|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وأنت راكع وساجد
وأنت راكع وساجد في طريقنا إلى منطقة المزارع والمخيمات في جنوب الكويت.. لفت نظري كلمات خطت بطريقة واضحة على الحائط الأمامي لمبنى تحويل كهربائي «إلى متى وأنت لا تصلي؟».. ولا يمكن لمن يعرف القراءة أن يخطئ بصره هذه الكلمات. سؤال.. لو طرحه أي مسلم على نفسه.. في لحظة صفاء.. لكانت إجابته: «ليس بعد الآن». هذه العبادة العظيمة -الصلاة- فيها من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله.. مهما أثبت العلم المادي والنفسي من فوائد الصلاة فإننا لن نصل إلى كل شيء. كنت أحدث نفسي.. لاحظ صاحبي صمتي..وكان هو الذي يتولى القيادة. - أراك سرحت بعيدا بفكرك. - كنت أفكر في تلك العبارة.. قاطعته. - إلى متى وأنت لا تصلي؟ - نعم. - إنها عبارة مؤثرة.. وبالنسبة لي.. تفتح أسئلة أخرى مثل: إلى متى وأنت لا تؤدي صلاتك كما ينبغي؟ أو: إلى متى وأنت لا تؤدي صلاتك جماعة في المسجد؟ أو: إلى متى وأنت تسهو عن صلاتك؟ وأسئلة أخرى كثيرة. - إن المرء الذي يحرص على صلاته.. مهما كان حاله.. بخير إن شاء الله.. وإن كان مقصرا في جوانب أخرى من حقوق الله عز وجل.. ودائما أذكر حديث النبي [ عندما جاءه رجل فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: «إنه سينهاه ما تقول» رواه أحمد والبيهقي وصححه الألباني والأرناؤوط.. فالصلاة إذا داوم عليها الإنسان ستنهاه عن الاستمرار في المعصية.. وسيرجع.. دون شك. - صدقت.. مع أن المرء إذا واظب على الصلاة يكون أبعد عن الذنوب والمعاصي. - إن حركات الصلاة.. توجد في القلب إيمان متجددا.. فأنت واقف أمام الله.. كما في الحديث المتفق عليه: «فإن الله قبل وجهه إذا صلى» وإذا ركع.. فإنه يظهر الخضوع لله عز وجل.. فيعظم الله: «سبحان ربي العظيم».. ثم يظهر منتهى الذل.. فيسجد.. ويضع أشرف ما فيه (وجهه).. على الأرض: «سبحان ربي الأعلى».. فينزع الكبر من قلبه.. ويخرج الغرور من فكره.. وذلك أكثر من أربع وثلاثين مرة كل يوم.. على مدى ساعات اليوم من أوله إلى آخره.. بل يحب هذا الوضع «الذليل» أمام الله.. لأنه «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».. وأي شرف للعبد أن يقربه الله منه في الدنيا وهو على قيد الحياة.. وقد تطهر بدنه.. فيتطهر قلبه بهذا السجود.. واسمع إلى بعض أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» مسند الإمام أحمد (صححه الأرناؤوط)، «اللهم أعط نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها»، وفي رواية مسلم: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها». - حقا إنها نعمة عظيمة لا يعرف قدرها إلا من فقدها.. ومع ذلك أرى بعض الناس يتساهلون في أداء الركوع والسجود وكأنهم يبحثون عن أي عذر حتى يصلوا جالسين على الكراسي.. ولا يحرصون على إزالة السبب في عدم قدرتهم على الركوع والسجود.. بل بعضهم حتى بعد أن يزول السبب يستمرون في الصلاة على الكراسي وما عرفوا لذة الركوع بين يدي الله.. والسجود أمامه سبحانه. - إن الركوع والسجود بالجسد.. يورث الخضوع والاستكانة في القلب.. فإذا ركعت.. وبقيت راكعا بطمأنينة تردد: «سبحان ربي العظيم».. «سبحان ربي العظيم».. «سبحان ربي العظيم».. وإذا سجدت وبقيت ساجدا ووجهك على الأرض بطمأنينة تردد: «سبحان ربي الأعلى».. «سبحان ربي الأعلى».. «سبحان ربي الأعلى».. فهذه بحد ذاتها نعمة ينبغي أن تحمد الله عليها.. وتسأله دوامها. اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |