أسس اختيار النصوص المناسبة لأدب الأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم المرابحة للآمر بالشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 383 )           »          حكم الغرر في عقود التبرعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »          الفرق بين الرجل والمرأة في التلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          أخطاء في التحليل والتحريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 149 )           »          حكم الصلح على الدين ببعضه حالا (ضع وتعجل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »          حكم التورق المنظم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          موسوعة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 127 )           »          ما حملك على ما صنعتَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 179 )           »          شروط.. الاستخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 128 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-08-2022, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,383
الدولة : Egypt
افتراضي أسس اختيار النصوص المناسبة لأدب الأطفال

أسس اختيار النصوص المناسبة لأدب الأطفال


د. أحمد الخاني



جمهور الأديب هم الأطفال:
الأديب يختار جمهوره حينما يكتب لهم، يلتقي بهم.

فجمهور الأديب هنا، هم الأطفال، والأديب الناجح في هذا الفن، هو الذي يستطيع أن يتقمص شخصياته، فيعيشها في نفسه، أو يرى نفسه فيها، أو يغنِّي طفولته متكلمًا في كِبَره، كأنما هو في صغره، لقد طوى شوقي حجاب الزمان وما فعله في وجهه من أخاديد، وعاد طفلًا طربًا في أنشودته التي حدثنا بها عن شأنه مع أبيه، وكيف خلصته جدته من العقاب، بل وانقلب السحر على الساحر؛ إذ أصبح الوالد العنيف مدانًا انتصارًا للطفل شوقي:
أنشودة: جدتي
لي جدةٌ ترأف بي
أحنى علي من أبي

وكل شيء سرني
تذهب فيه مذهبي

إن غضب الأهل عليَّ
كلهم لم تغضب

مشى أبي يومًا إلي
مشية المؤدب

غضبان قد هدد
بالضرب وإن لم يضرب

فلم أجد لي منه غي
ر جدتي من مهرب

فجعلتني خلفها
أنجو بها وأختبي

وهي تقول لأبي
بلهجة المؤنب:

ويح له! ويح له
ذا الولد المعذب

ألم تكن تصنع ما
يصنع إذ أنت صبي؟



تحليل النص:
روعة النص أن الشاعر لم يورد هذه الحكاية على لسان غيره، وإنما جعل نفسه هو الولد المهدد بالتأديب والضرب، ولا يشترط أن يكون هذا قد حصل فعلًا في الزمان الماضي، وإنما هذا ممكن، فالأدب أشبه بالحياة من الحياة.

أزال الشاعر الحُجب التي بينه وبين الزمن الذي مضى على طفولته دون أن ندري، وذلك بلفتة عبقرية أحس بها، وعبَّر عنها بتعبير واقعي.

وهذه هي واقعية الأدب، ولا تعني الواقعية أن يكون الأمر قد حصل فعلًا، وإنما الواقعية، أن هذا مما يمكن أن يحصل، وهذا الذي ذكره شوقي بلسان المتكلم عن نفسه يمكن أن ينطبق على كل أطفال العالم، منذ بدء الخليقة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فهذا هو الأدب الإنساني.

لي جدة: كأنما احتلت الجدة في نفس الطفل وفي شعوره مكان الوالدين؛ فالجدة لي، لي أنا، إن هذا الإحساس بقربه من الجدة، أو قرب الجدة منه، ليدل على أن النفس قد جُبِلت على حب من أحسَن إليها، فالذنب عند الجدات مغفور في دنيا الأطفال، وما الذي جعل للجدة هذا الموقع الفريد في نظر الطفل؟

أحنى عليّ من أبي: الأب كهف الرعاية والحماية للطفل، وهو مصدر الحنان، ولكنه أحيانًا يثور، يغضب ولكن الجدة لا تثور مهما ساءت الأمور، وهي أبدًا لا تغضب، لذلك أخذت الأولوية في نظر الطفل، وتقدَّم موقعها في نفسه على موقع الأب.

وكل شيء سرني، سرَّها.

ولكن الشاعر جعل لهذا السرور مذاهب؛ فتارة يلعب، وهو يقفز، وتارة يضرب العلبة الفارغة، فيثير الضجة، فيزعج بعض أهل البيت، ويصيحون بالطفل معترضين على هذا الإزعاج، وتارة يصخب وأخرى يصرخ، وفي كل هذه السلوكيات وهذا العُرام وهذا الضجيج، فإن جدته راضية هانية مسرورة، ما دام أن طفلها مسرور، وهذا الرضا لم يلمسه من أحد؛ لذلك فقد تقدمت جدته في حبه لها على كل أحد.
إن غضب الأهل علـ
يّ كلهم لم تغضب



خلق الله تعالى الجدة من الحنان الخالص الصرف، فلم تعرف الغضب على الأطفال مهما فعلوا.

بعد هذا التقديم، أو المقدمة للخبر، يقص علينا الشاعر قصته، ويعرض موضوعه:
مشى أبوه ذات يوم إليه مهددًا إياه بالضرب، وهو الطفل الصغير، ولم يطلعنا الطفل على فعلته التي تستحق التهديد بالضرب، فلعله قذف الكرة فكسر الزجاج، أو كسر الجرة أو اعتدى على طفل آخر، وخطف منه قطعة الحلوى، لقد ترك الشاعر الموضوع مبهمًا لتتصور المخيلة سبب التهديد والضرب وإن لم يقع، وليتساءل القارئ الطفل أو حتى الكبير: ما سبب مشي الأب أو هجومه على طفله؟ لقد ترك الأمر مجهولًا، وهذه الإيحاءات شعرية غاية في روعة الأداء.

وأين يهرب الطفل من أبيه؟ أليس هو رب البيت؟
لكن هناك سلطة أعلى من سلطة الأب، إنها سلطة الجدة، إنها أم الأب، هي التي أنجبته، وربته، إذًا ما دام الأمر كذلك، فلتكن هي الحامي للطفل، وهل يوجد في البيت سواها يهرب الطفل إليه؟

التجأ الطفل إلى جدته، فخبَّأته خلفها.

أين هذا الطفل الأرعن؟ أريد أن أجعله عبرة للأطفال الذين لا يطيعون، وللأطفال الذين يؤذون غيرهم من الأطفال الذين يخطفون الحلوى من أيديهم، أين هذا الطفل؟ دعوني وإياه ليرى تأديبي ونكالي وقوة ضربي!

الطفل الذي تبحث عنه غير موجود، يا لهذا الطفل المسكين،كم يخوفه أهله! ما أكثر ما يروعونه!

أنت يا ولدي، أنا أُمك، ألا تذكر يوم كنت صغيرًا في مثل عمره كم كنت تعذبني؟

يا للروعة لهذا النص العبقري!

أضواء على النص:
النص سهل بسيط في ألفاظه وتراكيبه.

لا يصعب نطقها، ولا تحتاج إلى شروح، تؤدي معناها من مبناها من الوهلة الأولى.

لي جدة ترأف بي!

ألفاظ من السهل الممتنع؛ أي: إن قارئ هذا النص يظن أنه يقدر على أن يصوغ مثله، وربما قال في نفسه: بل أصوغ أجمل منه.

ألفاظ النص وتراكيبه ونسقه جاء بأسلوب قصصي، النص قصة صغيرة، أقصوصة، حكاية شعرية.

بدأ بالمقدمة، وهي الأبيات الثلاثة الأولى.

ثم عرض الموضوع في ستة أبيات تالية، وهو تهديد والده له بالضرب، واختباؤه خلف جدته.

والخاتمة، البيت الأخير، وفيه العقدة والحل المفاجئ، وهي تسمى فنيًّا (لحظة التنوير).

الموسيقا:
موسيقا النص الداخلية ضامرة، عوضها حرف الباء في القافية، وحركته الكسر، فهو حرف مجلجل كقرع الطبل، وهذا يتناسب مع أداء الطفولة وجوها الذي يملأ المشاعر.

الخيال في النص:
ليس في النص خيال مصور، مع أن شوقي لا يضارعه شاعر في عصره؛ إنه أمير الشعراء فنًّا شعريًّا مصورًا، ولكن لكلٍّ مجاله، فالعمل القصصي يركز على النسيج القصصي، وعلى تتابُع جزئيات الفكرة حتى تكتمل، تركز الحكاية الشعرية على عنصر التشويق أكثر من الصورة والخيال.
ألم تكن تصنع ما
يصنع إذ أنت صبي؟



هذا البيت هو القصيدة كلها.

يستطيع الفكر أن يتصور طفولة الوالد، وصخبه، ثم ينتقل هذا الخيال إلى السن الشباب والرجولة، فإذا الطفل معذور، ألا إنها الطفولة، وللطفولة حكمها، فلا تعتبوا أيها الكبار على أطفالكم، فلقد كنتم مثلهم، هذه هي رسالة هذه الحكاية.

مؤتمر الطفل العالمي:
ورقة العمل التي قدَّمتها في مؤتمر الطفل العالمي في الندوة السنوية لأدب الأطفال في الرياض في 68 1424 بعنوان: في أدب الأطفال.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
أمَّا بعدُ:
فإنني تلقيت الدعوة الكريمة إلى هذه الندوة المباركة عن أدب الأطفال ضمن المحاور الثلاثة:
1- الدراسات والأبحاث.
2- تقويم الإنتاج المتاح.
3- رؤية مستقبلية.


وكنت قد أعددت شيئًا من هذا القبيل، ضمنته محاضراتي: (في أدب الطفولة) ضمن المفردات المقررة التي درَّستها في كلية المعلمين بالرياض.

الورقة التي أعددتها تستعرض هذه الكتب:
1- في أدب الأطفال؛ للدكتور علي الحديدي.
2- مدخل إلى أدب الطفولة؛ للدكتور أحمد عطية زلط.
3- أدب الأطفال علم وفن؛ للأستاذ أحمد نجيب.
4- الأناشيد في الشعر العربي.


أبدأ بعرض الكتاب الأول:
مع كتاب: (في أدب الأطفال)؛ للدكتور علي الحديدي أستاذ الأدب الحديث بجامعة عين شمس، ط 7(1996) الناشر مكتبة الأنجلو المصرية.

يقول المؤلف في مقدمته:
أدب الأطفال في بلادنا العربية لم يتجاوز في مسيرته العالمية طوره الأول، وهو الذي يؤلف فيه الكُتَّاب أدبًا للأطفال من منظور عام وكلي، كما أن علماءنا المتخصصين لم يخططوا له في برامج البحث والدراسة وجامعاتنا العربية، ومعاهدنا التربوية لم تلتفت إليه، بل أسقطته من حسابها، أما أطفال اليوم، فهم أكثر حظًّا بعد أن توفر الكتاب المجيدون وإن كانوا قلة، وربطوا ما يكتبون بعلم نفس الطفل.

ويبدأ الكتاب بتاريخ القَصص الفني وما فيه من خرافات وأساطير لدى الشعوب البدائية في أستراليا والهند والصين واليونان، وشعوب ما بين النهرين وقدماء المصريين، ثم يقول في ختام الفصل الأول:
وخلقت الخرافة نوعًا من الانسجام بين ذلك كله وبين الواقع والخرافة.

والقصة الشعبية والأغاني الشعبية والرقص، فنون تشبع حاجة الناس للتعبير عن أنفسهم في سراء الحياة وضرائها.

والفصل الثاني يتناول أدب الأطفال في المجتمعات القديمة ،ويجد ظاهرتين بارزتين بالتسجيل أولاهما:
أن أدب الأطفال لم يظهر له فنانون متخصصون، وكان هذا الإهمال متعمدًا بسبب نظرة القدماء إلى الطفل، إنه يعبر مرحلة انتقال ليس لها في ذاتها وجود مستقل.

وفي الفصل الثالث يستعرض الأطوار الرئيسية في تاريخ أدب الأطفال، ويقف عند تشارلز بيرو شاعر فرنسا الذي ألف حكايات أمي الإوزة عام 1697م.

وفي فصل تال يقول الكتاب تحت عنوان: الاهتمام بالطفولة وأثره في أدب الطفل: (ومهمة الأديب الذي يكتب للأطفال لا تقف عند العرض والكشف، بل مهمته فوق ذلك تقوية إيمان الطفل بالله، ثم الوطن والخير، والعدالة والإنسانية) ص 95.

ثم يقسم الكتاب المراحل التي يمر بها الطفل؛ فمرحلة مناغاة الأم لطفلها مرحلة تهيئة وتمهيد، ولكن يبدأ الطفل عادة الاستمتاع بسماع القصة حين يبلغ الثانية من العمر، أو بعدها بقليل.

في السنة الثالثة من عمره يبدأ مرحلة الالتفات إلى الذات والوثوق بها.

أما طفل الرابعة؛ فيمكنه أن يربط الأفكار بعضها ببعض، وطفل الخامسة يصبح شخصًا صغيرًا جادًّا، وليس من الصواب تقديم قَصص الحكايات المخيفة والقصص المفزعة وخطف الأطفال، أو سجنهم في الظلام دون طعام أو شراب.

الأدب في مرحلة الطفولة المتوسطة:
من السادسة إلى الثامنة.

وفيها يطرأ على الطفل حب التخيل، فيستمتع بقَصص ألف ليلة وليلة، وما فيها من الخيال الحر المجنح، وطفل الحادية عشرة والثانية عشرة يهتم بتسلسل أحداث الماضي، ويبدأ في هذه المرحلة باتخاذ القدوة والمثل الأعلى من أشخاص غير الوالدين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 163.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 162.17 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.05%)]