|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أزمة أخلاق عبدالمجيد عبده طه النهاري المتأمِّل في حالِ المسلمين اليوم يجِد أنَّ هناك أزمةً أخلاق في جميع مجالات الحياة: السياسة والاقتصاد، والاجتماع والنظام، بل في الحياة اليوميَّة مِن الصغير إلى الكبير، ومِن الذَّكر إلى الأنثى، ومِن الحاكم والمحكوم، وهذه الأزمة الأخلاقية منها ما هو مكتسَب، ومنها ما هو موروثٌ، والأخير هو الأكثر ويصعب استدراكه أو علاجه، بخلاف المكتسب، فقد يأتي يومٌ ويتغيَّر بأي سببٍ مِن أسباب التغيير، ولكن ما الواجب علينا ونحن أمَّة حُكِم لنا بالخيرية في كتاب الله بشروطها؟ فالواجب علينا أن نُثبت هذه الخيريةَ، وأنْ نسعى لتحقيق أعلى مقامات الخيرية، كيف لا؟! ومهمة نبينا محمَّد هي إتمام مكارِم الأخلاق؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما بُعثت لأتمم مكارمَ الأخلاق))؛ رواه البيهقي برقم (20571). فيُفهم مِن هذا أنَّ الأصل فينا هو التزامُ الأخلاق، وليس تضييعها، بل كيف نرْضَى أن تصدر أو يتخلَّق بها غيرنا، ونحن نتجاهلها أن نعملَ بضدِّها - ونحن المسلمين - بل البشرية جمعًا قد جُبِلنا على الخُلُق الحسن؛ ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 8]، وهذه الفِطرة مع ثبوت أصلها، إلا أنَّها تحتاج إلى رعايةٍ ومتابعة مستمرَّة؛ حتى لا تتغيَّر عن مسارها الحقيقي كالشجرةِ تحتاج إلى الماء والهواء والشَّمس وإلا ذبُلتْ، والأخلاق التي نحتاج إليه في حياتنا اليوميَّة على ثلاثة أقسام: أخلاق القلب: وتشتمل على الحبِّ والرَّحمة، وكظْم الغيظ والعفو، وغير ذلك. أخلاق اللسان: وتشتمل على القولِ الحسَن والذِّكر وقراءة القرآن، والاستغفار والدعاء، وغير ذلك. أخلاق الجوارح: وتشتمل على الصَّدقة وإعانة الآخَر، وإماطة الأذى، وغير ذلك. والأخلاق وصاحِب الخُلُق ليس هو مَن يترك مساوئ الأخلاق فقط، بل مَن يُزكِّي بدنه ونفسَه بالقيام بمحاسنِ الأخلاق، وهذه مرتبةٌ لا يصِلها إلا قليلٌ مِن الناس ممن اصطفاهم الله لها عن أبي سعيدٍ الخُدري، قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأشج عبدِ القيس: ((إنَّ فيك لخصلتَين يحبُّهما الله: الحلم والأناة))؛ رواه البخاري في الأدَب المفرد برقم (585)، ولو أنَّنا نظرْنا إلى ما يترتَّب على التزمْنا بالأخلاق أو ارتكابنا لمساوئ الأخلاق، لما كانتْ عندنا هذه الأزمة، فالرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول في حديث عمرو بن شُعَيب عن أبيه عن جَدِّه: ((ألاَ أُخبركم بأحبِّكم إلي وأقربِكم منِّي مجلسًا يومَ القيامة؟))، فسكت القوم، فأعادها مرَّتين أو ثلاثًا، قال القوم: نعَمْ يا رسولَ الله، قال: ((أحْسَنكم خُلقًا))؛ رواه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (272)، وبمفهوم المخالَفة أنَّ مَن ساء خُلُقه فهو أبعدُ الناس مجلسًا يوم القيامة، ولا يكون أبعدَ عن مجلس النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا مَن غضب الله عليه، وأدخله النار - والعياذ بالله!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |