رمضان والصفوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334042 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-02-2023, 02:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان والصفوة

رمضان والصفوة
. د. إبراهيم بن عبدالله الدويش

كلما أقبل شهر رمضان أقبلت الخواطر في محاسبة النفس ومراجعتها ، والرغبة والأماني في التزود الإيماني وشحن القلب وتزكية النفس وتحليتها ، وبالأخص في جانب تقوية العلاقة بالله ، وليس هذا بمستغرب ؛ فالكل يشهد ومع التصحر الإيماني الذي أصاب ويصيب النفوس بسبب المتغيرات والمستجدات على كل الأصعدة ، أصبحت النفس العاقلة تشعر بل وتتألم لجوعتها الإيمانية في وقت مجاعة يكاد يصيب الكثير إن لم يكن الجميع ، لكنها لا تدري كيف تكسر حدة هذه الجوعة ولو بجرعة يسيرة رغم أن الزاد بين يديها .
عجيب .. ! نفس تحمل الزاد بكل صنوفه ، ولا تستطيع أن تسد رمقها ؟ آهٍ وآهٍ من هذا الزمن وبُنياته ! فإذا كان الأطباء يشكون الداء فمن سيصف الدواء ؟ سبحان الله ! هم يعرفون الدواء ويحملونه ، بل ويصرفونه ، لكن الكثير منهم لا يستطيع تناوله .
لست أتحدث عن الصفوة ممن أعجزه الكسل ، أو أصابه الخوف والهلع ، أو أغرقه الطمع والجشع ، بل عمن يسعى وينفع ، ويُعطي ويرفع ، ينفع الناس بكلماته ويرفع هممهم بعظاته ، فأشغلوه وأشغلته همته وحب الخير للناس ، أتحدث عن الصفوة ودُلاَّل الخير ، والنجوم التي يهتدي بها الناس ؛ حيث لا يكاد بال أحدهم يهدأ ، أو يستجم ، وإن استجم الجسد فالفكر والعقل كالرحى لا يستقر .
فهؤلاء فرحهم برمضان كفرح من قال : « اللهم أنت عبدي وأنا ربك » أخطأ من شدة الفرح ؛ فقد وجدوا ضالتهم برمضان حيث لذة العبادة ، ولحظات التدبر والترتيل للقرآن ، وروحانية الصيام والقيام ، وروعة الخلوة والاعتكاف ، و .. و .. و ، لكن هيهات فهم دُلاَّل للخير ومحركو القلوب ، وماذا يفعل الواحد منهم وقلبه يعتلج ويحترق في حب الخير وتوجيه الناس ، ويعلم أن رمضان فرصة ؛ فهو شهر التوبة والمحاسبة ، وشهر إقبال القلوب وصقلها .. لكنه أيضًا يعلم أن نفسه كغيرها من النفوس بل أشد حاجة للتوبة ، والمحاسبة ، والتزود بالوقود ، فإن فاتت هذه المحطة فقد لا يجد غيرها بسهولة ، فهو في صحراء مترامية الأطراف شديدة الغليان والذوبان .
إنها دوامة يصعب على كل أحد - وإن كان من الصفوة - أن يضبط توازنه في إعصار كهذا ، خاصة عندما يشتكي القلب تفرقه وشعثه ، وبُعده وقسوته ؛ فكلنا يروح ويغدو في أعمال وأشغال ، تطول معها الأحلام والآمال .
فتنبه أخي ، وقف ، واحذر ! فالنفس تحتاج لوقفات وخلوات ، لزيادة رصيد الإيمان وسكب العبرات ، خاصة في زمن الفتن والشهوات ، الذي ننسى فيه كثيراً حاجة النفس والذات لصفاء القلب ، وبقدر ما في القلب من النور سيكون قوة إشعاعه ؛ لأن تفاضل الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقيقة الإيمان ولذته ، ولذا قال أبو بكر المزني : « ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول الله بصوم ولا صلاة ، ولكن بشيء كان في قلبه »[1] .
ومن تأمل في هذه المرحلة حال الصفوة - وهم ليسوا كغيرهم - وجد ضعفاً وفتوراً وكسلاً في جوانب العبادة والسلوك ، ليس إهمالاً بل انشغالاً .
وأعلم أن الكثير منهم يشكو ويتألم ويتحسر لمثل هذا ، لكنها الشواغل الدعوية والدخول مع الناس وللناس ، ونسيان النفس وحاجاتها ؛ فإن كان ؛ فلا يجب أن يكون في رمضان .
إنه صراع المشاعر في نفوس الصفوة الأخيار عند إقبال رمضان ، ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور ، ويؤثر عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس - رحمه الله - أنه كان يترك حِلَق التدريس في رمضان ، ويتفرغ للعبادة وقراءة القرآن ، هكذا هم الصفوة .
فتعالوا يا نجوم الزمان ! لانتهاز الفرص ، واستثمار هذا الموسم ؛ لتقوية العلاقة بالله ، وتصفية القلب مما علق عليه من الرَّيْن ؛ فرمضان جُنة المحاربين ، ورياضة الأبرار والمقربين ، يعيد للقلب والجوارح صحتها التي سلبتها أيدي الشواغل والصوارف حتى وإن كانت خيراً ؛ فالعاقل يعلم يقيناً أن أول ما عليه النجاة بنفسه ، وأنه إن لم يأخذ فلن يعطي ، وبحسب كمية الوقود يكون طول المسير وأعلم أن الأمر صعب ، وأن التسديد والمقاربة أصعب ، لكني أهمس في أذنك همسة محب : إن لم تستطع أن تملأ خزان الوقود أو أن تخفف من تلك الشواغل المباركة كل رمضان ، فلا أقل من استثمار عَشره الأخير ، وخاصة بالاعتكاف ، فلا بد من خلوة للعاقل يخلو فيها بنفسه للذكر والفكر والمحاسبة لتزكية النفس .
يقول عمر رضي الله عنه : « خذوا حظكم من العزلة »[2] .
وقال مسروق : « إن المرء لَحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها ، فيذكر فيها ذنوبه ، فيستغفر منها »[3] ؛ فالخلوة بين الفينة والفينة مع النفس ضرورة جدّاً لكي يتفرغ القلب وليس لها مثيل في سُنَّة الاعتكاف ، وقد اعتكف خير الصفوة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - رغم كثرة شغله ، واعتكف أصحابه معه وبعده ؛ فهم يعلمون أن في القلب شعثاً لا يلمُّهُ إلا الإقبال على الله ، وجمع كلِّيته عليه تعالى بحيث يصير ذكره سبحانه وحبه ، والإقبال عليه زادَه بل وحلاوتَه .
فتنبه أخي لهذه المعاني ! واستعن بالله ولا تعجز ، واحذر يا دليل الخير التسويف ، ومداخل إبليس ! فهو حاذق في مداخله على الصفوة . والله المستعان .


(1) جامع العلوم والحكم (1/225) .
(2) رواه وكيع في الزهد ، و ابن المبارك أيضًا في الزهد وغيرهما .
(3) رواه أحمد في الزهد ، و ابن أبي شيبة في المصنف وغيرهما .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.63 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]