|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنه الموت رضا فرحاوي الحمد لله الذي يعفو ويصفح ويغفر الذنوب، يُمْلِي ويُمْهِل لعل العاصي يتوب، يُطْعِم ويسقي ويستر العيوب، يعافي ويَشفي ويكشف الكروب، وأشهد أن لا إله إلا الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام وما مسَّه من لغوب، يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويقلب الأبصار والقلوب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله من أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه في النار مكبوب، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه عددَ الرمال والحصى، وكلما أطاعه عبدٌ أو عصى، ونوِّر بصلاتنا عليه بصائرنا والقلوب: يا مَن هُدِيتم بالنبي محمد ![]() سِيروا بهَدْيِ نبيكم تعظيما ![]() وإذا سمِعتُم ذكره في مجلس ![]() صلُّوا عليه وسلموا تسليما ![]() حديثي اليوم عمَّن لا يخاف الأباطرة والأكاسرة، ولا يخشى الملوك والقياصرة، ولا يَرهَب الأمراء والقادة، ولا الزعماء والسَّادَة، يَبْطِش بالعظيم كما يَبْطِش بالحقير، ويُفني الشيخ الكبير كما يُفني الولد الصغير، لا يرحم مسكينًا ولا فقيرًا، ولا يترك عزيزًا ولا ذليلًا، لم يسلَم منه الصحيح ولا السقيم، ولا المريض ولا السليم، بل لم تسلَمْ منه الملائكة الكرام، وحَمَلَةُ العرش العِظام، وجبريل عالي المقام، بل حتى ملك الموت عليه السلام. إنه الموت: لا دار للمرء بعد الموت يسكُنُها ![]() إلا التي كان قبل الموت بانيها ![]() فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنُه ![]() وإن بناها بشرٍّ خاب بانيها ![]() ما هي إلا لحظة واحدة وفي مثل غمضة عين، أو لمحة بصر، تخرج فيها الروح إلى بارئها، فإذا بالعبد في عِداد الأموات، ذهب العمر وفات، يا أسير الشهوات، ومضى وقتك في سهوٍ ولهوٍ وسُبات، بينما أنت على غيِّك حتى قيل: قد مات. إنه الموت، سيأتيك حتمًا في يوم من الأيام، لا يستأذن لدخول الأبواب، ولا يمنعه حجاب، حينها ستصبح لمالِك تاركًا، ولأحبَّائك مفارقًا، ولكأس المنية شاربًا، وعلى الله واردًا. إنه الموت، ليلتان اثنتان ينبغي أن يجعلهما كل مسلم في ذاكرته، وينبغي ألَّا تغيبا عن ذهنه وفكره؛ ليلة في بيته مع أهله وأطفاله منعمًا سعيدًا، معافًى صحيحًا، يضاحِك هذا، ويمازح ذاك، والليلة الثانية وقد نزلت به السَّكَرَات وخَنَقَتْه العَبَرات، الكل إليه ينظرون وهم عن إنقاذه عاجزون؛ ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 83 - 85]. يا من بدنياه اشتغل ![]() وغرَّه طولُ الأمل ![]() الموت يأتي بغتةً ![]() والقبر صندوقُ العمل ![]() زُرِ المقبرة وقل: هذه داري سأسكنها وحدي. قِفْ أمام قبرٍ، وتخيل أنه قد أُغلِق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأصحاب، تخيل وقد أحاطت بك الظلمة، فماذا تتمنى في هذه اللحظة؟ ألَا تتمنى الرجوع إلى الدنيا؛ للتزود من الحسنات، لتركع ركعاتٍ، وتسبِّح تسبيحات، وتتصدق صدقات، وتصلي صلوات، فها أنت اليوم على ظهر الأرض حيًّا، فاعمل من الصالحات قبل أن تعَضَّ على أصابع الندم، وتصبح في عِداد الأموات: واعمل لدارٍ غدًا رضوان خازنها ![]() والجارُ أحمدُ والرحمنُ بانيها ![]() قصورُها ذَهَبٌ والمسك طِينتُها ![]() والزعفران حشيش نابتٌ فيها ![]() أنهارها لبن محمَّض ومن عسل ![]() والخمر يجري رحيقًا في مجاريها ![]() والطير تجري على الأغصان عاكفةً ![]() تسبِّح الله جهرًا في مغانيها ![]() من يشتري الدار في الفردوس يعمُرها ![]() بركعة في ظلام الليل يُحيِيها ![]()
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |