خطبة ان مع العسر يسرا

[العياشي معطاوي]

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً رسول الله،يقول لعائشةيا عائشة الويل لمن لم يرني يوم القيامة.قالت ومن الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قالالبخيل الذي إذا ذكرت عنده لم يصل عليّ...سيدي

يا رب صل على أعلى الورى شرفاً* محمد ما علت بالذكر أصوات

وآله وعلى الصحاب كلهم*مني السلام عليهـم والتحيـــات

فقد جعل الله تعالى الدنيا دار تعب ونصب ،وبلاء وعناء وعمل وحياة الإنسان فيها تتقلب بين العسر واليسر والضيق والسعة والشدة والفرج والغنى والفقر وذلك لتتم قضية ابتلاء أهل الإيمان أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبينالمؤمن الحق الصادق يرضى بقضاء الله ويصبر على ما يحل به من عسر وضيق وشدة ،وقد وصف النبي حال المؤمن في السراء والضراء فقال عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شـكر فكان خيراً له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له فالمؤمن يتلقى النعمة بالشكر ويتلقى البلاء بالصبر فهو على خير في كل حالأيها المسلمإذا نزل بك ضيق أو عسر فلا تكثر الشكوى وتظهر الضيق والضجر وعليك بدواء الأزمات والملمات الذي وصفـه الله في كتابهواستعينوا بالصبر .. الخاشعينوإذا سلك المؤمن ذلك السبيل حال عسره أفاض الله عليه من خزائنه رحمة ولطفاً وبركة تهون عليه ما هو فيه من عسر وضيق حتى يزيل الله ما نزل بعبده أيها المسلمونلا ينسى المؤمن أن يكثر من ذكر الله حال عسره لا سيما الاستغفار فهو سبب لسعة الرزق وكثرة الأبناء ومغفرة رب الأرض والسماء فقلت استغفروا وقد وصف النبي الاستغفار دواء لتفريج الكربات وزوال الهموم وضيق الرزق فقال من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب... اعلموا أنه إذا نزل العسر بأحدكم فإن اليسر يرافقه فإن الله قال مؤكداً ذلك فإن مع..

صبراُ جميلاً ما أقرب الفرجا *من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى* ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال آخر

ولرب نازلة يضيق بها الفتى*ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *فرجت وكنت أظنها لا تفرج

أيها المهموم المغموم إذا رأيت الصحراء تمتد فاعلم أن ورائها رياضاً خضراء وارفة الظلالإذا رأيت الحبل يشتد ،فاعلم أنه سوف ينقطعمع الدمعة بسمة،ومع الخوف أمناً،ومع الفزع سكينة فعلى المسلم أن يكون عظيم الثقة بربه متفائلاً بالنصر والتمكين مستبشراً بالفرج بعد الشدة وباليسر بعد العسر

دع المقادير تجري في أعنتها *ولا تبيتن إلا خالي البالي
ما بين طرفة عين وانتباهتها *يغير الله من حال إلى حال

ويبقى سلاح الدعاء سهاما نافذة وعدة مالها من نفاد سلكها الفقراء كما سلكها الأغنياء ويستوي فيها الذكر والأنثى على حد سواء فألحوا على الله بالدعاءاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين اللهم إنا أعوذ بك من غنىً يطغينا،وفقر ينسينا وهوىً يردينا وجار يؤذيني اللهم اجعلنا ممن يعمرون المساجد بالمال والصلوات. وممن يوفون بالعهود والأمانات.. وممن تعلقت قلوبهم بالمساجد والجماعات.واحفظنا ليلاً ونهارا في الطُرقات والخلوات..ولا تجعل في بيوتنا سوأة أو عورات.. وعَمِّر بيوتنا بالباقيات الصالحات. واجعلنا ممن يصلون الأرحام..والعشيرة والقرابات.ومَكِنّ لشبابِنا كما مَكَنتْ ليوسُفَ خزائِن الخيرات.وزَوِج بناتنا القوى الأمين..كما زَوجت موسى من الكريمات برحمتك يا رب الأرضِ والسماوات اللهمنسألك لبلدنا الأمن والأمان والسلامة والاطمئنان اللهم احفض بلدنا و احفض شعبنا ..اللهم اسلل سخيمة الأحقاد من قلوبنا واجعلنا إخوانا متحابين فيك ...اللهم إنا نسألك السلامة في الجسد والأمن في البلد والإصلاح في الولد