ابتسامة خطيبتي لا تعجبني

[ابوالوليد المسلم]

ابتسامة خطيبتي لا تعجبني
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
♦ الملخص:
شاب خطب فتاة على خُلُق ودين، لكنه يعيب عليها شيئًا في شكلها، ويريد أن يصارحها به، ويسأل: ما الرأي؟

♦ السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا شاب أناهز الثلاثين من عمري، تقدمت إلى خِطبة فتاة عن طريق أمي، وعند تقدمت لخطبتها وجدتها ذات دين وخُلُقٍ، كما أن سائر أفراد أسرتها كذلك، سيما أبويها، وعندما جلست مع الفتاة في المرة الأولى وجدتها متوسطة الجمال، ولكن لم أدقق النظر إليها كثيرًا، ثم قمنا أنا وأسرتي بزيارتهم مرة أخرى في بيتهم لقراءة الفاتحة، ولكنى لحظتُ عندما دققتُ النظر إليها أن لديها مشكلة في أسنانها الأمامية؛ حيث إن شكلهما لم يرُقْ لي؛ سيما إذا ما ضحكت بشدة؛ أي إنها ذات ابتسامة غير جذَّابة بالنسبة لي، كما أنَّ بشرتها ليست بيضاءَ كما كنت أتمنى، ولكني قلت في نفسي أن الدِّين والأخلاق أهم شيء، وأنني سوف أعتاد شكلها خلال فترة الخِطبة، خاصةً أنني رأيت أمي وأبي وسائر أسرتي وأسرتها في حالة سعادة عارمة بقراءة الفاتحة؛ فتوكلت على الله، وخطبتها، على أنني أسارع فأقول: إنه خلال فترة الخطبة لم يعجبني شكل أسنانها أو ابتسامتها؛ وبمعنى آخر أصابني الاشمئزاز، وحاولت التلميح لها دون الإشارة بصورة مباشرة إلى هذه المشكلة لديها؛ حتى لا أجرحها، ولكن أعتقد أنها لم تلحظ هذا، فماذا أفعل؟ هل أصارحها بهذا الموضوع بشكل صريح خاصةً أو ماذا أفعل؟ فأنا في حيرة من أمري، ولا أعتقد أنني يمكن أن أتحمَّل هذا الأمر أكثر من ذلك، مع العلم أنه بقيَ شهر على زفافنا، أفيدوني، وجزاكم الله كل خير.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
1- فيبدو من ملامح كلماتك في رسالتك أن المشكلة الأساسية ليست لونَ بشرة خطيبتك، ولا شكل ابتسامتها، ولا شكل أسنانها.

2- إذًا ما هي مشكلتك الحقيقية؟

الظاهر لي - والله أعلم - أن مشكلتك الأساسية هي ضعف ارتياحكِ لخطيبتكِ.

3- ولذا رأيتها بهذه الصورة، وربما أن غيرك يَرَونها بصورة أفضلَ؛ ولذا أيضًا صِرْتَ تدقق على كل شيءٍ فيها وتشمئز؛ ولعله ينطبق عليك معها قول الشاعر:

عين الرضا عن كل عيبٍ كليلة
وعين السخط تُبدي لك المعايبا

4- وإن كان الأمر كذلك، فأخشى أن يبقى معك ضعف الارتياح والاشمئزاز أكثر من ذي قبل.

5- وأخشى ألَّا تُحصلا أهداف الزواج الشرعية؛ وهي: السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف.

6- وأن تبقى تُقارنها بغيرها وتندب حظَّك، وتعيبها في اللون والأسنان.

7- وأخشى ألَّا تستطيع تحمل ذلك كله، ومن ثَمَّ تطلقها.

8- وتذكر أن مجاملتك أهلك في هذا الأمر غير مستساغة، وقد تؤدي لكارثة.

9- ولِما سبق؛ أنصحك بالاستخارة مرة أخرى، وسيدلك الله سبحانه على أرشد أمركما.

10- ذكرتَ أنكم قرأتم الفاتحة في الخطبة، وتظنون أن ذلك سُنَّةٌ أو أنه من أسباب السعادة، والأمر ليس كذلك، بل هي بدعة لم تثبُتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن صحابته، ولا عن أئمة المذاهب الأربعة.

حفظك الله، ووفقك لِما فيه الخير والرشاد، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.