جبر الخواطر.. خلق الكرماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب(وصية أبي يوسف لهارون الرشيد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قصة الطفل العنيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          شرح أذكار بعد السلام من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          عداوة الكفار للمؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          قبل أن تنتصر لنفسك من أخيك تذكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من صور أكل الحرام ( المقامرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أبشروا يا أهل الصبر والإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لماذا لا يا أبي ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4653 - عددالزوار : 1394632 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4204 - عددالزوار : 904661 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-05-2024, 11:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,278
الدولة : Egypt
افتراضي جبر الخواطر.. خلق الكرماء





جبر الخواطر.. خلق الكرماء


معاشر المؤمنين: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: ((لقِيَني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:«يا جابر، ما لي أراك منكسرًا»، قلت: يا رسول الله، استُشهد أبي - قُتل يوم أُحُد - وتَرَكَ عيالًا ودَينًا، وليس إلا جابر، قال صلى الله عليه وسلم:«أفَلَا أبشِّرك بما لقِيَ الله به أباك» ؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال:«ما كلَّم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلَّمه كِفاحًا، فقال: يا عبدي، تمنَّ عليَّ أُعْطِك، قال: يا رب، تُحييني فأُقتلَ فيك ثانية، قال الرب جل وعلا: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون» .

نَعَمْ عباد الله، هذا هو الخُلُقُ الرفيع والأدب الرقيق "جبر الخواطر"، الذي يدل على سموِّ النفس، ورِقَّةِ القلب، ويشير لسلامة الصدر، ورجاحة العقل، يجبر المسلم به نفوسًا كُسِرت، وقلوبًا فُطرت، وأجسامًا أُرهقت، وهو أدب رفيع، لا يتخلَّق به إلا أصحاب النفوس النبيلة.

والله عز وجل هو الجبار؛ فهو سبحانه "الذي يجبُر الفقر بالغِنى، والمرض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالطمأنينة والأمن، فهو جبَّار متصف بكثرة جَبْرِهِ حوائج الخلائق"؛ [تفسير أسماء الله للزجاج، ص34].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفِرْ لي وارحمني، واجبرني واهْدِني، وارزقني»؛ (سنن الترمذي بسند صحيح).

ولَمَّا أُخْرِج النبي صلى الله عليه وسلم من مكَّةَ موطنِهِ، وأحبِّ البقاع إليه، وقَفَ قبل خروجه على موضع مرتفع يطل على الكعبة، فقال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ، والله إنكِ لخير أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخْرِجتُ منكِ ما خرجت»؛ (رواه الترمذي بسند صحيح).

فجبر الله تعالى خاطره، وأوحى إليه وهو في طريقه إلى المدينة: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85]؛ بشارةً له صلى الله عليه وسلم برجوعه إليها فاتحًا منتصرًا.

وهكذا كان صلى الله عليه وسلم بشَّرته خديجة رضي الله عنها ووصفته به: "كلا، أبْشِرْ، فوالله لا يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُقُ الحديث، وتحمِلُ الكَلَّ، وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق".

ومن أعاجيب جبر الخواطر عند السلف الصالح أن حسان بن سعيد المخزومي أراد أن يبني جامعًا، فأتته امرأة بثوب لتبيعه، وتنفق ثمنه في بناء ذلك الجامع، وكان الثوب لا يساوي أكثر من نصف دينار، فطيَّب خاطرها، واشتراه منها بألف دينار، وخبَّأ الثوب كفنًا له.

كتب أحد الفضلاء ردًّا على سؤال لعجوز تجاوز الثمانين؛ فقال:
معاشر المؤمنين: مِن جَبْرِ الخواطر إيناسُ مَن حولك بطِيب الكلام، وجميل العبارة، ومنها البشاشة والمصافحة عند اللقاء، والتهنئة عند المناسبة، ومنها مراعاة الأحاسيس والمشاعر، والمشاركة في الأفراح والأتراح، تلك هي النفوس التي ترعى مشاعر المسلمين وخواطرهم، تبتغي بذلك وجهَ الله تعالى وكريم مثوبته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

فمن ستر مسلمًا ستره الله، ومن عفا عن مسلم عفا الله عنه، ومن فرَّج عنه كربة، فرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

وفَّقنا الله للبر والتقوى وللعمل الذي يرضى، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

معاشر المؤمنين: لقد رغَّبت الشريعة في مراعاة الخواطر وجبرها، وتَطْيِيبِ النفوس عند كسرها، فشرعت الدِّيَةَ في جبر الجناية؛ جبرًا لنفوس أهل المجني عليه، وتطييبًا لخواطرهم، واستحبت التعزية لأهل الميت؛ لمواساتهم، وتخفيف آلامهم، وشرعت زكاة الفطر؛ جبرًا لقلوب الفقراء، وليفرحوا بالعيد كما يفرح به الأغنياء.

ورغَّبت في كفالة اليتيم، ورعاية الأرملة والمسكين، وليس أناسٌ أحقَّ أن تُجبَرَ خواطرهم اليوم - عباد الله - من شعب غزَّةَ الصابرِ المرابط، أطفال يُتِّمت، ونساء ترمَّلت، ومساكنُ ومساجدُ هُدِّمت، وآبار ومخابز ومدارس دُمِّرت، وهم مع ذاك صابرون محتسبون متفائلون بالنصر والفَرَجِ والرفعة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو: كالذي يصوم النهار ويقوم الليل»؛ (رواه البخاري)، فأكرِمُوهم يكرمْكُمُ الله، وأعِينوهم يُعِنْكُمُ الله، وواسوهم يواسِكم الله.

فمراعاة المشاعر وجبر الخواطر - عباد الله - عبادة نتقرب بها إلى الرحمن الرحيم، فصاحب القلب الرحيم رؤوف بإخوانه، رفيق بهم، رقيق معهم، يتحسس مشاعرهم، يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»؛ (رواه البخاري ومسلم).
__________________________________________________ ______
الكاتب: يحيى سليمان العقيلي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.15 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]