أثر البصمة الوراثية في تصحيح النسب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قيام الليل يجعلك قريبا من رب العالمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          زكاة القلب ورشد العقل وسواء النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أثر الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها على الفرد والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          زَيتُ قنديلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          قبل الندم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهند .. حملة ترحيل قسري غير قانونية تستهدف المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرح بالحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الطوفان الرقمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التغابن المعرفي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-02-2020, 01:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,761
الدولة : Egypt
افتراضي أثر البصمة الوراثية في تصحيح النسب

أثر البصمة الوراثية في تصحيح النسب

أ. د. محمد جبر الألفي

يُقصَد بتصحيح النسب:
(الإجراء الذي تقوم به السلطة القضائية لإصلاح خطأ شابَ نسبَ شخصٍ بردِّه إلى أصله الشرعي)[1]، ويَكثُر هذا الخطأ في المجتمعات القَبَليَّة، حيث تتولى أسرة ميسورة تربيةَ طفل من أسرة فقيرة، فينسبُه ربُّ الأسرة إليه؛ لتيسير الإجراءات التعليمية والصحية للطفل، وبعدما يبلغ أشده، ويظهر نبوغُه ترفع أسرته الدعوى وتقيم البينة لتصحيح نسبه، أو يرفع هو الدعوى طالبًا انتسابَه إلى أسرته الحقيقية، ويلجأ القضاء - في مثل هذه الحالة - إلى طلب تقرير الفحص الوراثي؛ للتأكد من دعوى المدعي[2].

وقد ينسب مولود إلى شخص عن طريق الخطأ أو الغش، ثم يظهر بعد ذلك أنه ليس أباه، فيفصل القاضي في الدعوى بِناءً على البينة لتصحيح نسب المولود، والصواب: أن يلجأ القاضي إلى طلب تحليل الحمض النووي؛ لأنه أقوى في الدلالة على صحة النسب، وقد ذكر الفقهاء أنه لو أقرَّ رجل بأن هذا الطفل ابنه، وتوافرت شروط الإقرار بالنسب، ثبت نسب الطفل من المقرِّ، فإذا ادَّعاه رجل آخر وأقام البينة على أن هذا الطفل ابنه، حكم القاضي بثبوت نسب الطفل ممن أقام البينة، ويبطل نسبه من المقرِّ[3].

ونحن نرى: أن تصحيح النسب في هذه الحالة ينبغي أن يُبنى على نتائج فحص البصمة الوراثية؛ لأنها أقوى في الدلالة على صاحب الماء، ويتحقق بها سدُّ الذريعة إلى التبنِّي المنهي عنه شرعًا[4].

ويحدث في مستشفيات الولادة أن ينسب المولود إلى شخص معين، ثم يتضح بعد ذلك وجود خطأ بشري في هذه النسبة[5]، ولتصحيح هذا الخطأ في النسبة طريق واحد هو الفحص المختبري، بِناء على قرينة اختلاف فصائل الدم، أو نتيجة لتحليل بصمة الحمض النووي.

وشبيه بذلك ما قد يحدث من اختلاف الأطفال الخدج داخل الحضَّانات، أو ما قد يحدث من خطأ في صاحب النطفة في حالات أطفال الأنابيب، ونحو ذلك، فطريق تصحيح النسب هو تحليل البصمة الوراثية.

وقد اختلف الفقهاء في الحالة التي يحكم فيها القائف بنسبة طفل إلى رجلين: فذهب الحنفية إلى عدم اعتماد قول القائف؛ لأن الشرع حصر دليلَ النسب في الفراش[6]، وذهب المالكية والشافعية[7] إلى أن المولود لا يُلحَقُ إلا برجل واحد، فإذا قضى القافة باشتراك رجلين أو أكثر فيه، يُؤخَّرُ الولد إلى حين بلوغه، فيخيَّر في الالتحاق بمن شاء منهم، بِناء على الميل الفطري بين الولد وأصله، ورجح الحنابلة[8] إطلاقَ العمل بقول القافة، فإن ألحقوه بواحد لحق به، وإن ألحقوه باثنين أو أكثر التحق بهم جميعًا.


نقل بعض الفقهاء إجماعَ الأطباء على استحالة تخلُّق الجنين من ماء رجلين؛ لأن الوطء في نفس الطهر لا بد أن يكون على التعاقب، وإذا اجتمع ماء الأول مع ماء المرأة، وانعقد الولد منه حصلت عليه غشاوة تمنع من اختلاط ماء الثاني بماء الأول[9].

وهذا هو ما قرَّره الطب الحديث، حيث أكَّد استحالة أن يتخلَّق الإنسان من مني رجلين مختلفين[10].

وعلى هذا؛ فإن بصمة الحمض النووي تُعدُّ قرينةً قاطعة في تصحيح النسب، إذا حكم القائف بنسبة طفل إلى رجلين أو أكثر، نتيجة نكاح فاسد أو وطء بشبهة، أو تنازع اثنان فأكثر نسب المولود أو اللقيط، والله أعلم.


[1] بنفس المعنى: الروض المربع: ص 363، المصباح المنير، للفيومي.

[2] ينظر: الصك الشرعي من المحكمة الكبرى بمكة المكرمة، الصادر بتاريخ 13/ 3/ 1424هـ.

[3] المبسوط، السرخسي: 16/ 115، تبصرة الحكام، لابن فرحون: 1/ 253، نهاية المحتاج، للرملي: 8/ 395، كشاف القناع، للبهوتي: 6/ 434.

[4] سورة الأحزاب: 4، 5.

[5] كخطأ الممرضة في وضع الأسورة التي تحمل اسم المولود.

[6] المبسوط، للسرخسي: 17/ 70، بدائع الصنائع، للكاساني: 6/ 242.

[7] بداية المجتهد، لابن رشد: 2/ 328، مغني المحتاج، للشربيني: 4/ 490.

[8] منتهى الإرادات: 2/ 488، المغني، لابن قدامة: 5/ 775.

[9] المبسوط، للسرخسي: 17/ 69، فتح القدير، لابن الهمام: 5/ 50، مغني المحتاج، للخطيب: 6/ 441.

[10] مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون: 621.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]