التلطف والتدرج: رفع للدرجات ودلالة على العلم وأدعى لقبول النفوس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المسارعة إلى الخيرات والطاعات قبل فوات الأوان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الغش بمعناه الواسع، وبمعناه الضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          استخدام أدوات المسجد في غير ما أوقفت له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عشرون حديثًا من صحيح أذكار الصباح والمساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ثروات العبودية المنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5033 - عددالزوار : 2183522 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4614 - عددالزوار : 1464264 )           »          شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 599 - عددالزوار : 70682 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 16901 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-03-2020, 07:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,189
الدولة : Egypt
افتراضي التلطف والتدرج: رفع للدرجات ودلالة على العلم وأدعى لقبول النفوس

التلطف والتدرج: رفع للدرجات ودلالة على العلم وأدعى لقبول النفوس
مدحت القصراوي






ذكر تعالى أنَّه رَفَع درجات من تلطَّف في الوصول إلى مصالح الدين والدنيا؛ ففي شأن التوصُّل لمقصودٍ ديني، ذكر تعالى أنَّه رفع درجاتِ إبراهيم حينما تلطَّف وتدرَّج في توصيل الحقِّ لقومه بعد ما ناظرهم في احتمال كون النجم ربًّا فأبطله، ثمَّ القمر فأبطله، ثم الشمس فأبطلها، ثمَّ قرَّر التوحيد وتحنَّف تاركًا أوجه الشِّرك كلَّها، ثمَّ علا حينئذ بحجَّته عندما رفض الخوفَ من المشركين وآلهتهم، واستنكر كيف يخاف الموحِّد ولا يخاف المشرك وهو على خطرٍ عظيم، بينما المؤمن في الركن الآمِن، ثم قرَّر أنَّ الأمن والهداية لصاحب الإيمان والتوحيد؛ فقال تعالى عقب هذا: ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 83].

وذكر تعالى وصول يوسف للاحتفاظ بأخيه بأن جعل السِّقاية في رَحْله، ثمَّ نادى المنادي بفقدان السقاية، وقبل التفتيش قرَّرهم بعقوبتهم هم لِمن وُجد في رحله، فقالوا: إنَّ العقوبة عندنا أن يُسترقَّ صاحب السرقة؛ فقرَّرهم بأخذ أخيه والاحتفاظ به، ثمَّ تدرج بأن بدأ بأَوْعيتهم لإبعاد الشبهة، ثمَّ كان استخراج المتاع من رَحْل أخيه متأخرًا؛ فقال تعالى بعدها: ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76].

فذكر تعالى رفع الدرجات لكلَيهما، ووصفهما بالعلم في تلطُّفهما وتدرُّجهما؛ هذا لمصلحة الدين، وهذا لمصلحة الدنيا.

فعُلم أنَّ التدرُّج والتلطف والمقدِّمات المفْضِية لنتائج طبيعية هو الطريق المعتمَد، وهي لِأُولي العلم، لا الهجوم على النفوس والعقول فتنفر أو تستنكر.

ومن هذا أنَّه قبل أن يقلب الله تعالى عصا موسى حيَّةً قال له: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 17]، وقبل بيان إبراهيم لقومه الشرك سألهم: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52].

ومن هذا ما قدَّره تعالى بميلاد يحيى من أبٍ كبير وأمٍّ عاقر عجوز، إرهاصًا ومقدمة وتلطفًا بين يدي ميلاد المسيح عليه السلام بدون أبٍ، وقبلهما ما كان يجد زكريا عندها من الرِّزق المخالِف لقانون الأسباب والمسبِّبات المعتادة.

إنَّها قاعدة في الدعوة، وفي التربية، وفي السياسة، وفي الإعلام، وفي النظام الاجتماعي والعلاقات الاجتماعيَّة، بل هي قاعدة الحياة وطبيعتها وتدرُّجها.


وهذا لا ينفي ولا يتعارض مع بيان الحقِّ كاملاً بلا غبش أو ميوعة أو تفريطٍ أو قوة، فهو التلطُّف في إظهار الحقِّ لا في إخفائه، تلطف في المحاجَّة عن الحق، وعَرْضه كما أنزله الله تعالى بلا تنازل وبلا تراجع.

فافهم أخي ذلك، واركُزْه في وَعْيِك وتصرَّفْ بمقتضاه، فردًا وجماعات، والله الموفِّق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.55 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]