مقدمة كتاب مترادفات القرآن الكريم للشيخ عبد الرحمن الكيلاني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معركة.. نافارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 217 )           »          "عدالة الجرافات".. ظاهرة عدوانية جديدة تستهدف المسلمين في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقد الأحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 184 )           »          الوصية بـ (أحب للناس ما تحب لنفسك) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          فضل الرباط في سبيل الله عز وجل (شرح النووي لصحيح مسلم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          شرح حديث : كل امرئ في ظل صدقته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          تأمّلات في قول الرسول.. "ما نقصت صدقةٌ من مال" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الضحى صلاة الأوابين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          مفهوم الوسطية في اللغة والشرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          العام الدراسي ليكون عام نجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 144 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-01-2021, 04:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,296
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة كتاب مترادفات القرآن الكريم للشيخ عبد الرحمن الكيلاني

مقدمة كتاب مترادفات القرآن الكريم للشيخ عبد الرحمن الكيلاني
د. محمد زبير عباسي




المقدمة
سبب تأليف هذا الكتاب:
أذكر جيداً أني حينما كنت صغيراً وأدرس في الفصل الرابع أو الخامس من المدرسة الابتدائية كان والدي يدرّسني ترجمة القرآن الكريم والقواعد الأساسية للغة العربية في الليل. فأكملت دراسة الترجمة للمرة الأولى في صغر سني. وعندما كبرتُ رغبتْ نفسي إلى القراءة في القرآن الكريم، فظهرت لي كلمات عديدة في القرآن الكريم تترجَم إلى الأردية بلفظ واحد مثل: خوف، وخشية، وحذر، ووجل، ووجس، وتقوى، ورهب، وغيرها. هذه الكلمات كلها تترجَم إلى الأردية بلفظ واحد وهو "درنا"، وكانت طبيعتي ميَّالة وشوّاقة منذ نعومة أظفارها إلى البحث والدراسة من هذا، وكنت أود أن أعرف الفروق اللغوية الدقيقة بين الكلمات المترادفة في القرآن الكريم، وبعد إذ خاب الأمل راجعت العلماء في هذه القضية فوجدتهم غير مراعين لهذه الفروق ومهتمِّين بها أصلاً، نعم اللهم إلا أنني قد وجدت طائفة من العلماء الذين اعتنوا بها، وكان الشيخ عزيز الزبيدي على رأس هذه الطائفة، فاستفدت منه كثيراً ولكنْ أصل المسألة ما انحل بهذه الاستفادة.

ثم بدأت أتصفح مصنَّفات اللغة فوجدت بعض المصنَّفات التي جُمِعَتْ فيها مترادفات العربية إلا أنها لم تتعرض أصلاً إلى إيضاح الفروق الدقيقة بينها. فالكتاب الأول الذي وقع إعجابي به هو كتاب "المفردات في غريب القرآن" للإمام الراغب الأصفهاني حيث تحدَّث عن الفروق اللغوية بقدر يسير في بعض المواضع، ولأن الغرض من تأليف "المفردات في غريب القرآن" لم يكن هو البحث عن دقائق المعاني والفروق اللغوية ما بين المفردات فلم يوفِّ الأصفهاني لها حقا، ومن ثَمَّ بقيت عدة جوانب المسألة دون بحث ودراسة. قال الإمام الراغب الأصفهاني في مقدمة كتابه:
"وأتْبِعُ هذا الكتاب -إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل- بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من إخوته، نحو ذكره القلب مرة والفؤاد مرة والصدر مرة. ونحو ذكره تعالى في عقب قصة: (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) وفي أخرى: (لقوم يتفكرون) وفي أخرى: (لقوم يعلمون) وفي أخرى: (لقوم يفقهون) وفي أخرى: (لأولى الأبصار) وفي أخرى: (لذي حجر) وفي أخرى: (لأولى النهى) ونحو ذلك مما يُعِدُّه من لا يحق الحق ويبطل الباطل أنه باب واحد، فيقدِّر أنه إذا فسر الحمدُ لله بقوله الشكرُ الله، ولا ريب فيه بلا شك فيه فقد فسَّر القرآنَ ووفَّاه التبيانَ".
هل قال الإمام بتأليف هذا الكتاب بعد "المفردات في غريب القرآن" أم لا، الله أعلم بالصواب، ولكنني لم أعثر على أي كتاب بعد "المفردات في غريب القرآن"، ولئنْ وُجِدَ لأفاد منه العلماء وغيرهم من محبي اللغة العربية. وكنت أتمنى أن يكون بين يدينا كتاب ينتفع به القارئ الأردي، فشَمَّرْتُ عن ساعد الجد لتأليف هذا الكتاب رغم قلة الخبرة والتجربة.

وحسب ما يقال: "من جَدَّ وَجَدَ" إنني وجدت بعض الكتب رويدا رويدا فتيسَّر لي الأمر، والكتاب الثاني الذي عثرت عليه في هذا الصدد هو "فقه اللغة وسر العربية" لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي. لم يتعرض هذا الكتاب أيضا لدقائق الموضوع بل إنه احتوى جولات سريعة، مثلا أنه بنى فصلا بعنوان "في السقوط" فذكر تحته الجمل الخمس الآتية: 1- ذرا نابُ البعير، 2- هَوَى النجم، 3- انقضَّ الجدار، 4- خَرَّ السقف، 5- طاحَ الفصُّ، فلتُلاحِظْ أن الجملتين؛ الأولى والخامسة في هذه المجموعة لا علاقتهما أصلا بلغة القرآن الكريم، أما الثانية والثالثة والرابعة فإنها لا توضح غير استعمال كلمة "هَوَى" لمعنى "سقوط النجم"، و"انقَضَّ" لمعنى "سقوط الجدار"، و"خَرَّ" لمعنى "سقوط السقف"، بينما المعاني الغامضة لهذه الكلمات فلم يذكرها أصلا.

أما الكتاب الثالث الذي أفادني كثيرا في هذا الموضوع هو "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، إنه تصدى للفروق الدقيقة بين الكلمات المترادفة إلا أنه اقتصر على كلمتين مرة، وثلاثة مرة أخرى، ولم يتتبعها في مجموعة كلمات مثلا أنه وضح الفرق بين "خوف" و"خشية" مرة، وبين "خوف" و"رهبة" مرة أخرى، وبين "خشية" و"شفقة" مرة، وبين "تخويف" و"إنذار" مرة أخرى ولكنه - أيضا - لم يهتم بتقصّي الفروق الدقيقة بين معاني الكلمات كلها في مجموعة واحدة. وعلى الرغم من ذلك استفدت كثيرا من هذا الكتاب. ولكونه كتابا مختصرا لم يستوف الفروق الدقيقة بين المترادفات القرآنية كلها.

المعنى الرئيس للجذر – النزوع القديم والنزوع الجديد
ثم اهتديت إلى كتاب آخر في هذا المجال وهو كتاب "مقاييس اللغة"، ومن أهم ميزات هذا الكتاب أنه يذكر معنيين أو ثلاثة (أيا كان) من المعاني الرئيسة للمادة. في القديم كان يُبْحَثُ عن المعنى الأساسي للكلمة ثم يقام الربط بين معاني المادة ومشتقاتها، مع أنه من المحقق أن بعض الجذور تتغير معانيها عند تحولها إلى الثلاثي المزيد فيه مثل صيغة "كَلِمَ" فإن معناها "جرَح" بينما صيغة "كَلَّمَ" فإن معناها "حدَّث وخاطَب". ومعنى صيغة "جاب (جوب)" هو "نَقَبَ" و"خَرَقَ"، بينما معنى "أجاب" هو "ردَّ عليه"، و"قبله وقضى حاجته"، ومعنى صيغة "عذُب" هو "صار حلوا وعذبا وسائغا"، أما معنى "عذَّبَ" فهو "عاقبه ونكَّل به"، ومعنى صيغة "قَنَعَ" هو "رضي بالقليل"، بينما معنى "أقنع" فهو "رفع رأسه"، و"شخص ببصره نحو الشيء في ذل وخشوع". على كل حال فإن القاموس العربي والقرآن الكريم مكتظَّان بألفاظ تتغير معانيها عند التحول إلى الثلاثي المزيد فيه. وهذا الأمر ناشئ عن خواص الأبواب الصرفية، وله أمثلة كثيرة.

كان الإمام الراغب الأصفهاني ذا نزوع قديم أيضا، فيحسن التوجيهَ عن الربط بين معاني الجذر ومشتقاته ما يجذب النظرَ والانتباهَ ويسرُّ الطبيعة اختيارُه، وقد يتعمَّل في التوجيه فتتحمَّله الطبيعة عن كُره، مثلا إنه ذكر معنى "كَلَمْتُه" هو "جَرَحْتُه"، ثم حاول أن يحدث الارتباط بين "كَلْم" و"كلام" بأن جِراحات اللسان لا يقدَّر أقل شأنا من جِراحات اليد. مع أن معنى "كَلِمَ" هو "جرَح وشقَّ" فقط، أما معنى "كلام" [1] فلا يقتصر على معنى "الجرح" فقط بل إنه يتضمن معنى "القول والحديث" أيضا، ومن البدهي أن "الكلام" كما يكون مُرَّ القول كذلك يكون عَذْبَ القول فيندمل الجُرْحُ ويأخذ في البُرء.

وكذلك ذكر أن معنى "حَرَبَ" هو "سَلَبَ جميعَ ما يملك" ثم حاول أن يربط معناه بمعنى "محراب المسجد" قائلا: "ومحراب المسجد قيل سمي بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى وقيل سمي بذلك لكون حق الإنسان فيه أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ومن توزُّع الخواطر"، فكأن هذه الأمور مشدودة بمحراب المسجد، ولا علاقة لها بخارجه مثلما لا حاجة إليها بخارجه، وإلى أي مدى يُعْتَبَرُ هذا التوجيه، فالأمر ظاهر.

وذهب صاحب مقاييس اللغة مذهبا آخر في ترتيب المعجم على عكس الإمام الراغب الأصفهاني، إنه يذكر معنيين للمادة كما ذكر لمادة "قَلَّ"، أحدهما: "ما نَقَصَ"، أي كان قليلا، والثاني: "ما حَمَلَ ورَفَعَ"، بينما الإمام الراغب الأصفهاني فلم يذكر إلا معنى واحدا وهو "ما نَقَصَ" أي كان قليلا، وعندما تحدث عن "أقَلَّ" كما ورد في القرآن الكريم: ﴿حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا﴾ [الأعراف: 57] فقال في توجيهه: إن الرياح تجد السحاب الثقال قليلَ المحمَل أي خفيفا فتحتملها وترفعها. نعم لو قُدِّرَ أن معنى "أقَلَّ" هو ما خَفَّ ونَقَصَ وقَلَّ، فمن أين جاء له معنى "رَفَعَ أي أعلى الشيءَ".

ومن ميزات "مقاييس اللغة" أنه يذكر معنيين أو ثلاثة معان أساسية للمادة بطريقة تظهر الفروق اللغوية فيها عفَويا نحو قوله في مادة (ب ي ن) أن له ثلاثة معان، الأول: الفُرقة والفِراق، والثاني: البُعْد والابتعاد، والثالث: الوُضوح والظهور، ومن خلال هذه المعاني الثلاثة يُفْهَمُ تلقائيا أن معنى "بان" ما ظهر واتضح لبُعْدِه عن الآخر، وكذلك ذكر معنيين لكلمة "طَلَعَ"، الأول: ما أشرق وأضاء، والثاني: ما بدا وظهر وانكشف، وجاء بمعنيين لـكلمة "نظر"، الأول: أبصر ورأى، والثاني: تأمَّلَ الشيءَ وتلبث في الأمر والنظر، وأتى بمعنيين لكلمة "ظُلْم"، الأول: وضع الشيء في غير محله، والثاني: ما هو ضد النور والضياء، وهلم جرا. وبذلك لا يوجد هناك داع إلى أن يُنَصَّ على إحداث الربط بين معاني هذه الكلمات بل إنها تظهر على طبيعتها.

هذه الكتب كلها لها فوائد جمة في موضوعاتها، واستفدت منها كثيرا، ومع ذلك كانت هناك مواضع كثيرة تحتاج إلى الدراسة والإلمام، وطالما اضطررت إلى الإفادة من كتب أخرى من اللغة والتراجم والتفاسير لأن عملي كان في مسيس الحاجة إلى الدقة المتناهية والدأب الشديد.

المصادر والمراجع والرموز والعلامات
حاولت قدر المستطاع في هذا الكتاب أن أحيل معاني الكلمات إلى المصادر، إلا إذا كانت الكلمةُ شائعةَ المعنى ومعروفةَ الدلالة فلم أذكر لها مصدرا مثل "ذَهَبَ" فمعناه "انصرف وغادر المكانَ"، و"خرج" فمعناه "برز من موضِعٍ وظهر من مقرٍّ"، وهكذا إلى آخره. أما تفاصيل الرموز التي وضعتها للإحالة إلى كتب اللغة فسأذكرها مؤخرا.
أما بالنسبة لترجمة الآيات القرآنية فلم أترجمها من عندي بل اعتمدت في ذلك على ترجمة الشيخ فتح محمد جالندهري، لأن ترجمته سهلة وسلسة، وأحيانا أتحول إلى الإفادة من ترجمة الشيخ شبير أحمد العثماني حينما رأيت أن العبارة الأردية لا تفي بالمعنى اللغوي الأصيل للكلمة، فكتبت بين يدي الترجمة في القوسين مثل (عثماني) للإشارة إلى ترجمته، وفي بعض المواضع كنت أرجع إلى ترجمة "تفهيم القرآن" للشيخ المودودي، وعلى رغم هذا الاعتناء والدقة في اختيار ترجمة الآيات كنت أُضْطَرُّ في بعض الأحايين إلى إضافة بعض الألفاظ من عندي لتوضيح المعنى اللغوي للكلمة.



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 96.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 95.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]