المقدمة الطللية في أعين النقد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13154 - عددالزوار : 348084 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 186 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 557 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2517 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 151 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 103 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 129 )           »          حكم التورق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 109 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-12-2019, 12:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,278
الدولة : Egypt
افتراضي المقدمة الطللية في أعين النقد

المقدمة الطللية في أعين النقد









المصطفى المرابط





بعد مقالة سابقة حول المقدمات الشعرية في القصيدة العربية القديمة، تطرقنا فيها إلى مفهوم المقدمة الشعرية بشكل عام، وإلى نظرة أشهر نقاد الشعر القدماء إلى هذا المحور الأساسي والعنصر المهم من محاور بناء النظم الشعري القديم - نخص بالذكر في هذه المقالة الجديدة المقدمة الطللية، التي تعد الأشهر والأكثر استعمالًا ضمن المقدمات الشعرية في الشعر العربي القديم؛ حيث سنعمل على مقاربتها مفهوميًّا ودلاليًّا مع التعريج على قضية السبق في إبداعها، وذلك انطلاقًا من نصوص نقدية قديمة.







لعل آراء نقاد الشعر العربي القديم مستقرة في إجماع على أن المقدمة الطللية هي أشهر المقدمات الشعرية وأهمها، وأكثرها شيوعًا واستعمالًا في أشعار الشعراء القدماء، فعادة البكاء على الأطلال والرسوم الدَّارِسة قديمة قِدَم الشعر نفسه، وتحضر بكثرة في دواوين الجاهليين متفوقة على باقي المقدمات الأخرى؛ حيث كانت تمثل هذه الوقفة الطللية لحظة تأملية عميقة، يعيشها الشاعر في حزن أمام بقايا ديار عافية، وأطلال شاخصة، ومنازل مندرِسة قضت عليها عوامل الهدم والفناء، ومحت معالمها صروف الزمن وتحولاته؛ من أمطار وسيول جارفة، ومن رياح وزوابع عاتية متناوحة، كما كانت تشكل هذه الوقفة أيضًا حالة نفسية عميقة، وموقفًا باكيًا وأليمًا يتأثر له الشاعر أيما تأثر، يستشعر فيه معاني العجز ويجعله يستدعي في شوق ذكرياته الماضية مع أحبائه وأصحابه.







يقول لبيد بن ربيعة العامري في مقدمة معلقته الطللية مصورًا حالة وقوفه على الأطلال الدَّارِسة والرسوم العافية ذاكرًا مواقعها:






عَفَتِ الديارُ محلُّها فمقامُها

بمنًى تأبد غولُها فرجامُها


فمدافع الريان عُرِّيَ رسمُها

خَلَقًا كما ضمِن الوُحِيَّ سلامُها


دِمَنٌ تجرَّم بعد عهد أنيسها

حِجَجٌ خَلَوْنَ حلالُها وحرامُها


رُزقَت مرابيعَ النجوم وَصابَها

وَدَقُ الرَّواعد جودُها فرِهامُها


من كل سارية وغادٍ مُدْجِنٍ

وعشيَّةٍ متجاوبٍ إرزامُها


فَعَلا فروعُ الأيْهَقانِ وأطْفلت

بالجلْهَتَين ظِباؤها ونعامُها


والعين ساكنة على أطلائها

عوذًا تأجل بالقضاء بِهامُها


وجلا السيولُ عن الطلول كأنها

زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَها أقلامُها


أو رَجْعُ واشمةٍ أُسِفَّ نؤورُها

كِففًا تعرَّض فوقهن وِشامُها


فوقفتُ أسألها، وكيف سؤالنا

صمًّا خوالدَ ما يبين كلامُها


عَرِيَتْ وكان بها الجميع فأبكروا

منها وغُودر نُؤيُها وثُمامُها[1]














وبحثًا في الدلالة المفهومية والنفسية لهذه المقدمة الطللية، باعتبارها شكلًا من أشكال الافتتاح التي كان يبدأ بها الشاعر قوله الشعري - سنعمد في الفقرات التالية إلى رصد نظرة أشهر نقاد الشعر ورواته القدماء إلى هذا المكون الشعري، وإلى عناصره المُشكِّلة لماهيته.







ابن قتيبة، صاحب "الشعر والشعراء":



لقد درج الشاعر العربي القديم في نَظَمِ قصائده على الابتداء في الغالب بالوقوف على الأطلال الشاخصة الباقية، والاستطراد في ذكرها والبكاء عليها، واستحضار ذكرياته الماضية بين أركانها برفقة أحبائه وندمائه، الذين قضى معهم فيها أسعد الأوقات، وعاش معهم أجمل اللحظات، وخاض معهم أعظم الأحداث والأيام فيما يسمى بالمقدمة الطللية.







وفي سياق التأسيس لمنهجية بناء القصيدة الشعرية العربية يقول (ابن قتيبة) واصفًا المنهج الذي سلكه معظم الشعراء القدماء في نظمهم لأشعارهم: "وسمعتُ بعض أهل العلم يقول إن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فشكا وبكى وخاطب الربع واستوقف الرفيق؛ ليجعل ذلك سببًا لذكر أهلها الظاعنين عنها، إذ كان نازلة العَمَد في الحلول والظعن، على خلاف ما عليه نازلة المَدَر؛ لانتجاعهم الكلأ وانتقالهم من ماء إلى ماء، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان، ثم وصل ذلك بالنسيب فشكا شدة الشوق وألم الوجد والفراق وفرط الصبابة؛ ليُمِيلَ نحوه القلوب، ويصرف إليه الوجوه، ويستدعي به إصغاء الأسماع إليه؛ لأن النسيب قريب من النفوس لائط بالقلوب؛ لما قد جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقًا منه بسبب، وضاربًا فيه بسهم، حلال أو حرام، فإذا علم أنه استوثق من الإصغاء إليه والاستماع له، عقَّب بإيجاب الحقوق، فرحل في شعره، وشكا النصب والسهر، وسُرَى الليل وحر الهجير، وإنضاء الراحلة والبعير، فإذا علم أنه قد أوجب على صاحبه حق الرجاء وذِمام التأميل، وقرر عنده ما ناله من المكاره في المسير - بدأ في المديح؛ فبعثه على المكافأة، وهزه للسماح، وفضَّله على الأشباه، وصغره في قدره الجزيل، فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب، وعدل بين هذه الأقسام، ولم يطل ويمل السامعين، ولم يقطع وفي النفوس ظمأ إلى المزيد"[2].







هذا النص يكشف - كما نرى - عن أشياء مهمة في فهم ابن قتيبة - الناقد الأدبي العربي القديم المشهور - للقصيدة الشعرية العربية، فهو يرى أن الشاعر لا مندوحة له في نظمه من المقدمة، هذه الأخيرة التي تتألف من الوقوف على الأطلال والغزل ووصف الرحلة، وهذا الشرط هو ما يؤكده (ابن رشيق) كذلك حين يعيب الشعراء الذين يهجمون على الغرض مكافحة، ويتناولونه مصافحة، ولا يجعلون لكلامهم بسطًا من النسيب، ويسمي قصائدهم في هذه الحال (بتراء) كالخطبة البتراء[3]، وإنما يعني (ابن رشيق) بهذا القول أن الشاعر لا بد له من أن يفتتح قوله الشعري بما من شأنه أن يجذب القارئ، ويشد انتباهه، ويستأثر باهتمام الأسماع، وإلا كان شعره ناقصًا مبتورًا.





يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.68 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.92%)]