ما الذي أبكى هذا التاجر ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 329 - عددالزوار : 5939 )           »          الأحكام الشرعية ومصطلحات التشويه العلماني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأحكام الشرعية ودعاة التطوير والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإمام عثمان بن فودي مجدد الإسلام في الغرب الأفريقي [حياته وآثاره، دولته ودعوته] (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          آليات التفكير الراشد بين التفعيل والتعطيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التوحيد أصل النجاة ومفتاح الجنة: قراءة في ختام سورة المؤمنون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عبودية الترك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بر الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حفظ الأسرار خلق الأبرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-02-2009, 01:40 AM
مريض الصدفية مريض الصدفية غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 113
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ما الذي أبكى هذا التاجر ؟

يقول أحد الدعاة: دعاني ابنٌ لأحد كبار التجار يوماً لزيارة والده المريض، سألت الولد عن مرض أبيه فقال: هو مصابٌ بتليفٍ في كبده وسرطان في أجزاء أخرى في جسده لكن الطبيب لم يخبره بذلك، ونحن لم نخبره أيضاً فهو لا يدري عن مرضه شيئاً، دخلت على هذا التاجر فإذا هو على السرير الأبيض عمره لم يتجاوز الستين، لم يتمكن المرض منه بعد ولا يزال جسمه نشيطاً إلى حدٍ ما، صافحني ثم أمر أولاده بالخروج، فلما خرجوا وبقيت أنا وهو ظل ساكتاً ثم بكى والتفت إليَّ وقال:
آه يا شيخ تباً لهذه الدنيا، منذ أن عرفت نفسي وأنا أجمع الأموال وأعدُّها عداً وأغامر في مختلف التجارات، كم كنت أتعب في ذلك وأنشغل عن عبادة ربي، كم نمت عن الصلاة بسبب السهر على الأموال ومتابعة الشركات، وكم غفلت عن قراءة القرآن وبخلت عن الإنفاق على المساكين والأيتام..
يقول: كم أتتني والله يا شيخ نصائح من بعض الفضلاء بالحرص على الطاعة وعدم الغفلة عن الغاية التي خلقنا من أجلها وللتزود لدار الآخرة، ولكن كنت أقول ليس بعد، بل إذا بلغت الستين أعطيت نفسي تقاعد واشتريت مزرعة، وأقمت في راحة وعبادة حتى الموت.. ثم هأنذا يفجعني ما نزل بي من مرض وأسأل أولادي عن المرض فيقولون: هو التهابات يسيرة واضطرابات في الهضم وأنا أظن الأمر على غير ذلك..
ثم بكى الرجل وقال: هل رأيت أولادي هؤلاء الذين يدعونك لزيارتي ويظهرون الشفقة والرحمة بي، بالأمس جلسوا عندي فتظاهرت بالنوم ليخرجوا عني، فلما ظنوا أني قد نمت بدؤوا يتكلمون عن تجارتي ويحسبون أموالي وكم سينال كل واحد منهم من التركة وكيف سيتمتع بالمال، ثم ارتفعت أصواتهم واختصموا على عمارة كبيرة لي، قال الأول نبيعها وندخل ثمنها في التركة، وقال الآخر بل نؤجرها، وصاح الثالث بل تكون من نصيبي، وارتفعت الأصوات تباً لهم يختصمون في مالي وأنا حي بين أظهرهم..
ثم بدأ ينوح على نفسه ولسان حاله يردد: { ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه } الآية { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }.

وقفة:-
الذي يتأمل أحوال كثير من الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة، وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها، فإنهم إن فكَّروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا فللدنيا، فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيراً من أوامر ربهم، قال تعالى: { ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } الحجر
وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: ( أخوف ما أخاف عليكم اِتباع الهوى وطول الأمل، فأما اِتباع الهوى فإنه يصدُّ عن الحق، وأما طول الأمل فإنه ينسي الآخرة.
وكان يقول: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل.
ويقول ابن القيم رحمه الله: ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أماني والوقت ضائع بينهما.
أسأل الله جلا وعلا أن يجعل الدنيا في أيدينا وألا يجعلها في قلوبنا، وأن يرزقنا وإياكم الحرص للتزود للدار الآخرة..
من كتاب ( هل تبحث عن وظيفة ) بتصرف.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.76 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]