سلسلة شرح الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 434 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2406 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 70 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 57 )           »          حكم التورق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          حكم التلفيق بين أقوال المذاهب الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          فائدة في كفارة اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          حكم التدرج في تطبيق الأحكام الشرعية، البدائل الإسلامية للمعاملات المصرفية نموذجا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 107 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-12-2023, 04:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,196
الدولة : Egypt
افتراضي سلسلة شرح الأربعين النووية

سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (1)
إنما الأعمال بالنيات
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

سلسلة شرح الأربعين النووية

الحديث1: إنما الأعمال بالنيات



عناصر الخطبة:
رواية الحديث.
المعنى الإجمالي للحديث.
المستفادات من الحديث والربط بالواقع.

الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من النار.

روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة يَنْكِحُها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))[1].

عباد الله: يُعَدُّ هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قواعد الإسلام؛ ولذلك افتتح به الإمام البخاري رحمه الله كتابه (الصحيح)؛ تنبيهًا لطالب العلم على ضرورة تصحيح النية، قال أبو عبيد: "ليس في الأحاديث أجمع ولا أغنى ولا أنفع ولا أكثر فائدةً منه"، فما هي الفوائد التي نفيدها من هذا الحديث؟

نستفيد من الحديث لواقعنا ما يلي:
1- النية الصالحة أساس في قبول الأعمال؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات))؛ أي: لا صحة ولا كمال للعمل إلا بالنية التي لا تكون إلا لوجه الله تعالى، ومن ثَمَّ فلا حاجة للتلفُّظ بها؛ لأنها بينك وبين الله، فإذا أردت الصلاة، فاسأل نفسك: لمن أتوجَّه بصلاتي؟ الجواب: الله، نقول: إذًا نيتك صالحة، الأمر نفسه يُقال عن وضوئك وصيامك، وزكاتك وحجك، وذبيحتك، وغيرها من الأعمال؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، وهذا هو معنى الإخلاص؛ أن تبتغي بعملك وجه الله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، فأهمية النية في تمييز المقصود بالعمل، هل هو الله وحده، أم معه غيره؟ وهذه النية هي التي يركز عليها علماء السلوك، وتدخل في مقاصد المكلَّفين.

2- النية الصالحة وحدها لا تكفي لقبول الأعمال، بل لا بد من موافقة العمل للشريعة؛ في الأمثلة السابقة قلنا: لا بد من قصد وجه الله في العبادة كالصلاة وغيرها، لكن مثلًا شخص يقول: نيتي صادقة وأقصد بها وجه الله، ولكن أريد أن أصلي المغرب أربعًا أو أصلي الظهر جهرًا، أو أصوم شهرًا آخر غير رمضان، أو أشترط أن أعطي زكاة مالي لمن أريد – ولو لم يكن من المستحقين – أو أريد الحج بدون لباس الإحرام، ودون الحاجة للوقوف بعرفة، وغيرها من الأهواء، نقول له: عملك مردود، وإن كانت نيتك لله، ولكنه على خلاف مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من عمِل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ))[2] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلي))[3] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((خُذُوا عني مناسككم))[4] ، فالعِبرة إذًا في قبول الأعمال الإخلاصُ، ومعرفة هل هو مشروع أو غير مشروع؟ قبل القدوم عليه؛ قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]: "أخلصه وأصوبه"، وقال: "العمل لا يُقبَل حتى يكون خالصًا صوابًا، الخالص: إذا كان لله، والصواب: إذا كان على السنة"[5].

فاللهم اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم، وموافقةً لشريعتك، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعد عباد الله: فنستفيد كذلك:
3- تتجلى أهمية النية الصالحة في أمور؛ منها:
تمييز المقصود بالعمل، وهذا سبق الحديث عنه.

تمييز العبادات عن العادات؛ شخص - مثلًا - صام عن الأكل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس في رمضان بنيَّة، فهذا متلبِّس بعبادة الصيام، وآخر صام يوم الاثنين تطوعًا، وآخر نصحه الطبيب بالصوم لمرض عنده، فالأول صام فرضًا، والثاني سُنَّةً، والثالث للتطبيب والتداوي وليس للعبادة، فالذي ميَّز لنا بين هؤلاء النية، وآخر دخل المسجد وبدأ يصلي ركعتي تحية المسجد، ثم أُقيمت الصلاة فالتحق بإمامه للصلاة، فالذي يميز بين الفرض والسنة هو النية.

تحويل العادات والمباحات إلى عبادات وقربات، الذهاب للمدرسة عادة ألِفها أبناؤنا، والأم تشتغل في البيت، وتقوم بعجن العجين وطبخ الطعام، وغسل الملابس وغيرها من الأعمال المنزلية، والأب يستيقظ صباحًا ويذهب لعمله؛ بحثًا عن الرزق، وكل هذا وغيره مباحات وعادات نقوم بها، لكن بالنية الصالحة نصيرها عبادات وقربات نُؤجَر عليها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: ((إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله، إلا أُجِرْتَ، حتى ما تجعل في في امرأتك))[6] ، تصوروا معي رجلًا يلاطف زوجته ويداعبها، ويضع لقمةً في فمها، له بها أجر بالنية الصالحة، والعكس صحيح.

4- إن الجزاء بحسب النية؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وإنما لكل امرئ ما نوى...))؛ أي: من نوى الخير أُجِرَ عليه، سواء عمله أو لم يعمله، ومن نوى الشر، فإن لم ينفذه أُجِرَ عليه، وإن نفذه عُوقِب به، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها، كتبها الله له سيئةً واحدةً))[7].

فاللهم اجعلنا من أصحاب الحسنات، ونعوذ بك من السيئات، آمين.
(تتمة الدعاء).

[1] رواه البخاري، رقم: 1، ومسلم، رقم: 45.

[2] رواه مسلم، رقم: 1718.

[3] رواه البخاري، رقم: 631.

[4] رواه البيهقي في السنن الكبرى، رقم: 9524.

[5] تفسير البغوي: 8/176.

[6] رواه البخاري، رقم: 2295.

[7] رواه البخاري، رقم: 6491.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 09-05-2024 الساعة 07:49 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 196.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 194.86 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (0.89%)]