تفسير أيسر التفاسير**** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307671 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126027 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 30-07-2020, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ...)


الآن مع قوله تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ [البقرة:248] من نبيهم؟ شمويل، ماذا قال لهم؟ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ [البقرة:248] العلامة الدالة على أن الله اختاره واصطفاه وملكه أمركم ليقودكم، آية ذلك وعلامته: أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ [البقرة:248].التابوت: صندوق خشب من نوع راقٍ، وقد يكون مطلياً بالذهب في بعض جوانبه لرفعته، هذا التابوت ماذا فيه؟ قال: فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:248]، ما هي السكينة؟ذهب بعض أهل التفسير -ولعلهم ينقلون عن بني إسرائيل- فقالوا في السكينة: إنها حيوان كالهر له جناحان وذنب كالهر، ولعينيه شعاع .. إلى آخر ما وصفوا في هذا، وهذا مروي عن بعض المفسرين كـمجاهد ، ومجاهد أهل لذلك، لكن ما دام أنه مروي عن بني إسرائيل فقد يكون خرافة.وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم السكينة، أما قال للذي كان يقرأ سورة الكهف وقد ربط فرسه في شجرة، وإذا بسحابة تتغشاه، فجعلت الفرس تنفر منها، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه حصل له كذا وكذا، فقال: ( تلك السكينة تنزلت للقرآن ) ، أي: ملائكة.وفي حديثنا الذي نعيده قال صلى الله عليه وسلم: ( إلا نزلت عليهم السكينة )، فأسكنتنا وجعلتنا هادئين ساكنين، إذاً: السكينة الهدوء والطمأنينة والاستقرار، وعدم الاضطراب وعدم الخوف، وعدم القلق.فهذا التابوت ماذا قال تعالى عنه؟ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:248] أي: لقلوبكم، بمجرد أن يوجد هذا التابوت بينكم تهدأ نفوسكم وتسكن وتطمئن بسبب هذا التابوت الذي يحوي من الآثار كذا وكذا وكذا. وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى [البقرة:248]، فيه عصا موسى، فيه نعاله، فيه التوراة التي أخذت منهم، فيه آثار من هارون، هذه كانت مجموعة في صندوق مطلي بالذهب وكانوا يعتزون بها، إذا وجدت فيهم سكنت نفوسهم، هذا التابوت لما استولى عليهم العمالقة أخذوه إلى ديارهم، وبقي عندهم في معرض التحف، ومن تدبير الله عز وجل أنهم -والعياذ بالله تعالى- أصابهم داء البواسير وأصابهم قحط، فتساءلوا فقالوا: هذا بسبب تابوت بني إسرائيل، فهيا نرده عليهم، هكذا تقول الرواية، فوضعوه في عربة تجرها الخيل أو البغال، ووجهوها نحو بني إسرائيل، فساقتها الملائكة حتى وصلت بها إلى مجتمع بني إسرائيل، إذ قال تعالى: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ [البقرة:248]، ولا مانع أن تكون الملائكة تقود العربة وتوجهها، وإلا فكيف لحيوان أن يعرف الطريق من منطقة إلى منطقة؟ ولا مانع أيضاً أن الملائكة تأخذ الصندوق بما فيه وتضعه بين أيديهم، ولا منافاة بين هذا وذاك، إذ هذا فعل الله وتدبيره. فهذه آية: أن الله تعالى ملك عليهم طالوت، هذه أعظم آية، ففجأة يجدون التابوت بين أيديهم، فلا يبقى شك واضطراب في نفوسهم، هذه أكبر آية وعلامة على أن الله قد ملك طالوت عليهم حقاً: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ [البقرة:248] عليكم أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ [البقرة:248] من أين يأتي؟ من عند العدو من بلاد بعيدة، فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:248] بمجرد أن يقع بينكم تسكن نفوسكم، وتهدأ القلوب وتنتهي المخاوف وتنتهي الهزائم المعنوية لوجود هذه البركة؛ لأن هذا التابوت فيه آثار موسى وهارون، منها: العصا، منها نعل من نعالهما، وثوب من ثيابهما.قال: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ [البقرة:248]، فما قالوا: كيف؟ المهم أنه وضع بين أيديكم، وصل بإذن الله عز وجل وتدبيره. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:248]، وإذا كنتم كافرين لا تؤمنون بالله وبآياته فماذا نصنع؟ وهذه والله لأكبر آية تدل على أن الله قد ملك هذا العبد الصالح طالوت عليهم، لماذا؟ ليجمع كلمتهم ويقودهم إلى الجهاد لإنقاذ ديارهم وأهلهم.

تفسير قوله تعالى: (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر ...)

فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ [البقرة:249] انفصل وقاد الجنود، قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ [البقرة:249] مختبركم، ممتحنكم؛ لأنكم أخلاط، امتحان بنهر في شدة القيظ وشدة العطش، قيل: هذا النهر هو نهر الأردن، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي [البقرة:249] اللهم إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة:249] أطفأ بها لهب العطش. ومشى الجيش بقيادة الملك طالوت عليه السلام، وبعد يوم أو يومين وصلوا إلى دائرة الامتحان، وكانوا عطاشاً، ما إن وصلوا إلى النهر حتى أكبوا عليه يكرعون، ونسوا ما أخذ عليهم من العهد، فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ [البقرة:249]، بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا القليل أنه ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو وأربعة عشر على خلاف، على عدة أصحاب بدر الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عير أبي سفيان ، وكتب الله القتال وجمع بينهم في بدر، وكانوا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنكم على عدة قوم طالوت )، وبينهم قرون عديدة. قال تعالى: فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ [البقرة:249]، لما جاوزوا النهر وشربوا وقربت المواجهة قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ [البقرة:249] ما نستطيع، وهذه هي الهزيمة، قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ [البقرة:249] هم المؤمنون الموقنون، وعبر بـ(الظن) عن (اليقين) لأنه غيب، ما هو بمشاهدة، فيعبر عنه بالظن والمراد به اليقين. قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ [البقرة:249]، هم الذين يؤمنون بلقاء الله بعد الموت ويوم البعث والنشور، أي: المؤمنون بلقاء الله وباليوم الآخر، ما هم بملاحدة ولا كفار ولا مشركين، فماذا قالوا؟ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249]، علماء حلماء، ولهذا عبروا بهذا التعبير لنور إيمانهم ومعرفتهم، ليسوا كأولئك الرعاع السفلة، بل ثبتوا وقالوا: سنقاتل، كم من فئة قليلة في التاريخ غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين الذين يثبتون على طاعته وطاعة القيادة، ويقاتلون من أجل الله ومن أجل إعلاء كلمته.

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

معنى الآيات

نسرد الآن ما جاء في التفسير بما فيه من العلم الكثير.قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ معنى الآيات: لقد فرض الله تعالى على المؤمنين القتال، ودارت رحى المعارك بداية من معركة بدر، وكان لا بد من المال والرجال الأبطال الشجعان، فاقتضى هذا الموقف شحذ الهمم وإلهاب المشاعر لتقوى الجماعة المسلمة بالمدينة على مواجهة حرب العرب والعجم معاً، ومن هنا -لمطاردة الجبن والخوف وهما من شر الصفات في الرجال- ذكر تعالى حادثة الفارين من الموت ] في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ [البقرة:243] [ التاركين ديارهم لغيرهم، كيف أماتهم الله ولم ينجهم فرارهم، ثم أحياهم ليكون ذلك عبرة لهم ولغيرهم، فالفرار من الموت لا يجدي، وإنما يجدي الصبر والصمود حتى النصر.ثم أمر تعالى المؤمنين بعد أن أخذ ذلك المنظر من نفوسهم مأخذه فقال: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:244]، ولما كان المال المقدم في القتال فتح الله لهم اكتتاباً مالياً وضاعف لهم الربح في القرض بشرط خلوصه وطيب النفس به، ثم قدم لهم هذا العرض التفصيلي لحادثة أخرى تحمل في ثناياها العظات والعبر لمن هو في موقف المسلمين الذين يحاربهم الأبيض والأحمر وبلا هوادة وعلى طول الزمن، فقال تعالى وهو يخاطبهم في شخص نبيهم صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:246]، يريد: ألم ينته إلى علمك يا رسولنا بإخبارنا إياك قول أشراف بني إسرائيل بعد وفاة موسى لنبي لهم: ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله؛ فنطرد أعداءنا من بلادنا ونسترد سيادتنا ونحكم شريعة ربنا؟ونظراً إلى ضعفهم الروحي والبدني والمالي تخوف النبي أن لا يكونوا صادقين فيما طالبوه به فقال: هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ [البقرة:246] بتعيين الملك القائد أَلَّا تُقَاتِلُوا [البقرة:246]؟! فدفعتهم الحمية فقالوا: وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله والحال أنا قد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا؟ وذلك أن العدو وهم البابليون لما غزوا فلسطين بعد أن فسق بنو إسرائيل فتبرجت نساؤهم واستباحوا الزنا والربا، وعطلوا الكتاب، وأعرضوا عن هدي أنبيائهم؛ سلط الله عليهم هذا العدو الجبار فشردهم فأصبحوا لاجئين.وما كان من نبي الله شمويل إلا أن بعث من تلك الجماعات الميتة موتاً معنوياً رجلاً منهم هو طالوت وقادهم، فلما دنوا من المعركة جبنوا وتولى أكثرهم منهزمين قبل القتال، وصدق نبيهم في فراسته إذ قال لهم: هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا [البقرة:246]. هذا ما تضمنته الآية الأولى من هذا القصص. أما الآية الثانية فقد تضمنت اعتراض ملأ بني إسرائيل على تعيين طالوت ملكاً عليهم؛ بحجة أنه فقير من أسرة غير شريفة، وأنهم أحق بهذا المنصب منه، ورد عليهم نبيهم حجتهم الباطلة بقوله: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:247]، كان هذا رد شمويل على قول الملأ: أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ [البقرة:247]. وكأنهم لما دمغتهم الحجة، وهي أن الله تعالى قد اختار طالوت وفضله عليهم بهذا الاختيار، وأهله للولاية بما أعطاه وزاده من العلم وقوة الجسم، والقيادات القتالية تعتمد على غزارة العلم وقوة البدن بسلامة الحواس وشجاعة العقل والقلب، أقول: كأنهم لما بطل اعتراضهم ورضوا بـطالوت طالبوا -على عادة بني إسرائيل في التعنت- طالبوا بآية تدل على أن الله حقاً اختاره لقيادتهم، فقال لهم .. إلى آخره، وهي الآية الآتية ]. قال تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:248].قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ معنى الآية الكريمة:قد أصبح بشرح الكلمات معنى الآية واضحاً، وخلاصته أن شمويل النبي أعلمهم أن آية تمليك الله تعالى لـطالوت عليهم أن يأتيهم التابوت المغصوب منهم، وهو ] أي: التابوت [ رمز تجمعهم واتحادهم ومصدر استمداد قوة معنوياتهم؛ لما حواه من آثار آل موسى وآل هارون؛ كرضاض الألواح ] التي تكسرت لما غضب موسى ورمى بها فتحطمت، [وعصا موسى ونعله، وعمامة هارون، وشيء من المن الذي كان ينزل عليهم في التيه، فكان هذا التابوت بمثابة الراية يقاتلون تحتها، فإنهم إذا خرجوا للقتال حملوه معهم إلى داخل المعركة ولا يزالون يقاتلون ما بقي التابوت بأيديهم لم يغلبهم عليه عدوهم.ومن هنا وهم يتحفزون للقتال جعل الله تعالى لهم إتيان التابوت آية على تمليك طالوت عليهم، وفي نفس الوقت يحملونه معهم في قتالهم فتسكن به قلوبهم وتهدأ نفوسهم، فيقاتلون وينتصرون بإذن الله تعالى.أما كيفية حمل الملائكة للتابوت فإن الأخبار تقول: إن العمالقة تشاءموا بالتابوت عندهم إذ ابتلوا بمرض البواسير وبآفات زراعية وغيرها، ففكروا في أن يردوا هذا التابوت لبني إسرائيل، وساق الله أقداراً لأقدار، فجعلوه في عربة يجرها بقرتان أو فرسان ووجهوها إلى جهة منازل بني إسرائيل، فمشت العربة فساقتها الملائكة حتى وصلت بها إلى منازل بني إسرائيل، فكانت آية وأعظم آية، وقبل بنو إسرائيل بقيادة طالوت ، وباسم الله تعالى قادهم، وفي الآية التالية بيان السير إلى ساحات القتال ].قال تعالى: فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249].قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ معنى الآية:إنه لما خرج طالوت بالجيش أخبرهم أن الله تعالى مختبرهم في سيرهم هذا إلى قتال عدوهم بنهر ينتهون إليه، وهم في حر شديد وعطش شديد، ولم يأذن لهم في الشرب منه إلا ما كان من غرفة واحدة، فمن أطاع ولم يشرب فهو المؤمن، ومن عصى وشرب بغير المأذون به فهو الكافر، ولما وصلوا إلى النهر شربوا منه يكرعون كالبهائم إلا قليلاً منهم. وواصل طالوت السير فجاوز النهر هو ومن معه، ولما كانوا على مقربة من جيش العدو -وكان قرابة مائة ألف- قال الكافرون والمنافقون: لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ [البقرة:249] فأعلنوا انهزامهم، وانصرفوا فارين هاربين، وقال المؤمنون الصادقون وهم الذين قال الله فيهم: قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:249]، كانت هذه الآية في بيان سير طالوت إلى العدو، وفي الآيتين التاليتين بيان المعركة وما انتهت إليه من نصر حاسم للمؤمنين الصادقين ].


قراءة في تفسير قوله تعالى: (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً ...) من كتاب أيسر التفاسير

يقول تعالى: وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة:250]، دعاء صادق وهم صادقون، فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ * تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [البقرة:251-252].

معنى الآيات

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[ معنى الآيات: لما التقى الجيشان: جيش الإيمان وجيش الكفر والطغيان؛ طالب جالوت ] جالوت الكافر طالب جيش طالوت بالمبارزة، قال: من يبارزنا؟ وكانوا إذا اصطفت الصفوف يخرج بطل يقول: من يقاتلني، وهذا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان شائعاً، والآن انتهى؛ لأن الحرب بالرصاص والصاروخ، ولهذا فالجيوش الآن كلهم جبناء، ما هناك مواجهة.قال: [ طالب جالوت بالمبارزة، فخرج له داود من جيش طالوت ]، داود هذا هو أبو سليمان الذي ملكه الله، [ فقتله، والتحم الجيشان ]، إذا انتهت المبارزة بقتل أحد المبارزين الآخر تلتقي الفئتان، وهذا البراز علته التهييج والإثارة، وأنتم تعرفون هذا من كرة القدم على شاشة التلفاز والناس يتمايلون، فهذا سر المبارزة، فالصفوف من هنا وهناك، والمبارزة قائمة وهم يتحمسون، ما إن يسقط أحدهما حتى يندفع بعضهم على بعض بتدبير الله عز وجل.قال: [ فنصر الله جيش طالوت ، وكان عدد أفراده ثلاثمائة وأربعة عشر مقاتلاً لا غير ]، التحم الجيشان فنصر الله جيش طالوت الملك على بني إسرائيل، وكان عدد أفراد جيشه ثلاثمائة وأربعة عشر مقاتلاً لا غير؛ [ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل بدر: ( إنكم على عدة أصحاب طالوت )] بوحي الله الذي يتلقاه، [ وكانوا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، فهزم الله جيش الباطل على كثرته، ونصر جيش الحق على قلته. وهنا ظهر كوكب داود في الأفق بقتله رأس الشر جالوت ، فمن الله عليه بالنبوة والملك بعد موت كل من النبي شمويل والملك طالوت ] عليهم السلام، [ قال تعالى: وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ [البقرة:251].وختم الله القصة ] اللطيفة الظريفة، هذه التي ينبغي أن تدرس في كليات الحرب، وما يعرفونها، ويدرسون ضلالات أوروبا وأوساخ روسيا في أغلب كليات الحرب.[ وختم الله القصة ذات العبر والعظات العظيمة بقوله: وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ [البقرة:251] بالجهاد والقتال؛ لاستولى أهل الكفر وأفسدوا الأرض بالظلم والشرك والمعاصي ] أليس كذلك؟ إي والله العظيم، حتى لا تقول: لم يأمر الله المؤمنين أن يقاتلوا؟ فقتالهم هذا لرفع الظلم وإحقاق الحق، لولا أنه يدفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، واستولى عليها أهل الكفر والشرك والباطل ودمروها. [ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ [البقرة:251] بالجهاد والقتال؛ لاستولى أهل الكفر وأفسدوا الأرض بالظلم والشرك والمعاصي، ولكن الله تعالى بتدبيره الحكيم يسلط بعضاً على بعض، ويدفع بعضاً ببعض منة منه وفضلاً، كما قال عز وجل: وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة:251] ] أبيضهم وأسودهم، كافرهم ومؤمنهم.[ ثم التفت ] الله تعالى [ إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وقال له تقريراً لنبوته وعلو مكانته: تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ [البقرة:252] التي تقدمت في هذا السياق نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [البقرة:252] ] الله أكبر.. الله أكبر، والحمد لله رب العالمين.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 1,412.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 1,411.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.12%)]