ثم عاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 10194 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 9482 )           »          البشريات العشر الثانية للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          معركة تشيرمانون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إلى مَأدُبَةِ الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أعلام الإسلام الطفيل بن عمرو الدّوسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف نحاور العلمانيين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 548 )           »          شدَّاد بن أوس رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حجم فرصتك تأتي على حجم استعدادك لها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2022, 12:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,776
الدولة : Egypt
افتراضي ثم عاد

ثم عاد
عبدالله صبري عبدالمولى




(1)



مُنهكاً مُثقلاً، تفجَّرت من محاجرك الدموع حتَّى تقرَّحت عيناكَ ألماً، وعربدَ الأسى في قلبكَ، واقتصَّت الأوجاع من عُمركَ عُمراً!



رُبَّما لا أكون حانثاً إن أقسمتُ أن الدنيا ضيعتكَ في أزقَّتها - ولا تزال - وأنَّك أصبحت في حياةٍ لا تجدكَ فيها.








(2)



تلفُّ وشاحَ الصبر على عنقكَ حتَّى كاد يخنقُكْ.. يُضنيكَ البحثُ عن مخرجٍ ممَّا ألمَّ بك!



تتذكَّرُ ما أخبرَكَ بهِ أحدُهم أنه - سبحانه - كما جعلَ لكلِّ داءٍ دواءً، ولكلِّ ضِيقٍ مخرجًا، جعل في كتابهِ وصفًا لكلِّ دواءٍ، وطريقًا لكلِّ مَخرجٍ!








تُهرَعُ إلى كتابِ ربِّك تبحثُ فيهِ عن ذاتك.. تبحث دون إيمانٍ حقيقيٍّ لقولهِ تعالى: "﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9] - ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69] - ﴿ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82] - ﴿ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ﴾ - [الروم: 58] - كِتَابٌ مُبَارَك".



لكنها - نفسك - تُحدِّثك قائلةً: علَّ آيَةً - واحدة - يمتدُّ نورُها إلى قلبكَ، تجدُ فيها ما تبتغيه، فتتكشَّف الكُرُبات، وتنجلي الهموم!








(3)



تشرعُ في تلاوتكَ بحضورٍ للقلبِ وتفهُّمٍ وتعظيم: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ﴾ [الأنعام: 133] - يا الله - تهتزُّ أوصالُكَ، وتخفقُ نبضاتكَ بشدَّةٍ، رَغم غناهُ عنكَ، وجمِّ تقصيركَ، وعظيمِ معصيتكَ، فإنه "رحيمٌ" بك!








حينَها تشرقُ مخابئ روحكَ بعد أفولها، وتعمرُ قفاركَ بعد بوارها، ولا تملك إلّا أن تتابع تلاوتكَ التي شرعتَ فيها:



﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49].



يتملّككَ العَجب؛ كيف أنَّه - سبحانه - لمّا تحدَّث عن الرحمة والمغفرة، نسبهما إلى نفسهِ، وجعلهما اسمًا له وصفةً، فقال: "أنا" الغفورُ الرحيم، ولمّا تحدَّث - بعدَها - عن العذاب، جعله مخلوقاً له، وليس من صفاته، فقال "هو" العذابُ الأليم.



حينها تذوبُ حياءً، وتتقازمُ أمام قدسيَّتِه، تتمتِمُ في خَجَلٍ وانكسارٍ وحُبٍّ: والله - يا رب - ما دنا لنا أوسعُ من حلمكَ ومغفرتك، ولا أعظمُ من رحمتكَ وودِّكَ، ولا أكثرُ من شكركَ ومنِّك.








حينَها يأسركَ القرآنُ، ومن عجبٍ أنّكَ أحببتَ الأسر! فتتابع بتدبُّرٍ وإبصار:



﴿ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [الزمر: 53].



دوَّى الخبرُ بين حناياك مجلجلاً، وروحكَ كصحراءَ شاسعةٍ بجدبٍ أصابتها غيمة شهيَّة بالمطر، فأنبتت بها زهرًا، وعمّرت بها القفار.



تلتزمكَ الآية فتقف عليها، وتأبى أن تمرَّ عليها دون تدبُّر، تُعيدُها مرَّاتٍ ومرَّات، وتلاوتكَ تُصغي مسامعكَ صدّاحة، تجمعُ بها كلَّ ما تناثرَ منك، وتضيء بها كل تقاسيم العتمة بداخلك، كيف لا؛ وقد شرعت شمسُكَ في شروقٍ بعد طويلِ غياب؟!








تشرئبُّ روحكَ للمزيد، فتتابعُ بترقُّبٍ ونظر!



﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ ﴾ [البقرة: 186].



أمَّا تلكَ، فتجرِّدكَ من دنياكَ الموحشةِ ومشاغلها المُرهِقة إلى فضاءِ الأُنسِ بالله،



تروي جفنكَ بالدموع.. تُناجيهِ بقلبٍ وجِلٍ، وروحٍ مفعمةٍ بالأمل.. تُحدِّثهُ طويلاً، تُخبرهُ بكلِّ شيء.. بكلِّ ما تحتويهِ حناياكَ، حتَّى أحلامكَ الصغيرة التي تخبِّئها سرًّا تحت وسادتك!



ترفعُ رأسكَ وقد نفضتَ عنكَ أوجاعكَ وجَعًا وجعًا.



ترفعُ رأسكَ وقد عاهدتَه - عزَّ وجلََّ - أنْ لا تتركَها - سجدتكَ - أبدًا ما حَيِيت!








(4)



أحضرتُ قلمي وقارورة حبري؛ لأكتب إليكِ يا نفس، أكتبُ بروحٍ مُفعمةٍ بالحُبِّ، وأناملَ مُنتشيَةٍ بالفرح، وإليكَ الهَطْلَ:



دقَّت أجراسُ الحنينِ، وَتاق قلبي، فذهبتُ إليه - سُبحانه - قرأت وِردي متأمِّلاً في كتاب ربِّي مُبصرًا فيه، وها قد انتهيتُ، وقد لحفتني السعادةُ، وضمَّتني السكينة، وضحكاتُ روحي مختالةٌ بشروق الحياة بعد ليلٍ طويل!



أحيطكِ علمًا أنّي مُذ سلكتُ هذا الطريقَ وآلامي قد لفظتُها، وأوردتي اليابسةُ تنبِضُ بالحياةِ، كأنَّ بُستانَ الخُزامى فيهم نبت.



أتعلمين - يا نفس - لا أكون حانثاً إن أقسمتُ أن الحياة الحقيقيَّة في تلك الدنيا بين طيَّات قرآننا - قراءةً وتلاوةً وتعلُّمًا ومدارسةً وتدبُّرًا وعملاً - وأن السعادة - كلَّ السعادة - في القرب من كلام ربِّنا، والأُنس به، ومناجاته بآياته.









(5)



تتمتمُ روحي والشوقُ يكتنزُ أضلُعي: ربِّ بلِّغني المُنى، وافتح عليَّ - علينا - بالقرآن، واجعله لنا زادًا لا يبور ولا يفنى، واجعلنا من أهلهِ وخُدَّامِه!



تمت..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.67 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]