إعلان وقف الغاز لإسرائيل والمراد منه...

[امير صاحب]

الحمد لله عظيم المنة ناصر الدين بأهل الجهاد علي الكتاب والسنة ثم أما بعد...

في كل مكان في أرض الكنانة الأن ليس هناك حديث إلا عن قطع الغاز عن إسرائيل فكل القنوات والبرامج والأخبار وكل طوائف الشعب ليس لهم حديث الأن إلا عن هذا الأمر وهذا من العجائب لأن الغاز متوقف فعلا ًمنذ سنة وذلك بسبب تفجيره بشكل مستمر وصل للمرة الرابعة عشر وللأسف فإن الكثر من التحليلات إختزلت الأمر بشكل متعمد أحيانا ً وساذج في أحيان أخري علي أنه وقف للغاز المصري الذي كان يتدفق إلي إسرائيل وما سيترتب عن ذلك, لكن من وجهة نظر عاقلة ومتابعة بشكل جيد وبحس المؤمن الكيس فالأمر دبر بليل...

فقبل توصيف الحدث يجب أن ننظر للساحة المصرية من الداخل سنجد إرتفاع للمناخ الثوري في مصر مرة ثانية وهذه المرة يغلب عليه الطابع الإسلامي وليس كالمرة السابقة (حتي وإن إختلفنا مع هؤلاء الإسلامين مع إختلاف أفكارهم) ورصيد المجلس العسكري في تضائل مستمر والوضع علي شفي الإنهيار بالنسبة له وإن ترك نفسه في إنزلاقه هذا سيكون هناك حلان لا ثالث لهما الأول التنازل عن السلطة وهذا مستحيل ويكفي للرد علي هذا الحل بأننا لو كنا كإسلامين مكان المجلس العسكري وفي قوته هل سنتنازل له كعلماني عن السلطة فكما سيكون فعلنا فلننتظر منه ما سيفعل, اما الحل الثاني وهو مواجهة الشعب وعلي راسه التيار الإسلامي بالقوة وهذا سيؤدي إلي نتائج لا تحمد عقباها بالنسبة له ولا يمتلك كل أدوات التحكم في الأمور لو لجء لمثل هذا الأمر إلا أنه يتركه كأخر ورقة يمكن أن يلعب بها فليس عنده ما يخسره حينها.

وعودة إلي موضوع توقف إمداد إسرائيل بالغاز وربطه بما تقدم فالواضح لكل من عنده شئ من العقل ان هذا الأمر أحد المناورات السياسية من المجلس العسكري لتقليل السخط الشعبي عليه او حتي إيقاف تزايد هذا السخط والغضب عليه وذلك للظهور بمظهر الوطني المحب لمصلحة بلاده وخاصة أن الأمر موجود علي الأرض ولن يحتاج منه أي خطوة سوي إعلان وقف التدفق الذي هو متوقف فعلا ً منذ سنة بسبب عمليات التفجير المستمرة والتي لم يستطع وقفها وهذا الإعلان طبعا ً تم بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي الذي بدوره سارع بالخرج يقول أن هذا الإعلان مخالف لإتفاقية السلام ولتكتمل المسرحية وتنطلي اللعبة علي عوام الناس وبالتالي يرتفع رصيد المجلس العسكري الذي إتخذ هذا القرار عن طريق الإعلام المضلل وينسي الناس جرائم هذا المجلس أو حتي يتناسوها بسبب ما برز للسطح من توترات بين مصر وإسرائيل بسبب هذا الإعلان عن توقف الغاز وحتي المخالف للمجلس العسكري في هذه الحالة علي الأقل سيقلل من نقده له بحجة أن البلاد هناك خطر عليها من إسرائيل وكما قال الجبرتي (ذاكرة العوام ثلاثة أيام).

اما الحل من وجهة نظري لتفويت الفرصة علي من يريد هذا السيناريو أن يقوم المجاهدين الذين فجروا خط الغاز بإخراج بيان يفند فيه ما قاموا به وتوصيف الأمر علي ما هو عليه من أن الغاز متوقف فعلا ً منذ عام تقريبا ً وفضح المجلس العسكري وما يخطط له إلي جانب هذا خروج مثل هذا البيان في هذا التوقيت سيظهر المجاهدين أمام الناس أنهم تصدوا للتمرير الغاز لإسرائيل ونجحوا في ذلك بإعلان المجلس العسكري مجبرا ً علي توقف إمداد اليهود بالغاز وبذلك نكون قد ضربنا هذا المخطط الخبيث في مقتل.

...والله أعلم وأحكم...

أخوكــــــــــــــــــــــــــــــــــــم