أوحسبت أن نيل العلا بالتمني ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5086 - عددالزوار : 2328620 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4672 - عددالزوار : 1621699 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 14806 )           »          الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني.. راوٍ ماجنٌ وليس بمؤرخ مدقق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 16433 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 2264 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 43602 )           »          من أخطاء المصلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 626 )           »          فوائد من حديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 832 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 6816 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-08-2022, 12:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,500
الدولة : Egypt
افتراضي أوحسبت أن نيل العلا بالتمني ؟

أوحسبت أن نيل العلا بالتمني ؟


أ. سميرة بيطام






في ديدنك الكثيرُ من طرح السؤال، في تألقك المضيء كثير من الفضول، في تألقك كالنجم في السماء إنارة عن اسمك، مَن تكون؟! وكيف وصلت إلى قمة الهرم؟! والأخص الأخص إلى أي سلالة تنتمي؟!

إن كنتَ توجِّه هذه الأسئلة لي، فإن لي شجونًا سيغلب ملكتي في أن أكبِتَه، لكني سأتناول بنودًا منه؛ لأن رجلي كانت في الثرى، وعيني كانت تتطلع إلى السماء.

كنت أسارع الخطى في سباق للنهر، ومن ورائي أعداء تنادي عليَّ: أن قِفِي مكانك، فنحن أولى بالركض من غير سرعة، فرُحْتُ أستلهم وافرًا من السلام، وقسطًا من تاريخ أسلافي، لأصارع كل همٍّ، فالمشقَّة بالنسبة لي كانت بلسمًا حتى لا أهتم بمن ينادي علي.

هاجرت وتركت راحة تنسيني الهم والوهن.

رحلت إلى حيث الجد، أين كان الأمر مني وعدًا، والوقت ليلاً، ليس براحم لنعاسي، فانطلقت من سرداب الأمنيات ورتَّلت أحلى الآيات، حرَصتُ على ما ينفعني، وتركت ما يبغضني، أقلقني المر ونال من ذوقي الرفيع السحر، فمشيت أميالاً وأميالاً سنوات طوالاً، وبرزت بالقلم متمردة على كل من صارع في قول الحق لأجاري هدير الماء، وأرتقب الدر في بواطن البحر، حتى أنعم بجميل الصدف، كنت أستمد الرؤية ممن حولي؛ لأن الحياة كانت لي وقتَها دمعةً وشمعة تحترق، وصلاة في ليل تستبق بكائي حينما أطفأت عليَّ أنوارًا، ولم أتسلق وقتها أسوارًا، ولم أجد حِضنًا يدفئني، والبرد من حولي يسكنني في قبو الجمود.

فهمت أن حياتي ستتحول إلى جهاد، فلم يكن لي ركن أرقد فيه إلا وأستيقظ فجرًا، فقد حان موعد الكفاح، كانت حركتي متوقدة ألا أغفل عن كنزي من ميراث من أحبّني في أن أحافظ بمسك يدي على مفتاح الحرية، ولست أنام نوم العوافي، ولا أطرب طروب المتمتعات، ولست أسأم من سم وزع لي في مشارب الاغتيال؛ ليرتسم لي ظل يتبعني على الطريق، فكان أن قرأت سيرة أصحاب العزائم المتوقدة، ففهمت أن مَن يريد أن يدرك مقصده لا بد له أن يبدأ في طلب الرزق من طلوع الشمس إلى غروبها، فاستعملت في ذلك سبيلاً إلى الحلال بصفاء المشرب والمأكل، هذا ما يجب، وحتمًا ويقينًا أن تسعى إليه، فحذفت من دفتري "ربما، وعسى، وقد"، مسحت الهناء من محياي؛ لأني لست للنوم متذوقة مهما حاولت.

حكايتي بدأت مع النضال يوم انكسر جَناحي على حين غفلة فقلت: ويحي، ومن لي لتقواي يمد لي سواعد تنصب شراع سفينتي مجددًا، لجأت إلى أن أعدل وأصدق وأنوي طيبًا، فالأمر صعب لم يكن بتاتًا سهلاً.

خرجتُ من ظلمة القيد، ونفضت غبار الاحتقار، ولم أنسَ لا صلاتي ولا تسبيحي ولا ارتحالي بكياني وفكري، فكانت لي في صورة الأسد والليث خير هندسة لوثبة الرفض للتخلف، ولم أسمح لماءِ نهري أن يكون راكدًا، أردته سيَّالاً رقراقًا بقدر سرعتي وتدرعي بالصبر، سبقتُ في ذاك مَن طاردني وابتعدتُ كثيرًا من طَوْق الظلم والظلام، ورحت أحفظ الدعاء خلف الدعاء، فلم يَدْنُ الفساد من مجرى حياتي، ورحت بأجدافي أرسم تكريمًا لي برسمٍ لم ينفد بعدُ، ولو أن التعب والملل نال مني أوقاتًا وأيامًا بل أعوامًا.

سللت نفسي كما يسل الخيط من سمِّ الخياط، وقررت الرجوع من حيث أتيت؛ لأني بكيت أمجادي وأسلافي في أني قد لا أقدر، فلا داعي لمساءلتي عن وقتي ومشاريعي وصحَّتي وطموحي، لكني بدأت بالشكر أولاً أن يا رب إني أتوق أن أكون أنا، وليس شخصًا آخر، أريد صلابةً لجسدي كتماسك الحديد وركض الظباء في براري الجفاء.

لقد قمت وأدركت الخطى، فلا بد للهمم أن تحترق وتلمع وتذوب بالكامل، إن أرادت المعالي، فهي تأتي بحسب عزيمة المراد، فالأماني العالية تحتاج أن ينال المجد بكِفَّة من قوة، فهل في سؤال سبق لي فيما أريد وما وصلت إليه؟

سَلْ عني كلَّ مَن مررت به، وألقيت السلام عليه، ورميت تحت قدمَيْه قلادة الضجر حينما غدر بي مُحِبُّون كانوا لي مغيّبين فاضحين متحادثين عني، إن كان لوجودي معنى بعد كل ما عانيت وقاسيت.

سمعت الكثير ممن أرادوا بحثًا عني، فسكن السكوت في صمتي وبعذاب الذكرى أني لا أريد لي مُسائِلاً بعد أن كسروا أقفال الأمان في مداخل السعادة، أبوح برحيل اللحن منها منذ زمن، وواسيت نفسي بهذه الأبيات:
إياك أن تزدري الرجال فما
يدريك ماذا يكنُّه الصدفُ

نفسُ الجوادِ العتيق باقيةٌ
فيهِ، وإن مسَّ جسَمه العجفُ

و الحرُّ حرٌّ وإن ألَمَّ به الضُّ
رُّ، ففيه العفاف والأنفُ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]