الفرق بين الحياء والخجل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 10194 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 9482 )           »          البشريات العشر الثانية للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          معركة تشيرمانون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إلى مَأدُبَةِ الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أعلام الإسلام الطفيل بن عمرو الدّوسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف نحاور العلمانيين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 548 )           »          شدَّاد بن أوس رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حجم فرصتك تأتي على حجم استعدادك لها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-11-2011, 04:55 PM
الصورة الرمزية ღ زهرة الشفاء ღ
ღ زهرة الشفاء ღ ღ زهرة الشفاء ღ غير متصل
مشرفة واحة زهرات الشفاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 6,432
الدولة : Iraq
افتراضي الفرق بين الحياء والخجل

هناك فرق كبير بين الخجل والحياء فالإنسان الذي يتمتع بالحياء هو إنسان رائع ومحبوب من الناس
ويراعي شعور الناس إلى ابعد حد وهو مستمع جيد ومتحدث جيد بعكس الخجل

تعريف الحيـــاء : الحياء هو التزام مناهج الفضيلة وآداب الإسلام .
‏ونتعلمه من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال‏:‏ ‏"‏استحيوا من الله حق الحياء، قلنا‏:‏ إنا نستحيي من الله
يا رسول الله والحمد لله قال‏:‏ ليس ذلك ‏.‏‏.‏ الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة ، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل استحيا من الله حق الحياء ‏"‏
فالحياء هو الذي يتصف به المسلم حين قال الرسول عليه الصلاة والسلام (الحياء شعبة من شعب الإيمان) و هو صفة محمودة لأنه يكبح الأعمال الغير أخلاقية وهو خلق الإسلام ولا يأتي إلا بخير ..
فهـــــــــو دليل على تكامل الأدب


اثر الحيـــاء على النفس : تطمئن إليه النفس ولا تنزعج منه وتتوافق معه من داخلها .

عواقب الحيـــاء : لا يترتب عليه تفويت مصالح او ضياع حقوق والاستسلام والخضوع للآخرين بذله .
أمثله على الحياء :
الحياء من الناس عند انكشاف العورات والحياء من الضيف والمبادرة بإكرامه وحياء الفتاة البكر عندما تسأل عن رغبتها في الزواج

تعريف الخجل : هو الخوف من الناس و التصريح عن الانفعالات العادية وهو غير محمود لما يترتب عليه من تفويت المصالح او الرضا بالإذعان ونحو ذلك كانكماش الولد أو بنت وانطوائه وتجافيه عن ملاقاة الآخرين .
قد يتحول بعض الأحيان الخجل إلى رهبة و خوف و قد يصل إلى رهاب من الناحية العلمية لأن الخوف يولد
انفعالات عصبية ينتج عنها هرمون يسبب حالة من اليقظة الكاذبة التي تؤدي الى "ضغط الدم ، و الصداع
، و النسيان المتكرر ، و النوم الغير منتظم " .
ان الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي / الخوف الغير مبرر من الناس - يجدون صعوبة فبي
التكيف مع البيئة المحيطة بهم ، و يواجهون مشاكل من أهمها تدني مستوى الثقة بالنفس الذي يؤدي
في النهاية لحالة من السلبية .


اثر الخجــل على النفس : تنزعج منه النفس ولا تطمئن أليه من داخلها ( وإن خدعت غيرها بأنها راضية به)
عواقب الخجــل :يترتب عليه فوات مصالح او ضياع حقوق او ذلة في غير موضعها او نحو ذلك .
أمثله على الخجل :
خجل صاحب الدين وعجزه عن المطالبة بدينه وخجل الطالب من سؤال المعلم وعدم ألقدره على التحدث امام الناس .

أتمنى أن تكون الصورة اتضحت الآن وأصبحنا نعلم الفرق بين الخجل والحياء

__________________


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-11-2011, 06:47 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخيتي ارجو بان تكوني باتم الصحة والعافية والحمدلله على سلامتك

كلام طيب وجميل عن ما ورد ما الفرق بينهم فالحياء مقترن بالايمان
والحمدلله على نعمة الاسلام

هذه اضافه طيبة اعجبتني من صيد الفوائد فيها الكثير من الفائدة بجانب ما وضعتية من طرح
طيب ورائع

بسم الله
الحياء في حياة المسلم

عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله

الحمد لله, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنَّ محمداً رسول الله. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, آمين... أما بعد:
فإن الغاية من خلق الإنسان, وإيجاد البشر, هي عبادة الله عز وجل حقَّ العبادة, كما جاءت في كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, قال الله عز وجل : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [1].
ومع هذا فقد جعل الإسلام العبادات والأخلاق نسيجاً واحداً؛ فللأخلاق صلةٌ وثيقةٌ بعقيدة الأمة ومبادئها، فهي عنوان التمسك بالعقيدة، ودليل الالتزام بالمبادئ والمثل, وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرُكم بأحبِّكم إلى الله، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟. قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقاً). رواه ابن حبان في صحيحه. فأحسنهم خلقاً أقربهم منزلة ومجاورة للحبيب يوم القيامة.
ومن خلال استقراء الكتاب والسنة نجد أنَّ الإسلام شمل تحته أحوال المسلم كلها، ومن ذلك أخلاقه, فمن شمولية هذا الدين وعظمته أنه دين الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة.
والأخلاق هي الجانب العملي للعبادات, والأثر الطبيعي الذي تحدثه العبادة والتدين في سلوك الإنسان. فالناس لا يرون من الإنسان عبادته وعلاقته مع الله عز وجل, وإنما المهم بالنسبة لهم أنْ يجدوا في ذلك الإنسان المتدين, الملتزم بالعبادات, أخلاقاً موازية لتدينه, والتزامه في حقِّ ربه، فالعبادة هي العلاقة بين العبد وربه، والخُلُقُ هو العلاقة بين العبد وبين الناس.
ولذا سيظل التدين الحقُّ حاجزاً منيعاً في وجه الانحطاط الخلقي؛ لأن القيم مهما كانت عميقة يمكن أنْ تخضع للتطور الذاتي, ويمكن أنْ تؤؤل على نحو يفرغها من مضامينها, ويمكن تجاوزها إذا لم تكن مرتكزة إلى عقيدة وإلى إطار مرجعي غيبي ولا بشري.
وإنَّ الذين يوهنون الحسَّ الإسلامي لدى الأمة يكيدون للأخلاق ويعرضونها لمحنة عظيمة[2].
والأخلاق إضافةً إلى ذلك أساس قيام الحضارات, -كما سيأتي ذلك في الآثار-.
وصلاح حياة الفرد, واستقامة نظام المجتمع، لا تقوم إلا على توجيهات الشرع الحكيم, ورأس ذلك معاملة الناس بالخلق الحسن الجميل، ومعاملتهم بما يحب أنْ يعاملوه به، حتى يصبحَ المسلمُ أليفاً، يُحبُّ الناسَ ويُحبونه، ويُكرمهم ويُكرمونه، ويُحسن إليهم ويُحسنون إليه، عندها يندفع كل فرد في المجتمع إلى القيام بواجبه راضياً مطمئناً، فتستقيمُ الأمور, وتسودُ القيم, وتقوم الحضارة.
إذا تقرر هذا: فليُعلم أنَّ معيار الأخلاق الحسنة وعلامتها هو الحياء, كما أنه رأس مكارم الأخلاق, قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (رأس مكارم الأخلاق الحياء) [3]. وهو علامة الكرم, كما أنَّه شعبة من شعب الإيمان، وخلقٌ نبويٌ كريم, قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)سيأتي تخريجه., إذن فهو يحمل طابعاً تعبدياً؛ إذ يحث الدين ويأمر به. كما تهتم كثيرٌ من النصوص بإظهار وإبراز مزاياه وفضائله. وهو دليلٌ على كَرِمِ السجية، وطيب المنبت، فالحياءُ فطرةٌ، والحياءُ دين، وهو: حلة جمال, وحلية كمالٌ في عيون الناس صاحبه, ويزداد قدره ويعظم جانبه, وإذا رأى ما يكره غضَّ بصره عنه, وكلما رأى خيراً قلبه وتلقاه, أو أبصر شراً تحاماه, يمتنع عن البغي والعدوان, ويحذر الفسوق والعصيان, يخاطب الناس كأنهم منهم في خجل. ويتجنب محارم الله –عز وجل-. فمن لبِسَ ثوب الحياء استوجب من الخلق الثناء, ومالت إليه القلوب, ونال كلَّ أمرٍ محبوب, ومن قلَّ حياؤه قلت أحباؤه [4].
ومن ثمَّ فإن تحلى به الشخص كان في أحسن صورة, وأحلى تصرف، وأجمل فعال.
كانت تلك صورة الحياء المشرقة, التي تمثلت في حياة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح, سطروها على صفحات بيضاء مشرقة, سيحفظها التاريخ بمداد من ذهب.
وتمر السنون, والقرون, والمبادئ والقيم في انحدار -بشكل عام-, لا يخفى على متأمل, حتى يأتي زمن العولمة, فيحس المصلحون حينها بذلك الانحدار الهائل في القيم والمبادئ, وصاحبه-بداهةً- فقدٌ للحياء فهو أساسٌ لها, فيتجهون إلى توعية المجتمعات, وتوجيههم, ومحاولة الرجوع بهم عن ذلك المنحدر, ولم يمضِ على تلك الصحوة سوى عقود قريبة, فلم يُشعر بفقد الحياء إلا حينذاك.
ولا يزال المصلحون من الأمة الإسلامية في محاولة إلى تصحيح مسار الأمة في مبادئها وقيمها وسلوكها, ومن ذلك ما قام ويقوم به العلماء -ورثة الأنبياء-, فعليهم المعوَّل في الإصلاح, كذلك المفكرون من النواحي التنظيرية, ومما لا يمكن إغفاله في مثل هذا ما تقوم به مراكز البحوث, والباحثين, والمُصنِفينَ في محاولة النهوض بالأمة في شتى المجالات, ومن ذلك المجال الأخلاقي والسلوكي, والتصنيف فيه قديمٌ, لا يخفى على مُطلِّعٍ, ولا تزال تلك المحاولات وغرضها الأول الرقيُّ بالأمة, ومع تلك المحاولات الكثير إلا أنَّ هذا المجال لم ينضج بعد, وإني ومن خلال هذا الجمع المتواضع في رأس تلك الأخلاق, الذي إنْ كان, كانت الأخلاق, وثمَّ المبادئ, (الحياء), لأرجو أنْ أكون ممن يُسهم في رقيِّ الأمة, والنهوض بها نحو الأفضل كما أراد لها الله عز وجل, متطفلاً بذلك على صفِّ المصلحين, وأهل الفضل, ولمْ أكنْ لأُسْهِمَ فيه لو كان أشبع دراسةً, أو قُتل بحثاً كما يُقال, أو نضج, فلما أنْ رأيتُ أنَّ الحاجة ماسةٌ لمثله, خاصةً أنَّ الوضع العام للأمة لا يزال في انحدارٍ لا يخفى, ولست -بحمد الله- ممن يقطع الرجاء في تغيير العادات وإصلاح الأوضاع, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) [5] .
وبهذا الصدد فإن كثيراً من الناس يستقبلون تلك المقولات القاطعة للرجاء في التغيير بالارتياح؛ لأنها تعفيهم من مجاهدة النفس, والارتداع عن سيئ الفعال؛ مع أنَّ من المهام الأساسية للنبي صلى الله عليه و آله وسلم تزكية النفوس, وقد آتت تربيته أكلها. ومهمة المربين الناصحين من بعده القيام بالدور ذاته؛ وقد رأينا الكثير من ثمار جهودهم في إصلاح النفوس, وتقويم الاعوجاج.بصائر في العلم والثقافة1/35-36, بتصرف. أقول: فلما أنْ رأيت الحاجة ماسة لدراسة جادةٍ في الموضوع, تسهم في العلاج, بأُطرٍ شرعية, على فهم السلف الصالح -رحمهم الله-, وأعلم أنْي بهذا أرتقي مرتقاً صعباً, وألج مولجاً صلباً, وليس مثلي من يقوم به, ولكن مُكره أخاك لا بطل, وإبراء للذمة, وتبعاً لذلك تكليف الدراسة الأكاديمية, لمادة البحث العلمي للمستوى الرابع من كلية الشريعة, لهذا وذاك كان هذا البحث المتواضع, سائلاً الله عز وجل التوفيق والسداد, ومنه وحده العون والطول.
وحرصتُ لعلمي بالعجز عن الإحاطة بجوانب الموضوع, على الإشارة وعلى عُجالة إلى العناصر المحورية, والجوانب الأصيلة, في الموضوع, واجتهدت في اختيار تلك العناصر, والخطأ من لوازم البشرية, ولكنَّ حسبي أنَّ كلَّ مجتهدٍ مصيب.
__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-11-2011, 06:49 PM
الصورة الرمزية ورد جوري
ورد جوري ورد جوري غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: اسطنبول
الجنس :
المشاركات: 15,311
الدولة : Iraq
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

موضوع قيم جزيتِ خيرا زهرتنا العطره
لابد من التفريق بين الخجل والحياء لكي نسير في الطريق الصحيح
__________________



بصمتك في المنتدى ستبقى حتى بعد رحيلك, فلتكن دوما في الخير وجدد النيّة لله تعالى عند كل تواجد, تكن من السعداء
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-12-2011, 07:48 AM
الصورة الرمزية ღ زهرة الشفاء ღ
ღ زهرة الشفاء ღ ღ زهرة الشفاء ღ غير متصل
مشرفة واحة زهرات الشفاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 6,432
الدولة : Iraq
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلب الحزين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك أخيتي ارجو بان تكوني باتم الصحة والعافية والحمدلله على سلامتك

كلام طيب وجميل عن ما ورد ما الفرق بينهم فالحياء مقترن بالايمان
والحمدلله على نعمة الاسلام

هذه اضافه طيبة اعجبتني من صيد الفوائد فيها الكثير من الفائدة بجانب ما وضعتية من طرح
طيب ورائع


بسم الله
الحياء في حياة المسلم

عبدالرحمن بن فؤاد الجارالله

الحمد لله, وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أنَّ محمداً رسول الله. صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, آمين... أما بعد:
فإن الغاية من خلق الإنسان, وإيجاد البشر, هي عبادة الله عز وجل حقَّ العبادة, كما جاءت في كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, قال الله عز وجل : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [1].
ومع هذا فقد جعل الإسلام العبادات والأخلاق نسيجاً واحداً؛ فللأخلاق صلةٌ وثيقةٌ بعقيدة الأمة ومبادئها، فهي عنوان التمسك بالعقيدة، ودليل الالتزام بالمبادئ والمثل, وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرُكم بأحبِّكم إلى الله، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟. قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقاً). رواه ابن حبان في صحيحه. فأحسنهم خلقاً أقربهم منزلة ومجاورة للحبيب يوم القيامة.
ومن خلال استقراء الكتاب والسنة نجد أنَّ الإسلام شمل تحته أحوال المسلم كلها، ومن ذلك أخلاقه, فمن شمولية هذا الدين وعظمته أنه دين الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة.
والأخلاق هي الجانب العملي للعبادات, والأثر الطبيعي الذي تحدثه العبادة والتدين في سلوك الإنسان. فالناس لا يرون من الإنسان عبادته وعلاقته مع الله عز وجل, وإنما المهم بالنسبة لهم أنْ يجدوا في ذلك الإنسان المتدين, الملتزم بالعبادات, أخلاقاً موازية لتدينه, والتزامه في حقِّ ربه، فالعبادة هي العلاقة بين العبد وربه، والخُلُقُ هو العلاقة بين العبد وبين الناس.
ولذا سيظل التدين الحقُّ حاجزاً منيعاً في وجه الانحطاط الخلقي؛ لأن القيم مهما كانت عميقة يمكن أنْ تخضع للتطور الذاتي, ويمكن أنْ تؤؤل على نحو يفرغها من مضامينها, ويمكن تجاوزها إذا لم تكن مرتكزة إلى عقيدة وإلى إطار مرجعي غيبي ولا بشري.
وإنَّ الذين يوهنون الحسَّ الإسلامي لدى الأمة يكيدون للأخلاق ويعرضونها لمحنة عظيمة[2].
والأخلاق إضافةً إلى ذلك أساس قيام الحضارات, -كما سيأتي ذلك في الآثار-.
وصلاح حياة الفرد, واستقامة نظام المجتمع، لا تقوم إلا على توجيهات الشرع الحكيم, ورأس ذلك معاملة الناس بالخلق الحسن الجميل، ومعاملتهم بما يحب أنْ يعاملوه به، حتى يصبحَ المسلمُ أليفاً، يُحبُّ الناسَ ويُحبونه، ويُكرمهم ويُكرمونه، ويُحسن إليهم ويُحسنون إليه، عندها يندفع كل فرد في المجتمع إلى القيام بواجبه راضياً مطمئناً، فتستقيمُ الأمور, وتسودُ القيم, وتقوم الحضارة.
إذا تقرر هذا: فليُعلم أنَّ معيار الأخلاق الحسنة وعلامتها هو الحياء, كما أنه رأس مكارم الأخلاق, قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (رأس مكارم الأخلاق الحياء) [3]. وهو علامة الكرم, كما أنَّه شعبة من شعب الإيمان، وخلقٌ نبويٌ كريم, قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)سيأتي تخريجه., إذن فهو يحمل طابعاً تعبدياً؛ إذ يحث الدين ويأمر به. كما تهتم كثيرٌ من النصوص بإظهار وإبراز مزاياه وفضائله. وهو دليلٌ على كَرِمِ السجية، وطيب المنبت، فالحياءُ فطرةٌ، والحياءُ دين، وهو: حلة جمال, وحلية كمالٌ في عيون الناس صاحبه, ويزداد قدره ويعظم جانبه, وإذا رأى ما يكره غضَّ بصره عنه, وكلما رأى خيراً قلبه وتلقاه, أو أبصر شراً تحاماه, يمتنع عن البغي والعدوان, ويحذر الفسوق والعصيان, يخاطب الناس كأنهم منهم في خجل. ويتجنب محارم الله –عز وجل-. فمن لبِسَ ثوب الحياء استوجب من الخلق الثناء, ومالت إليه القلوب, ونال كلَّ أمرٍ محبوب, ومن قلَّ حياؤه قلت أحباؤه [4].
ومن ثمَّ فإن تحلى به الشخص كان في أحسن صورة, وأحلى تصرف، وأجمل فعال.
كانت تلك صورة الحياء المشرقة, التي تمثلت في حياة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح, سطروها على صفحات بيضاء مشرقة, سيحفظها التاريخ بمداد من ذهب.
وتمر السنون, والقرون, والمبادئ والقيم في انحدار -بشكل عام-, لا يخفى على متأمل, حتى يأتي زمن العولمة, فيحس المصلحون حينها بذلك الانحدار الهائل في القيم والمبادئ, وصاحبه-بداهةً- فقدٌ للحياء فهو أساسٌ لها, فيتجهون إلى توعية المجتمعات, وتوجيههم, ومحاولة الرجوع بهم عن ذلك المنحدر, ولم يمضِ على تلك الصحوة سوى عقود قريبة, فلم يُشعر بفقد الحياء إلا حينذاك.
ولا يزال المصلحون من الأمة الإسلامية في محاولة إلى تصحيح مسار الأمة في مبادئها وقيمها وسلوكها, ومن ذلك ما قام ويقوم به العلماء -ورثة الأنبياء-, فعليهم المعوَّل في الإصلاح, كذلك المفكرون من النواحي التنظيرية, ومما لا يمكن إغفاله في مثل هذا ما تقوم به مراكز البحوث, والباحثين, والمُصنِفينَ في محاولة النهوض بالأمة في شتى المجالات, ومن ذلك المجال الأخلاقي والسلوكي, والتصنيف فيه قديمٌ, لا يخفى على مُطلِّعٍ, ولا تزال تلك المحاولات وغرضها الأول الرقيُّ بالأمة, ومع تلك المحاولات الكثير إلا أنَّ هذا المجال لم ينضج بعد, وإني ومن خلال هذا الجمع المتواضع في رأس تلك الأخلاق, الذي إنْ كان, كانت الأخلاق, وثمَّ المبادئ, (الحياء), لأرجو أنْ أكون ممن يُسهم في رقيِّ الأمة, والنهوض بها نحو الأفضل كما أراد لها الله عز وجل, متطفلاً بذلك على صفِّ المصلحين, وأهل الفضل, ولمْ أكنْ لأُسْهِمَ فيه لو كان أشبع دراسةً, أو قُتل بحثاً كما يُقال, أو نضج, فلما أنْ رأيتُ أنَّ الحاجة ماسةٌ لمثله, خاصةً أنَّ الوضع العام للأمة لا يزال في انحدارٍ لا يخفى, ولست -بحمد الله- ممن يقطع الرجاء في تغيير العادات وإصلاح الأوضاع, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) [5] .
وبهذا الصدد فإن كثيراً من الناس يستقبلون تلك المقولات القاطعة للرجاء في التغيير بالارتياح؛ لأنها تعفيهم من مجاهدة النفس, والارتداع عن سيئ الفعال؛ مع أنَّ من المهام الأساسية للنبي صلى الله عليه و آله وسلم تزكية النفوس, وقد آتت تربيته أكلها. ومهمة المربين الناصحين من بعده القيام بالدور ذاته؛ وقد رأينا الكثير من ثمار جهودهم في إصلاح النفوس, وتقويم الاعوجاج.بصائر في العلم والثقافة1/35-36, بتصرف. أقول: فلما أنْ رأيت الحاجة ماسة لدراسة جادةٍ في الموضوع, تسهم في العلاج, بأُطرٍ شرعية, على فهم السلف الصالح -رحمهم الله-, وأعلم أنْي بهذا أرتقي مرتقاً صعباً, وألج مولجاً صلباً, وليس مثلي من يقوم به, ولكن مُكره أخاك لا بطل, وإبراء للذمة, وتبعاً لذلك تكليف الدراسة الأكاديمية, لمادة البحث العلمي للمستوى الرابع من كلية الشريعة, لهذا وذاك كان هذا البحث المتواضع, سائلاً الله عز وجل التوفيق والسداد, ومنه وحده العون والطول.
وحرصتُ لعلمي بالعجز عن الإحاطة بجوانب الموضوع, على الإشارة وعلى عُجالة إلى العناصر المحورية, والجوانب الأصيلة, في الموضوع, واجتهدت في اختيار تلك العناصر, والخطأ من لوازم البشرية, ولكنَّ حسبي أنَّ كلَّ مجتهدٍ مصيب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدلله بخير ونتمنى ان تكونوا انتم كذلك .. الله يسلمك ويبارك فيك

وجزاك الله خيرا على الاضافه الجميله

تحياتي لك
__________________


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-12-2011, 07:49 AM
الصورة الرمزية ღ زهرة الشفاء ღ
ღ زهرة الشفاء ღ ღ زهرة الشفاء ღ غير متصل
مشرفة واحة زهرات الشفاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 6,432
الدولة : Iraq
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد جوري مشاهدة المشاركة
موضوع قيم جزيتِ خيرا زهرتنا العطره


لابد من التفريق بين الخجل والحياء لكي نسير في الطريق الصحيح
الله يجزيكِ الف خير

كلام طيب من فتاة طيبة حبوبه

كل الهلا بيكِ منوره

__________________


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-12-2011, 07:53 AM
قلبي الحزين قلبي الحزين غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 352
الدولة : Jordan
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

اللهم ارزقني الحيااااااء
__________________
حسبي الله لاإله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-12-2011, 08:07 AM
الصورة الرمزية ღ زهرة الشفاء ღ
ღ زهرة الشفاء ღ ღ زهرة الشفاء ღ غير متصل
مشرفة واحة زهرات الشفاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 6,432
الدولة : Iraq
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

اللهم امين

اهلا اختي الحبيبة منوره
__________________


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-12-2011, 04:56 PM
زينب ملاك زينب ملاك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Algeria
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

تسلمي أختي على هذا التوضيح
الموضوع أفادني
__________________
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك و اغنني بفضلك عمن سواك
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني
اللهم حرر أقصانا من يد اليهود و انصر الإسلام و المسلمين
أرجو دعاءكم بظهر الغيب إخواني و أخواتي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-12-2011, 06:16 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

جزاكِ الله خيراً غاليتي
أسعدك الباري
عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ .
رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( 46 ) ، والبيهقي في " شعب الأيمان " ( 6 / 145 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 7738 ) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " ( 741 ) .

عنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ ) .
رواه البخاري ( 24 ) ومسلم ( 36 ) .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-12-2011, 06:30 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الفرق بين الحياء والخجل

قال ابن رجب رحمه الله :
" واعلم أنَّ الحياء نوعان :
أحدهما : ما كان خَلْقاً وجِبِلَّةً غيرَ مكتسب ، وهو من أجلِّ الأخلاق التي يَمْنَحُها الله العبدَ ويَجبِلُه عليها ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( الحياء لا يأتي إلاَّ بخير ) ، فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ، ودناءةِ الأخلاق ، ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها ، فهو مِنْ خصال الإيمان بهذا الاعتبار ، وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - أنَّه قال : من استحيى اختفى ، ومن اختفى اتقى ، ومن اتقى وُقي .
وقال الجَرَّاح بنُ عبد الله الحكمي - وكان فارس أهل الشام - : تركتُ الذنوب حياءً أربعين سنة ، ثم أدركني الورع . وعن بعضهم قال : رأيتُ المعاصي نذالةً ، فتركتها مُروءةً ، فاستحالت دِيانة.
والثاني : ما كان مكتسباً من معرفة اللهِ ، ومعرفة عظمته وقربه من عباده ، واطلاعه عليهم ، وعلمِه بخائنة الأعين وما تُخفي الصدور ، فهذا من أعلى خصالِ ، الإيمان ، بل هو مِنْ أعلى درجات الإحسّان " انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/501) .

كيفية تحقيق خلق الحياء
. 1تقوية الإيمان بالله تعالى ، فكلما قوي إيمانك ازداد حياؤك .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ ) .
رواه البخاري ( 24 ) ومسلم ( 36 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
وقال ابن قتيبة : معناه أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي كما يمنع الإيمان ، فسمِّي إيماناً كما يُسمَّى الشيء باسم ما قام مقامه .
" فتح الباري " ( 1 / 74 ) .

2. استشعار نِعَم الله تعالى الجليلة عليك ، فمن شأن التفكر في تلك النعَم أن يولِّد حياء من الله عظيماً أن يكون منك مثل تلك الأفعال المناقضة للحياء ، فهل يُشكر الله بما وهبه لك من نعمة الجمال أن تعرضيه على الأجانب ؟! وهل من شكر نعمة الصحة والعافية في البدن أن يُكشف على رجل أجنبي ؟! والمسلم مقصِّر أصلاً في شكر نعَم الله تعالى عليه ، وهو يعجز عن إحصائها فكيف له أن يشكرها ؟! فهل يصلح أن يكون مع هذا التقصير في الشكر شيء من المعاصي التي نهاه ربُّه تعالى عنها ؟ .
قال الجنيد - رحمه الله - :
الحياء : رؤية الآلاء ، ورؤية التّقصير فيتولّد بينهما حالة تسمّى : الحياء .
انظر : " مدارج السالكين " ( 2 / 259 ، 260 ) .
وقال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
وقد يتولد الحياء مِن الله مِن مطالعة النِّعَم ، فيستحيي العبدُ مِن الله أن يستعين بنعمته على معاصيه ، فهذا كله من أعلى خصال الإيمان .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 51 ) .

3. استشعار مراقبة أحدٍ من النَّاس ممن ترين فيهم الصلاح والتقوى عند فعل أي شيء يخدش الحياء أو يناقضه .
عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : ( أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ ) .
رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( 46 ) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " ( 741 ) .

4. اتخاذ القدوة الصالحة فيمن حقق خلق الحياء ، ومصاحبة الخيِّرات الحييات من النساء .
ويكفيك قدوتان : أحدهما من الرجال ! والآخر من النساء :
القدوة الأولى : هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : " كَانَ النَّبيُّ صلَّى الله عَلَيهِ وسلَّم أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ - أي : البكر - في خِدْرِهَا " . رواه البخاري ( 5751 ) ومسلم ( 2320 ) .
والقدوة الثانية الثانية : ابنة الرجل الصالح في " مَدْين " .
قال تعالى – واصفاً مشيتها لما جاءت لموسى عليه السلام - : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) القصص/ 25 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
أي : مشي الحرائر ، كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال : كانت مستتَرة بكُم دِرْعها .
وقال ابن أبي حاتم : ... : قال عمر رضي الله عنه : " جاءت تمشي على استحياء ، قائلة بثوبها على وجهها ، ليست بسَلْفَع خَرَّاجة ولاَّجة " هذا إسناد صحيح .
قال الجوهري : السلفع من الرجال : الجَسور ، ومن النساء : الجريئة السليطة ، ومن النُّوق : الشديدة .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 228 ) .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
وهذا يدل على كرم عنصرها ، وخُلُقها الحسن ؛ فإنَّ الحياء من الأخلاق الفاضلة ، وخصوصاً في النساء .
" تفسير السعدي " ( ص 614 ) .
وفي صحبة الحييات من النساء قال ابن القيم – رحمه الله - :
ومن كلام بعض الحكماء : أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيى منه ، وعمارة القلب بالهيبة والحياء ؛ فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير .

" مدارج السالكين " ( 2 / 260 ) .
5. تذكر القبر واليوم الآخر والحشر والصراط ، فإن المسلم إذا علم أن حاله سيصير إلى دنيا أخرى يحاسبه ربه تعالى على ما فعل في دنياه : منعه ذلك من اقتراف السيئات ، ودفعه إلى تحقيق خلق الحياء من ربِّه تعالى .
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ : أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى ، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ، وَلْتَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى ، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ : تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ : فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ ) رواه الترمذي ( 2458 ) مرفوعاً للنبي صلى الله عليه ، والأصح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه .

6. التفكر في أسماء الله التي من معانيها مراقبة العبد ورؤيته له واطلاعه على أحواله ، كأسمائه تعالى : الشهيد ، والرقيب ، والعليم ، والبصير .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
العبد متى علِم أنَّ الرب تعالى ناظر إليه : أورثه هذا العلم حياءً منه يجذبه إلى احتمال أعباء الطاعة .
" مدارج السالكين " ( 2 / 264 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
وقد قال بعض السلف : خفِ الله على قدْر قُدرته عليك ، واستحي منه على قدْر قُربه منك .
" فتح الباري " ( 1 / 75 ) .
قال حاتم الأصم – رحمه الله - :
تعاهد نفسك في ثلاث : إذا عملتَ : فاذكر نظر الله إليك ، وإذا تكلمتَ : فاذكر سمع الله منك ، وإذا سكتَّ : فاذكر علم الله فيك .
" سير أعلام النبلاء " ( 11 / 485 ) .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 110.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.01 كيلو بايت... تم توفير 5.91 كيلو بايت...بمعدل (5.33%)]