مقاصد وحدة الأمة الإسلامية في ضوء النوازل والحوادث - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشروبات دافئة بالقرفة والتفاح لمواجهة تقلب الطقس فى الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          5 طرق لتعطير حمامك ومنحه رائحة منعشة.. منها استخدام صودا الخبز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مع بداية الخريف.. وصفات طبيعية تحافظ على نضارة وجمال بشرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          5 خطوات بسيطة تساعد الأمهات على إدارة التوتر قبل عودة المدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مقارنات الأطفال فى السابلايز والأدوات المدرسية.. إزاى تتعاملى معاها بحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          5 تسريحات شعر تزيد التقصف ابعدى عنها.. أولها الكحكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          4 مشروبات ديتوكس تعزز نضارة البشرة وتحافظ على ترطيبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل تارت الشوكولاتة بمكونات خفيفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أفضل تنسيقات غرفة الأطفال لخلق مساحة مبهجة.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 عادات بسيطة تساعدك على فقدان الوزن بسرعة مع بداية الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-03-2024, 12:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,305
الدولة : Egypt
افتراضي مقاصد وحدة الأمة الإسلامية في ضوء النوازل والحوادث

مقاصد وحدة الأمة الإسلامية في ضوء النوازل والحوادث حسان عبد الله


إن للحوادث عِبَراً وحِكَماً، والمسلمون ملتزمون بالاعتبار من الحوادث والنوازل؛ (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر: 2)، وما نزل بإخواننا في سورية وتركيا جدير بهذا الاعتبار، والاعتبار الذي نقدمه هنا هو إعادة بناء مقاصد وحدة الأمة الإسلامية في عقل المسلم المعاصر والأجيال الناشئة التي نشأت في ظل تقطع أوصال الأمة، وتسويرها بالحدود المصطنعة وضعياً.


وحدة الأمة مظهر التوحيد وتجسيده

ربط القرآن الكريم بين وحدة الأمة وعبادة الله وتوحيده والالتزام بأحكامه، ووصف ذلك تارة بالعبادة: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 92)، وتارة بالتقوى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون: 52)، وأعقب الله تعالى الآيتين بالتحذير من انفكاك وحدة الأمة والتوحيد بين أجناسها وأعراقها، كما فعلت الأمم السابقة الذين تقطعوا في الأرض وتنابزوا وتحاربوا؛ (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ) (الأنبياء: 93)، (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون: 53).

جاء هذا المقصد متعلقاً بالتوحيد بما يمنحه المكانة الأعلى في العبادات الإسلامية، إن فرائض العبادات التي ذكرت في القرآن جاءت مبررة بالمصالح الاجتماعية التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع والناس جميعاً، أما هذه القيمة فجاءت مرتبطة بالقيمة الأعلى في حياة المسلم وهي قيمة التوحيد، واعتبرها القرآن معبرة عن روح التوحيد والعبادة والتقوى ومجسدة له، وأن غياب هذه الوحدة بين الأمة، بالتقطع والتدابر، إنما هو نقض للتوحيد، كما نقضته الأمم السابقة، وتخلت عنه، فأورثه الله تعالى لهذه الأمة للمحافظة عليه والعمل بمتطلباته.

أمة الطريق والقصد

لم تقم الأمة الإسلامية على رباط طبقي أو جنسي أو عرقي أو لغوي أو جغرافي أو سياسي أو اقتصادي أو غير ذلك من الروابط الوضعية، التي يمكن أن تنقض لأي عامل خارجي أو داخلي، وإنما قامت وحدة الأمة على رباط ثابت موضوعي لا يتغير، هو رابط الإيمان، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات: 10)، هذا الرابط الذي تنصهر فيه كافة العوامل الوضعية (الجنس والطبقة واللغة..) انصهاراً يُخرج لنا شكلاً آخر من أشكال التجمعات الإنسانية، يعرف الجميع بعضهم بعضاً، يؤدون الشعائر ذاتها، ويعتقدون الأركان نفسها، وكذلك المناسك، ويتخلقون بذات الأخلاق، ويمتثلون بنفس الأحكام، ويقرؤون الكتاب ذاته، ويتوجهون للقبلة الواحدة.

لهذا، جاء مفهوم «الأمة» القرآني أكثر تعبيراً وفرادة عن هذا التجمع الإنساني الفريد، ولا يوجد بين الألفاظ والكلمات المستخدمة لوصف التجمعات البشرية ما يمكنه أن يعبر عن هذا التجمع بتلك الخصائص أكثر من تعبير لفظة «أمة»، إن ألفاظ: قبيلة، وقوم، وشعب، وطبقة، ومجتمع، وطائفة، وجمهور، جميعها لا يمكن أن تعبر عن الجوهر الذي تعبر عنه كلمة «أمة».

إن الإسلام انتخب كلمة «الأمة» بدل هذه المفاهيم لتسمية الجماعة الإنسانية التي يشكلها، ونلاحظ هنا أيضاً التوجه الإسلامي الخاص والمدهش؛ وهو استناد الإسلام إلى «الحركة» كأصل، ولكنها الحركة التي تعتمد جهة مشخصة وثابتة، فجمع الإسلام هذا النحو بين الثبوت الدائم والحركة المستمرة، وهذا الجمع تقوم على أساسه الرؤية الكونية الإسلامية بكاملها، كما يتضح هذا الأصل في الطواف حول الكعبة أيضاً، الطواف: حركة مستمرة ودون وقفة أو انحراف أو تراجع، لكنها حول محور ثابت(1).

من هنا، فكل الاصطلاحات التي استخدمت في الثقافة الإسلامية لوسم الدين –في ضوء مختلف الأفهام– جاءت بمعنى «الطريق»، وهذا اللون من الرؤية نعثر عليه في غالب الاصطلاحات الرئيسة للإسلام: مذهب، مسلك، شريعة، سبيل، صراط.. كلها بمعنى «الطريق»، الحج «قصد محل».. كلمة «أمة» مأخوذة أيضاً من «أمَّ»؛ بمعنى قصد وعزم، وهذا المعنى يتركب من ثلاثة معانٍ: حركة، وهدف، وقرار واعٍ؛ وحيث إن «أم» تنطوي في أصلها على مفهوم التقدم، أيضاً يضحى هذا المعنى مركباً من أربعة معانٍ: اختيار، حركة، تقدم، هدف.

إن الحركة في الأمة أيضاً باتجاه القبلة المشتركة أساس الفكر، وفي ضوء تحليل كلمة الأمة نجده يتضمن المفاهيم الآتية: الاشتراك في الهدف والقبلة، والمسير باتجاه القبلة الهدف، ووجوب القيادة والهداية المشتركة.

العضوية الفاعلة

المقصد الثالث لوحدة الأمة يتعلق بواجبات العضوية في هذه الأمة، التي وصفها القرآن بأنها (صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) (الصف: 4)، ووصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنها تشبه الجسد في تواصلها واتصالها ببعضها بعضاً، وأنه إذا اشتكى منها عضو تداعي له سائر الأعضاء بالعمل على تخفيف الشكوى ومعالجتها، لا بالتجاهل أو الانصراف أو التخلي.

إن الأمة وحدة عضوية، يقوم كل عضو فيها بواجباته تجاه الآخر، كما تؤدي أعضاء الجسد أدوارها تجاه بعضها بعضاً؛ الأمر الذي يحافظ على سلامة الجسد وصحته وحيويته، فقيام العضو بوظيفته يخدم كل جزء آخر فيه، يخدمه في كليته، وفي المقابل؛ فإن عمل الجسد كله يصب في صالح كل جزء فيه، ومن بين ما وصف الله تعالى به المتقين المفلحين أنهم: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (الذاريات: 19)، ووصف أصحاب النبي بأنهم: (الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً) (الفتح: 29)، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم كبد الحقيقة، بالجسد الواحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»(2).

لا إسلام دون الأمة

يقول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104)، وتبين هذه الآية الكريمة أن المسلمين مأمورون بأن يشكلوا من أنفسهم أمة، أي بنية اجتماعية منظمة على نحو خاص، وتضمن هذا النص القرآني علة الأمر بتشكل تلك الأمة، وهي: الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بيد أن هذه العلة هي السبب أو الهدف النهائي المفترض أن تفي الأمة به، وثمة سبب وسائلي غير نهائي بالتالي لوجود الأمة؛ وهو حقيقة أن وجودها هو الذي يجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمراً ممكناً، فالأمة هي مصدر حقوق المسلم وواجباته، وهي البنية التي يمكن في سياقها ممارسة تلك الحقوق والواجبات(3).

في ختام هذه المقالة الموجزة، يُلح هنا سؤال مركب يريد إجابة جماعية إسلامية له: كيف نعيد روح الأمة، ونجددها في نفوس النشء والأجيال القادمة، وفي واقع المسلمين؟ وهل ننتظر النوازل والحوادث المفجعة لنتذكر وحدة الأمة؟ وهل من الممكن إعادة بناء مقاصد هذا المفهوم في الذهن الإسلامي والواقع المادي والعملي؟ وكيف السبيل إلى ذلك في ضوء جغرافيا العولمة التي ما تزال تقسم كل يوم وتقطع الأوصال بين الأمة ومركزها؟









_______________________________

(1) انظر: حسان عبدالله حسان: منظومة المفاهيم عند علي شريعتي، ص87.
(2) رواه البخاري (6011).

(3) إسماعيل الفاروقي: التوحيد ومضامينه في الفكر والحياة، ترجمة: السيد عمر، ص 250.

(*) أستاذ أصول التربية المساعد- جامعة دمياط.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]