"واسجد واقترب" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         روائع قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 155 )           »          ‏تأملات في آيتين عجيبتين في كتاب الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكلمة الطيِّبة (لا إله إلا الله ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أسد بن الفرات بن سنان رحمة الله فاتح صقلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          صدق الله فصدقه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لماذا التأريخ بالهجرة لا بغيرها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الهجرة النبويّة فن التخطيط والإعداد وبراعة الأخذ بالأسباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          معاهدة محمد الثالث مع ملك فرنسا لويس الخامس عشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أمية بن أبي الصلت الداني (460-529هـ/1067-1134م) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فرق كبير بين الصالح والمصلح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2020, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي "واسجد واقترب"

"واسجد واقترب"






د. عامر الهوشان










جزء من آية كريمة خاطبت خاتم الإنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم , ومن بعده أمته ومن اعتنق الإسلام إلى يوم الدين , أن اسجد لله وتذلل بين يديه , وأظهر له الخضوع بالسجود , تنل القرب منه سبحانه والرضا والقبول .


قال القرطبي في تفسير الآية : (وَاسْجُدْ) أَيْ صَلِّ لِلَّهِ (وَاقْتَرِبْ) أَيْ تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: إِذَا سَجَدْتَ فَاقْتَرِبْ مِنَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ . 20/128


والحقيقة أن المتتبع للآيات القرآنية التي ذكر فيها السجود , وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت هذه الطاعة , يجد أن لهذه العبادة أسرارا عظيمة وفوائد جمة , جدير بالمسلم أن يتوقف عندها مليا , وأن يعي مغزى ومعنى السجود بين يدي خالقه ومولاه سبحانه , وما في هذاه الحالة التعبدية الخاصة من منح إلهية جليلة قلما توجد في عبادة أخرى .


1- أكد القرآن الكريم أن السجود من أفضل وسائل التقرب إلى الله سبحانه ومناجاته , ومن أنجع الطرق لنيل مرضاته , وقد جاءت السنة النبوية لتزيد هذا الامر تأكيد , فقد ورد في الحديث الصحيح عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) صحيح مسلم برقم/1111



والحقيقة أن وضعية السجود التي امتن الله بها على عباده المؤمنين , حيث وضع الجبهة والأنف على الأرض , وتعفير الوجه بالتراب تذللا وخضوعا وإنابة واستسلاما لأمر الله ....هي أبلغ مظهر من مظاهر العبودية لله تعالى , و أكثرها تعبيرا عن مقام العبد أمام خالقه , ومن هنا كان الساجد لله تعالى الأقرب إلى رب العزة سبحانه .


يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه أسرار الصلاة تحت عنوان "عبودية السجود" : " ثم شرع له أن يكبر و يدنو و يخرَّ ساجدا ، و يُعطي في سجوده كل غضو من أعضائه حظَّه من العبودية ، فيضع ناصيته بالأرض بين يدي ربه ، مسندة راغما له أنفه ، خاضعا له قلبه ، و يضع أشرف ما فيه ـ و هو وجهه ـ بالأرض و لاسيما وجه قلبه مع وجهه الظاهر , ساجدا على الأرض معفِّراً له وجهه و أشرف ما فيه بين يدي سيِّده ، راغماً أنفه ، خاضعاً له قلبه و جوارحه ، متذلِّلاً لعظمة ربه ، خاضعاً لعزَّته ، منيباً إليه ، مستكيناً ذلاً و خضوعاً و انكساراً ، قد صارت أعاليه ملويةً لأسافله..................فهذا العبد هو القريب المقرَّب فهو أقرب فهو ما يكون من ربه و هو ساجد . ص15
2



- السجود وسيلة لانشراح الصدر ومعالجة ضيقه وتكاثر الهموم والأحزان عليه , فقد خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم , وأرشده إلى العلاج لضيق الصدر الذي يسببه عنت الكفار والمشركين وتكذيبهم واستهزاؤهم بدين الله والآيات البينات , فقال سبحانه : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر/97-99



إنها منحة إلهية لكل من ضاقت عليه نفسه , وتكاثرت على قلبه الهموم والأحزان من كل الألوان - وما أكثرها في هذه الأيام – حيث لا يجد المؤمن تنفيسا لها إلا بالسجود والخضوع والتذلل بين يدي خالقه ومولاه سبحانه .


نعم....هناك في زاوية من زوايا غرفته في جوف الليل وفي الثلث الأخير منه تحديدا , يجد المؤمن في سجوده بين يدي ربه سبحانه المخرج الوحيد مما أصابه من هم و غم و ضيق و كرب , يبث إلى من بيده ملكوت السماوات والأرض ومقاليد الأمور ...شكواه , و يدعوه أن يفرج عنه وأن يبدل عسره يسرا .


إنها الحالة الروحية القلبية التي يمتاز بها عباد الله المؤمنين , بينما يغفل عنها البعيدون عن رحاب العبودية والطاعة والإنابة لله تعالى , فترى كثيرا منهم يرجون التنفيس عن همومهم وضيقهم بمزيد من الانغماس في ملذات الدنيا وشهواتها , فينقلبون من ذلك بــ همّ وغم جديد .


3- السجود سبب من أسباب دخول الجنة : ففي الحديث الصحيح عن مَعْدَانُ بْنُ أَبِى طَلْحَةَ الْيَعْمَرِىُّ قَالَ : لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِى اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ. أَوْ قَالَ قُلْتُ : بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ . فَسَكَتَ . ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ . ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ( عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً ) . قَالَ مَعْدَانُ ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِى مِثْلَ مَا قَالَ لِى ثَوْبَانُ. صحيح مسلم برقم/1121



وكيف لا يكون السجود سببا من أسباب دخول الجنة وفيه تتجلى أسمى معاني الخضوع لله تعالى , وأبلغ صور العبودية له سبحانه , والخضوع والعبودية هما الغاية الكبرى من خلق الله تعالى للإنس والجن , قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات/56



4- كثرة السجود وسيلة العبد المؤمن لمرافقة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم في الجنة , فقد ورد في الحديث عن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي : سَلْ ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، قُلْتُ : هُوَ ذَاكَ ، قَالَ : ( فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ) صحيح مسلم برقم/489



قال الإمام النووي رحمه الله : "فيه الحث على كثرة السجود والترغيب به ، والمراد به السجود في الصلاة" .


والحقيقة أن اشتراط الرسول صلى الله عليه وسلم على ربيعة بن كعب هذه العبادة بالتحديد لينال شرف مرافقته في الجنة .....فيه رفع لمكانة هذه العبادة , وإضفاء مزيد من الأهمية عليها , وكيف لا وهي سبب لمرافقة خاتم المرسلين في أعلى درجات الجنان .


إن في كثرة السجود بين الله تعالى من الخير والنفع الدنيوي والأخروي ما لا ينبغي لمسلم عاقل أن يفوته , فلنجعل من هذه العبادة الجليلة بابا لعلاج ما نواجهه في الدنيا من محن وابتلاءات , وزادا لما ينتظرنا في الآخرة من سؤال وحساب .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.37 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]