الطلاق غير الطبيعي: حين تفشل البداية، لا تستقيم النهاية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 90 - عددالزوار : 16280 )           »          وقفات مع آية خسوف القمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1821 )           »          الأمل عبادة والثبات موقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 124 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 27248 )           »          خطورة قول: ما رأيك في هذا الحكم الشرعي؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطورة الظن السيء بالعلماء الراسخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          نزيف الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2025, 12:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي الطلاق غير الطبيعي: حين تفشل البداية، لا تستقيم النهاية

الطلاق غير الطبيعي

حين تفشل البداية، لا تستقيم النهاية

د. محمد موسى الأمين


في ظل التغيرات العميقة التي طرأت على الأسرة الحديثة، لم يعد الطلاق ظاهرة نادرة أو طارئة، بل أصبح مشهدًا مألوفًا يتكرر في أوساط متعددة. غير أن الكارثة ليست في كثرة الطلاق بقدر ما هي في "غرابة شكله" وتوقيته وأسبابه. لقد أصبح الطلاق اليوم امتدادًا طبيعيًا لبناءٍ غير طبيعي، ونهايةً متوقعة لمسار بدأ مختلًا منذ اللحظة الأولى.

أسرة غير طبيعية... فكيف يكون طلاقها طبيعيًّا؟
حين تنشأ الأسرة في ظروف غير طبيعية:
من تأخر مفرط في سن الزواج.
وضغوط مادية مَرَضيّة.
وانفصال وجداني بين الأجيال.
ومفاهيم مغلوطة عن الاستقلالية والمساواة والمكانة.

وحين يتم الزواج في توقيت غير سليم، بعيدًا عن السنّ الفطري والميل النفسي الطبيعي، محاطًا بحواجز نفسية واجتماعية وثقافية، ومجردًا من البساطة والرحمة والتكامل...

وحين تعيش الأسرة بعد الزواج حياة غير طبيعية: عزلة اجتماعية، غياب للتقدير، منافسة داخل البيت بدل المودة، غربة روحية بين الزوجين، كل ذلك يؤدي حتمًا إلى انهيار غير طبيعي.

ثم ننتظر بعد ذلك أن يكون الطلاق طبيعيًا؟
الطلاق الطبيعي... حين يكون الودّ باقٍ رغم الانفصال.

تأملوا هذا المشهد من التراث:
"وطلق رجل امرأته، فلما أرادت الارتحال قال لها:
اسمعي وليسمع من حضر، إني والله اعتمدتك برغبة، وعاشرتك بمحبة، ولم أجد منك زلة، ولم يدخلني عنك ملة، ولكن القضاء كان غالبًا.

فقالت المرأة:
جزيت من صاحب ومصحوب خيرًا، فما استقللت خيرك، ولا شكوت ضيرك، ولا تمنيت غيرك، ولا أجد لك في الرجال شبيهًا، وليس لقضاء الله مدفع، ولا من حكمه علينا ممنع".

هذا هو الطلاق في صورته الراقية: حين تكون العلاقة قائمة على الاحترام، والفراق مؤسس على الرضا بالقضاء، لا على الكراهية والتشهير والتنكيل.

لكن هذه الصورة لا يمكن أن تخرج إلا من بيئة صحية، من أسرة نُسجت على المودة، حتى إن غلبها القضاء، لم تنقطع فيها الألفة.

نحن بحاجة لإصلاح البدايات لا نهاياتها فقط الطلاق الموجع، المؤذي، الدموي في صوره النفسية والاجتماعية والحقوقية، ليس إلا نتيجة طبيعية لاختلال منظومة الزواج من الجذور. فلا يمكن أن نبني زواجًا على وهم، ثم نُطالب أن ينتهي بسلام.

لكي نُصلح الطلاق، لا بد أن نُصلح الزواج، وأن نعيد الاعتبار للأدوار الطبيعية، والتكامل الفطري، والتقدير المتبادل، والبساطة التي تجعل الزواج مَسكنًا، لا ميدانًا للصراع.

خاتمة: من أجل طلاق كريم... فلنبدأ بزواج كريم.

الطلاق ليس نهاية مأساوية دائمًا، بل قد يكون حلاً، وقد يكون رحمة، إن تم في إطار من الاحترام والتقدير. لكن حتى نصل إلى ذلك، لا بد أن تُبنى البيوت على أسس صحيحة، وأن نُعيد النظر في ثقافة الزواج التي نربي أبناءنا عليها.

فالأسرة التي تُنشأ في بيئة طبيعية، وتُدار بحكمة ورحمة، إذا افترقت – لا قدّر الله – افترقت بسلام... وذكرى طيبة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]