|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#21
|
||||
|
||||
|
جزاك الله خير وبوركت جهودك
دمتم في حفظ الله
__________________
__________________ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ![]() |
|
#22
|
||||
|
||||
|
وإياكم ،وفى جهودكم بارك اسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان ويبارك لنا ولكم فيه .
__________________
|
|
#23
|
||||
|
||||
|
مكارم الأخلاق .. ادفع بالتي هي أحسن! - هذه قاعدة ربانية، قليل من يطبقها: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:35). هكذا أراد ضيفنا أن يختم خاطرته، في تجمع الأربعاء عند (أبي عبدالرحمن)، هاتفني صاحب الديوان، وأصر أن أحضر ضيفي من المملكة؛ ليلتقي مجموعة من الشباب بعد صلاة العشاء، مع أن -الضيف- أخبرني برغبته أن تكون زيارته للاسترخاء والراحة، وبالفعل قضينا يومين في رحلة بحرية، وأخرى نتجول في أسواق المباركية، قبل ضيفي الدعوة، وكانت خاطرة قصيرة دون سابق تحضير، في طريق عودتنا، كنا ثلاثة نفر بعد الحوار (أبو عاصم): - هذه خصلة صعبة على كثير من الناس، وأنا منهم، حتى مع أقرب الناس لي، أن أردّ السيئة بالحسنة، وصدق الله العظيم في قوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:35)، تحتاج إلى صبر، وتوفيق من الله -تعالى-. استدرك الشيخ على صاحبي: - كثير من مكارم الأخلاق يصعب نيلها، ولكن مع الصدق والإصرار والاستمرار ودعاء الله يصل المرء إلى مبتغاه، كما في الحديث: «ومن يتصبر يصبره الله» (صحيح النسائي)، «وإنما الحلم بالتحلم» (صحيح الجامع). - وأولى الناس أن تتعامل معهم بهذا الأسلوب (رد السيئة بالحسنة) الأرحام من الإخوان؛ لأنهم أكثر من تقع منهم الإساءة، في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - «أن رجلا قال يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: إن كنت كما قلت، فكأنما تسفّهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» (صحيح مسلم). - أظن أن المرء ينبغي أن يكتسب خلق (الصبر) أولا، حتى يتمكن من رد السيئة بالحسنة! - في شرح رياض الصالحين للشيخ (ابن عثيمين) -رحمه الله-: «أما الأدب الإسلامي، فإن الله -تعالى- يقول: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34)، -سبحان الله-! إنسان بينك وبينه عداوة، أساء إليك، ادفع بالتي هي أحسن؛ فإذا دفعت بالتي هي أحسن يأتيك فورا الثواب والجزاء، وقوله: {ولي حميم}، أي قريب صديق في غاية ما يكون من الصداقة والقرب، والقائل هو الله -عز وجل- مقلب القلوب، ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن -عز وجل- يصرفه كيف يشاء! فهذا الذي كان عدوا لك ودافعته بالتي هي أحسن، فإنه ينقلب بدل العداوة صداقة {كأنه وليّ حميم}. وقال ابن عثيمين (مكارم الاخلاق): وقال -تعالى-: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (الشورى:40)، وكل إنسان يتصل بالناس فلابد أن يجد من الناس شيئا من الإساءة، فموقفه من هذه الإساءة أن يعفو ويصفح، وليعلم علم اليقين أنه بعفوه وصفحه ومجازاته بالحسنى، سوف تنقلب العداوة بينه وبين أخيه إلى ولاية، ومحبة، وصداقة، قال -تعالى-: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34)، وتأملوا أيها العارفون باللغة العربية، كيف جاءت النتيجة بإذا الفجائية؛ لأن (إذا) الفجائية تدل على الحدوث الفوري في نتيجتها {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34)، ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك قال: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظِّ عَظِيمٍ} (فصلت:35). هل نفهم من هذا أن العفو عن الجاني محمود مطلقا ومأمور به؟ وقد يفهم بعض الناس من الآية هذا الكلام، ولكن ليكن معلوما أن العفو إنما يحمد إذا كان العفو أحمد، فإن كان الأخذ أحمد فالأخذ أفضل؛ ولهذا قال -تعالى-: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (الشورى:40)؛ فجعل العفو مقرونا بالإصلاح. فالعفو أحيانا قد لا يكون فيه إصلاح، فقد يكون هذا الذي جنى عليك واجترأ عليك رجلا شريرا معروفا بالشر والفساد، فلو عفوت عنه لتمادى في شره وفساده؛ فالأفضل في هذا المقام أن تأخذ هذا الرجل بجريرته؛ لأن في ذلك إصلاحا. قال شيخ الإسلام ابن تيميه: «الإصلاح واجب، والعفو مندوب؛ فإذا كان في العفو فوات الإصلاح فمعنى ذلك أننا قدمنا مندوبا على واجب، وهذا لا تأتي به الشريعة» وصدق -رحمه الله-. تنبيه مهم وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة يفعلها كثير من الناس بقصد الإحسان، وهي أن تقع حادثة من شخص؛ فيهلك بسببها شخص آخر؛ فيأتي أولياء المقتول فيسقطون الدية عن هذا الجاني الذي فعل الحادث، فهل إسقاطهم للدية محمود ويعدّ من حُسن الخلق؟ أم في ذلك تفصيل؟ في ذلك تفصيل، فلابد أن نتأمل ونفكر في حال هذا الجاني الذي وقع منه الحادث، هل هو من الناس المعروفين بالتهور وعدم المبالاة؟ هل هو من الطراز الذي يقول: أنا لا أبالي أن أدهس شخصا؛ لأن ديته في الدرج -والعياذ بالله-!!. أم إنه رجل حصلت منه هذه الحادثة مع كمال التعقل وكمال الاتزان، ولكن الله -تعالى- قد جعل لكل شيئا قدرًا؟، إن كان من هذا الطراز الأخير فالعفو في حقه أولى. وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه، ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام، فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام لأمور: 1- رجاء مغفرة الله -عز وجل- ورحمته؛ فإن من عفا وأصلح فأجره على الله. 2- لاستدامة الود بينك وبين صاحبك؛ لأنك إذا قابلت إساءته بإساءة، استمرت الإساءة بينكما، وإذا قابلت إساءة بإحسان، عاد إلى الإحسان إليك وخجل. قال -تعالى-: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34) . فالعفو عند المقدرة من مكارم الأخلاق، لكن بشروط: أن يكون العفو إصلاحا؛ فإن تضمن العفو إساءة، فإنه لا يندب إلى ذلك؛ لأن الله اشترط، فقال: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ} (الشورى:40)، أي كان في عفوه إصلاح، أما من كان في عفوه إساءة أو كان سبباً للإساءة، فهنا نقول: لا تعف! مثل أن يعفو عن مجرم، ويكون عفوه هذا سببا لاستمرار هذا المجرم في إجرامه؛ فترك العفو هنا أفضل، وربما يجب ترك العفو حينئذ، فإذا ما دفع الآخر بالتي هي أحسن، انقلبت العداوة إلى مودة، والبغضة والوحشة إلى محبة وألفة. وهذه الأمور ليس بالسهل تحصيلها، وليس بمقدور كل إنسان أن ينالها، بل تحتاج إلى توفيق، وتدريب وصبر وشجاعة: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظِّ عَظِيمٍ} (فصلت:35). فإذا أساء إليك أحد من جيرانك، فادفع بالتي هي أحسن؛ فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ فذلك من دلائل مروءتك، ومن علامات سؤددك. ولهذا قيل: «مروءة الرجل صدق لسانه، واحتمال عثرات جيرانه، وبذل المعروف لأهل زمانه، وكفه الأذى عن أباعده وجيرانه». ومن الأمثلة التي يناسب ذكرها في هذا المقام، لبيان معنى قوله -تعالى-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت:34). قصة ثمامة بن أثال - رضي الله عنه - روى أبو هريرة - رضي الله عنه -، قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل ما شئت، فترك حتى كان الغد، ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتى كان بعد الغد، فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال: عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة؛ فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الأديان إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة، قال له قائل: صبوت؟ قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة، حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -» (البخاري ومسلم). وتأمل في ذلك حالَ النَّبِيِّ -عليه السلام- كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ» وقيل: إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في هذا الحديثِ هو الحاكي والمحْكيُّ عنه. اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |