خطيبي العصبي يجرح مشاعري

[ابوالوليد المسلم]

خطيبي العصبي يجرح مشاعري
أ. رحمة الغامدي



السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة تشكو من خطيبها العصبي الذي يهددها وقت انفعاله بترك الخطبة، مع أن بينهما حبًّا، وتسأل ماذا أفعل؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مخطوبة، وبيني وبين خطيبي قصة حب، هو يعمل ويدرس في بلد أوروبي، وأشعر أنه تغير؛ فلم يعد يتصل بي أو يهتم بي، وأصبحت انشغالاته كثيرة!

ما يحزُّ في نفسي أنه لا يستغني عني مهما حصل، لكن إذا انفعل يقول لي: ليكن في علمك أنه لا فارق لدي إن افترقنا أو لا!

تجرحني مثل هذه الكلمات بصورة مؤلمة، حتى إنها تبكيني، أعلم أنه طيب القلب وحنون، لكنه عصبي حتى مع أفراد عائلته!

إذا سمعتُ منه كلامًا جارحًا لا أناقشه، لعلمي أنها لحظات انفعال وستذهب، وأتذكر أيامنا الجميلة واللحظات الرائعة التي مرت بيننا، لكن أشعر بعدم أهمية ذلك في حياته.

لم أعدْ أحتَمِل، ولا أحب مناقشة الأمر معه، فأنا أعلم أنه مُنْهَمِك في العمل والدراسة، ولا أريد أن أسبب له توترًا أو أزيد من تعبه.

فما الحل؟

الجواب

الحمدُ لله، وبه نستعينُ.
عزيزتي، يظهر أنك مُتَأَثِّرة بالقصص الخيالية، وروايات الحب الوهمية، أريد منك أن تنظري للموضوع بواقعية أكثر، فيظهر لي أن ثقافتك وذكاءك الانفعالي جيد، وأنك قادرة على امتصاص غضبه، وعدم مناقشته وقت الانفعال.

تقولين: هو طيب وحنون، لكنه عصبي، ومَن في هذا الزمن ليس عصبيًّا، وخاصة تحت ظروف الدراسة والغربة؟!

وأما قوله: إنه لا يضره فراقك، فهذا شيء مُتَوَقَّعٌ مِن رجل يعيش في مجتمع يحرض الأزواج على عدم الانقياد لزوجاتهم وطاعاتهم، فالتصرفات التي صارتْ مع خطيبك ليست إهمالاً أو جرحًا، فلا تأخذي الأمور بهذه الحساسية، فالدنيا قصيرةٌ، فلا تُضَيِّعي لحظات الفرَح والمتعة بسبب أفكارك وحساسيتك تجاه تصرفات الآخرين، بل حاولي أن تتجاهلي، وحتى أنت لستِ كاملةً، فضعي نفسك محل خطيبك تحت كل هذه الضغوط التي يعيشها، فكيف سيكون تصرفك؟

غاليتي، أوصيك بالبحث عن إيجابيات خطيبك، وتحديد سلبياته، وترتيبها حسب الأهمية وحسب الحجم، فهو ما زال خطيبك وليس زوجك، وما زالت الكرةُ في ملعبك؛ ففي حالة ملاحظة وجود سلبيات فيه لا تُطيقينها، أو تغيرتْ أخلاقُه وتوجهاته بعد البعثة للدراسة فلك أن تُغَيِّري رأيك في الخطبة.

كما أني أوصيك بأن تكوني أكثرَ واقعية، فإذا عبَّر عن حبه لك فشيء جميلٌ، وإذا لم يُعَبِّرْ عن ذلك فلم تُخْلَقي أنت له، وإنما للعيش معه!

فكِّري في هذه العبارة جيدًا، ولا تجعليه المصدرَ الوحيد لسعادتك، فهناك والداك وإخوتك وأبناؤك مستقبلاً، وصديقاتك، فلا تُهْمِلي علاقتك معهنَّ.

كما أوصيك بالقراءة حول أحكام الدين الإسلامي، حول التعامل بين الخطيب وخطيبته.


وما أجمل الدعاء، فاطلبي من الله ما ترغبين فيه

فهو الكريمُ الجَوادُ المعطي