|
|||||||
| فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (1) تركي بن إبراهيم الخنيزان تحدَّثْنَا فِي الدرسِ الماضِي عن صفةِ الصلاةِ، ونتحدَّثُ فِي هذَا الدرس عن أخْطاءٍ يقَعُ فيها بعضُ المُصلِّينَ؛ فنَذكُرُها علَى سبيلِ الإيجازِ والاختِصارِ؛ لنتجنَّبَها، ونُنبِّهَ غيرَنا، فمن تلك الأخْطاءِ: الجَهرُ بالنيَّةِ عندَ ابتِداءِ الصلاةِ، وهو بِدعةٌ، لم يَفعَلْه رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابُه، والنيَّةُ مكانُها القلبُ ولا يُشرَعُ التلفُّظُ بها. ومنَ الأخْطاءِ: أنَّ بعضَ الناسِ إذا دخَلَ المسجِدَ والإمامُ راكعٌ، كبَّرَ تكبيرةَ الإحْرامِ وهو مُنْحَنٍ للركوعِ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ؛ لأنَّ تَكبيرةَ الإحْرامِ يجِبُ أنْ يأْتيَ بها قائمًا، ثم يكبِّرَ للركوعِ ويركَعَ. ولوِ استعجَلَ فترَكَ تكبيرةَ الركوعِ واكْتَفَى بتكبيرةِ الإحْرامِ وهو قائمٌ؛ أجْزَأتْه صلاتُه. ومنَ الأخْطاءِ: الإسْراعُ عندَ سماعِ الإقامةِ، أو خَشيةَ فواتِ الركعةِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْإِقَامَةَ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري]، فالسُّنَّةُ أنْ يَمشيَ متأنِّيًا كَمَشيِه المُعتادِ. ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ تَسويةِ الصفوفِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» [رواه البخاري ومسلم]، والمُعتَبَرُ فِي تَسويةِ الصفِّ: مُحاذاةُ المناكِبِ (وهيَ الأكتُفُ) فِي أعْلَى البَدَنِ، والأكعُبُ فِي أسفَلِ البَدَنِ، (والكعبُ هوَ المَفصِلُ الَّذي يربِطُ الساقَ بالقدَمِ). ومنَ الأخْطاءِ: إتْيانُ المسجِدِ بعدَ أكْلِ الثُّومِ أوِ البصلِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ» [متفق عليه] ويُلْحَقُ به مَا له رائحةٌ كريهةٌ تؤْذِي المُصلِّينَ كالدُّخانِ، فهو مُنكَرٌ فِي ذاتِهِ، وأَذيَّةُ المُصلِّينَ برائحتِهِ مُنكَرٌ آخَرُ. ومنَ الأخْطاءِ: تَشبيكُ الأصابِعِ فِي الصلاةِ أو عندَ الخروجِ إلى المسجِدِ، وهو مَكروهٌ؛ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ» [رواه أبو داود وصححه الألباني]. حَمَانَا اللهُ منَ الخطأِ والزَّلَلِ، وعَفَا عن تَقصيرِنَا، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (2) تركي بن إبراهيم الخنيزان نواصِلُ حديثَنَا الَّذي بدَأْنَاه فِي الدرسِ الماضِي، عن أخْطاءِ بعضِ المُصلِّينَ: فمن تلك الأخْطاءِ: تَركُ التزيُّنِ للصلاةِ، فبعضُ الناسِ يَحضُرونَ إلى الصلاةِ -وخاصَّةً صلاةَ الفَجرِ- بملابسِ النومِ أو بملابسَ رديئةٍ لا يَلبَسونَها فِي مكانِ عملِهم أو مُناسباتِهم، وقد قالَ اللهُ عز وجل: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]. ومنَ الأخْطاءِ: الاستِنادُ إلى جِدارٍ أو عمودٍ أثناءَ القيامِ فِي صلاةِ الفريضة، من غيرِ عُذرٍ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ، وذلكَ لأنَّ القيامَ معَ القُدرةِ رُكنٌ من أرْكانِ الصلاةِ. ومنَ الأخْطاءِ: رَفعُ البصرِ إلى السماءِ أثْناءَ الصلاةِ، وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه: قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ -فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ-: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ» [رواه البخاري]. ومنَ الأخْطاءِ: قولُ بعضِ المأْمومينَ عندَ قراءةِ الإمامِ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ استعَنَّا باللهِ، وهذَا مخالفٌ للسُّنَّةِ وعدَّهُ الإمامُ النوويُّ -رحمَهُ اللهُ- منَ البِدَعِ. ومنَ الأخْطاءِ: رفعُ المأمومِ صوتَه بالقرآنِ والأذْكارِ فِي صلاةِ الفريضةِ، فيُشوِّشُ علَى مَن بجانِبِه منَ المُصلِّينَ، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ فَلا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ فتُؤْذوا المؤمِنينَ» [صححه الألباني]. ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ تأمينِ بعضِ المأْمومينَ معَ الإمامِ، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا؛ فإنَّه مَن وافقَ تأمينُه تأمينَ الملائكةِ، غُفِرَ له مَا تقدَّمَ من ذنبِه». وقالَ ابنُ شهابٍ: وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «آمينَ» [رواه البخاري]. رزَقَنَا اللهُ الفقهَ فِي الدِّينِ، واتِّباعَ سُنَّةِ سيدِ المُرسَلينَ صلى الله عليه وسلم، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.
__________________
|
|
#3
|
||||
|
||||
|
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (3) تركي بن إبراهيم الخنيزان نَستكمِلُ حديثَنَا عن أخْطاءِ بعضِ المُصلِّينَ: فمن تلك الأخْطاءِ: انتِظارُ المَسبوقِ للإمامِ إنْ كان ساجدًا أو جالسًا حتَّى يقومَ، والمشروعُ الدخولُ معَه فِي أيِّ رُكنٍ؛ لعمومِ قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا» [رواه البخاري]. ومنَ الأخْطاءِ الَّتي تُبطِلُ الصلاةَ: عدمُ السجودِ علَى الأعْضاءِ السبعةِ، وقد قالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الْجَبْهَةِ -وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ- وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ» [متفق عليه]، فبعضُهم إذا سجَدَ رفَعَ قدمَيْه قليلًا عنِ الأرضِ، أو وضَعَ إحْداهُمَا علَى الأُخْرى، وبعضُهم لا يُمكِّنُ أنفَه أو جبهتَهُ منَ الأرضِ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ. ومنَ الأخْطاءِ فِي السجودِ: أنْ يُلصِقَ ذِراعَيْه بالأرضِ، وقد نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلكَ، حيثُ قالَ: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ» [متفق عليه]. والمقصودُ بالاعتدالِ: التوسُّطُ بينَ الانفِراشِ، وبينَ القبضِ والتقوُّسِ. كما يُسَنُّ التجافِي والتباعُدُ فِي السجودِ، وصفتُهُ: أنْ يرفَعَ مِرفَقيْه، ويُباعِدَ عضُدَيْه عن جنبَيْه، ويرفَعَ بَطنَه عن فَخِذَيْه، وفَخِذَيْه عن ساقَيْه، يفعَلُ ذلكَ قدرَ استطاعتِه، وبلا مبالغةٍ، وبمَا لا يكونُ معَه أذيَّةٌ لمَن بجانِبِه. ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ مُتابَعةِ الإمامِ فِي أفعالِ الصلاةِ، كمَن يُسابِقُ الإمامَ، أو يوافِقُه، أو يتأخَّرُ عنه، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا» [متفق عليه]، وقالَ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ» [ رواه البخاري]. جعَلَنَا اللهُ منَ السالِكينَ لدُروبِ العلمِ النافِعِ، المُستَضيئينَ بنورِهِ، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.
__________________
|
|
#4
|
||||
|
||||
|
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (4) تركي بن إبراهيم الخنيزان فمنَ الأخْطاءِ المُبطِلةِ للصلاةِ: عدمُ تَحْقيقِ الطُّمأنينةِ فِي الصلاةِ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخلَ المسجدَ، فدخلَ رجلٌ فصلَّى، فسلَّمَ علَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ، وقالَ: «ارجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لمْ تُصَلِّ» فرجَعَ يُصلِّي كمَا صلَّى، ثمَّ جاءَ، فسلَّمَ علَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «ارجِعْ فصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ» حتَّى فعَلَ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ، فقالَ: والَّذي بعثَكَ بالحقِّ، مَا أُحسِنُ غيرَهُ، فعَلِّمْنِي؟ فقالَ: «إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكَبِّرْ، ثمَّ اقرأْ مَا تيسَّرَ معَكَ منَ القرآنِ، ثمَّ ارْكَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكعًا، ثمَّ ارفَعْ حتَّى تعتدِلَ قائمًا، ثمَّ اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجدًا، ثمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالسًا، وافعلْ ذلكَ فِي صلاتِكَ كُلِّهَا» [رواه البخاري]، وتحصُلُ الطمأنينةُ باستقرارِ الأعْضاءِ وسُكونِها فِي كلِّ رُكنٍ فِعليٍّ كالركوعِ والسجودِ والقيامِ والجلوسِ. ومنَ الأخْطاءِ المُبطِلةِ للصلاةِ: عدمُ التلفُّظِ وتحريكِ اللسانِ بأذْكارِ الصلاةِ، فيقرأُ الفاتحةَ وغيرَهَا منَ الأذْكارِ كالتسبيحِ والتكبيرِ، يقرؤُهَا فِي قلبِهِ دونَ أنْ يتلفَّظَ بهَا بلسانِهِ، وهذَا خطأٌ مُبطِلٌ للصلاةِ، والواجِبُ أنْ يتلفَّظَ بذلكَ ويُحرِّكَ به لسانَهُ، وأمَّا مَن لا يُحرِّكُ لسانَه، فهذا تفكُّرٌ، وليستْ قراءةً. ومنَ الأخْطاءِ: رفعُ الرأسِ وخَفضُه بينَ التسليمَتَينِ، وهذَا لم يرِدْ فِي السُّنَّةِ، ولا عن أحدٍ من أهْلِ العلمِ. ومنَ الأخْطاءِ: المُداوَمةُ علَى مصافَحةِ المُصلِّي لمَن بجِوارِهِ بعدَ السلامِ منَ الصلاةِ مباشرةً، وقولُ: تقبَّلَ اللهُ، أو حَرمًا، وهذَا غيرُ مشروعٍ، وهو منَ المُحدَثاتِ. ومنَ الأخْطاءِ: أنْ يقومَ المَسبوقُ لقَضاءِ مَا فاتَه، قبلَ أنْ يُسلِّمَ الإمامُ التسليمةَ الثانيةَ. ومنَ الأخْطاءِ: إقامةُ جماعةٍ ثانيةٍ فِي المسجِدِ والإمامُ مَا زالَ فِي صلاتِهِ، وقدْ نَهَى أهلُ العلمِ عن ذلكَ لمَا فيه من تَفريقِ المُسلِمينَ، وتَشْويشِ بعضِهم علَى بعضٍ. جعَلَنَا اللهُ ممَّن يستمِعُ القولَ فيتَّبِعُ أحسَنَه، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونُكمِلُ الحديثَ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ.
__________________
|
|
#5
|
||||
|
||||
|
من أخْطاءِ المُصلِّينَ (5) تركي بن إبراهيم الخنيزان فمن تلك الأخْطاءِ: الصلاةُ بملابسَ قصيرةٍ ينكشِفُ معَها جُزءٌ منَ العَوْرةِ كالفخِذِ أو أسفلِ الظَّهرِ، وهذَا مُبطِلٌ للصلاةِ. (وعَورةُ الرجُلِ ما بينَ السُّرةِ والرُّكبةِ، والمرأةُ جميعُ بدنِها عَورةٌ فِي الصلاةِ إلَّا وجهَهَا وكفَّيْهَا، أمَّا إنْ كانتْ عندَ رجالٍ غيرِ محارِمِها فتستُرُ كلَّ جسدِهَا). ومنَ الأخْطاءِ: تساهُلُ بعضِ المَرْضَى فِي أداءِ الصلاةِ حسَبَ الاستِطاعةِ، فالبعضُ يَستطيعُ أنْ يُصلِّيَ قائمًا، لكنَّه لا يَستطيعُ أنْ يُكمِلَ القيامَ إلى الرُّكوعِ، فعليه: أنْ يُصلِّيَ قائمًا بقَدرِ استطاعَتِه، فإذا تعِبَ يَجلِسُ، وهكذا الَّذي يَستطيعُ السجودَ ولا يَستطيعُ الركوعَ، فيجِبُ عليه أنْ يأتيَ بالسجودِ علَى الصفةِ المَشْروعةِ، وأمَّا الركوعُ فيركَعُ جالسًا، أو بقَدرِ استطاعَتِه؛ لقولِهِ صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ قائمًا، فإنْ لمْ تستَطِعْ فقاعدًا، فإنْ لمْ تستَطِعْ فعلَى جَنْبٍ» [رواه البخاري]. وقولِه صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» [متفق عليه]. ومنَ الأخْطاءِ: عدمُ تقديمِ الأقرَأِ للقرآنِ للإمامةِ إذَا كانَ صغيرًا أو وضيعًا فِي تقديرِ الناسِ، وقد قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا»، وفِي روايةٍ: «فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا..» [رواه مسلم]. ومنَ الأخْطاءِ: الخُروجُ منَ المسجِدِ بعدَ الأذانِ لغيرِ عُذرٍ؛ لمَا رَوَى مسلمٌ فِي صحيحِهِ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشِي، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ». ويُستثْنَى من ذلكَ: مَن خرَجَ ليتوضَّأَ، أو خرَجَ بنيَّةِ العودةِ وفِي الوقتِ مُتّسعٌ، كمَا لو خرَجَ ليوقِظَ أهلَه، ثمَّ يعودَ، وكذلكَ مَن خرَجَ للصلاةِ فِي مسجدٍ آخَرَ إذا علِمَ أنَّه سيُدرِكُ الجماعةَ فيه. زادَنَا اللهُ عِلمًا وفِقهًا فِي الدِّينِ، نَكتَفِي بهذَا القَدرِ، ونتحدَّثُ -بمشيئةِ اللهِ- فِي الدرسِ القادِمِ عن سجودِ السهوِ، وبعضِ المسائلِ المُتعلِّقةِ بالسهوِ فِي الصلاةِ.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |