منهج رباني للدعوة {وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1234 - عددالزوار : 134781 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5452 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8163 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2019, 09:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة : Egypt
افتراضي منهج رباني للدعوة {وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ}

منهج رباني للدعوة {وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ}




د. خالد آل رحيم


في وقتٍ يكثر فيه السفهاء والمتعالمون والمتفيقهون، يجب على صاحب الحق والمنهج الصحيح: أن يمارس دعوته الصحيحة، ويبين للناس المعتقد الصحيح بعيدًا عن تضييع الأعمار والأوقات في مجاراة السفهاء والجهال، وإيجاد المسوغات، وهذا أمر المولى -تعالى- لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ} (الأعراف:199)، وما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - هو نبراس لنا وحجة علينا، فينبغي لأبناء التيار الإسلامي -أصحاب العقيدة الصحيحة والمنهج القويم منهج سلف هذه الأمة المباركة- أن يتعلموا ويعملوا بما كان يعمل به - صلى الله عليه وسلم - في تلك المواقف وما شابهها.
وإلى اليوم فلم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه وقف يومًا يماري أو يجادل، بل كان يعرض عن الجاهلين بمجرد بيان الحق، ثم يستمر في دعوته دون النظر لتلك الأصوات التي اعتدت عليه بدنيًّا بالإيذاء، ومعنويًّا بنعته بأنه شاعر وكاهن، وساحر، وكذاب ومجنون، وأبتر، وكثير من التهم التي كانت تُكال له بأبي هو وأمي، والملفت للانتباه أنه لم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه وقف عند تلك الكلمات أو الاتهامات، بل صار يعرض منهجه ويدلل عليه بأدلة كان يعجز الباطل أن يقارعها أو يفندها؛ فكان يمتثل أمر الله -تعالى- القائل له: {خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ} (الأعراف:199).
قال الطبري -رحمه الله-: «فإنه أمر مِن الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يُعرض عمن جهل، وإن كان ذلك أمراً من الله لنبيه؛ فإنه تأديب منه -عز ذكره- لخلقه باحتمال مَن ظلمهم أو اعتدى عليهم» (انتهى). وقال -تعالى-: {وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ} (الأنعام:112)، قال البقاعي -رحمه الله-: «فقد جعلناهم أعداءك؛ لأنك عالم، والجاهلون لأهل العلم أعداء» (انتهى).
وقوله: {فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ}، قال رشيد رضا -رحمه الله-: «أي: مِن كذبٍ، ويخلقون من إفك ليصرفوا الناس عن الحق، واستقم كما أُمرت فإنما عليك البلاغ» (انتهى بتصرفٍ يسيرٍ)، وقال -تعالى-: {فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكينَ} (الحجر:94)، قال القرطبي -رحمه الله-: «أي تنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء» (انتهى)، وقال البقاعي -رحمه الله-: «أي: فلا تكافئهم بخفتهم وسفههم، ولا تمارهم؛ فإن ذلك أسهل من غيره» (انتهى)، وقال -تعالى-: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ} (النساء:63)، قال السعدي -رحمه الله-: «أي: لا تبالِ بهم، ولا تقابلهم على ما فعلوه واقترفوا، وبيِّن لهم حكم الله -تعالى- مع الترغيب في الانقياد لله، والترهيب من تركه» (انتهى).
وكان هذا دأبه - صلى الله عليه وسلم -، ولنقف ونتأمل بعض مواقفه وهي كثيرة جدًّا، نذكر بعضها على سبيل المثال، كما روى ابن عباس -رضي الله عنهما-: أَنَّ ضِمَادًا، قَدِمَ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي رَأَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللهَ يَشْفِيهِ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، وَإِنَّ اللهَ يَشْفِي عَلَى يَدِي مَنْ شَاءَ، فَهَلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ»، فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، فَأَعَادَهُنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ، فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: فَبَايَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَلَى قَوْمِكَ»، قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي. قَالَ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِقَوْمِهِ، فَقَالَ صَاحِبُ السَّرِيَّةِ لِلْجَيْشِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمُ ضِمَادٍ. (رواه مسلم).
وهنا لابد أن نتوقف أمام عظمة هذه الكلمات التي خرجت من فِيَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فالرجل جاءه وقد صدَّق قريشًا أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - مجنون، وعرض عليه أن يداويه فلم يقابله - صلى الله عليه وسلم - بالتسويغات ولا بالدفاع عن نفسه، ومغالطة ما قال، وإنما اهتم بدعوته بما عنده من الحق، فأسلم الرجل بعد المقدمة، ولم ينتظر أن يُعرض عليه الإسلام من قِبَل الرسول الله - صلى الله عليه وسلم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.97 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]