صناعة الفتن / مقال رائع لدكتور اكرم حجازي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133279 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-09-2010, 10:26 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,868
افتراضي صناعة الفتن / مقال رائع لدكتور اكرم حجازي

صناعة الفتن


د. أكرم حجازي


28/10/2009





من حق قناة «الجزيرة» الفضائية أن تنهج نهج الخصوم في حربهم على القاعدة، وتبعا لذلك سيكون من حقها أن تشوه صورتها وكفاحها كما تشاء. ولسنا معنيين، في هذا الصدد، أن نؤيدها فيما تذهب إليه ولا أن ننكر عليها فيما تراه حقا لها في التعبير عن سياستها، تجاه هذه المسألة أو تلك، سرا أو علانية. كما أننا لا نعيب عليها أو نلومها فيما إذا كان لاختياراتها تداعيات سلبية على مصالح الأمة. ولا أن تتحول منابرها إلى ناطق إعلامي لهذا الحزب أو تلك الجهة. فلتفعل «الجزيرة» ما تشاء، ويبقى للمشاهد أو القارئ لأخبارها الحكم فيما يتلقى من رسالة إعلامية.

لكن، بما أنها تخاطب الأمة، فليس من حق «الجزيرة» أن تكذب أو تضلل الناس أو تفتعل الفتن وتوغر الصدور كي تصل إلى أهدافها. ففي هذه الحالة ستكون مجرد صانعة للفتنة ومروجة لها وساعية لإحداثها. وحينها سيكون من حقنا أن نتصدى لها ليس دفاعا عن القاعدة أو غيرها بل انتصارا للحقيقة والعقل الذي تريد «الجزيرة» وأمثالها أن تعقمه بأخبار ملفقة، وتحذيرا من البناء على أخبار كاذبة.

فقد نشر موقع «الجزيرة نت » يوم الثلاثاء الموافق 27/10/2009 خبرا بعنوان: «القاعدة تتبنى تفجيري بغداد»، وفي وسط الخبر تقريبا حشرت الفقرة التالية:
« ومن بين قتلى الانفجار الأول نحو 24 طفلا كانوا يغادرون حضانة مجاورة لوزارة العدل في حافلة، كما جرح ستة آخرون، بينما دمرت الحضانة، وذلك حسب مصادر في الشرطة والمستشفى تحدثت شريطة عدم الإفصاح عن أسمائها».

ولا شك أن كل من يقرأ هذه الفقرة بالذات سيشعر بألم كبير يعتصره جراء هذه الأرواح التي لا يختلف اثنان على براءتها المطلقة من كل ما يجري على وجه الأرض. لكن الأكثر إيلاما عندما يجري فبركة مثل هذه الأخبار الوحشية لا لتبتز العقول فقط بل لتنال من أنبل مشاعر الناس دون وجه حق بقطع النظر عن مواقفهم تجاه التفجيرات. وفي هذا السياق بالضبط لا يكون للخبر من هدف سوى إيقاع الفتنة بأخبث صورها ومفاعيلها خاصة وأن الفقرة المعنية موجهة لشريحة معينة تعلمها «الجزيرة» حق العلم. وكأن الذين نشروا الخبر لم يضيرهم أن تتسبب فعلتهم هذه لاحقا في سفك المزيد من الدماء عند أدنى احتكاك. وهذه ملاحظاتنا على الخبر:

• لم تعلن دولة العراق الإسلامية مسؤوليتها عن التفجيرات إلا في اليوم الثاني (26/10/2009) من وقوعها. وفي اليوم الثالث نقلت الجزيرة خبر بيان الدولة وضمنته خبر مقتل الأطفال. وفي الإجمال مضى نحو 48 ساعة على وقوع التفجيرات دون أن تذكر «الجزيرة»في سابق تغطيتها للحدث شيء عن مقتل أطفال الحضانة. فهل قُتل الأطفال بأثر رجعي؟؟!!

• نسب موقع «الجزيرة» الخبر إلى مصادر عامة بصيغة «المصدر: وكالات». وهي صيغة يمكن أن تدعيها «الجزيرة» دون أن تتعرض لأية مسؤولية قانونية ما لم تطالبها جهة معينة بتوضيح يستثنيها من النسبة وهو ما لن يحصل. وهكذا يمكن أن يكون الخبر على ذمة أية وكالة، و في نفس الوقت يمكن لأية وكالة أن تنفي صلتها به باعتباره لم يسمّ وكالة بعينها. والعجيب أن بعض الوسائل الإعلامية نقلت الخبر عن «الجزيرة» وليس عن أية وكالة أخرى، وهذا يعني أن مصدر الخبر هي «الجزيرة» وليس أحد غيرها.

• إذ حين البحث والتحري عن مصدر الخبر فلم نجد له أصلا، ولا نظن أن أحدا نشره غير «الجزيرة». والعجيب أنه خبر لو صح وقوعه لطارت به فضائيات العالم صوتا وصورة، وعلى الهواء مباشرة، وحولوه إلى مشجب دولي لأيام وربما لأسابيع حتى يصير علامة فارقة لـ « لطم » القاعدة به ليل نهار. لكنه عند «الجزيرة» تمت نسبته إلى: « مصادر في الشرطة والمستشفى» اشترطت «عدم الإفصاح عن أسمائها». وكأن الخبر أحد أسرار الدولة العظمى!!! أو أن الحكومة هي من قتلت الأطفال وليس القاعدة!!!

• يقول خبر «الجزيرة» أن الأطفال قتلوا وهم: «يغادرون حضانة مجاورة لوزارة العدل في حافلة». ولسنا هنا نتساءل إذا ما كان هناك حضانة في المنطقة أم لا؟ فالخبر يتحدث عن حافلة كانت متوقفة عند حضانة أطفال في منطقة الانفجار، لكن لتسمح لنا السيدة «الجزيرة» بالسؤال: فكلنا يعلم أن بعض الموظفين يودعون أطفالهم لدى الحضانة قبل توجههم إلى أعمالهم، ويتسلمونهم بعد انتهاء الدوام الرسمي، قرابة الثانية بعد الظهر؛ فإذا كان الانفجار الأول الذي استهدف وزارة العدل، حيث قتل الأطفال، كما تقول «الجزيرة»، قد وقع في الساعة الـ 10.30 صباحا (7.30 بتوقيت غرينيتش)، أي بعد قرابة الساعتين من بدء الدوام الرسمي، فلماذا يغادر الأطفال حضانتهم في هذه الساعة؟ وأين كانت وجهتهم؟ إلى بيوتهم؟

مشكلة هذه الأمة في هذا الزمن الأغبر أنها تعيش على الكذب والتربص ببعضها البعض، ومصيبتها الأعظم أنها تزعم الأسى كذبا، والعجيب أنها تنتشي حين ينتصر لها الآخرون زورا وبهتانا .. أمة ترى في الحق والحقيقة عدوا لدودا لها .. ومع ذلك تعيب على الغرب واليهود والعملاء بأنهم يكذبون ويزورون الحقائق ويخفون خسائرهم ويضللون البشرية والرأي العام .. أمة نبذت الكذب في عز الجاهلية لكنها لا تريد أن تفهم أن منابرها صارت، من بعد أبي سفيان، أكذب من الكَذَبَة.

كنا نتمنى أن يقدم لنا أحدهم قراءة في الصميم لما يجري على الساحة العراقية في ضوء الهجمات الشرسة التي تنفذها دولة العراق الإسلامية منذ بضعة شهور بدلا من التراشق الكلامي والاتهامات التي لن تقدم ولن تؤخر، لكن البعض يفضل الابتزاز واستغلال الحدث لتذكية الأحقاد وزرع الفتن وكأنه ينتظر الحصاد. لا بأس. افعلوا ما شئتم .. وسنرى ماذا ستكون نهاية مثل هذه السياسات العقيمة والإعلام المغرض الذي لا يرعى حتى في السطو المسلح على مشاعر البشر إلا ولا ذمة.

افضحوا القاعدة ...
هاجموها ...
حاربوها ...
أدينوها ...
اسلخوا جلدها ...
واقعدوا لها كل مرصد ...
فهذه حربكم معها ...
وحربها معكم ...
فإن كانت تستحق ذلك فلا كرامة لها .. فلتذهب إلى الجحيم
لكن لا تكذبوا .. وإلا فلا كرامة لكم .. وفي هذه لا كرامة.





نشر بتاريخ 28-10-2009

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 120.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 118.99 كيلو بايت... تم توفير 1.69 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]