الطبيب التاجر ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         Apple Intelligence يصل اليوم.. أداة جديدة من الذكاء الاصطناعي تجتاح هواتف أيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تعرف على عن متطلبات تشغيل ألعاب Horizon Zero Dawn Remastered (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخصوصية في تطبيقات الشات .. نصائح وإرشادات ضرورية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أفضل 10 أدوات لتعزيز الصوت بالذكاء الاصطناعي.. مجانية ومدفوعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف تحذف بياناتك الشخصية من الإنترنت وتستعيد خصوصيتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق أبل لقياس نسبة السكر فى الدم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية استخدام أداة السمع الطبية بـ AirPods فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة رؤية القائمة الكاملة للبريد على أيفون وتصنيف الرسائل فى iOS 18.2 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تقرير: يمكن لمستخدمى Windows 11 الآن تغيير ما يفعله مفتاح Copilot (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          احذر شحن هاتفك مساء خلال النوم.. لهذا السبب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2020, 04:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,810
الدولة : Egypt
افتراضي الطبيب التاجر !

الطبيب التاجر !

خالد رُوشه





كنت في زيارة لأحد مشاهير الأطباء الذين قيل عنهم أنهم أصحاب أبحاث عالمية ناجحة , وإنجازات طبية معروفة , هالني من البداية منظر المرضى المنتظرين لدورهم في الدخول للقاء الطبيب , كما هالني منظر المزدحمين للحصول على موعد قريب للكشف على مرضاهم , وغالبا ما تكون المواعيد بعد شهر قادم أو ربما أكثر !

زادت معاناتي النفسية عندما وجدت المبالغة الكبيرة في ثمن الكشف لهذا الطبيب المشهور , مقارنة بحال بعض المرضى الفقراء الذين يبدو من حالهم عدم قدرتهم على تحمل ثمن الكشف ولا ثمن العلاجات والعمليات الجراحية باهظة التكاليف .

ببساطة تستطيع أن تسمع كلمات السخط على هذا الطبيب من فقراء المرضى , وكيف أنه يشترط قبل إجراء العملية الجراحية أن يقدم المريض الثمن قبل بدء دخوله غرفة العمليات , وكيف أنه يشترط إجراءها في مستشفيات باهظة التكاليف , حتى إن الفقير لا يستطيع ابدا أن يعالج .

ويحكون قصصا تثير الغضب بل والاشمئزاز في بعض الأحيان حول موقف الطبيب الشهير بينما يساوم احد المرضى - وهو في حالة مرضية حرجة - على الثمن الباهظ وبينما يبكي المريض في استجداء عطف الطبيب إذا به يدير وجهه له ويسلمه لمختص إداري يتصف بغلظة القول والملامح !

لم أكن لأكتب ذلك لولا أني رأيت من هذا الطبيب جفاء و مادية و حرصا شديدا على وقته الذي ينفقه على مريضه , فلا يزيد على دقائق قليلة , ولايكاد يستمع لشكواه , بل يقرر قراره فورا بخبرته , بعدما يطلب نائبه عمل عديد الأنواع من التحاليل والإشاعات وغيرها , فينظر فيها الطبيب المشهور في دقيقة , وينظر الى المريض في دقيقتين ثم يقرر قراره في دقيقة أخرى ... هكذا يحدث !

هذا الطبيب الذي نحكي عنه ليس حالة خاصة , بل هو نموذج متكرر ومنتشر بين الأطباء اليوم , الذين حولوا العلم إلى تجارة شرهة بغيضة , ولأن الناس يحتاجون بضاعتهم ويضطرون إليها فهم يتصرفون كيفما شاؤوا ولا يجدون نكيرا من أحد !
ذلك قد تلحظه إذا سافرت إلى عاصمة كبيرة من عواصم دولنا العربية , فتلحظ المستشفيات وقد صارت نموذجا ربحيا , اذ تتنافس في الإعلان عما فيها من إمكانات , وخدمة خمس نجوم , وأطباء مشاهير , لكنها بالطبع حكر على ابناء الطبقات الغنية من الشعوب , ولا مكان فيها حتى لأنصاف الأغنياء .


إنهم يشترطون دفع الأثمان الباهظة قبل دخول المريض أيا كان حاله السىء الاضطراري , ويشترطون دفع تأمين مالي باهظ , بل والعجب كل العجب أنهم يمنعون المريض بعد إجراء العملية أو إجراءات العلاج أن يخرج إلا بعد سداد اثمان باهظة , بل وصل الأمر أني رأيت بعيني منعهم خروج جثة أحد المرضى المتوفين لأنه لم يستكمل فاتورة الثمن وسط صرخات أهله وبكائهم على ميتهم !

لقد ذكرت ساعتها أخلاقنا الإسلامية العظيمة , التي أمرت بالمروءة , والنجدة لكل ملهوف , والعطاء لكل محتاج , والمعونة لكل مكروب , وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل " أخرجه مسلم .

وقوله صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه " أخرجه مسلم

لكم شعرت بالدور الرفيق الرحيم المعطاء لهؤلاء الذين يبنون المستشفيات المجانية أو منخفضة التكاليف – بشرط أن يكون أداؤها جيدا ومتميزا – , ولكم شعرت بالدور الحاني الرؤوم من طبيب عطوف رحيم بمرضاه , فلا يغالي في كسبه ويرحم الفقير ويراعي حال ذي الفاقة , ويساوي بين الناس في المعاملة والاهتمام .

إن الأطباء في مجتمعنا يمثلون مكانة كبيرة في قلوب الناس لكونهم يتواجدون في لحظات معاناة الناس , وكثير من الناس لايزال ينظر للطبيب نظرة تقدير ومحبة , بل ويعتبرونهم – في احوال كثيرة – قدوة لغيرهم , وينتظرون منهم سلوكا مكافئا لهذا الذي يفهمونه عنه ويظنونه فيه , فإذا رأوا غير ذلك فإنهم ينقلبون ويشتد غضبهم ويخسرون ثقتهم فيه ويصدمون في كثير من المعاني التي عاشوا عليها .

يجب أن يعلم الطبيب أن الرزق بيد الله سبحانه , وأن أمراض الناس ليست سلعة للتجارة , وإن كان مباحا له أن يتكسب من عمله , فليس مقبولا منه أن يتجر بآلام الناس , ولا أن يصدم الناس في شىء جميل يظنونه باقيا في مجتمعهم .

إن دور الطبيب يجب ألا يقتصر على الممارسة , بل على متابعة العلم في تخصصه , وتعلم أخلاق الإسلام الحنيف , التي تدعو إلى الرحمة والشفقة بكل من يعاني وبكل من يتألم , وأن يرسخ في نفسه مبادىء وقيم الإسلام وعقيدته التي تنبث فيه الأدب والعطاء والبذل والتضحية .

يستطيع الطبيب أن يكون داعية مؤثرا في مكانه , بخلقه وعطائه وحسن أدائه وتميزه في عمله , وكلماته الناصحة في لحظات ضعف الناس بين يديه , كما يستطيع أن يكون سفيرا لدينه وحاملا لرسالته الإصلاحية العظمي .


قبل أن أختم كلمتي لابد أن أقول أنه لايزال هناك البعض من الأطباء الشرفاء المؤمنين . اصحاب الرسالة الأخلاقية المرجوة , يمارسون عملهم ببذل وعلم و جهد وعطاء غير مبالين بكسب ولا غيره .. هؤلاء من يبقون في أعيننا بقايا الأمل !
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]