|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطر المخدرات على الضرورات الخمس (الدين والمال والنفس والعقل والعرض) لاحق محمد أحمد لاحق الخطبة الأولى إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما ترك خيرًا إلا دلنا عليه ولا ترك شرًّا إلا حذرنا منه. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه وهمزه ونفخه ونفثه ووسوسته، ونعوذ بالله من شرور جنوده اجمعين. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]، أما بعد: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾[المائدة: 90، 91]، وَفِيْ الحَدِيْث الصحِيْحِ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريلُ فقال: يا محمَّدُ! إنَّ اللهَ لعَن الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولة إليهِ، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وساقِيها، ومُسقاها»، وَفِيْ رِوَايَةٍ: « وآكل ثمنها». والمخدرات هي أم الخبائث. عباد الله، إن الإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس: (الدين والمال والنفس والعقل والعرض)، وإن مروجي المخدرات ومتعاطيها والمفسدين في الأرض بالشرك والبدع والمعاصي والمنكرات، ومن يضيعون الأمانة هم الذين يدمرون الشباب والشابات، ويضيعونَ دينهم وعقولَهم، وأعراضهم وأموالَهم وأنفسَهم، وهم أعداء الإنسان وناكرو المعروف وجاحدو النعم، وهم متلفو الضرورات الخمس، وهم السبب الرئيس في فقد الأمن والأمان، كفانا الله شرورهم. عباد الله، إن الشبابَ هم عمادُ الاوطان وهم ثروتُها الغالية، ولذلك فهم مستهدفون من قبلِ الشيطانِ الرجيمِ وجنودِه من الإنسِ والجنِ، وإن المخدراتِ والمفتراتِ والمسهراتِ والمنبهاتِ والمنوماتِ والمهدئاتِ، من أكبرِ وسائلِ العدو في إفساد الأخلاق وإضعاف الصحة، وإفقار الأمة، وإشغالها عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وصرفها عن العلم والبناء، والأخذ بأسباب القوة، وإن المخدرات والمسكرات والمفترات والمهدئات والمنومات، من أقوى وسائلهم الشرِّيرة لتحقيقِ أهدافِهم الدنيئةِالهابطةِ، وأنا وأنتم نسمعُ بين الفينة والأخرى عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات والمسكرات والمفترات وغيرها على منافذِ بلادِنا الغالية، ووالله لو أُدخلت إلى داخلِ البلاد لأتلفت عقولَ الكثيرِ من الشبابِ والشابات وأضعافَ أضعافهم. عباد الله، إننا نَسْتَطِيعُ ان نساهم بفاعلية في القضاء على المخدراتِ ومروجيها أمن خلالِ معرفة الاسباب التي تجعل الشاب يقع في المخدرات ومعرفة علامات متعاطيها، ومعرفة طرق تحصين الشبابِ من خطرها من كتب العلم: معرفة أسباب الوقوع في المخدرات: أولًا: ضعف الشخصية: فالشخصية الضعيفة المترددة الخارجية المرجعية هي من أكبر اسباب الوقوع في تعاطي المخدرات. ثانيًا: الجهل: كلما زاد الجهل كلما زاد احتمال الوقوع في المخدرات استعمالًا أو ترويجًا، وخاصة الجهل بالعلم الشرعي والجهل بالعدو وحيله وغفلة القلب والجهل بما يفيد وما يضر بالصحة. ثالثًا: الفقر والحاجة: وهذا السبب من أقوى الأسباب لاستقطاب الضحايا سواء المروجين أو المتعاطين. رابعًا: ضعف الترابط الاجتماعي ابتداءً من الأسرة إلى المجتمع بأسره: فقد ثبت أن الخلافات الزوجية والطلاق وضعف العلاقة بالأولاد، وتفكك المجتمع من أكبر المسببات للوقوع في المخدرات، وهذه ثغرة يستثمرها كثيرًا تجارُ المخدرات والمروجون. خامسًا: ضعف القيم والدين والبعد عن الاستقامة وانتشار الوقاحة والمعاصي والمنكرات. سادسًا: أصحاب السوء أو سوء أقوال وأفعال الوالدين أو أحدهما. سابعًا: ضعف مهارات الحياة ومواجهة الصعوبات. ثامنًا: الْبَحْثُ عَنْ السَّعَادَةِ: فَالْمُتَعَاطِي يَبْحَثُ عَنِ السَّعَادَةِ الْوَهِمِيَّةِ عَنْ طَرِيقِ المُخدِّراتِ الَّتي تَغَيِّبُهُ عَنْ وَاقِعِهِ، وَتَجْعَلُهُ يُحَلِّقُ فِي عَالَمِ الْخَيَالِ، وَيَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ كَاذِبَةٍ مُؤَقَّتَةٍ لِأَنَّهُ اِبْتَعَدَ عَنْ مَشَاكِلِهِ الَّتِي عَجَزَ عَنْ مُوَاجَهَتِهَا، وَهَذَا حَلٌّ مُؤَقَّتٌ، وَسَعَادَةٌ زَائِفَةٌ؛ ثُمَّ يَعْقُبُهَا الْعَذَابُ؛ فَمَا جَعَلَ اللهُ شِفَاءَ الْأُمَّةَ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا. لِذَلِكَ حَذَّرَتِ الأَجْهِزَةُ الأَمْنِيَّةُ وَالمُتَخَصِّصُونَ فِي المُخَدِّرَاتِ وَعَالَمِ الجَرِيمَةِ مِنْ نَشْرِ الطُّرَفِ المُخْتَلَقَةِ عَلَى ألْسِنَةِ الْمُحَشِّشِينَ وَمُتَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ، وَالَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ مُتَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ أَذْكِيَاءُ أَو ظُرَفَاءُ أَو سَرِيعُ البَدِيهَةِ، وَهَذَا كَذِبٌ وَدَجَلٌ؛ فَاِنْخَدَعَ بِهَذِهِ الطُّرَفِ بَعْضُ الشَّبَابِ، فَصَدَّقُوا بِأَنَّ المُتَعَاطِينَ ظُرَفَاءُ سُعَدَاءُ أَذْكِيَاءُ، فَخَاضُوا التَّجْرِبَةَ، بِسَبَبِ هَذَا التَّرْوِيجِ الشَّيْطَانِيِّ. وَهَذِهِ النُّكَتُ - وَرَبِّي- مِنْ اِخْتِلَاقِ الشَّيَاطِينِ، وَلَا يَنْشُرُهَا إِلَّا سُذَّجٌ أَو مُفْسِدُونَ غَيْرُ مُصْلِحِينَ، أَو أُنَاسٌ لَا يَعُونَ خَطَرَ مَا يُرْسِلُونَ؛ فَيَتَعَاوَنُونَ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ. وَقَدْ أَثْبَتَتْ دِرَاسَاتٌ عِلْمِيَّةٌ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الشَّبَابِ وَقْعٌ فِي تَعَاطِي المُخَدِّرَاتِ بِسَبَبِ النُّكَتِ الَّتِي تَصِلُ إِلَيْهِ؛ فَالوَيْلُ لِمَنْ أَرْسَلَ هَذِهِ الطَّرَفُ: ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوعِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]. تاسعًا: التَّدْخِينُ: حَيْثُ يُعْتَبَرُ بَوَّابَةَ إِدْمَانِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَثَبَتَ مِنْ خِلَالِ الدِّرَاسَاتِ الْعِلْمِيَّةِ أَنَّ %25 مِنَ الْمُدَخِنِينَ يَتَعَاطُونَ الْمُخَدِّرَاتِ، فَالتدخين هو ربع الْبَوَّابَةَ لِهَذَا الشَّرِّ الْمُسْتَطِيرِ. عاشرًا: التَّغْرِيرُ بِالطُّلاَّبِ حَوْلَ دَوْرِ المُخَدِّرَاتِ فِي النَّجَاحِ وَالتَّفَوُّقِ: إحدى عشر: الْمُهَدِّئَاتُ وَالمُنوِّمَاتُ: فَبَعْضُ الشَّبَابِ إِذَا تَأَخَّرَ فِي النَّوْمِ، أَو أَصَابَهُ قَلَقٌ، أَو تَوَتُّرٌ فَبَدَلًا مِنْ التحصن بالأْدْعِيَةِ وَالْأَذْكَارِ، يَلْجَأُ لِهَذِهِ الْمُهَدِّئَاتِ بِنُصْحِ أَصْدِقَاءِ السُّوءِ، وَبَعْضِ الصَّيَادِلَةِ مِمَّنْ خَانُوا الْأَمَانَةَ؛ فَيَنْتَقِلُ بَعْدَهَا إِلَى الْمُخَدِّرَاتِ، وَلَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ. ثاني عشر: الفراغ والمال: إن الشباب والفراغ والجدة ![]() مفسدة للمرء أي مفسدة ![]() فَعَلَى الآبَاءِ وَالْمُرَبِينَ أَنْ يَتَنَبَّهُوا لِهَذِهِ الْأَسْبَابِ، وسوف نسلط الضوء على معالجة هذه الأسباب في الخطبة الثانية بإذن كالعادة. علامات متعاطي المخدرات: حدد مستشفى الأمل علامات المتعاطيكما يلي: أولًا: العلامات الجسدية لتعاطي المخدرات. 1- احمرار العين. 2- الجروح والكدمات على الذراعين. 3- طلب الأموال بإلحاح. 4- اضطرابات في الوزن (إما زيادة أو نقص بمعدل متسارع) 5- المظهر السيئ (في اللباس وطول الاظافر والشارب وعدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان). 6- نزيف الأنف وخاصة للمتعاطي عن طريق الشم. 7- التعرق الشديد حتى في أوقات البرد. 8- اتساع حدقة العين. 9- هالات سوداء حول العين. 10- جفاف الفم والشفتين. 11- ظهور التجاعيد في الوجه. 12- الاصفرار والشحوب في الوجه. 13- بروز الوجنتين ونحافة الوجه بشكل ملحوظ. ثانيًا: علامات النفسية لمتعاطي المخدرات: 1- الاكتئاب والعزلة الاجتماعية. 2- الحزن والانسحاب. 3- ضعف الإدراك والانتباه والتركيز. 4- التبلد واللامبالاة. ثالثًا: علامات سلوكية: 1- تغيير دائرة الأصدقاء. 2- الخروج من المنزل والسهر ليلًا بكثرة. 3- النوم كثيرًا. 4- الميل للعنف. 5- التحدث كثيرًا. 6- القيء والغثيان. 7- إهمال العمل والدراسة والرياضة. 8- الضحك كثيرًا. 9- الشعور بالنشوة. 10- ارتفاع نبضات القلب. 11- الخمول والاسترخاء. 12- الرعشة في الأطراف. عباد الله، نحن مأمورون بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]. بارك الله لي ولكم وللمسلمين في القرآن العظيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين. واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وله الأمر وإليه ترجعون، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإليكم بعض الوسائل العملية التي تُسهم في حماية المجتمع من أضرار المخدرات والمسكرات والمفترات، وتعالج الخلل وتقلل منه عند حدوثه: 1- الاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى والاهتمام بالقيم الإسلامية. 2- تعلم مهارات التأثير ومنها مهارة الاتصال والإقناع والثواب والعقاب والتحفيز والتعليم، والتدريب والتربية والحوار. 3- ترك جميع المعاصي والمنكرات. 4- التعلم والعمل بالعلم ونشر العلم. 5- العمل وأفضله في التجارة والصناعة والزراعة. 6- تنمية العلاقات الاجتماعية وتقوية الروابط ابتداءً من الأسرة إلى المجتمع والاختلاط بالناس والتواصل معهم واقعيًّا وافتراضيًّا، والاشتراك في الأنشطة الجماعية والمناسبات العامة والخاصة. 7- تعلم مهارة لغة الجسد. 8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم والتوعية باستمرار. 9- اختيار شريك الحياة بعناية تامة، وأفضل شريك حياة هو الذي يتقي الله صاحب الدين والقوة الاقتصادية والإدارية والجسمية. 10- حسن العشرة بين الزوجين والاحترام والتقدير والثقة والمودة والرحمة، وتعظيم كل منهما الآخر نفسيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |