أخذ الزينة والتجمل عند الصلاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 578 - عددالزوار : 70558 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16803 )           »          بين الوحي والعلم التجريبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 9109 )           »          حين تتحول الحماسة إلى عبء بين الجاهل والعالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          نعمة الأمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 32303 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2916 )           »          منهجية القاضي المسلم في التفكير: دروس من قصة نبي الله داود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          واجبات الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-04-2022, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,163
الدولة : Egypt
افتراضي أخذ الزينة والتجمل عند الصلاة

أخذ الزينة والتجمل عند الصلاة
د. محمد جمعة الحلبوسي

أيها المسلم الكريم:
يشرع للمسلم أخذ الزينة في الصلاة حتى ولو كان يصلي في بيته لوحده؛ لأنه بصلاته يقابل الله تعالى، ويقفُ بين يديه تعالى يناجيه، فينبغي عليه في هذا الموقف أن يكون على أحسن هيئةٍ وأتَمِّ حال، فكما أن الواحد منا إذا أراد أن يَخرج من بيته، أو يُقابِل شخصا له مكانة في نفسه تزيّن بأحسن ما يجد، فالله أحقّ أن يُتجمّل له.

قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف: 31]، قال ابنُ كثيرٍ (رحمه الله) في تفسيره: "ولهذهِ الآيةِ وما وَرَدَ في معناها من السُّنةِ: يُستَحَبُّ التَّجَمُّل عنـد الصـلاةِ، ولا سيَّمَا يـومَ الجمعةِ ويـومَ العيدِ، والطِّيبُ لأنهُ من الزِّينَةِ، والسِّواكُ لأنهُ من تَمَام ذلكَ"[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صَلَّى أحَدُكُمْ فَلْيَلْبَسْ ثوْبَيْهِ، فإنَّ اللهَ أَحَقُّ مَن تُزُيِّنَ لَهُ))[2].

ولو نظرنا الى واقع المسلمين اليوم لرأينا الكثير منهم من يتساهل في اخذ الزينة لكل صلاة، فإذا أراد أن يصلي في بيته صلاة نفل أو فائتة، صلى بِأَيِّ ثَوْبٍ، ولو كان ثوب نوم، أو يَلِفُّ فُوطَةَ اسْتِحْمَامٍ عَلَى جَسَدِهِ، وليست المسألة مسألة صحة صلاة أو بطلانها، ولا شك أن الصلاة بأي ثوب غير نجس، ساتر للعورة صَحِيحَةٌ، ولكن المسألة متعلقة بأخذ الزينة التي أمر الله تعالى بها عند الصلاة، فلا يليق بالمصلي أن يقف بها بين يدي الله تعالى بملابس يستحيي أن يخرج بها إلى الناس، فالله أحق أن يُتزيَّن له.

قال نَافِع غلام ابن عمر (رضي الله عنهما): رَآنِي ابْنُ عُمَرَ أُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: (أَلَمْ أَكْسِكَ ثَوْبَيْنِ؟)، فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: (أَرَأَيْتَ لَوْ أَرْسَلْتُكَ إِلَى فُلَانٍ أَكُنْتَ ذَاهِبًا فِي هَذَا الثَّوْبِ؟)، فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: (اللَّهُ أَحَقُّ مَنْ تَزَيَّنُ لَهُ أَوْ مَنْ تَزَيَّنْتَ لَهُ)[3].

بعض الناس تراهم يأخذون زينتهم ويلبسون أجمل ما عندهم من الثياب عندما يذهبون إلى مناسباتهم الخاصة أو العامة، ولكنهم يستهينون في ملابسهم إذا وقفوا بين يدي الله تعالى في الصلاة، فهم يَسْتَحْيُونَ من الناس ولا يَسْتَحْيُونَ من الله تعالى، يُوَقِّرُونَ الناس ولا يُوَقِّرُونَ اللهَ تعالى.

وكذلك ينبغي التنبيه إلى أن تغطية الرأس من الزينة المأمور بها في الصلاة التي يكره تركها، ولم يُعرفْ أنه صلى الله عليه وسلم كان حاسرَ الرأسِ إلا في الإحرام، وقد ذكر بعض الفقهاء (رحمهم الله) استحباب ستر الرأس في الصلاة مطلقًا؛ كما جاء في "حاشية إعانة الطالبين" من كتب الشافعية: "وكُره كشف رأسومنكب؛ لأن السنة التجمل في صلاته بتغطية رأسه وبدنه"[4].

فعلى المسلم إذا أراد أن يصلي أن يأخذ زينته ويلبس أحسن وأجمل الثياب؛ لأنه سيقف بين يدي الله عز وجل، فالله أحقُّ أن يُتجمَّل له.

نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: (3/ 406).

[2] المعجم الأوسط للطبراني9/ 145)، برقم (9368).

[3] مصنف عبد الرزاق الصنعاني، كتاب الصلاة- بَابُ مَا يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الثِّيَابِ: (1/ 358)، برقم (1391).

[4] إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين للبكري الدمياطي: (1/ 226).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]