مفتاح البركة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1113 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10980 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11889 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2022, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي مفتاح البركة

مفتاح البركة



قال أحد السلف: كلما زاد حزبي من القرآن، زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء، والسؤال الذي يتبادر إلى القارئ كيف وصل هؤلاء إلى مفتاح البركة حتى كانت البركة معهم في كل شيء؟

إن المفتاح الكبير للبركة والذي لا بدَّ أن نقف عليه هو: قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96]، هذه الآية تبين سنة من سنن الله الجارية.

والأسرة كالقرية الصغيرة ينطبق عليها ما ينطبق على المجتمعات الكبيرة، فلو أن أفراد الأسرة آمنوا بدل التكذيب واتقوا بدل الاستهتار، لفتح الله عليهم بركات، هكذا بركات من السماء والأرض مفتوحة بلا حساب من فوقهم ومن تحت أرجلهم.

واللفظ: (بركات) يوحي أنها أمور لا يعهدها البشر من الأرزاق والأقوات، ألوانٌ شتى تهبط وتنبع من كل مكان بلا تحديد ولا تفصيل، والله سبحانه لم يقل (بركة)، وإنما قال (بركات)، وهذا يزيد في انشراح الصدر، ولم يقل رزقًا، وإنما بركات، فالرزق قد يكون في جانب دون جانب، لكن البركة تشمل الخير والزيادة لكل أنواع الرزق والدليل قوله: {مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.

وتأملوا لفظ (الفتح)؛ أي إزالة شيء حاجز عن الدخول إلى مكان ما؛ لأن كلمة الفتح تختلف عن كلمة الإغلاق فهي تُثير السعادة والراحة، (لَفَتَحْنَا) وفي قراءة (لَفَتَّحَنَا) بالتشديد؛ أي يكون أكثر وأعظم، ويُؤخذ من الآية أن الإيمان بالله وتقواه ليست مسألة مُنعزلة عن الحياة وواقعها، فمن يتصور أن الإيمان بالله والعبادة مسألة تعبدية لا صلة لها بواقع الحياة تردُّ عليه هذه الآية، فهناك صلة بين الإيمان بالله وبين قوت الإنسان وحياته ورزقه، وانشراحه وسعادته.

وقوله: (آمنوا) و(اتقوا)، فلا يكفي أن تؤمن بالله وتؤمن بما أمرك به فقط، وإنما هناك أمر آخر وهو أن تتقي الله فلا تقع فيما حرَّمه، وتسعى إلى طاعته، هنا تنزل البركات، قد يُصلي الإنسان ويصوم ولكنه لا يتورَّع عما حرمه الله، فهذا لا تشمله البركة، فالآية توضح أن الإيمان لا ينفع إلا إذا كان معه عمل صالح.

تأملوا معي هذه القصة، وكيف وجد الصحابي الكريم أبو الدحداح رضي الله عنه مفتاح البركة على نفسه وأسرته وماله.

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةً، وَأَنَا أُقِيمُ حَائِطِي بِهَا، فَأْمُرْهُ أَنْ يُعْطِيَنِي حَتَّى أُقِيمَ حَائِطِي بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطِهَا إِيَّاهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ»، فَأَبَى، فَأَتَاهُ أَبُو الدَّحْدَاحِ فَقَالَ: بِعْنِي نَخْلَتَكَ بِحَائِطِي، فَفَعَلَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ النَّخْلَةَ بِحَائِطِي، قَالَ: فَاجْعَلْهَا لَهُ، فَقَدْ أَعْطَيْتُكَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مِنْ عِذْقٍ رَدَاحٍ لِأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ»، قَالَهَا مِرَارًا، فَأَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الدَّحْدَاحِ اخْرُجِي مِنَ الْحَائِطِ، فَإِنِّي قَدْ بِعْتُهُ بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَتْ: رَبِحَ الْبَيْعُ - أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا"؛ (رواه أحمد، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم).


أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا وذريَّاتنا، وفي أعمالنا وفي أموالنا وفي بلادنا، وأن ينشر السعادة في كل بيت، وصلى الله على سيدنا محمد.
__________________________________________________ _
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]