ألفية ابن مالك منهجها وشروحها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 134 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 132 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 137 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1599 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 10055 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 11852 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-02-2023, 04:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,535
الدولة : Egypt
افتراضي ألفية ابن مالك منهجها وشروحها

ألفية ابن مالك منهجها وشروحها (1)
د. غريب عبدالمجيد نافع

في مدينة جَيّان بالأندلس ولد الإمام العلامة أبو عبد الله جمال الدين، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الطائي سنة ثمانٍ وتسعين وخمسمائة من الهجرة (598 هـ)، وفيها تلقَّى جانبًا من دراستِه الأوَّلية، ثم هجرها في شبابه المبكر إلى بلاد الشام، وفي طريقه إليها عرَّج على مصر، فأقام بها مدَّةً تحوَّل خلالها من مذهبِ الإمام مالكٍ إلى مذهب الإمام الشّافعيِّ.

ثم ارتحل إلى الأراضي المقدَّسة؛ رغبةً في الحج، ومنها واصل المسيرة إلى دمشق، وحضر فيها دروسًا على بعض علمائها، ثم انتقل إلى حلب، فأطال بها المقام، باحثًا، ومُدرِّسًا. ومن حلب رحل إلى حَماة، ومنها إلى دمشق، وفي دمشق ألقى عصا التَّسيار، بعد أن لمع نجمه، وارتفع قدْرُه فتصدَّر للتدريس فيها صابرًا على متابعة البحث، محتسبًا أجره عند الله، حتى وافاه الأجل المحتومُ يوم الأربعاء الثاني عشر من شعبان عام اثنين وسبعين وستمائة للهجرة (672 هـ).

وقد جمع الله لابن مالك من الأسباب ما يؤهله لأن يكون واحدَ عصْرِه، وقدوةً لمن جاء بعده، فهيَّأ له البيئة التي تموج بالعلم، وتدفع إليه دفعًا، كما منحه العقل المفكِّر، والذهن المتفتِّق، والحافظة الواعية، والرغبة المتدفِّقة في البحث والتَّقصِّي.

وكان لكثرة اطلاعه على أشعار القُدامَى، وسرعة حفظه لما يقع عليه بصره، أو يلتقطُه سمعُه- أثرٌ واضح في تأجيج الملكة الشعرية؛ فقد كان نظمُ الشعر عليه سهلًا حتَّى عالجه في أدَقِّ مسالكه، وهو نظم العلوم والفنون.

ولابن مالكٍ في المكتبة العربية مؤلفاتٌ كثيرة متنوِّعةٌ، ولكن أبرزها وأشهرها "الخلاصة" المعروفة بـ "الألفية "، فقد سارت بذكرِها الرُّكبانُ، وتبارى العلماء على مرّ العصور في شرحها، أو اختصارها، أو محاكاتها، أو نقدها[1].

و"الألفية": منظومة علمية تعليمية، اختصرها من منظومته الكبرى "الكافية الشافية"، وجعلها في أرجوزة لطيفةٍ، جمعتْ خلاصةَ النَّحو، وأغلبَ مباحث الصَّرفِ، في إيجازٍ مُحْكم، مع الإشارة أحيانًا إلى مذاهب العلماءِ، وبيان ما يختاره من آراء.

ألا ترى إلى قوله في بيان حركة نون المثنَّى، وما جُمعَ على حَدِّه:
ونُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ التحق
فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
ونُونُ مَا ثُنِّيَ وآْلمُلْحَقِ بِهْ
بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فآنْتَبِهْ[2]


أو إلى قوله في أحوال انفصال الضَّمير واتِّصاله:
وفي اخْتِيَارٍ لا يجيءُ المُنْفَصِلْ
إِذَا تَأتَّى أنْ يَجِيءَ المُّتَّصِلْ
صِلْ أو افصل هَاء "سَلْنيِه"وَمَا
أشْبَهَهُ في "كُنْتُهُ"الْخُلْفُ انْتَمَى
كَذَاكَ خِلْتَنِيهِ وَاتِّصَالا
أخْتَارُ غَيْري اخْتَارَ الانفصالا[3]


أو إلى قوله في حكم "أنِ"المخففة:
وإنْ تُخَفَّفْ "أنَّ" فاسْمُهَا اسْتَكَنّ
وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً منْ بَعْدِ "أنْ"
وَإِنْ يَكُنْ فِعْلًا وَلمْ يَكُنْ دُعَا
وَلَمْ يَكُنْ تَصْرِيفُهُ مُمْتَنِعَا
فَالأحْسَنُ الْفَصْلُ بِ "قَدْ" أو نَفْيٍ أوْ
تَنْفِيسٍ أوْ "لَوْ" وَقَلِيلٌ ذِكْرُ "لَوْ"[4]


وقد اشْتَهَرتِ "الخلاصة" بين الناس باسم "الألفية"؛ لأنَّ عددها ألفُ بيت من الرَّجزِ التام.

وتسمية "الألفية"؛ مأخوذة من قوله في أوَّلها:
وأسْتَعِنُ الله في ألْفِيَّهْ *** مَقَاصدُ النحْوِ بهَا مَحْوِيَّهْ[5]

وتسمية (الخلاصة)؛ مأخوذة من قوله في أخرها:
أحْصَى مِنَ الكافية الخلاصة *** كمَا اقتضَى غِنىً بِلاَ خَصَاصهْ[6]

و"الألفية" تسير وفق منهجٍ تربويٍّ، تسعَى فيه الأحكام الإفرادية أمام الأحكام التركيبية، وتتصدَّر الجملة الاسمية فيه الجملة الفعلية، مع تقديم المرفوعات على المنصوبات، والمنصوبات على المجرورات.

فقد تناول ابنُ مالكٍ في المقدِّمة الكلامَ وما يتأَّلف منه، وأتبعه بالمُعربِ والمبنيِّ، والنَّكرةِ والمعرفة، ثم تكلَّم عن المبتدأ والخبر، والنواسخ، متمِّمًا الحديث عن المرفوعات بالحديث عن الفاعل ونائبه.

ولما كان "اشتغال العامل عن المعمول" جامعًا للمرفوعات والمنصوبات، وجوبًا، أو رجحانًا، أو تسْويةً - أتى به بين نائب الفاعل والمفعول به - إلَّا أنَّه ترجم المفعول به في باب "تعدِّى الفعلِ ولزومه"، وأردفه بالحديث عن "التنازع في العمل"؛ لأنَّه مرتبط بالمفعول به ارتباطًا وثيقًا، ثم تحدَّث عن بقيَّة المفاعيل؛ فذكر "المفعول المطلق، والمفعول لأجله، والمفعول فيه، والمفعول معه"، وختم الحديث عن الفضلات بما يشبهها؛ فذكر "الاستثناء، والحال، والتمييز".

ولمَّا فرغ من المنصوبات تناول المجروراتِ بشيءٍ من التَّفصيل؛ فبدأ بحروف الجرِّ، وأنواعها ومعانيها، وأحكامها، وثنَّى بالإضافة، مبيِّنًا أنواعها، وأحوالها، وأحكامَها، مُفْردًا "المضاف إلى ياء المتكلم "بفصلٍ خاص، لاختلاف أحكامه باختلاف أنواعه.

ولأدنى ملابسةٍ، يتحدَّث ابن مالك عن "إعمال المصدر، واسم الفاعل" بعد حديثه عن الإضافة، ثم يُتْبعهما بالحديث عن "أبنية المصادر، وأسماء الفاعلين والمفعولين"، مجملا القول في صياغة "الصفة المشبَّهة باسم الفاعل" وعملها.

وقبل أن يتحدث الناظم عن التوابع، يتحدث عن "التعجب، وأفعال المدح والذم! واسم التفضيل"، ثم يتناول النداء الحقيقي والمجازي، وأحكامهما في دقة تامة، وإحكام عجيب.

والاختصاص يشبه النداء في نصبه وبنائه على الضم، وفي الارتباط بالحاضر مع إفادة التوكيد؛ ومن ثمة يذكره بعد آخر مبحث من مباحث المنادى، وهو الترخيم، ثم يتحدث عن التحذير والإغراء للشبه بينهما وبين الاختصاص في إضمار العامل.

ولم يكتف ابن مالك بما أجمله في المقدمات من الحديث عن "اسم الفعل، ونون التوكيد، والممنوع من الصرف، والفعل المعرب"؛ بل عاد، فعقد لما أجمله أولًا أبوابًا مستقلة، فصّل فيها القول إلى حدٍّ ما، فتكلم عن "أسماء الأفعال" وما يشبهها من "أسماء الأصوات"، ثم تناول "مالا ينصرف" بشيء من التفصيل، وأسهب القول في أحوال الفعل المضارع، فتناوله في بابي "إعراب الفعل، وعوامل الجزم"، متمما الحديث عن أدوات الشرط بعقده فصْلًا عن "لو" وآخر عن "أمّا، ولولا، ولوما".

وقبل أن ينتهي ابن مالك من الأحكام النحويّة، يضع نظامًا للتطبيق عليها فيعقد بابًا في "الإخبار بالذي والألف واللام"، ثم يختتم حديثه عن النحو بـ"العدد، وكناياته"، مشيرًا في النهاية إلى "الحكاية "بـ "أيٍّ، ومَن" الاستفهاميتين.

وأما "الصرف" فقد أغفل قدرًا كبيرًا من "تصريف الأفعال"، فضلًا عن التقاء الساكنين وتخفيف الهمزة؛ فلم يتحدث عن "الجامد والمتصرف"، ولا عن "الصحيح والمعتل"، ولا عن "إسناد الأفعال إلى الضمائر"؛ اعتمادًا على منظومته "لاميّة الأفعال". ولنجاح ابن مالك في منهجه بحرصه على تيسير العربية، لغة القرآن، أقبل العلماء والمتعلمون على ألفيته - من بين كتبه بنوع خاص - إقبالًا منقطع النظير، وعكف عليها المتخصصون في جميع الأزمان والأمصار، يدرسونها، ويعلقون عليها نظمًا أو نثرًا بالعربية وبغيرها، حتى طُويت مصنّفات من قبله من أئمة النحو، ولم ينتفع من جاء بعده بمحاكاته، أو الانتقاص منه. ولو لم يشر في ألفيته إلى ألفية الإِمام العلاّمة زين الدين يحي بن عبد النور الزواوي الجزائري المعروف ب "ابن معطى" المتوفى سنة 627 هـ "ذكره الناسُ، ولا عرفوه[7].

فابن معطى، لم ينتفع في منظومته "الدُّرَّة الألفية في علم العربية" بسبقه الزمني، ولا بتقدمه المنهجي، على الرغم من إقرار ابن مالك بفضله، واعترافه بعلمه.

وأبو حيان النحوي، المتوفي سنة 745 هـ، لم ينتفع بمنظومته "نهاية الإعراب في علمي التصريف والإعراب" على الرغم من حملته الضارية على ابن مالك، وألفَيته[8].

وجلال الدين السيوطي المتوفي سنة 911 هـ، لم ينتفع بقوله في مطلع ألفيته:
أقول بعد الحمد والسلام
على النبيِّ أفِصح الأنامِ
النَّحُو خَيْرُ ما به المرءُ عُنِي
إذْ ليس علمٌ عنه حقًّا يَغْتَنِي
وهذه ألفيةٌ فيها حَوَتْ
أصولَه، ونفعَ طُلاَبٍ نَوَتْ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-02-2023 الساعة 03:21 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 175.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 173.57 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (1.00%)]