة وأبدية، ذلك لأنها تقوم على جذور عميقة من التوحيد والإيمان بالغيب وترابط الدنيا بالآخرة، والعقل بالقلب، والمادة بالروح، والعلم بالدين. |
#36
|
||||
|
||||
![]() لماذا يكثر في عصور الهزيمة العربية دائما ، التغني بأمجاد يا عرب أمجاد ؟ أهي حقن المورفين لكي يبقى الشعب مخدرا خاضعا ذليلا ؟ ومن أين يظهر هؤلاء المؤلفون ؟ أهم على علم مسبقا بما سيلحق بنا من هزيمة ؟؟، فيرتبون مقاطع ألاغاني ويختارون نغمتها ولا يبقى إلا إذاعتها صبيحة يوم الهزيمة ؟؟؟؟؟؟ ثم سرعان ما يتخدّرون عن آلامهم وسخطهم واستنكارهم.... بنوع آخر من الحقن، فها هي نانسي عجرم تشدو بصوتها الجميل ، في احد المهرجانات ... وتحطم كل شعور بالألم الديني أو الوطني او الهزيمة الوطنية وها هي نجوى كرم تطرب السامعين بأغنية الشاب الاسمر .... الذي سّدد سهما موفقا اصاب قلبها في الحال!! بدل ان يسدد قنبلة الى الاعداء و و وغير ذلك من الحقن التي أدمنّا عليها بعد كل مسلسل وطني كئيب.... فما ان بدأت الستائر تُسدل على المسلسل العراقي ..... الذي أصاب مشاهديه ( بالملل والنعاس) في ( حلقاته ) الأخيرة، حتى أطل ( المسلسل اللبناني ) برأسه ليحرّك النائمين....... ( ناموا ولا تستيقظوا ) بل استيقظوا.... وانزعوا عنكم غمامات الحزن السوداء..... فلا زال ( سوق الحقن ) مكتظا بالبضاعة...ومكتظا بالزبائن متى نتخلص من غمامات الجهل السوداء.... متى نتخلص من كوننا.... منتجات أخبار مصنوعة لا ندري حتى من صنعها لنا ولماذا ؟! في ايامنا هذه ......... اختلط الحق بالباطل ، وكثر اللبس ، واهتزت الثوابت لدى كثير من المسلمين ، وأصبح المسلم في حيرة من أمره ، وبخاصة بعد أن تولت كثير من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وزر هذا التخبط ، وتكلم في هذه المسائل أناس ليس لهم من العلم الشرعي نصيب ، فانطلقوا يرجفون في الأمة ، ويشككونها في دينها وعقيدتها ، ويظاهرون عليها أعداءها ، كما فعله أسلافهم من المنافقين من قبل. الى متى سنظل مغفّلين...أو مُستَغفلين.......لا فرق مخدوعة مشاعرنا مخدوعة آذاننا مستباحة حناجرنا لمن ننهتف ونصفق ؟؟؟؟ لأصحاب المبادئ؟؟؟؟؟؟؟ علما ... بأن ( الدراسات ) اثبتت انه .... إن كان أكثرهم اصحاب مبادئ نظيفة ... فهذا لأنهم يغيّرونها باستمرار !!! حذار ثم حذار.......فليس كل ما يلمع ذهبا.... وتعلموا.....أن رموز الشر والإرهاب في العالم والتي نمطرها بسخطنا واستنكارنا...... لا يعنى بالضرورة ... وجود رموز الخير والصلاح على الكفة الأخرى فنمطرها بوابل التصفيق والهتاف..... فالآن..... أصبحت اعلم ، أننا كشعب ضحية .... يجب أن ننزع عنا كل خجل قد يندى له الجبين لنكشف عن واقعنا المؤلم... ففي مقولة قديمة..... إذ قالت الرذيلة... ألبسوني ملابس الفضيلة وقال الكذب... غطوني برداء الصدق وقال الشر...ارموا علي أغطية الخير عندها هب الحق واقفا وقال...اتركوني عاريا...فأنا لا اخجل..!!!!!!!! فلا يجب ان يعترينا الخجل ابدا من مواجهة واقعنا المؤلم ومن مواجهة تاريخنا المُخزي وهل بقي ان نخجل ؟؟؟ في الوقت الذي يُشتم فيه رسولنا الكريم............... ويستهزئ به وبرسالته.... ، بينما يلجأ شياطين الانس الى دفن وجوههم بالوحل والطين ، تهيبا وخجلا من وقاحة وصفاقة وجرأة الكافرين ........... محاولين اخفاء عقلياتهم المهترئة ، والتي اصبحت مستودعات للزيف والنفاق ....... ولا أرى أي أثر لهذا الشتم لأشرف خلق الله ، والاستهزاء برسالته.......... الا فقاعات صابون هنا وهناك تفقأها عبارة "حرية التعبير! هل بقي ان نخجل ؟؟؟ فالنسب الدقيقة ... يحدّدها اعداؤنا مسبقا ، من مستقبلنا وعدد أطفالنا ودمنا وارضنا ومشاعرنا و جروحنا وآلامنا وآهاتنا...... ويقبض الثمن.... ، من هم أعداؤنا !!!!!؟ بل كلهم اعدائي.... لا فرق... ومن ليس معي....فهو ضدّي وعدوّي... إن المعركة في حقيقتها......... معركة كبيرة حامية بين الحق والباطل ، بين الإسلام والكفر ، بين الخير والشر ، والحق لا يخشى ولا يهاب ، فإذا خفنا وخشينا لومة لائم.... انطبق علينا قوله تعالى : (.....يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52) اما الساكت عن الحق ، فاسمع وتمعن في قوله تعالى اشارة له : (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب) الانفال :25 ان مسؤوليتنا ناحية الاجيال القادمة تتطلب منا ان نعطيهم الحقيقة.....بعيدا عن الشعارات والهتافات، حتى ولو كانت....مخزية.....! لان الجيل القادم او من بعده.... سيتمكن من الاخذ بدعائم الحقيقة كأساسات صحيحة، حقيقية للبناء فخلف الزهور....... براعم يوما سوف تثور...... وعميقا في التراب ...تكمن البذور ومن يدري... فقد يستطيع تعديل وجهة التاريخ الاسلامي ، ويحمل راية الاسلام عاليا.... ولن يخاف في الحق لومة لائم..... فبحكم التاريخ الاسلامي العريق..... العرب هم المسؤلون عن حمل راية الاسلام والجهاد بها.. باسم كل المسلمين في كافة بقاع هذا الكون.... والتاريخ العربي المسلم ..... جزء من التاريخ الاسلامي العريق... وحلقاته لا تتجزأ عن سلسلته... ولا يمكن فصلها.. شئنا أم أبينا.... |
#37
|
||||
|
||||
![]() البذرة ........ تُلقى في الارض..... فلا يبخل عليها المطر...... ولا تبخل عليها الشمس ..... واذا لقيت ريا وحرثا جيدا........ تعطي ثمارها... في الوقت المحدد..... وبهوادة ، ودون انفعالات ، ولا مفاجآت....... و بذور الفضيلة التي تُلقى في النفس... تتزود بنور الايمان....... وترتوي من منبعه........ وتعطي ثمارها : اشراق في النفوس .........................وتوجه الى النور .... توجه الى الله سبحانه وتعالى صاحب الفضل... إن الاسلام بمبادئه و شرائعه قد هذب النفس وطهرها ، فكانت فضائل هذه المبادئ والشرائع هي بذور غرست فانبتت ، وأثرت في الغذاء الروحي للانسان تأثيراً عميقاً ....... و الفضيلة في نفس المؤمن... صفة ثابتة تلازم صاحبها في جميع المواقف فلا تتلون بالمصالح.... عطاء من ذات النفس المفعمة بالاشراق، الذي يجده المؤمن أينما يجول في رحاب وثنايا نفسه.... كما تصل أشعة الشمس.. الى القصور والجحور... أما الفضيلة في غير المؤمن..........فهي فطانة وذكاء وتعامل ، كما في المتاجر الناجحة، وشركات التأمين. واليوم..... بدأنا نرى...بذور غريبة عنا... نقلت الينا...... وأقبلنا عليها بكل شوق ولهفة، بذور الفتنة ..... اتجاهات ثقافات تنسف الفضيلة ، والقيم الأخلاقية ، وتعتبرها قديمة بالية ،فيها مسحة تخلف وجاهلية ورجعية ، وتحكم على صاحب هذه الفضيلة.... بأنه شخص متشدد ومتحجر.. لا يمكن التفاهم معه. وما هي ثمار هذه البذور...... الا الرذيلة والفساد............. ؟؟ دعوات محمومة .... تشد فتيان الأمة وفتياتها إلى مستنقعات الغرب الآسنة............... باسم التحرر والتحضر!! عبارات وصور كاذبة.... تزيّن لهم الوقوع في الفواحش بكل ألوان الزينة المخادعة........ باسم التجدد والعصرية !! أقلام ملوثة ... ما فتئت تشيع الفاحشة، وتنادي أبناءنا وبناتنا للوقوع في حمأة الرذيلة........ باسم الرقي والتقدم..!! أصوات كالحة العبوس ... تتشدق بالدعوة إلى نزع الفضيلة...... باسم الحرية والتمدن..!! فالجرأة على الحياء والعفة................ أصبحت تطورا!! وعدم الالتزام بأية فضيلة...................أصبح إبداعا !! قال تعالى : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } [النور:19] إن الفضيلة لا يعدلها شيء........... ولا طريق لها إلا الالتزام الجاد بهدي الكتاب والسنة، و السلامة من مرض ( الرذيلة )... لا تكون إلا بالعودة الصادقة إلى حياض الفضيلة، وتربية النفس على العفة والحياء، ومراقبة الله تعالى سراً وجهراً..... والثبات على هذا الالتزام.........شيء صعب لا يصله إلا من أتى الله بقلب سليم. وفي البعد عن هذا الالتزام....... كل رذيلة وانحطاط. فأصبح الناس يضيقون ببعض............... حتى بأنفسهم ، فالانسان اليوم ........إنما يشعر بقلق روحي واجتماعي لا حد له. وازدادت القوة العلمية على استنباط وسائل القوة والتدمير ... فأصبح القتال بأنياب ذرية ومخالب الكترونية !! و مع تدهور الاخلاق، ونقص الخير في النفوس.... انتشرت ظلمات الاستبداد ، وآفات الظلم ، وامراض الاخلاق..... وعاد الانسان .... فريسة للجهل والضياع ، فلا يتمتع بلذة المعرفة، وإدراك الحقائق، ولا يسمو عقله.....ولا تفكيره إلاّ إلى ما بين يديه ....... كأنه واحد من هذه الحيوانات التي تعج بها الأرض .. فليس للأخلاق موازين ........ولا للفضائل مقاييس، ولا للشرف قيمة........... ولا للحياة مبادئ. الا نتذكر قصص من سبقونا في الحياة على هذه الارض وعاثوا فيها ظلما و فسادا.....؟؟!!! ان المؤمن الفطن اللبيب ..... هو من يعرف كيف يقرأ التاريخ... وكيف يفقه الحكم الخافية والعبر المستترة، وراء الحوادث اليومية ..... التي تبدو من السطح وكأنها تداعي مصادفات، يفسّرونها...... بالصدف الغريبة....!! وقد فاتتهم العبرة ... ونسوا التاريخ... ونسوا سنة الله في الارض... « وإن يعودوا فقد مضت سنَّة الأولين » الأنفال : 38 « لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً* ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا* سنَّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنَّة الله تبديلا » الأحزاب: 60-62. |
#38
|
||||
|
||||
![]() شئنا ام ابينا .............. هذه الظاهرة موجودة في معظم بيوتنا العربية اكثر من أي بيت آخر، وفي تزايد مستمر ، لاسباب قد تكون ضرورية ، وقد تكون كمالية ، وهذا ليس موضوع الحديث ، لان ما نراه ضروريا ، قد يراه البعض كماليا ، وما نراه كماليا ، قد يراه الاخرون ضروريا. وقد فرضت هذه الظاهرة نفسها موضوعا للنقاش ، رغم الكثير من الاراء المتضاربة حولها.... وانتشار الكثير من القصص والجرائم (سرقة ، قتل ، سحر، تدني مستوى الاخلاق........،......) ولشدة انتشار معاناة ربات البيوت من الخادمات ، ولكثرة ما كتب حول هذه المعاناة حتى اصبحت الصورة واضحة في اذهاننا عن خطر استخدام الخادمة ، فقد فضلت ان اكتب عن الوجه الاخر للعملة ......... عن معاناة الخادمة نفسها مع ربات البيوت. واحببت الاشارة ايضا ... الى ان هذه الجرائم لا تتميز بها معظم الخادمات فقط ... بل والكثير من الناس ايضا، لان اسباب الجريمة هي الميل الكبير لعمل الشر ،وخرق القوانين ، ومرتبط ذلك بالبيئة واسلوب التربية والوازع الديني. واذا كانت اسباب القيام بهذه الجرائم قد تكون مفهومة عند (الخادمات)، الا انها حقا غير مفهومة لدى معظم المجرمين .! كثير من الامهات العاملات (او غير العاملات) يحتجن الى مدبرة منزل ، كما تصر جمعية الرفق..................................بالانسان !! تسمية العاملات في البيوت. هذه الخادمة التي تعمل في كثير من المنازل العربية والتي قليل ان نسمع من احد رضاه الكامل عن اسلوب عملها وكثيرا ما نسمع من الشكوى عن مستوى ادائها وعملها...... فهي دوما محور الحديث الناقد في جلساتنا.... وعلى الرغم من كل ما سمعته واسمعه حول الخادمات ، احببت ان انقل حالة واقعية مظلومة .... لمعرفتي ان بعض الناس يخطئون في فهم معاني المساواة التي نبه اليها ديننا الحنيف. ومعاني الرحمة والشفقة التي اوصانا بها الرسول الكريم. صغت معاناتها بإحساسي.... رغم معرفتي بتأثري الدائم بنظريتي الازلية في الحياة ... وهي ان داخل كل دائرة مهما اشتد سوادها ... هناك دائما نقطة بيضاء مهما كانت صغيرة. وقد يكون السبب وراء ذلك ....... هو سعيي الدائم للبحث عن ..........الوجه الاخر للحقيقة. او قد يكون ............ ميلي الفطري الى التفكير العميق ، والحزن الدائم. ولان صاحبة القصة اصلا ، لا تعلم بأنها مظلومة...! فهي ليست صاحبة الشكوى . ولشد ما يثير شفقتي ومشاعري ، مظلوم لا يعي ظلم الناس له....! وهكذا................ تخيلت نفسي مكان صاحبة المعاناة ..... ................................... ................................... ................................... ................................... ................................... ...............الشغل مش عيب............. هذا ما نتحدث به نحن العصريون حين ندخل في حوار ترف ثقافي ..... ونحن جالسون على مقاعدنا الفاخرة .........! سيدة تنتظرني في مكان معين ومعها صورة لي............. ليسهل التعرف على شكلي! اسمي..........؟؟ ليس له اهمية...فهذه السيدة ستختار لي الاسم الذي يروق لها... فأسخف ما احمله حاليا هو اسمي ومشاعري ..............!! تدعوني لامشي ورائها لندخل السيارة خاصتها....... الملم اغراضي وحقائبي التي تحمل بعض اوراق الذكريات التي احنو عليها و ارعى تشردها..وبعض الصور لافراد عائلتي....حين يستبد بي الشوق اليهم ، لاجلس في عتمة الليل احاول ان اتفقد ملامحهم خوفا من نسيانها في خضم هذه الحياة الجديدة الغريبة ، من يدري، فقد لا استطيع سماع صوت احدهم طيلة فترة التزامي بالخدمة . شعرت انني اسمع السيارة تنوح........وهي تلملم اشلائي الحزينة...!! مشاعر كثيرة تتضارب في ذهني عن وضع اولادي المساكين الذين تركتهم برفقة امي العجوز المتهالكة ....!! تواصل السيدة الطريق دون ان تلتفت الي بكلمة واحدة ... ادخل البيت ورائها بخطوات متعثرة .... اسمع صوتا من بعيد...... هل احضرتها ؟؟؟ وابدأ بمحاولة تصور حجم العمل المطلوب مني حسب مساحة هذا البيت....!! لم اسمع من احد كلمة......اهلا وسهلا......... الكل يحاول فحصي كأنني كائن غريب قدم لتوه من المريخ، وسوف يعود اليه فور انتهاء مهمته!! ترمي الي ببعض ثيابها القديمة ... وتفرض على الاستحمام لانظف نفسي مما قد احمله الى هذه البيئة البورجوازية من ......(مذكرات جرثومية) قد تكون لا تزال عالقة بي من بيتي الاصلي ............! وتنبه علي بشكل خاص غسل شعري بالكاز....! خوفا من المخلوقات الغريبة التي من المحتمل جدا ان احملها من بيئتي الفقيرة بأمان بين خصلات شعري لتستقر نهائيا في هذا القصر الجميل..............! سيدتي : ورغم كل الكلام الذي نتفوه به لسد فراغات ثقافتنا الدينية و الفكرية عن مفاهيم........ المساواة بين البشر واذا كان العمل (مهما كان نوعه ) هو شيء مشرف....... حسب ما نقول في حواراتنا الفارغة.. وليس هناك فروقا فعلا بين البشر كما ندعي بأفواهنا .... فيا ترى .........................؟؟ ما هو موقفك اذا ذهبت لاجراء مقابلة عمل ... وطلبت اليك ادارة العمل ...... غسل شعرك بالكاز قبل البدء بممارسة الوظيفة ؟؟؟؟؟؟ ثم تبدأ بشرح برنامج عملي .......... الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحا لتحضير الاولاد للذهاب الى المدرسة .... هؤلاء الاولاد المشاكسون،.... والذين هم من عمر ابنائي ، ويتطاولون علي بالشتم والسب ، اذا لم ارد على نداءاتهم فورا ، ثم اغرق في الاعمال اليومية حتى الساعة الواحدة والنصف ليلا وهذا ليس كل ما يجب ان اتحمله في هذا البيت الغريب .......... هناك ذلك الاب الذي لا تنتهي طلباته............. وسيدتي نفسها..... والتي تدعي انها لا وقت لديها بسبب انشغالها بالعمل .....!! هذا العمل الذي تذهب اليه وقتما تشاء وتعود منه وقتما تشاء.........!! ترى كيف كانت حياتهم قبل ان احضر اليهم ؟؟ هل كانت هذه السيدة (الارستقراطية) تلبي كل طلباتهم ....اذا كان هذا الحال؟ فكيف كانت توفر الوقت اللازم للجلوس هذه الساعات الطويلة على الهاتف ؟ او لامضاء هذا الوقت الطويل خارج المنزل ؟؟ واذا كانت بهذه النظافة الفائقة والتي تفرضها علي في شؤون المنزل ... فلماذا ارى بيوت العنكبوت في زوايا الجدران .... وبقايا حلويات الاطفال مدسوسة داخل زوايا التدفأة المركزية! هذا هو برنامجي اليومي ....... يا من تكيلون لي الذم وعدم الرضا على عملي...!! كل ما اطلبه............... الانسانية في التعامل معي ... واعطائي الحد الادنى من درجات الاحترام ........وما اطلبه ليس مستحيلا ولا مكلفا مراعاة انني انسانة اولا .. وام ثانيا اليس من حقي ان اتذكر امي واولادي ...... والذين تبعدني عنهم مسافات طوال ... الا تعلمون ما ينتاب الانسان من مشاعر عندما يتذكر اهله وذويه والذين ليس من وسيلة للتواصل معهم الا رسائل قليلة جدا بين حين واخر ؟؟ ثم........................... الست امرأة من لحم ودم.... لي مشاعر كالآخرين ....؟؟ افرح ان وجه احدهم لي المديح واحزن ان كال لي التوبيخ والشتائم ؟؟ |
#39
|
||||
|
||||
![]() تسير الحضارة اليوم وتتأرجح في اتجاهين، بين الافراط والتفريط... الاتجاه الاول ........... هو سير الحضارة في الجانب المادي فحسب والذي يتجلى في الصناعات وثورة الاكتشافات والمؤسسات العمرانية والاجتماعية... اما الاتجاه الثاني ........فهو الاتجاه الذي ينظر الى الحضارة من جانبها الداخلي ... وهو الاتجاه الروحي. فإذا ساد الاتجاه الاول المادي ، فإن المدنية لا تنمو الا في الالات والمباني ، وفي الترف والبذخ، ولا ينمو معها سوى زيادة الحروب ، وحدة الصراع ، وانتشار المباءات الخلقية ، فينضب في قلوب الناس معين الحياة الطيبة المتعاطفة المتراحمة ، وتتفكك روابط الاسرة ، وتنتشر الفردية والانانية، وتختلط الانساب ، وبالتالي فإن المادة تصير غاية الحياة ، يعبدها الناس ويقدسونها ، ويتصارعون في سبيل الحصول عليها. اما اذا ساد الاتجاه الروحي ، الذي يهمل الحس والجسم وينبذ الحياة ، فإن الحضارة ولا شك تذوي ، ويقف نمو الانسان الفكري والمادي ، وتتحول حياة الانسانية الى خواء وخراب، ولا تلبث الضرورات الحيوية في جسم الانسان ان تثور ، فتنقلب الى رد فعل عنيف يقضي على هذه السلبية العقيمة. اما الاتجاه الوسط كما هو في الاسلام ، دين الوسطية والاعتدال والتوازن ، فهو الذي لا يسرف في المادة كعامل حضاري ، ولا يفرط في الروح كعامل حضاري ، وهو الوسط الملائم للفطرة ، فلقد خلق الله الإنسان من قبضة طين ، في فطرته نوازع الشهوة التي تصله بالمادة ، ومن نفخة روح ، في فطرته أيضا أشواقه الروحية التي تصله بالله تعالى . ولكن الإنسان لا يستطيع أن ينمو بروحه ويهمل ضروراته ، او يجري وراء ضروراته ويهمل روحه، هذه هي النظرة الضيقة التي ينظر بها العقل الى هذه المسألة الخطيرة، اما افراط .................................................. .............. او تفريط. ولهذا لم يستطع ان يتصورها الا على صورة الصراع ، صراع بين الناس في المادية .... وصراع بين الروح والجسد أما الصورة الحقة فهي صورة الوسط الذي يؤدي الى التعاون والتكافل والوحدة ، لهذا نهى الاسلام عن اهمال الدنيا ومطالب الجسد ،،، واعتبر العمل في الدنيا والجهاد في سبيل الله ، هو المطلوب من الانسان كوحدة واحدة من روح وجسد نعم ، وان حضارة الاسلام ، قائمة على تحريم الافراط في حب المادة ، حبا يعلق الانسان ويشغله ويصده عن عباداته ، قال عز وجل : ( كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة ) . لقد أمر الاسلام بالوسط..... ، فلا افراط في اهمال الدنيا ، ولا تفريط في الروح ........ ولا افراط في حب الدنيا ، ولا تفريط فيها ......... لانهم مأمورون بعمارتها ، وهو قول الله تعالى : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) . هذه هي صورة الامة المسلمة............. وهذه هي حقيقة حضارة الاسلام ......... منذ تاريخ سلفنا الصالح ، الذين كانوا عبادا في المساجد خاشعين ،، وبناة للحضارة مجدين .......... جامعين الروح والمادة في إطار واحد من تعاليم الله تعالى ... في خلافتهم عنه عز وجل في هذه الارض......... فسادوها ، ونشروا الخير والسعادة و السكينة ، والطمأنينة والسلام في ربوعها. من هذه الزاوية كان مفهوم الزهد في الاسلام ..... ليس بتحريم الحلال.............. ولا اضاعة المال.................. ولكن ............ان تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك .. وهو تعبير عن قوله سبحانه وتعالى : ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) . |
#40
|
||||
|
||||
![]() العادة .... هي أن تعتاد على شيء ....... ويعني أن تألفه، فإذا اعتدت على طعام معيّن، أو لباس معيّن ، أو سلوك معيّن ، فإنّك تألفه للدرجة التي يصعب أن تُقلع أو تتخلّى عنه . وللعادة محاسنها ، ولها مساوئها . وهناك عادات سيِّئة لا يقبلها الدين ولا الذوق العام ولا العرف السائد ، وإنّما تنشأ من الاعتياد على القبيح والضارّ والمسيء والمخدش للحياء والعقل والدين . وهذا يعني أ نّنا قد نتصرّف أحياناً بوحي العادة تصرّفات غير مدروسة ، ولو تأمّـلنا فيها ، في مضارها ونتائجها ، فلربّما أعدنا النظر فيما اعتدنا عليه . لذلك فإنّ الشاعر الذي يقول: «لكلّ إمرئ من دهره ما تعوّدا» ينظر إلى تمكّن العادة من النفس وتحكّمها فيها . أنّ اعتياد أي عادة سيِّئة لا يقبلها الدين ولا العقل ولا الحياء يورث الشقاء والمتاعب . ومنطق العادة و التقليد الاعمى ، هو منطق قديم اتبعه المشركون في تحريم ما احل اللّه ، وتحليل ما حرم الله ، و عبادة الاوثان . قال تعالى : (واذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل اللّه قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا). ويـديـن الـقـرآن هذا المنطق الخرافي ، القائم على اساس التقليد الاعمى لعادات الاباء والاجداد، فيقول : (أو لوكان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ). اي ان اتـبـاع الابـاء صـحـيح لو انهم كانوا على طريق العقل والهداية ، اما اذا كانوا لا يعقلون ولا يهتدون ، فما اتباعهم الا تركيز للجهل والضلال . الانـسان الجاهل لا يستند الى قاعدة ايمانية يحس معها بوجوده وبشخصيته وباصالته، لذلك يستند الـى مـفـاخـر الابـاء وعاداتهم وتقاليدهم , ليصطنع له شخصية كاذبة واصالة موهومة . وهذه عادة الجاهليين قديما وحديثا في تعصبهم القومي وخاصة في ما يتعلق باسلافهم . ادان القرآن المنطق الرجعي القائم على تقديس ما عليه الاباء والاجداد، لانه ينفي العقل الانساني ، ويرفض تطور التجارب البشرية ، ويصادر الموضوعية في معالجة القضايا . هـذا الـمـنطق الجاهلي يسود اليوم - ومع الاسف - في بقاع مختلفة من عالمنا، ويظهر هنا وهناك بشكل صنم يوحي بعادات وتقاليد خرافية مطروحة باسم آثار الاباء ومؤامرة باسم الحفاظ على الماثر ، مشكلا بذلك اهم عامل لانتقال الخرافات من جيل الى جيل آخر. لا مـانـع طـبعا من تحليل عادات الاباء وتقاليدهم ، فما انسجم منها مع العقل والمنطق حفظ، وما كان وهـمـا وخـرافـة لـفـظ استبعد . والمقدار المنسجم مع الدين و العقل والمنطق من العادات والتقاليد يستحق الحفظ والـصيانة، اما الاستسلام التام الاعمى لتلك العادات والتقاليد فليس الا....... الرجعية والحماقة . وهذا اللون من التقليد الاعمى... هو السبب في تخلف البشرية لانه تقليد الجاهل للجاهل . قال تعالى : (ومثل الذين كفروا كـمـثـل الـذي ينعق بما يسمع الا دعاء ونداء). (صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) . فهم يتمسكون بالتقاليد الخاطئة لابائهم ، ويعرضون عن كل دعوة بناءة . لقد انتشرت هذه الحمى بشكل مذهل اليوم ، يكاد يحصد القيم والمبادئ ، فهو ألفة لما اعتاد عليه الآخرون ، ومجاراة لعاداتهم وتقاليدهم حتّى ولو كانت مرفوضة دينيا وخلقيا ، فالتقليد مأخوذ من عقد القلادة ، فكما تطوّق القلادة الجيد ، تطوّق العادة والتقليد النفس فتأسرها، فإذا نظرت إلى المقلّد ، رأيته لا يعمل بموجب وعي ومعرفة وعلم ويقين ومنطق عقلي ، فلقد رأى الناس هكذا يفعلون ، وهذه هي حجّته الوحيدة في الدفاع عن نفسه ، فهو في ذلك يشبه الببغاء التي تحكي وتردِّد ما تُلقّن به . لابدّ من الفحص والتدقيق وعدم الاعتماد على ما قاله الآخرون في هذه المسألة أو تلك ، فالإسلام يطالب أتباعه بالخروج من أجواء الألفة لما كان عليه الآباء والأجداد ، والاعتياد والتقليد، إلى أجواء البحث والتفكير والتأمّل ، ذلك أنّ الأجواء الأولى هي أجواء تدعو إلى الخمول والخدر والتبعية السلبية والضلال والتخلّف ، أمّا الأجواء الثانية فهي أجواء تدعو إلى التفكّر والغوص إلى العمق واستجلاء الأبعاد. ولذلك ترى أنّ بعض المنغمسين في الشهوات ، لا يقدرون على اكتساب الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، بعكس الذين يتحكّمون بشهواتهم ويكبحون جماحها ، لان الجزء الاول قد تحكمت به العادة والتقليد واستعبدته ولو تأمّلنا في عباداتنا لرأيناها وسائل جادّة ومؤثرة في كسر طوق العادة ، فالصلاة كسر لعادة الغفلة ، والصوم كسر لعادة الشهوة ، والزكاة كسر لعادة الحرص ، والزُّهد والجهاد كسر لحالة التعلّق بالدنيا . و العادة ليست قدراً .. جرّب أن لا تنام الظهر حتّى لو اعتدت على ذلك من قبل ، فستتمكّن بعد ذلك ، أنت تعاني في البداية من صعوبة قابلة للتحمّل . وجرّب مثلا ، أن تمتنع عن أطعمة وأشربة معيّنة كالشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية، وستجد أنّ بإمكانك أن تفعل ذلك. فأنت أقوى من عادتك .. أنت صنعتها وأنت الذي يمكنك أن تتخلّى عنها ، فإذا أرخيت لها الزمام أحالتك إلى عبد أسير . إنّ النفس كثيرة الشبه بالطفل، فالطفل إن تتركه يعتاد اللامسؤولية فإنّه يشبّ عليها ، وإن تحمله يتحمل. اننا بكسر العادات الضارة والابتعاد عن التقليد الاعمى ، واجتناب الوقوع تحت تأثيرها ... نبدأ بصناعة النفوس المقاومة الكبيرة . وإذا كانت النفوسُ كباراً***تعبت في مرادها الأجسامُ وإن ما نراه ونسمعه هذه الايام لا يدعو الى الطمأنينة،،،، فالناس يتعلمون السلوك السيء بالطريقة ذاتها التي يتعلمون بها أي نمط آخر من أنماط السلوك الاجتماعي. كما أن معظم سلوك الإنسان يتم اكتسابه عن طريق القدوة ، ومن خلال العادة والتقليد والمحاكاة، ورغم أن بعض من الآباء ينظرون للسلوك السيء على اعتباره سلوكا منبوذا ، إلا أن آخرين غيرهم يعتبرونه جزءا ضروريا من الحياة ونمطاً سلوكيا يجب أن يتعلمه الأبناء، وخاصة الذكور ، كالعنف والشراسة والفظاظة. فالعائلة هي التي تتولى تربية النشىء، بخاصة في السنوات الأولى من عمر الوليد. كما أن الوالدين هما مصدر عملية التنشئة الاجتماعية، إيجاباً أو سلباً، ومن هنا نشير الى ضرورة عدم تهميش دور العائلة في السلوك الجيد للفرد فالعنف مثلا ، ما هو إلا سلوك مكتسب يتم تعلمه في المحيط الأسري. وهذا مصداق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" . أن القيم التربوية التي تبني شخصية الإنسان في طفولته وشبابه المبكر يصبح من الصعوبة تبديلها دون زعزعة توازنه، من هنا فإن ما يتم تلقينه للطفل من السلوك العدواني تجاه الآخر، بما فيها من لغة الكراهية، من الصعب انتزاعه منها بسهولة بعد ذلك ، إن عمليات التطبيع الاجتماعي ونقل التراث من جيل لجيل والتي تتم عن طريق الأسرة لها تأثير عميق على مستقبل الافراد. وكذلك ، فإن الثوابت الدينية التي يتلقاها الفرد من الصغر ، تظل راسخة في شخصيته وفي تعامله مع الآخرين، ويعتبر جزء من ثوابته الشخصية التي تظل معه حتى طوال حياته. وهنا مثلنا التراثي القائل: من شب على شيء شاب عليه. ان التكوين النفسي للإنسان هو عبارة عن مجموعة من المركبات الشعورية المعقدة ، التي من الصعب اختراقها ، لكي يستدركها العقل البشري ويهضمها تماماً لتعطي معطياتها وتأثيراتها على كيانه ككل. فالجانب العقلي في الانسان أحد ملامح الشخصية المهمة لنفاذ الفكرة وثباتها لتطبع كبصمة البنان في الوجدان. وأول غذاء يستقبله العقل المسلم هو العقيدة الاسلامية ، ان نظرة سريعة إلى واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه نستطيع التماس حقيقة الخلخلة العقائدية العميقة في الوجدان وتزاحم المتناقضات الشكلية في الطباع والسلوك والمواقف. نسخ متكررة من المظهر الشكلي الباهت و البعد النفسي الواهن و الذي يمكن صبغه بملامح قابلة للتغيير عبر أي مؤثر خارجي. هذه النسخ ، تتحدث باسم الدين وتناهض عبر حوارات سفسطائية كل أوجه القصور في الأطراف الأخرى ، لتتفجر عبر هذا الاحتداد الكلامي ، صراعات كثيرة على الساحة، تعود إلى تضارب فكري كبير وتنافر عاطفي يقودان إلى تعميق الفجوة بين التيارات المتصارعة. وعندما نعود إلى حقيقة هذه الشخصيات، نكتشف ان إشباعها العقائدي ناقص ومبتور. ويتطلب فهم التوحيد عن وعي وحب لله سبحانه ، بحيث يصل الشعور الى فكرة التوحد في حب الله وعبوديته لتنعكس واقعاً على تصرفاتنا وأخلاقياتنا، فهذا الشعور ، يتطلب الحذر في النطق والتصرف والمعاملة والحكم والممارسة وإعادة كل الأشياء والمحسوسات والقضايا إلى الحكم العقلي الشرعي الخاضع برضا الله أو غضبه عن حب وقناعة. فعلى سبيل المثال: اتهام الناس والتشهير بهم ونعتهم بأبشع النعوت دون فهم ما لهذه الرواسب والمخلفات السلبية التي تفكك أنسجة المجتمع وتمزق أواصره وتشعل جذوة الفتنة حتى تتحول إلى أمر يعتاده الناس بفعل الروتين والعادة والتكرار .. فكما فعل فلان سأفعل وسيفعل علان .. فالعبث في سيرة الناس والتلذذ بعيوبهم وذكرهم بأسوأ الصفات أثناء غيابهم وتعميم مظاهر فاسدة على الجميع ، لهو عامل سلبي من عوامل الهدم للروابط الاجتماعية في حين أن المسلم الحقيقي الواعي لحقيقة دينه يحتوي بحكمة وسرية كل العناصر المشوهة التي تهدم كيان مجتمعه. المظاهر الفاسدة على جميع صورها والتي يتناولها المجتمع الاسلامي جميعنا مسؤول عنها ومحاسب عليها .. لأن السلبية في الفعل وانعدام القدوة، والقيم المثالي الذي يحتفظ بخطه كنموذج فعال يحفظ الآخرين ويوجه مسيرتهم ومصالحهم بضمير وصدق بدءاً من رب الأسرة حتى آخر مسوؤل (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). ناهيك عن بعض من تحول إلى جلاد يتلبس لباس الدين ويتمسح بمسوح الإيمان وهو يلقي التهم جزافاً دون الرجوع إلى مفهوم العقيدة الواعي الذي يرفض هذا التصرف. فنحن لا زلنا بحاجة إذن الى هذا الزخم الهائل المتدفق بروح الاسلام ، و كل مسلم ، بحاجة إلى وقفة صامتة مع ذاته ، ليفتح حواراً داخلياً مع نفسه ، ويقيم عقيدته،هل هي متوافقة مع سلوكياته أو مناقضة لما يعتقد ويقول، بين ما يتبنى من قيم ويتصرف؟. فالعقيدة الراسخة لا يمكن أن يتسلل إليها أي فكر هدّام أو أي منطق دخيل على الفطرة، ولا تجدي كل محاولات التسلل النفسية التي يصطنعها الآخرون لإضعاف اسلامنا. فنقطة الضعف هي في محور التفكير الذي يتبنى الاسلام عن قناعة وإيمان وتشبث إلى حد تتغلغل فيه الجذور إلى أرضية العقل وتنصب بمشاعر نفسية وعاطفية إلى أعماق الروح. ولهذا يكن من السهل أن تهتز صورة بعض المسلمين في المجتمعات الأخرى، من السهل أن يتخلى المسلمون عن التزاماتهم الشرعية. ومن السهل جداً أن نتنازل عن حقوقنا إلى الآخرين بتلقائية ساذجة لأننا فقط نتغنى بقشور هي عادات وتقاليد موروثة نظنها من صميم العقيدة وهي في الحقيقة موروث اجتماعي رهين الظروف الحالية . وننسى أن العقيدة الاسلامية لها مناهل حقيقية أصيلة تمنحنا الزخم العقائدي والعاطفي كطاقة حرارية ملتهبة لا تفتر ولا تخمد بل يصل مفعولها النفسي إلى حد أن تقف أمام رغبات النفس كحصن منيع وسد قوي أمام أي تخلخل منيع أو اهتزاز في شخصية الانسان وبنيته العقائدية إلى حد الاستماتة والدفاع عن كرامة الانسان واعتباره. وهي، بالتالي، تعبير صادق عن نمط من الوجود البشري وعن نظام من العلاقات التي يدخل البشر فيها مع بعضهم البعض في ذلك الوجود. ان الجهل بحقائق نظام الوجود الاسلامي من حيث أساسه المعرفي وبناؤه الثقافي ، يتولد عنه الكثير من السوء في النظرة .....والخطأ في التقدير والمعرفة داخل عقر دارنا، وفي محيط عالمنا ، فكفانا عبثاً وجدلاً وتهماً، ولنتفهم الشخصية الاسلامية متكاملة الأخلاق، متوازنة قولاً وفعلاً. فنحن في مفترق طريق ، اختار البعض فيه خلع ثوب الاسلام ، ليقف في منتصف الطريق ينظر إلى المستقبل......... نظرة ضبابية باهتة لا علامة لها ولا هوية. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |