رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122350 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-11-2007, 09:06 AM
الصورة الرمزية طالبة العفو من الله
طالبة العفو من الله طالبة العفو من الله غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
مكان الإقامة: الإسكندرية
الجنس :
المشاركات: 5,524
الدولة : Egypt
افتراضي رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"

رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"

أومن بأن القصص القرآني من أعظم معجزات القرآن الكريم؛ لذا أقف أمامه طويلا متأملا، لإيماني بعظم المعاني الموجودة في كل قصة فيه، ومن القصص التي تستوقفني كثيرا قصة سيدنا نوح -عليه السلام- وابنه، وأتأمل ذلك الحوار الفريد الدائر فيها بين أب -وهو أحد أنبياء الله المرسلين- وابنه الذي أبى أن يؤمن برسالته، وظل على كفره مع من كذبوا نوحا عليه السلام.

وتتضح مشاعر الأبوة النقية لسيدنا نوح مع ابنه العاق عندما جاءت آيات الله منتصرة له، وجاء الطوفان، وهمّ نبي الله ومن آمن معه بركوب السفينة، فنجده عليه السلام لا ينسى ابنه رغم كفره، وتعالوا نسمع القرآن وهو يصف هذا المشهد المؤثر بين أب حنون محب لولده وابن عاق كافر بالله؛ ففي سورة هود يبدأ الحوار: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} (هود: 42– 47).

درس في التربية

وتعالوا نقف ونتأمل ونتعلم كآباء وأمهات ومربين من هذه الآيات وهذه القصة المؤثرة؟ أول شيء يمكن رصده في هذا الإطار أن كثيرا من الآباء والأمهات خاصة المتدينين منهم يتصورون أنهم يمكن أن يفرضوا التدين على أولادهم، وأنهم ما داموا متدينين فلا بد أن يكون أولادهم كذلك، ويصيبهم التوتر والقلق الشديد إذا ظهر من أولادهم أي رفض أو مقاومة لما يفرضونه عليهم، ويؤدي هذا الانفعال ربما إلى حالة من العنف في التعامل مع هؤلاء الأولاد، وفرض ما يرونه صحيحا عليهم، وتزداد المواجهة حدة وتخرج من إطار التربية والتوجيه السليم إلى إطار: كيف يمكن أن أقبل أن يكون ابني بهذا الشكل؟ أو كيف أتصور أن تكون ابنتي بالصورة الفلانية وأنا الملتزم أو الملتزمة التي يشار إليها بالبنان؟ ويأخذ كل ذلك عنوانا خاطئا هو أننا نحب أن يكون أولادنا في أحسن صورة، وأننا حتى لو اضطررنا إلى أن نفرض عليهم التدين فإنما نفعل ذلك من أجل مصلحتهم.

وبالعودة إلى قصة نوح نجده -وهو النبي المرسل- لم يتعامل مع ابنه العاق إلا بالحوار والتفاهم والدعوة بالموعظة الحسنة، وهو بموقفه هذا لم ير في سلطة الأبوة قوة تجعله يفرض على ابنه الإيمان، ولم ير أن رفض ابنه للحق الذي يحمله يجعله يدخل في حالة من الغضب تخرجه عن منهج الحوار في تعامله مع ابنه، فنجده يقول له في أحلك اللحظات: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}، والابن لعلمه بمنهاج أبيه يرد وهو مطمئن تماما على نفسه، وعلى أن أباه لن يفرض عليه شيئا بالقوة، وتتحرك مشاعر الأبوة الطبيعية في نفس نوح، ويأتي الرد الحاكم من الله {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} لأنه يتحمل مسئولية اختياره، وينصاع نوح لأمر ربه ويستغفره لأنه سأله ما ليس له به علم.

منهج الحوار والتفاهم

إذن فالمعادلة سهلة واضحة ومتمثلة في أن الآباء لن يستطيعوا أن يفرضوا الهداية على أبنائهم، وطريقتهم في تربيتهم هو الحوار والتفاهم والدعوة بالتي هي أحسن، وعندما يختار الأبناء فإنهم يتحملون نتيجة اختياراتهم التي اختاروها بمحض إرادتهم، فلا يحمل الآباء أنفسهم ذنب ما فعله أبناؤهم، فإذا ما جاءت اختيارات الأبناء على غير هوى الآباء فليرضوا وتستقر نفوسهم؛ لأنه لم يكن عيبا في نوح أن ابنه لم يؤمن به، أو يذعن لدعوته، وأخذ نوح عليه السلام بأسباب صلاح ابنه من توجيهه ودعوته إلى الحق حتى آخر لحظة، غير أن الابن صمم على اختياره.

إذن فحالة القلق والتوتر التي يعيشها الآباء وهم يتصورون أنهم يصنعون مصير أبنائهم يجب أن تتوقف، أو تصبح في حدها الصحي الذي يؤدي إلى قيامهم بما عليهم من التوازن في فهم أن تربية الأبناء هي رزق من الله عز وجل مثلما أن الأبناء رزق أيضا من الله، وأننا إذ نوفر لهم أسباب النجاح في حياتهم فإننا لا ننسى التوكل على الله واليقين به في حصولنا على النتيجة.

إن ما تدعو إليه قصة سيدنا نوح مع ابنه هو التوازن والاعتدال والوسطية في إدراك الأمور، فلا هي نظرة متواكلة سلبية لا تتدخل في توجيه الأبناء؛ لأن الله قد قدر لهم نصيبهم الذي لا نملك تغييره، ولا هي النظرة المادية التي لا ترى في الأمر إلا أسبابا ونظريات تطبق لتتحقق النتائج، وكأننا في معمل كيميائي نحضر فيه مستحضرات بمعادلات محسوبة؛ وبالتالي فنحن قلقون في كل لحظة على كل خطوة بألا تحدث كما هو مخطط لها.

إن التوازن من قِبَل الآباء في تربية أبنائهم يؤدي إلى هدوء واستقرار الأبناء، وتسيير حياتهم بدون قلق زائد؛ خاصة أن هذا المنهج يؤكده القرآن، ليس على مستوى علاقة الآباء بأبنائهم فقط بل تجده خطا مستمرا تلمحه بوضوح في علاقة الابن بأبيه في قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه آزر، وفي علاقة الزوج بزوجته في قصة لوط ونوح أيضا مع زوجته.

وليكن التوجيه الأخير للنبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص: 56) أيضا تذكرة لهذه العلاقة الفريدة بين الرسول وعمه الذي قدم النصرة للدعوة كما لم يقدمها أحد، ولكن أبى إلا أن يموت مشركا، إنها مشيئة الله الحكيمة المبصرة التي تريد أن تعلم البشر أن يقينهم بالله عز وجل في أمور حياتهم يهب لهم الراحة والطمأنينة على مختلف الأصعدة، سواء كان الأمر متعلقا بالرزق أو بالأبناء أو الأزواج أو الآباء.

ولذا فلنهدأ كثيرا ونحن نتعامل مع أبنائنا، ولنقم بما علينا ثم نسلم أمرنا لله؛ لأنه من يتق الله يهدي قلبه. هل وصلت
__________________




رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 117.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 116.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]