أنت "إخواني" أم "أمن" ؟!

[mahmoud eysa]

محمود سلطان : بتاريخ 23 - 1 - 2007الزميل عبد الله كمال ما انفك يتهم الأستاذ فهمي هويدي بأنه "إيراني" ، لمجرد أن له كتابات تتعلق بالشأن الإيراني أو بثورة الخوميني!
ويوم أمس استهل هويدي مقاله " سباحة مؤقتة ضد التيار" بجريدة الأهرام بمقدمة "احترازية" ليقطع الطريق على من يحملون الاتهامات "المعلبة" وقبل أن يلصقوا به تهمة "إخواني" !
كاتبنا الكبير علق "استهلاله" في رقبة ما كتبه الزميل خيري رمضان في المصري اليوم بتاريخ 16 \1 /2007 ، عندما لفت إلى ما اعتبره الأخير "‏ مكارثية‏"‏ جديدة في الإعلام المصري تصم كل من يختلف في الرأي إما بأنه‏"‏ إخواني‏"‏ أو "أمن‏" ،‏ والهدف من ذلك هو إثارة حالة من الفزع تكمم الأفواه ولا تجعلنا نسمع إلا صوتا واحدا‏.
طبعا "حشر" الزميل خيري في الموضوع ، لم تكن "حيلة" ذكية من كاتب ـ بحكم خبرته العريضة وحرفيته العالية ـ يعلم من أين "يدلف" بضاعته إلى سوق لم يعد يحتمل وجوده وحسب ولكن كانت له مآرب أخرى.
الزميل خيري رمضان من "الأهراميين الجدد" ، ويشغل منصب نائب رئيس تحرير الأهرام ، وعندما يصف "مثله" ما يجري في الإعلام بأنه "مكارثية" فإن كلامه لن يكون "جارحا" فقط لكتاب وصحفيين يلجأون إلى مثل هذه "المكارثية" للتغطية على ضعفهم الصحفي والشوشرة على التجارب الصحفية والإعلامية الناجحة وحسب، ولكن أيضا "محرجا" للإعلام الرسمي للدولة ، والذي لا يخجل من تعليق لافتة "إخواني" على كل من يكتب عن علاقة السلطة بالإسلام السياسي، ويتعاطى معها بشكل يختلف عن المعالجات الأمنية والعصبية والساذجة التي تميل إليها كافة أجهزة الدولة.
الأستاذ هويدي كان مدركا لهذا البعد، فدخل بـ"مقاله" في الأهرام متأبطا بمقال خيري رمضان ، مستجيرا برأيه .. وإلا ما نشر مقاله الخطير والجرئ الذي قرأناه صباح أمس الثلاثاء ، والذي انتقد فيه طريقة إدارة السلطة لملف الإسلاميين وإصرارها على تهميشهم واستبعادهم والتي وصفها بالتنطع.
والحال أني لم أقرأ مقال الزميل خيري رمضان الذي نشر بالمصري اليوم في 16 \ 1 إلا أمس فقط ، بعدما أرسله لي أحد قراء "المصريون" على إيميلي الخاص، وقد صودمت بموضوعيته، لأن الزميل رمضان كان قد سبق له أن اتهم صحيفة "المصريون" بأنها "إخوانية" ، بعدما نشرت خبرا اعتبره مسيئا له! وكتبتُ في حينه مقالا انتقدت فيه "مكارثيته" معنا قبل أن يكتب هو منتقدا هذه الظاهرة في الإعلام المصري.
ونحن هنا في "المصريون" تأخذنا الدهشة كل مأخذ ممن يصنفوننا بأننا "إخوان" ، أو على الأقل عندما لا يجدون ما يبرر هذا التصنيف "الأمني" فيقولون : الموقع الإلكتروني المقرب من الإخوان!
وكثيرا ما يتندر زملائي الصحفيون بـ "المصريون" على هذا التصنيف باعتباره "نكتة" ، لأننا لم نسلم من انتقادات الإخوان لنا أيضا ، والتي تبلغ أحيانا حد التجريح واتهامنا بأننا نعمل ضدهم وفق "مخطط مشبوه" ، مثلما وصفنا أحد كتابهم في مقال له نشرته "المصريون" بلا أية حساسية ، عملا بمبدأ حق الجميع في إبداء الرأي حتى وإن كان فظا غليظا.
إذن القاعدة السائدة الآن هي: أنك إذا كتبت عن التيار السياسي الإسلامي باعتباره تيارا وطنيا ومن حقه أن يشارك في نهضة بلده فأنت "إخواني"! وإذا هاجمته فأنت "أمن"!.. وإذا شئت أن تنجو من الأولى ومن الثانية فما عليك إلا أن تشتم الجميع .. ولتذهب البلد كلها إلى الجحيم.
[email protected]