
02-07-2020, 05:01 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,371
الدولة :
|
|
اجتماع مدين متصلين أو منفصلين في آية واحدة
اجتماع مدين متصلين أو منفصلين في آية واحدة
حامد شاكر العاني
حكم اجتماع مدِّين متصلين أو أكثر، أو منفصلين أو أكثر، في آية واحدة:
مثال المدِّ المتصل: كما في قوله تعالى: ﴿ الذِّي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِراشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ ﴾ [البقرة: 22] ففي هذه الآية يجتمع أكثر من مدٍّ متصلٍ، فلا يجوز التفرقة بينها في مقدار المدِّ بحجة جواز الوجهين كما في رواية حفص عن عاصم بل تجب التسوية في الكلِّ، ولا يجوز أن تمدَّ مرة أربعاً وأخرى خمساً، بل يجب التسوية في جميع القرآن من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس ولا يجوز الخلط بين المرتبتين. لقول الإمام ابن الجزري (رحمه الله): (واللفظ في نظيره كمثله) وهذا ينسحب على جميع القرَّاء.
مثال المدِّ المنفصل:
أولاً: حكم اجتماع مدِّين منفصلين أو أكثر في آية واحدة:
كما في قوله تعالى ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيلَةُ الْقَدْر ﴾ [القدر: 1] ففي هذه الآية اجتمع مدَّان منفصلان فيها فيجب أن يمدَّا قدراً واحداً ولا يجوز التفرقة بينهما بل يجب التسوية وهذا في جميع القرآن كما تقدم ولكافة القرَّاء.
ثانياً: حكم اجتماع المدِّ المنفصل بنوعيه الحقيقي في (ها أنتم) [1] والحكمي في (هؤلاء):
كما في قوله تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ ﴾ في (آل عمران 66) و(النساء 109)، و(محمد 38) فللقرَّاء فيها الأوجه الآتية:
• قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر[2]. فلقالون، وأبي عمرو ثلاثة أوجه:
الأول: قصرهما معاً.
والثاني: قصر (ها أنتم) مع مدِّ (هؤلاء) نظراً لتغير سبب المدِّ وهو الهمز بتسهيله.
والثالث: مدُّهما معاً.
• ولأبي جعفر وجه واحد هو: القصر فقط.
• البزي عن ابن كثير، ويعقوب لهما وجه واحد إثبات الألف وتحقيق الهمزة على وزن (هاعنتم) مع القصر فقط لأن مذهبهما القصر.
• الأصبهاني عن ورش له ثلاثة أوجه على وجه إثباتها:
الأول، والثاني: قصر (هأنتم) [3] و(هؤلاء) ومدُّهما.
والثالث: قصر (هأنتم) مع مدِّ (هؤلاء) [4].
• وله على وجه حذف الألف في (هأنتم) قصر (هؤلاء) ومدُّه [5].
ملاحظة: يمتنع مدُّ (هأنتم) مع قصر المنفصل من (هؤلاء) للأصبهاني في وجه إثبات (الألف).
• الأزرق عن ورش له أربعة أوجه [6].
الأول: حذف الألف وتسهيل الهمزة في (هأنتم) وزن (هعنتم) ومد (هؤلاء).
والثاني: إبدال الهمزة ألفاً بعد الهاء مع المد للساكنين في (هأنتم)، ومد (هؤلاء).
والثالث: إثبات الألف بعد الهاء في (هأنتم) وتسهيل الهمزة مع المد ست حركات، ومد (هؤلاء).
والرابع: إثبات الألف بعد الهاء في (هأنتم) وتسهيل الهمزة مع القصر لتغير الهمز بالتسهيل، ومد (هؤلاء).
• ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر بإثبات ألف بعد الهاء في (هأنتم) وتحقيق الهمزة مع المدِّ وكل على مذهبة في مقدار المدِّ المنفصل.
[1] يراجع باب (الهمز المنفرد) (هأنتم).
[2] قرأ قالون، وأبو عمرو (هأنتم) بإثبات ألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بينها وبين الألف مع المدِّ والقصر، وكذا قرأها أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولاً واحداً لأنه لا يمدُّ المنفصل.
[3] للأصبهاني في (هأنتم) وجهان: الأول: حذف الألف وتسهيل الهمزة على وزن (هعنتم)، والثاني: إثبات ألف مع المدِّ والقصر وتسهيل الهمزة.
[4] اثبات (الألف مع قصر (هأنتم) و(هؤلاء) من روضة المعدل، والمالكي، وللحمامي عن هبة الله من المستنير، وللنهرواني عن هبة الله من كفاية أبي العز، وجامع الخياط، وللطبري عن هبة الله من الإعلان، ومع مدِّ (هؤلاء) فقط من المبهج، وتلخيص أبي معشر، ومن التجريد عن الفارسي عن الحمامي، وللنهرواني عن هبة الله من غاية أبي العلاء، وللطبري عن هبة الله من الإعلان، ومع مدِّها من الطرق المتقدمة في مدِّ (هؤلاء). ينظر: الروض النظير ص 309.
[5]القصر من المصباح، ومن طريق النهرواني من المستنير، ومن طريق الحمامي من كفاية أبي العز، ومفتاح ابن خيرون والإعلان. والمدُّ من غاية ابن مهران، وهو أحد الوجهين من تلخيص أبي معشر، وللمطوعي للحمامي عن هبة الله من الكامل، وغاية أبي العلاء، والتذكار، والإعلان. ينظر: الروض النظير ص 309.
[6]قرأ ورش (هأنتم) بهمزة مسهلة من غير ألف على وزن (هعنتم)، وله وجه آخر وهو إبدال الهمزة ألفاً بعد الهاء مع المدِّ للساكنين، وله وجه ثالث وهو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المدِّ المشبع ست حركات، وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمز بالتسهيل. ملاحظة: يختص تفخيم (الراء) المضمومة وكذا تفخيم المنصوبة في الحالين للأزرق بوجه إثبات الألف، وكذا يختص به الاعتداد بالعارض في الهمز المغير، ويمتنع مع إثباتها وجه التقليل مع توسط البدل على ما في النشر، وإلا فلا يمتنع لما وجدنا في تلخيص ابن بليمة من التقليل، فيأتي الفتح من التبصرة على ما تقدم، والتقليل من التلخيص، ويختص مدُّ البدل مع إثباتها عند ترقيق (الراءين) بالفتح، ويختص تفخيم الراء المنصوبة وصلاً باثبات الألف، وكذا بإبدال الهمزة مدّاً. ينظر: الروض النظير ص 309، والإتحاف ص 175.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|