شيخ العربية محمود محمد شاكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التسويف.. أكــــاذيــب علــــــى النفـــــــس!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          مشكلات في طريق الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 163 )           »          أحوال الناس يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          ماذا أعددنا لكشف الضر والبلاء؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          الرحمن الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 140 )           »          أسباب فقدان السمع لدى الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          صنـائـع المعـروف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          السير من مزدلفة إلى منى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4465 - عددالزوار : 928814 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-02-2020, 06:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,887
الدولة : Egypt
افتراضي شيخ العربية محمود محمد شاكر

شيخ العربية محمود محمد شاكر


د. محمد حسان الطيان




(ولو قد يسَّرَ الله لكل شاعر أو كاتب أو عالم صديقاً وفيًّا ينقله إلى الناس أحاديث وأخباراً وأعمالاً - كما يسَّر الله للرافعي - لما أضلّت العربية مجد أدبائها وعلمائها، ولما تفلّت من أدبها علم أسرار الأساليب، وعلم وجوه المعاني التي تعتلج في النفوس وترتكض في القلوب حتى يُؤذن لها أن تكون أدباً يُصطفى وعلماً يتوارث)

محمود محمد شاكر





وما كان قيسٌ هُلكُه هُلكُ واحِدٍ ولكنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَهَدَّما


شهد عام 1997م رحيل رجالات علم وأئمة بيان وفكرٍ لا نظير لهم ولا خلف عنهم، بدءاً من شيخ نحاة العصر الأستاذ سعيد الأفغاني (18 فبراير/شباط 1997م) وانتهاءً بشيخ أدباء العصر محمود محمد شاكر (7 أغسطس/آب 1997م) ومروراً بشيخ شعراء العصر محمد مهدي الجواهري (29 يوليو/تموز 1997م) وبشيخ مؤرخي العصر د. شاكر مصطفى (1 أغسطس/آب 1997م).




حَلَفَ الزَّمانُ لَيأتِيَنَّ بِمِثلِهِم حَنِثَتْ يَمينُكَ يا زَمانُ فكَفِّرِ



لكنَّ أبعدهم أثراً في حمل راية العربية ونصرتها والدفاع عنها، والذَّود عن حماها، والتَّصدي لمن ابتلاها[1]، أبو فهر محمود محمد شاكر الذي تفرَّد بالسؤدد بعد أن مضى عصرُ العمالقة، وغيَّب الثرى كبار أئمة البيان أمثال الرافعي والعقاد والمازني والزيات ومحمد كردعلي وزكي مبارك وطه حسين، فكان أبو فهر الشاهدَ الوحيد على ذلك العصر، والبقيةَ الباقية لثلَّة نفحت العربية بروح نابضة حيَّة بعد أن أتى عليها حينٌ من الدهر لم تعد شيئاً مذكوراً، ولكم كان يسوءُه هذا التفرُّد فينشد بيت حارثة بنِ بدرٍ الغُداني:





خَلَتِ الدِّيارُ فسُدتُ غيرَ مُسَوَّدٍ ومِنَ الشَّقاءِ تفَرُّدي بالسُّؤدَدِ



ولعلَّ خير عزاء لنا في فقده قول الآخر:





لقد عزَّى ربيعةَ أن يوماً عليها مثلَ يومِكَ لن يَعودا



لقد كان أبو فهر صاحب بيانٍ لا يُجارى في دنيا الأدب، وأسلوب لا يُبارى في دنيا الكتابة، تقرأ له فتسمو نفسك وتعلو مشاعرك حتى تكاد تلامس نجوم السماء، يأسرك أسلوبه الجزل، ويروعك تركيب جمله وعباراته، ويبهرك روعة استشهاده وحسن تأتِّيه، ويخلبك تخيُّره لمفرداته وانتقاؤه لكلماته:





في نظامٍ منَ البلاغَةِ ما شَكْ كَ امرُؤٌ أنَّهُ نظامٌ فريدُ



بل يصح فيها قول القائل:





هيَ السِّحرُ الحلالُ لمُجتَليهِ ولم أرَ قبلَها سِحراً حَلالا



وإذا وقع الاختيار منه على كلمة غريبة أو غير مألوفة، لم يدعها حتى يشرحها، فإذا ما شرحها استبان لك أنَّ كل مرادفاتها التي قد تخطر في البال لا يمكن أن تفيَ بمعناها، أو أن تحِل محلَّها في بنيان ذلك التركيب. استمع إليه يبيِّن طبيعة ما سمَّاه (مَيدان ما قبل المنهج): ((وأمرٌ النازلين فيه أمر شديد الخطر، يحتاج إلى ضبط وتحرٍّ وحذر، ولا يغرُرك ما غَرِي به (أي أُولع) بعض المتشدقين المموِّهين: أن القاعدة الأساسية في منهجِ ديكارت هي أن يتجرَّد الباحث من كلِّ شيءٍ كان يعلمه من قبلُ، وأن يستقبل بحثه خالي الذهن خلوًّا تامًّا مما قيل [في الشعر الجاهلي: 1] فإنه شيء لا أصل له، ويكاد يكون، بهذه الصياغة، كذباً مصفى لا يشوبه ذرو من الصدق (والذَّرو: دقيق التراب)، بل هو بهذه الصورة خارج عن طوق البشر))[2].

نمط فرد في القراءة والنقد



وكان أبو فهر القارئ الفهم، والمتذوق الحصيف، والناقد المتبصِّر لإبداعات العرب في شتى فنون الفكر والتاريخ والأدب ولاسيما الشعر.

فقد نشأ مشغوفاً بالشعر، منهوماً بالأدب، كلفاً بالتاريخ، وسلخ شبابه يعمل في العربية حتى أمكنته اللغة من قيادها وألقت إليه بأسرارها.


ولا أحسب أحداً أوتي في ملكة النقد الأدبي وتذوُّق الكلام العربي عموماً والشعر العربي خصوصاً، واكتناه أسراره وتحسس خباياه ودفائنه - بعد الإمام الجرجاني- مثلما أوتي أبو فهر، ومن شاء الوقوف على حقيقة ذلك فليقرأ كتابه (أباطيل وأسمار) حيث قرأ أبو فهر شيئاً من شعر أبي العلاء ففهمه على وجهه، وهدى الناس إلى فهمه، وأماط عنه ما لحقه من أذى أدَّى إليه سوء الفهم ؛ وَلْيقرأ مقالاته التي جعل عنوانها (نمط صعب ونمط مخيف) حيث تناول القصيدة اللامية المنسوبة إلى تأبَّط شرًّا:




إنَّ بالشِّعبِ الذي دونَ سَلْعٍ لَقَتيلاً دَمُهُ ما يُطَلُّ



في سبع مقالات طوال، دار فيها الكلام على كل مسائل التحقيق والعروض وعلاقة البحر العروضي باللغة والمعنى، وتذوق الشعر ونقده، ونقد السند والرجال، وتمحيص الكتب والروايات، وقضية الوحدة العضوية في القصيدة الجاهلية، وترجمة الشعر من لغة إلى لغة.

بل ليقرأ ما كَتب عن سيد شعراء العربية (المتنبي)، حيث أعاد أبو فهر قراءة شعر أبي الطيِّب ليخرج لنا عمود صورته من خلال شعره على نحوٍ يغاير كل ما كتب الناس وألفوا عن المتنبي مذ كان يسعى بينهم حتى يومهم هذا.








واستمع إليه إن شئت يصف منهجه في القراءة وطريقته في التذوق:


((ويومئذ طويت كلَّ نفسي على عزيمة حذّاء ماضية: أن أبدأ وحيداً منفرداً، رحلة طويلة جدًّا، وبعيدة جدًّا، وشاقّة جدًّا، ومثيرةً جدًّا. بدأت بإعادة قراءة الشعر العربي كلّه، أو ما وقع تحت يدي منه يومئذ على الأصح، قراءة طويلة الأناة عند كلّ لفظ ومعنى، كأنّي أقلِّبُهما بعقلي وأروزهما (أي: أزنهما مختبراً) بقلبي، وأجُسّهما جسًّا ببصري وببصيرتي، وكأني أريد أن أتحسسهما بيدي، وأستنشي (أي: أشُمّ) ما يفوح منهما بأنفي، وأسَّمّع دبيب الحياة الخفيَّ فيهما بأذني، ثم أتذوقهما تذوُّقاً بعقلي وقلبي وبصيرتي وأناملي وأنفي وسمعي ولساني، كأني أطلب فيهما خبيئاً قد أخفاه الشاعر الماكر بفنه وبراعته، وأتدسَّسُ إلى دفين قد سقط من الشاعر عفواً أو سهواً تحت نظم كلماته ومعانيه دون قصد منه أو تعمُّد أو إرادة))[3] أي كلام هذا وأيُّ بيان ؟!!


قراءة لا تحقيق:


وكان أبو فهر المحقق الثبت الذي لا يُشقّ له غبار، بل كان شيخ المحققين كما نعته كثير من علماء عصره، وما أجمل ما وصفه به الأستاذ عباس محمود العقاد حين قال: ((هو على رأس المحققين لأنه أديب فنّان))[4]. أخرج لقراء التراث أسفاراً لا يقوى عليها إلا أمثاله من فحول التحقيق، من أشهرها (طبقات فحول الشعراء) لابن سلاّم في جزأين كبيرين، و(تفسير الطبري) الذي حقق منه ستة عشر جزءاً في كل منها علم غزير هو علم الأوائل الفحول، و(دلائل الإعجاز) للجرجاني في مجلد ضخم ألحق به (الرسالة الشافية في وجوه الإعجاز وأسرار البلاغة) للجرجاني أيضاً، و(تهذيب الآثار) للطبري، و(جمهرة نسب قريش وأخبارها) للزبير بن بكّار.


وكان في التحقيق أمّة وحده، لم يرتض أن يوصف بالمحقّق وإنما أصرّ على أن يضع على أغلفة ما أخرجه من كتب التراث: (قرأه وشرحه) وكأن في هذه العبارة الحدَّ الفاصل بين طبيعة عمله وطبيعة عمل غيره من أعلام التحقيق. يقول مبيناً ذلك: ((وكذلك نبذتُ أيضاً مُستنكفاً لفظ (حقق، وتحقيق، ومحقّق) وما يخرج منها نبذاً بعيداً دَبْرَ أُذني، لما فيه من التبجُّح والتعالي والادّعاء، واقتصرت على (قرأ) لأن عملي في كل كتاب لا يزيد على هذا، أن أقرأ الكتاب قراءة صحيحة، وأؤديه للناس بقراءة صحيحة، وكلُّ ما أعلّق به عليه فهو شرح لغامضه، أو دلالة للقارئ من بعدي على ما يعينه على فهم الكلام المقروء والاطمئنان إلى صحّة قراءته وصحّة معناه لا أكثر، ولا أقل، إن شاء الله))[5]. إنه يوجّه النص، ويبيّن معناه على نحو يجعل منه النص المحرّر المقروء الميسّر لطلاب المعرفة، ذلك لأنه يصدر عن قراءة ترفدها خبرة عالية موسوعية عميقة بطريقة الكتابة العربية ونمط منطقها وطبيعة أساليبها، وهو إذا مال بالقراءة ناحية معينة أتى شرحه مقارباً، وضبطه مقنعاً، وأفق فهمه واسعاً، فخلع على النص بعض تفسيره، وأصبح كأنّه صاحبه ومبدعه[6].



ولا غرو في ذلك فكلام الشيخ محمود شاكر - كما يقول الدكتور الطناحي - موصول بكلام الأوائل، منتزع منه، ودالٌّ عليه، ومكمّل له، وهو يسير في طريق الفحول من علماء أمتنا المتقدمين لا تخرِم مِشيته مِشية واحد منهم[7].



فن لا يغني عن فن:


وكان أبو فهر العالم الموسوعي الذي نُشرت أمامه العربية كلُّها فراح يعُبُّ منها ويرفدنا بسيل من المعارف، ففي آثاره ما شئت من فقه باللغة، وبصرٍ بالعربية، وتذوّق للشعر، ومعرفة بالتفسير، ودراية بالحديث، ورواية للأخبار، وتتبُّع للآثار، وحفظ للشواهد، وتمثّل للتاريخ، وتحليل لوقائعه تحليلاً لا يرقى إليه نوابغ المختصين فيه. وإلى هذا كله ذهن لمّاح، وبصر حديد نافذ. وحسن مواتاة أوفى فيه على الغاية، وصار مضرب المثل.

ولا غرو فعلم الأمة عنده كلّ متكامل لا يستغني بعضه عن بعض، ولا يغني فن عن فن.

وكثيراً ما كان يُسأل عن مسائل أعيت أصحابها بحثاً عنها في المظانّ وتنقيراً في المصادر والمراجع فيستخرجها من غير مظانِّها.


تحسّس دبيب المكر الخفي:


والأستاذ شاكر - فوق ذلك كلّه وقبل ذلك كله - قلب نابض بحبِّ أمته وتحقيق آمالها، وعقل واعٍ لتاريخها وثقافتها، وعينٌ راصدة لعالمها المتراحب، وحارس أمين يحرسُها من كلِّ خطر دقّ أو جلَّ، ومن كل عدو تخفّى أو تبدّى.

يقول في مقدمة تحقيقه لدلائل الإعجاز: ((وأسأله أن يُعينني على ما أقحم نفسي فيه من عمل أريد به وجهه سبحانه، ثم ما أضمره من خدمة هذه اللغة الشريفة النبيلة التي شرّفها الله وكرّمها بتنزيل كتابه بلسان عربي مبين))[8].

ونذر نفسه لفضح ما دُسّ من دسائس، وما حيك من مؤامرات، وما دُبّر من مكر ضدّ هذه الأمة وتاريخها ورجالاتها ودينها ولغتها.


وكان شعاره في ذلك قول رسول الله:

((ألا لا يمنعنَّ رجلاً هيبة الناس أن يقول بحقٍّ إذا علمه))[9].


هاهو ذا يصف تحسُّسه لدبيب المكر الخفي يتسرّب من وراء سطور قرأها: ((ولكني كنت امرأ نهماً يأخذه للكلام المكتوب سُعار، فتناولت الصحيفة وبدأت أقرأ سطراً بعد سطر، وكان الضحك يشقُّ عن حلقي، ويباعد بين فكي.. حتى فوجئت بشيء أمسك عليَّ ضحكي، وكظمه في بلعومي، شيء سمعت حسّ دبيبه من تحت الألفاظ، فجعلت أستسمِعُه فإذا هو:




كَشيشُ أفعى أجمَعَت لعَضِّ فهيَ تحُكُّ بَعضَها ببَعضِ[10]



وفي كلامه هذا من لطافة الحسِّ، وخفة الروح، ورحابة النفس ما لا يخفى على أحد، وهذا ديدنه وهجِّيراه في كلِّ ما كتب، فروح الفكاهة لا تكاد تخطئه، ولو كان يهجو ويشتُم[11] وقد أعانه عليها استحضارٌ للشواهد عجيب، وتمثّلٌ للأمثال غريب، وقلب واعٍ، وفؤاد ذكيّ لمّاح، وفيضٌ من عذوبة ماء النيل الذي حبا الله به مصر وأهل مصر.




يقول بعد أن فضح أساليب المستشرقين وغطرستهم المتعالية معلّلاً غفلة أحدهم عن كتاب كان منه على طرف الثُّمام: ((ولكنَّ العلة في الحقيقة هي أن الأهواء الكامنة المتسترة تحت التعالم تارة، وتحت التظاهر بالإنصاف تارة أخرى، هي من الحدّة والشراسة بحيث تجعل العقل المستشرق يمشي في كتب لغة العرب، بصفة أبي النجم التي وصف بها نفسه عندما يخرج من بيت صديقه زياد ثملاً يترنح:



أخرُجُ مِن عندِ زيادٍ كالخَرِفْ تخُطُّ رِجلايَ بخَطٍّ مُختلِف







كأنّما تُكَتِّبانِ لامَ الفْ[12]

ويقول بعد أن قرأ مقالة المستشرق مرجليوث عن الشكل في الشعر الجاهلي في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية: ((ثم بعد أيام لقيتُ أحمد تيمور باشا، وأعدتُ إليه المجلة، فسألني: ماذا رأيت ؟ قلتُ: رأيت أعجميًّا بارداً شديد البرودة، لا يستحي كعادته ! فابتسم وتلألأت عيناه، فقلتُ له: أنا بلا شكٍّ أعرف من الإنجليزية فوق ما يعرفه هذا الأعجم من العربية أضعافاً مضاعفة، بل فوق ما يمكن أن يعرفه منها إلى أن يبلغ أرذلَ العمر، وأستطيع أن أتلعّب بنشأة الشعر الإنجليزي منذ شوسر إلى يومنا هذا تلعُّباً هو أفضل في العقل من كل ما يدخل في طاقته أن يكتبه عن الشعر العربي، ولكن ليس عندي من وقاحة التهجّم وصفاقة الوجه، ما يسوِّل لي أن أخط حرفاً واحداً عن نشأة الشعر الإنجليزي. ولكن صروف الدهر هي التي ترفعُ أقواماً وتخفض آخرين، قد أنزلت بنا وبلغتنا وبأدبنا ما يبيح لمثل هذا المسكين وأشباهه من المستشرقين أن يتكلموا في شعرنا وأن يجدوا فينا من يستمع إليهم، وأن يجدوا أيضاً من يختارهم أعضاء في بعض مجامع اللغة العربية !!))[13].


وأبو فهر - كما هو بيّن - من أعلم الناس بمواطن السخرية في الكلام، كيف تكون ؟ ومتى تكون ؟ ومع من تكون ؟ وقلّ من الكتّاب من يجيدها أو يتقنها، لأنها كما يقول: ((من أشقِّ ضروب الكتابة، وليس يغني فيها أن يشتري المشتهي قلماً بقرش، وورقاً بقرشين، فإذا هو كاتب ساخر..))[14].





وللموضوع تتمة



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 100.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 98.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]