زوجتي تخرج بدون إذني ، فكيف أنصحها؟

[ابوالوليد المسلم]

زوجتي تخرج بدون إذني ، فكيف أنصحها؟
د. سليمان الحوسني


السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ في نهاية العشرينيات مِن عمري مُتَزَوِّج، بدأتُ أشُكُّ في نفسي، وأشعُر أنَّ بي خللًا أو وسواسًا.


بدأ الأمر بعد زواجي، فكنتُ أعرف أن الزواج ليس فقط قصة حبٍّ وعشقٍ، ولا بد من الكفاح والصبر حتى يستمرَّ وينجحَ هذا الزواج.


تزوجتُ ورَزَقَني اللهُ بولدٍ وبنت في بداية زواجي، ولم أكن مُنسجمًا مع زوجتي، لكن كانتْ بيننا مودَّة واحترام، وبعدما رُزِقْنا بالأولاد وُجِد الحبُّ - والحمد لله.


بدأتُ أحب زوجتي وأشتاق لها، حتى انكسرت الثقةُ بيني وبينها بخروجها مِن منزل والديها بدون علمي، صُدِمْتُ فيها، وأعطيتُها فرصةً ثانيةً؛ لأني إنسانٌ غَيور، ولا أُحِبُّ أن تخرجَ مِن المنزل بدون علمي، ومرة أخرى ذهبتْ بدون علمي مع أخيها - ومعه شخصٌ صديق له.


المشكلةُ أني عندما أجعلها عند أهلها تخرج كيفما شاءتْ، وأنا أغار جدًّا مِن هذا الفعل، كلمتُها أكثر مِن مرة، لكنها تختلِق أعذارًا، وإذا كلمتُها تُخبرني بأني أشكُّ فيها وتُهاجمني.


فأشيروا عليَّ كيف أنصحها، فكَّرْتُ في الطلاق، لكني تراجعْتُ مِن أجْلِ أولادي.



الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله وبعدُ:


ففي البداية نقول لأخينا: شكرًا لك أخي العزيز على تواصلك مع شبكة الألوكة، وحرصك على سلامة الأوضاع في أسرتك الكريمة، وهذا يدُلُّ على دينك وغيرتك، وهو شأنُ الرجال الشرفاء.

ثم اعلمْ بأنَّ البيوت والأُسَرَ تقع فيها بعضُ المشكلات، والتي هي فعلًا بحاجةٍ إلى عرْضِها على أهل العلم، والاختصاص لاستشارتهم، والسعي في الوصول إلى الطرُق المُثْلى في العلاج.

وبالنسبة لمشكلتك أقترح الأمور التالية:


1- الاستعانة بالله - عز وجل - وتقوية الصلة به، مِن خلال المحافَظة على العبادات، وتقوية الإيمان، وصُحبة الصالحين؛ ففي ذلك عونٌ لك.

2- تقوية العلاقة بالزوجة والأبناء، وبذْل الجهد في استغلال أغلب الأوقات المتاحة لك معهم، وفي صحبتهم، والخروج بهم في رحلات ونزهات وزيارات؛ بهدف تقوية الصلة والتأثير الإيجابي.

3- شغْل وقت فراغهم ببعض الأعمال الدعوية والعلمية؛ مثل: قراءة بعض الكتب النافعة، وأعظمها كتابُ الله، وحديث رسول الله، واجتماعكم على ذلك أكثر مِن مرة في اليوم؛ بهدف حُضور الملائكة، وطرْد الشياطين، وكسْب علوم جديدة ومفيدةٍ، وإذا كانت القراءةُ صعبةً عندكم، فأحضروا بعضَ الأشرطة، أو تابِعوا بعض القنوات المفيدة، واحذَروا القنوات السيئة.

4- حاوِلْ أن تتجاهلَ وتسكتَ عن بعض التصرفات لبعض الوقت، حتى تشغلهم جميعًا بالطاعات والأعمال الصالحة، وخاصة الزوجة، فقد تكون فاقدةً للحوار والجلوس معك والسماع منك، ولديها وقت فراغ تُريد أن تملأه بالخروج.

5- حاولوا الارتباط، وتبادُل الزيارات مع بعض الأُسَر الصالحة، ممن علاقتهم بالمساجد قوية.

6- حاوِلْ أن تُقَوِّي العلاقةَ بأهل زوجتك وإخوانها، وتزورهم مع بعض الدعاة وبعض الهدايا، وتدعوهم للمشاركة في بعض المحاضرات والمجالس الطيبة النافعة.