|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرأة بين رؤية المنهج الشرعي وبين السفور نورة العتيبي إن مفهوم الحرية في مذهب الليبرالية كان - ولا زال - يدور حول نفسه، والباحث عن تعريف لهذه الحرية التي يرفع شعاراتها الليبراليون لا يجد مفهومًا واضحًا لها، أو تعريفًا محددًا يَستطيع من خلاله تحديد منهجهم؛ إذ إن أصحاب هذا المذهب لا يتفقون في تعريف مذهبهم، ولم يصلوا إلى نتيجة محددة لمفهوم حريتهم رغم اتفاقنا على تحديد هدفهم وهو: "تحرُّر المرأة"، والبحث عن ما ينزع من المرأة المسلمة حياءها وحشمتها بنزع حجابها وتحرُّرها من قيود المجتمع كما يدَّعون. إننا لا نختلف أبدًا على بطلان قولهم ولا تحديد غايتهم وسوء مرجعهم، ولعلَّ المتأمل منَّا في كتاب الله - عز وجل - يجد أنهم لم يُعجزوا الله في التعريف عنهم؛ إذ قال الله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23]. ولو نظر الباحث منَّا في تاريخ نشأة هذه الليبرالية يجد أنها ولدت في ظروف كان فيها رجال الكنيسة يَستعبِدون الأوروبيين وينهَبون حقوقهم، ثم بدأت في الظهور كتيّار في عصر النهضة الأوروبية، وتطورت في عصر التنوير حتى تسلَّلت إلى العالم الإسلامي من خلال "جمعيات سرية" من أشخاص تأثَّروا بالفكر الغربي الذي كانت فيه قضية المرأة الركيزة الأساسية ومحوَر الاهتمام في المذهب الليبرالي، وأظهر هؤلاء أنفسهم في حُلَّة المدافع عن المرأة وحقوقها، إلا أن المرأة في الحقيقة لدى هذا المذهب مجرد أداة نفعية، فلم نجده أنصف المرأة الغربية على سبيل المثال، بل أخرجها من سفورٍ عانت منه طويلاً إلى سفورٍ أشد وأقسى حتى تحوَّلت من كائن مهمل إلى كائن مستغَلٍّ لمقومات السياحة هناك، ويَبقى السؤال عالقًا في أذهاننا الآن: هل وجد نساء الغرب الحرية المطلَقة عند مَن يدَّعيها؟ إننا لم نسمع في خطاباتهم عن حقوق تمَّ تطبيقها لحماية المرأة كما هو حال الإسلام في تطبيق أقسى العقوبات لأي اعتداء أو اضطهاد أو ظلم تتعرَّض له المرأة المسلمة، بل أصبحت المرأة عند الليبراليين مادة إعلانية، ودُمية للرقص في الملاهي الليلية، وأداة تتحرَّك في منصات عرض الأزياء. إنَّ الفرق يتجلى أمامنا جميعًا بين البحث عن مصلحة المرأة بتطبيق فعلي ومنهج واضح وعقيدة وشريعة وضّاءة، وبين المنهج الباطل الوضعي الذي جعل من المرأة سلعة رخيصة الفرق، إننا نؤمن بنظام الشريعة الحقَّة، ونَكفُر بالقوانين الوضعية الباطلة. بقي أن نقول: نحن لسنا بحاجة لحرية السفور - أيها الليبراليون - بقدر حاجتنا إلى النور الذي نجده في الإسلام، لسنا بحاجة إلى نزع الحياء بنزع حجابنا بقدر حاجتنا لخمار نجد فيه الاطمئنان والعزة والكرامة، نحن ندرك أن مسخَ هوية المجتمع وتلميع الفكر الغربي، ورفع شعارات الحرية دون وعي أو بحث أو صدق - هو منهجكم ورؤيتكم، وأن استغلالكم لقضايا "المرأة" وإقحام علماء الإسلام ودعاته في دائرة الاتهام لم ولن يَمنعنا من الوقوف ضد هذا التيار وكشف حقائقه المُريبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |