حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 250 - عددالزوار : 4488 )           »          خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          خطبة الاستسقاء 1447 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في ظلال آية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الجنة ونعيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ظاهرة كسب المال الحرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          من الفائز؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الداخلون الجنة بغير حساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الذين يصلي عليهم الله وتصلي عليهم الملائكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 09-02-2019, 06:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,889
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(3)

منهج الإسلام في التعامل مع الأمراض النفسية:


إن منهج الإسلام في التعامل مع المرض النفسي ينبع من حقيقة هذا الدين الذي نُزّل من لدن خالق الإنسان، والذي يعالج الإنسان من جميع النواحي، فهذا الدين دستور قائم على عقيدة وشريعة، لأنه يعطي للإنسان التصور الصحيح عن الحياة والكون والإنسان، على أسس علمية رصينة، من حيث وحدانية الله تعالى في ألوهيته وربوبيته، وكذلك هو منهج تشريعي ينظم حياة الناس في الأحوال المختلفة، فهو يرسم علاقة الإنسان مع نفسه ومجتمعه في الأخلاق والآداب والمعاملات وجميع الحقوق والواجبات، كما يحدد علاقته مع ربه في اتباع كتابه وسنة نبيه ﷺ.
وبهذا فإن الطب النفسي يدخل ضمن هذا المنهج الرباني الشامل، الذي يعالج كل ما يتعلق بالإنسان من حالات وظروف.

منطلق المنهج الإسلامي:
إن المنهج الإسلامي في تعامله مع الأشياء ينبع من كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ، ولا يمكن تحديد جميع نقاط الانطلاق لهذا المنهج، لأن الله تعالى يرشد عباده في كل قضية إلى اتباع السبيل المناسب لاحتوائها والتغلب على أضرارها والاستفادة من منافعها، ولكن هناك خطوط عريضة تتكرر كثيرًا في التوجيهات الربانية والأحاديث النبوية لتكون أساسًا للانطلاقة في الحياة والتعامل مع الأحداث والنوازل، وهي بمثابة محطات تقوية وتشحين للمسلم في مسيرة الحياة، ومن هذه الخطوط ما يلي:

أ – معرفة الإنسان لذاته: من خلال التدبر والتفكر في كينونة ذاته وطبيعتها الممتزجة والمؤلفة من مادة وروح، والآيات التي أودعها الله فيه من خلايا وأعضاء وأجهزة، فضلاً عن المشاعر والأشواق التي تتوزع في النفس، لأن هذا يولد في نفس الإنسان شعورًا بعجزه أمام هذا الخَلق المعقد، وأمام عظمة الخالق سبحانه وتعالى، مما يدفع به للاستسلام والتحاكم إلى تشريع هذا الخالق ودستوره في الحياة.
يقول الله تعالى:{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ. وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}(1)
ب – حسن التصور عن الله سبحانه وتعالى: يمكن تحديد هذا المحور من خلال النقاط التالية:
-أنه الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، واحد في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأنه لا ند له ولا شريك له في الملك، وأنه يحيي ويميت، ويعطي ويمنع، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ. اللَّـهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(2)
-حسن الظن بالله تعالى ورحمته بعباده، وأنه تعالى أقرب من عباده من حبل الوريد، وأنه أرحم بهم من الناس أجمعين، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني»(3)
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «قدم على النبي ﷺ سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي ﷺ: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها»(4)

-الخوف منه سبحانه وتعالى، مقابل حسن الظن به، لاسيما إذا تُركت الفروض والواجبات، وارتُكبت الكبائر؛ لأن الله تعالى ينزل رحمته على عباده المؤمنين القائمين على أوامره وطاعته، وهو بالوقت نفسه شديد العقاب للمعاندين والعصاة، كما في قوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}(5) فلا بد من التوازن بين الرجاء في رحمته والخوف من عذابه، وهي من صفات المؤمنين الصادقين لقوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}(6).
-الاستشعار بعظمة الله تعالى وأن بيده ملكوت كل شيء، وأنه اللطيف الخبير، لا تخفى عليه خافية في الأرض والسماء، لقوله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}(7) وقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(8) وكثيرة هي الآيات التي تلفت انتباه الإنسان إلى عظمة خالقه وبارئه من خلال ما خلق وبرأ.
-أن المآل الأخير إلى الله، وأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، وأن الناس إليه يحشرون، ليجزي من كان على بينة ويحق الحق على الكافرين.
----------------------------
(1) الذاريات [20-21].
(2) سورة الإخلاص
(3) أخرجه مسلم (ص1169، رقم 2675) كتاب الذكر والدعاء، والترمذي (ص 544، رقم 2388) كتاب الزهد، باب ما جاء في حسن الظن.
(4) أخرجه البخاري (ص1050، رقم 5999) كتاب الأدب، باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبَّلها أو مازحها.
(5) الحجر [49-50].
(6) السجدة [16].
(7)الأنعام [59].
(8) المجادلة [7].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 564.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 562.56 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.30%)]